لوب لوغ: انسحاب الإمارات من اليمن رفع التكلفة المحتملة لـ"بن سلمان" وسيؤثر على العلاقات بين البلدين

2019-07-27 06:51:04 أخبار اليوم/ متابعات


قال الكاتب الأميركي توماس ليبمان الخبير في الشرق الأوسط أن إن الانسحاب الإماراتي من اليمن أضعف بشدة قدرة التفاوض السعوديين، مما رفع التكلفة المحتملة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن أي مفاوضات لإنهاء هجمات مليشيا الحوثيين.
وأشار إلى أن قرار دولة الإمارات العربية المتحدة، بسحب معظم قواتها من اليمن لن ينهي الصراعات المتعددة الدائرة في اليمن.
وتوقع الكاتب- في مقال نشره موقع "لوب لوغ" وترجمه "الموقع بوست"- أن الانسحاب سيكون له آثار أوسع على العلاقات بين الإمارات وشريكها الإقليمي الأكثر أهمية المملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن السعوديين حصروا أنفسهم بشكل شبه كامل في الضربات الجوية في حين كانت الإمارات هي التي تقوم بمعظم القتال عل أرض الواقع، بالرغم من أنها زعيم "التحالف" الذي يقوم بالعملية طويلة الأمد. لافتا إلى أن السعودية، في شخص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ملتزمة بالحرب ضد الحوثيين.
وأضاف الكاتب الأميركي "حتى مع وجود دولة الإمارات بشكل كامل، فإن السعوديين ليسوا أقرب إلى تحقيق أهدافهم عما كانوا عليه عندما تدخلت في النزاع اليمني قبل أربع سنوات. الآن يظلون ملتزمين بالحملة لكنهم يفتقرون إلى الأداة الأكثر أهمية لشنها.
وذكر الكاتب عن مسؤولين إماراتيين أن قرار الانسحاب كان قيد المناقشة منذ فترة، وأن السعوديين كانوا على علم مسبق، وحتى الآن لم يقل السعوديون غير ذلك، على الأقل علنًا.
وتابع ليبمان إنه من الصعب تجنب الاستنتاج بأن انسحاب الإمارات قد ترك المملكة العربية السعودية تلعب يدًا أضعف بكثير. مشيرا إلى أن السعوديين قاتلوا بشكل كامل تقريباً من الجو، إلا أن الإماراتيين، الذين تمترسوا لسنوات في القتال إلى جانب الجيش الأميركي في أفغانستان وأماكن أخرى، قادوا تقريباً كل تقدم أرضي ناجح.
واستطرد "خلف الكواليس، لعب الضباط الإماراتيون والأسلحة والمال دورًا مهمًا بنفس القدر في تجميع تحالف متشعب من الميليشيات اليمنية العدائية المتبادلة، والتي بدأت بالفعل تتصارع لملء فراغ السلطة الذي خلفه الإماراتيون.
وأشار ليبمان إلى تصريحات السفير الأميركي السابق في اليمن جيرالد فيرستاين مؤخرًا والذي توقع أن السعوديين "سيواصلون حملتهم بغض النظر عما يفعله الإماراتيون أو الولايات المتحدة" لأنهم يعتقدون أنه ليس لديهم بديل.
وقال "لقد أوضح السعوديون أنهم ينظرون إلى الصراع مع الحوثيين على أنه حرب ضرورية، وليس حرب اختيار، وبكل المقاييس، أقنعوا الجمهور السعودي. موضحا أن السعوديين ليسوا مستعدين للتسامح مع وجود قوة عسكرية مدعومة من إيران عبر الحدود الجنوبية، خاصة وأن الحوثيين كانوا يطلقون الصواريخ على المطارات والمدن السعودية.
وفقا للكاتب فإن الإماراتيين الآن يقولون إنهم بحاجة إلى إعادة نشر بعض قواتهم في الوطن في حالة العدوان الإيراني، المحاصر بالعقوبات الأميركية المشددة والانتقادات على الشركاء والحلفاء الأميركيين، ويقول المسؤولون الإماراتيون إنهم دربوا عددًا كافيًا من الجنود اليمنيين بحيث يستطيع اليمنيون تحمل المزيد من الأعباء.
واستدرك "في حين أن الإمارات والسعودية دعمتا مختلف الفصائل في الصراع اليمني المعقد، إلا أنهما كانا يتصرفان بخلاف السياسة في جميع أنحاء المنطقة، وليس فقط في معارضة إيران".
وذكر أن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد إمارة أبوظبي، كان مرشدًا وصديقًا لنظيره السعودي الشاب محمد بن سلمان وكانوا معًا مهندسي المقاطعة التي فرضتها بلادهم على قطر المجاورة إلى جانب مصر والبحرين. وقد توحدوا في الدعم المالي للنظام المصري الاستبدادي لعبد الفتاح السيسي.
ودفعت المقاطعة قطر إلى تعاون اقتصادي أوثق مع إيران. كما أن قطر لم تغلق شبكة الجزيرة الإخبارية أو تطرد كتيبة عسكرية تركية، كما طالب السعوديون والإماراتيون وفقا للكاتب.
واستدرك "بعد أربع سنوات من ما كان من المفترض أن يكون حربًا سريعة ضد الحوثيين، هناك القليل من الأدلة على أن الجمهور السعودي بدأ ينفد.
وختم الكاتب الأميركي توماس ليبمان مقاله بالقول أن "التزام الإمارات المتواضع بالحرب ضد الانقلاب الحوثي قد لا يشهد أي خرق أكبر بين وليا عهد ابو ظبي والرياض، لكن إذا حدث ذلك، فقد يجبر برنامج محمد بن سلمان القوي على إعادة ترتيب مواقع المملكة العربية السعودية في جميع أنحاء المنطقة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد