كان يوماً إرهابيا ودموياً بامتياز عاشته مدينة عدن. يوماً دامياً مخضباً بلون الدم.. سقط فيه العشرات من القتلى والعشرات من الجرحي لتعيش المدينة يوماً مرعباً لا مثيل له.
انفجارات وسيارة مفخخة وصاروخ باليستي، في يوم الخميس الدامي والحزين الذي عاشه أبناء عدن منذ الصباح ليعيشوا يوماً مرعباً، فقد شهدت المدينة تفجير سيارة مفخخة أمام مقر شرطة الشيخ عثمان، راح ضحيته عدد من الجنود وتضرر المدنيون والمنازل.
وتبعه استهداف معسكر الجلاء بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة.. كان الجنود يستعدون للاحتفال بتخرج دفعة جديدة في المعسكر وعمل عرض عسكري لدفعة الخريجين قبل أن يباغتهم الصاروخ وينفجر خلف منصة الاحتفال، موقعاً العشرات من القتلى والمصابين.. وعلى رأس القتلى قائد معسكر اللواء الأول دعم وإسناد/ منير اليافعي- الشهير بأبو اليمامة- وعدد من الضباط والجنود التابعين لهذا المعسكر المدعوم إماراتيا.

بيان وزارة الداخلية

وقالت وزارة الداخلية- في بيانها التفصيلي حول العمليات الإرهابية-"إنه- وفي تمام الساعة الثامنة صباحاً من يوم الخميس الموافق 1/ 8 / 2019م- تم استهداف مركز شرطة الشيخ عثمان بسيارة مفخخة مما أدى إلى استشهاد 13 من أفراد الشرطة وجرح عدد آخر في العملية الإرهابية".
وأكد البيان أن قيادة الوزارة قامت باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة للتعامل مع هذه الأحداث بعد أن تم إسعاف الجرحى ونقل جثث الشهداء إلى مستشفيي "أطباء بلا حدود والبريهي".
وأضافت الداخلية "وفي عملية إرهابية أخرى، فقد استهدفت مليشيا الحوثي الإرهابية الانقلابية صباح اليوم بطائرة مسيرة وصاروخ باليستي قصير المدى، حفلا استعراضيا وتدريبيا عسكريا شهده معسكر الجلاء بالعاصمة المؤقتة عدن، ما أدى إلى سقوط 36 شهيداً بينهم قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير أبو اليمامة وعدد من رفاقه".
وعبّرت وزارة الداخلية، عن استنكارها الشديد لهذه العمليات الإرهابية.. مؤكدة أنها لن تتوانى في تأدية مهام عملها في حفظ الأمن والاستقرار وملاحقة العناصر الإرهابية وخلاياها وكل من يحاول إثارة الفوضى واستهداف قوات الأمن.. مشيرة إلى أن الهجومين يثبتان بأن مليشيا التمرد الحوثية وغيرها من الجماعات الإرهابية المتطرفة تتقاسم الأدوار وتكمل بعضها بعضا في حربها على الشعب اليمني وسعيها لضرب الأمن والاستقرار.
كما أكدت أنها لن تفرط في تضحيات الأبطال ودماء الشهداء التي سالت لتحرير عدن وسائر مدن اليمن من قوى الإرهاب والتمرد الحوثية، وأنها ماضية في طريق استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وستظل عدن وكافة المدن المحررة شامخة وقوية.
وقالت الوزارة" إنها إذ تدين وبأشد العبارات هذه الأعمال الإرهابية، فإنها تؤكد للشعب اليمني بأنها ومعها كافة القوى الوطنية وبمساندة من الأشقاء في دول التحالف العربي، ماضية في حربها لاستئصال الإرهاب والقوى التي تقف خلفه وتطهير اليمن من دنس ورجس المليشيات الحوثية المدعومة من إيران والقضاء على مشروعها التدميري البغيض".

وزير الداخلية يترأس اجتماعاً للجنة الأمنية العليا بعدن.

إلى ذلك ترأس نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس/ أحمد الميسري- أمس بعدن- اجتماعا للجنة الأمنية العليا، كرس لمناقشة مستجدات الأوضاع الأمنية في العاصمة المؤقتة عقب الحادثين الإرهابيين
وشدد الميسري على رفع درجة التأهب والاستعداد واليقظة الأمنية لأعلى مستوياتها والعمل على حماية الأمن والاستقرار وتضييق الخناق على العناصر الإرهابية وتعقبها وملاحقتها أين ما وجدت والقبض عليها وإحالتها للعدالة لتنال جزاءها العادل على جرائمها التي ترتكبها بحق الوطن والمواطنين وقيادات وضباط وصف ضباط وجنود القوات المسلحة والأمن، ودعاهم إلى تعزيز اللحمة الوطنية وتفويت الفرص على أعداء الوطن.
وجرى مناقشة تقرير حول ملابسات وحيثيات العمليتين الإرهابيتين بمعسكر الجلاء وشرطة الشيخ عثمان وكيفية الحد من هذه الأعمال الإرهابية وعدم تكرارها ومواصلة التحريات للوصول إلى وكر العناصر الإرهابية والقضاء عليها نهائيا.
وأكد الاجتماع على تفعيل غرفة عمليات مشتركة يتم من خلالها الاطلاع على مجمل تداعيات الأوضاع ووضع آليات التعاون والعمل المشترك لما من شأنه التغلب على كل المشكلات وإحكام السيطرة الأمنية واستتباب الأمن والاستقرار.
وأقر الاجتماع تشكيل لجنة تحقيق في حيثيات العمليتين الإرهابيتين ولجنة لحصر الأضرار البشرية والمادية في معسكر الجلاء وشرطة الشيخ عثمان ووجه نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية بتقديم الدعم اللازم لأسر الشهداء والجرحى والتكفل بعلاجهم.
كما وجه بتشكيل لجنة لزيارة الجرحى وتقديم واجب العزاء لأسر الشهداء ومنحهم التعويض اللازم والذي يأتي في سياق توجهات القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي وخطط وبرامج وزارة الداخلية تجاه الشهداء والجرحى في مثل هذه الحوادث الإرهابية.
وأدان الاجتماع جملة وتفصيلا للحادثتين الإرهابيتين وشدد على كشف ملابساتها وملاحقة الجهات والعناصر الضالعة في التخطيط لها وتنفيذها حتى ينالوا جزاء ما اقترفوه بحق الوطن والشعب ونقل الحاضرون تعازيهم لأسر الشهداء وفي مقدمتهم أسرة الشهيد القائد ابو اليمامة وتمنوا للجرحى الشفاء العاجل.
حضر الاجتماع محافظو عدن ولحج وأبين ورئيسي جهاز الأمن السياسي والقومي ورئيس الاستخبارات العسكرية ومدير عام شرطة لحج ومدير البحث الجنائي بوزارة الداخلية وعدد من القيادات العسكرية والأمنية
الرئيس يعزّي أسر الضحايا ويوجّه برفع اليقظة الأمنية
وجه الرئيس/ عبدربه منصور هادي، قيادات مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية على رفع اليقظة والجاهزية الأمنية لمواجهة ورصد الأعمال المشينة للميليشيا الحوثية الإيرانية وقوى التطرف والإرهاب المساندة والحليفة لها.
جاء ذلك في برقية عزاء ومواساة إلى قائد شرطة الشيخ عثمان وأهالي وذوي الضحايا من منتسبي المؤسسة الأمنية والمواطنين الأبرياء الذين قضوا في عملية الاستهداف الآثمة التي طالت مبنى شرطة الشيخ عثمان في العاصمة المؤقتة عدن.. وفقا لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وقال الرئيس هادي إن "تلك العناصر المارقة والغادرة التي تحاول عبثاً زعزعة امن واستقرار المناطق الأمنية وسفك دماء الأبرياء لن تنجوا مطلقاً من أفعالها المشينة وستطالها يد العدالة لتنال عقابها وجزاءها الرادع بما اقترفته بحق المجتمع".
وأشار- في برقية عزاء أخرى- في مقتل العميد منير اليافعي "أبو اليمامة" وعدد من رفاقه، إلى أن "المليشيات المارقة لا يمكن لها أن تنشد السلام مما يحتم على شعبنا التصدي لممارساتها وأفعالها المارقة والأثمة لتحرير كامل تراب الوطن من شرورها".

الحكومة: مخططات إرهابية تتحرك بدعم إيراني
.من جهة أخرى، قالت الحكومة، إن الهجومين الإرهابيين المتزامنين يؤكدان أن مصدرهما وغايتهما واحدة "وهي استهداف استقرار وأمن مدينة عدن وقطع الطريق على كل فرص السلام والاستقرار في اليمن"،
مشيرة إلى أن "المخططات الإرهابية تتلاقى وتتحرك بدعم من إيران".
وأكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة، راجح بادي، في بيان، إن "الهجومين يثبتان أن ميليشيات التمرد الحوثية وغيرها من الجماعات الإرهابية المتطرفة تتقاسم الأدوار وتكمل بعضها بعضاً في حربها على الشعب اليمني وسعيها لضرب الاستقرار والأمن".
وأضاف: "مجدداً يبرز دور إيران المعادي والتدميري في اليمن من خلال دعمها ورعايتها لميليشيات الحوثي الإجرامية وتزويدهم بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والأسلحة النوعية، بغية نشر الفوضى وتمكين مشروعها العنصري".
وأكد أن "الحكومة تضع المجتمع الدولي مجدداً أمام مسؤولياته"، معتبراً أن "استمرار التقاعس في الردع الحازم لهذه الميليشيات لن يؤدي إلا إلى مزيد من معاناة الشعب اليمني، وتهديد الأمن الإقليمي والدولي".. وكرر المطالبة "بموقف حازم في وجه المخطط الإيراني التوسعي في المنطقة، ومشروعها التخريبي والتدميري".

الصحة تكشف عدد الضحايا

وأفادت إدارة الصحة في عدن بأن عدد قتلى الهجمات ارتفع إلى 49 شخصاً، بالإضافة إلى 48 جريحاً.
وقال نائب مدير مكتب الصحة بعدن/ محمد ربيد، إن عمليات إحصاء الضحايا لا تزال مستمرة، لا سيما مع وجود إصابات حرجة.

مليشيات الحوثي تتبنّى الهجوم رسمياً
وأعلنت ميليشيات الإرهابية عبر قناة المسيرة أن ما أسمته بسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية لدى الميليشيات، أمس استهدفت معسكر الجلاء بعدن.
وأوضح المتحدث الرسمي لمليشيات الحوثي الإرهابية المدعو يحيى سريع- في بيان مقتضب- أن ما وصفها بالعملية المشتركة باتجاه معسكر الجلاء بعدن استهدفت عرضاً عسكرياً لمن وصفهم بالغزاة والمرتزقة، وكانت الإصابة دقيقة".
وبيّن سريع أنه تم "استهداف العرض العسكري بطائرة قاصف 2k وصاروخ باليستي متوسط المدى.
وداعش يتبنّى عملية السيارة المفخخة
كما تبنى تنظيم داعش الإرهابي العملية الإرهابية بالسيارة المفخخة التي استهدفت قسم شرطة الشيخ عثمان بالمدينة.
وأعلن داعش في بيان تبنية للعملية الإرهابية.

غريفيت قلق من تصاعد العنف في عدن
في ذات السياق أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن/ مارتن جريفيث عن قلقه إزاء تصاعد العنف في العاصمة المؤقتة عدن جنوبا وصعدة شمالاً.
وقال جريفيث -في تغريدة على حساب مكتبه في تويتر- "أشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في اليمن والاعتداءات في عدن اليوم وصعدة الاثنين، التي أودت بحياة العشرات بمن فيهم المدنيون والأطفال".
ودعا المبعوث الأممي الأطراف إلى الإيفاء بالتزامها بالسلام وبذل المزيد من الجهود من أجل التوصّل إلى حل سياسي للنزاع.

المجلس الانتقالي: الهجوم الغادر أصابنا بخسارة فادحة وخسرنا أشجع وأنبل الرجال
وأصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بياناً بخصوص الهجومين الغادرين اللذين استهدفا شرطة مديرية الشيخ عثمان ومعسكر الجلاء أكد فيه أن العاصمة عدن تعرضت لهجمات تفجيرية غادرة في كل من: (شرطة مديرية الشيخ عثمان وأحد معسكرات التدريب لقواتنا المسلحة الباسلة) في الوقت الذي كان فيه جنودنا يتهيؤون للاحتفال بتخريج إحدى الدفع الاعتيادية، قبل توجههم إلى الجبهات للتصدي للمشروع الإيراني الفارسي التوسعي جنباً إلى جنب مع أشقائنا في دول التحالف العربي وقد استشهد وجرح في هذا الهجوم الغادر ثلة من أنبل وأشرف وأشجع جنودنا البواسل ارتقت أرواحهم إلى بارئها في قوات الأمن والقوات المسلحة يتقدمهم المناضل البطل العميد/ منير محمود أحمد (أبو اليمامة)، مفتدين بأرواحهم وأجسادهم وطنهم دفاعاً عن كرامته وعزته واستقلاله.
وأضاف البيان: أيها المقاتلون الأبطال المجاهدون في كل مكان على أرض الوطن الحبيب في الوقت الذي نعزيكم ونعزي أنفسنا فإننا نهيب بكم أن تكونوا على أهبة الاستعداد للدفاع عن الدين والأرض والشعب ضماناً لحريته وأمنه واستقراره واستقلاله.
كما اكد البيان متابعة خلفيات الحادث ومن يقف وراءه، والعمل على الحفاظ على استقرار الأمور على الأرض وإننا إذ نقدر حالة الغليان الشعبي الكبير وحجم الخسارة التي منينا بها إلا أنها تزيدنا قوةً وعزماً وإصراراً على الثبات والأخذ بثأر الأبطال،
ويضيف البيان : وفي نفس الوقت نتدارس الأمور بكل هدوء وحكمة نحتاجها في هذا الوقت العصيب، فإننا ندعو إلى ضبط النفس ورباطة الجأش والصبر فإن الفرج قريب ولن يضرنا إرجاف المرجفين.
إنا لله وإنا إليه راجعون المجد للشهداء والشفاء للجرحى والعزة والكرامة للوطن.
الضحايا
وفيما يلي ننشر أسماء الضحايا الذين استشهدوا في حوادث التفجيرات الإرهابية وهم كالتالي:
1-القائد/أبواليمامة / قتيل
2-محمد علي عبدالله/قتيل
3-حاشد حسين المشوشي/ قتيل
4-محمود العيزبة/قتيل
5-محسن حمود ابن عم أبو اليمامة/قتيل
6-بسام صالح الضالعي/قتيل
7-علي سالم/جريح
8-علي محمد طالب/جريح
9-حسين غالب/جريح
10-اسد صالح علي/جريح
11-فهد صالح علوي/جريح
12-هيثم ثابت/جريح
13-سعد محمد سعد/جريح
14-محمد هيثم حسين/جريح
15-ابراهيم محمد ثابت/جريح
16-مجهول/جريح
17-محمد مطيع/جريح
18-صامد حيدرة / قتيل
19-علي قاسم/جريح
20-عبدالفتاح إسماعيل/جريح
21-زين أحمد بن أحمد/جريح
22-فهد محمد علي/جريح
23-فواز محمد قاسم/جريح
24-صالح قاسم/جريح
25-عوض حسين بن حسين/جريح
26-نوفل علي نصر/جريح
27-مشتاق حمود/جريح
28-يسلم محمد راجح/جريح
29-راجح صالح بن نصور/قتيل
30-حسين عاطف/قتيل
31-بسام صالح الضابعي/ قتيل
32-عبدالله يسلم الضالعي/ قتيل
33-هشام محمد صالح/ قتيل
34-احمد الخظر/ قتيل
35-حاشد المشوشي/ قتيل
36-محمود مثنى/ قتيل
37-محسن حمود احمد/ قتيل
38-همام عبد محسن/قتيل
39-سعيد حسين سعيد راجح/ قتيل
40- عبدالله يسلم الصامتي/ قتيل
41-عصام رضوان عبد/ قتيل
42-عبدالسلام الصهيبي/ قتيل
أربعة جرحى لم تعرف صورهم ولم يتم معرفة أسمائهم