عويل السلام الإماراتي..

غطرسة إعلامية و أبواق تزيف الواقع في اليمن!!

2019-08-05 07:16:07 أخبار اليوم / تقرير خاص


ما يزال عويل البروباغندا الإعلامية لدولة الإمارات عبر أبواقها، تبرر التغيير الملحوظ في دبلوماسيتها الخارجية، خاصة بعد التسريبات التي كشف عنها نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم في 24 يوليو 2019، بوجود قنوات تواصل سرية بين جماعة الحوثي الانقلابية ودولة الإمارات لبحث مسألة الانسحاب من اليمن، والذي أعقبه تقارب بين طهران وأبوظبي في 26 تموز/ يوليو ٢٠١٩.
الملفت للانتباه إن توقيت التقارب الإيراني الإماراتي جاء مباشرة بعد الإعلان عن حدوث انخفاض كبير في عدد القوات الإماراتية المتمركزة جنوبيّ اليمن، مطلع شهر يوليو.
التأكيدات الرسمية جاءت من مدينة دبي، الإمارة الأكثر تذمُّراً وحساسية وتأثُّراً بتداعيات المشاركة العسكرية للإمارات في حرب اليمن.
دراماتيكياً التقاربات الإماراتية الإيرانية، انعكست سلبا على مجريات الإحداث، التي أخذت منحنى تصاعدي خاصة في المناطق الجنوبية لليمن، والذي تحظى به أبوظبي بنفوذ سياسي وعسكري غير محدود من خلال ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي وبعض المليشيات المسلحة الخارجة عن سلطة الحكومة الشرعية.
ما يثير التساؤلات عند كثير من المراقبين الإعلاميين والسياسيين هو غطرسة آلاله الإعلامية الإماراتية واستفزاز أبواقها الإعلامية، قبل التقارب مع النظام الإيراني وبعد التقارب.
غطرسة إعلامية عبر أبواقها كانت تمهد لمشهد أمني ضبابي في المناطق الجنوبي، وتنبنئ بإحداث تحقق جزء منها في العاصمة المؤقتة عدن.
* البدايات
البدايات كانت مع تغريده الأكاديمي الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، المقرب من ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، على حسابه بموقع "تويتر/ مساء الأحد، "٢٨ يوليو ٢٠١٩"، قال فيها " لن يكون هناك يمن واحد موحد بعد اليوم".
تغريده الأكاديمي الإماراتي، استفزت ناشطين ومسؤولين يمنيين، ردوا بهجوم مضاد.
ثلاثة أيام فقط فصلت بين تغريده الأكاديمي الإماراتي عن نَّخْبُ التفاهمات المحرّمة بين الإمارات والإيران جنوب اليمن
الخميس 1 أغسطس 2019 كانت العاصمة المؤقتة مع موعد هو الأكثر داموية منذ عامين، عقب استهداف جماعة الحوثي الانقلابية وتنظيم "داعش" الإرهابي وفي وقت متزامن، هجومًا مزدوجًا، بطائرة مسيرة، بمركبة مفخخة، سقط خلالها أكثر من 50 قتيلاً من منتسبي الشرطة والحزام الأمني، بينهم القيادي الكبير بينهم القائد منير اليافعي (أبو اليمامة).
هجوم أخرى تنبناه تنظيم الدولة "داعش" راح ضحيته 13 جنديًا من قوات الأمن في هجوم بسيارة مفخخة استهدفت مركز شرطة الشيخ عثمان شمالي مدينة عدن بينما كان الجنود يقفون في الطابور الصباحي.
ويأتي الهجوميين بعد يوم واحد من عملية استهدفت موكب أمين عام المجلس الانتقالي أحمد حامد لملس في مديرية الرضوم بمحافظة شبوة، وتوفي ثلاثة من قيادات الانتقالي.
إعادة صياغة المشهد الجنوبي
في سياق تبدل مواقفها وتقاربها مع إيران كشفت صحيفة "أخبار اليوم" في تقريرها السابق "تفجيرات عدن.. نَّخْبُ التقاربات المحرّمة بين الإمارات وإيران" الصادر يوم السبت 3/ 8/2019، عن محاولات إماراتية لإعادة صياغة الساحة الجنوبية بما يخدم مشروعها ويستوعب تفاهماتها مع طهران.
من خلال حرف مسار الهجمات المزدوجة بين جماعة الحوثي الانقلابية على معسكر الجلا وهجوم تنظيم الدولة الأسلامية "داعش" وتنسيق الجماعتين التي تعمل كلا منها على نقيض الأخرى.
سيناريوهات الهجمات الحوثية التي تزامن مع هجمات لتنظيم "داعش" الإرهابي لا يمكن النظر إليه إلا بأنه يتم برعاية كاملة من قبل أطراف ضالعة في توظيف الإرهاب كإيران وحلفائها في المنطقة، أو التنسيق بين دولة الأمارات، التي تتهم بالعمل مع الجماعات المتطرفة، وجماعة الحوثي الانقلابية.
ما يؤكد ماتكهنت به صحيفة "أخبار اليوم" بوجود تنسيق حوثي مع بعض دول القيادات في الحراك الجنوبي أو مايعرف بالمجلس الانتقالي، المنخرطة في عمليات التصفيات الداخلية جنوبي اليمن، والتي سربت بعض المعلومات للجماعة ومكنتها من استهداف المعسكر، وقتل العميد منير اليافعي قائد اللواء الأول دعم وإسناد.
وحرف مسار الهجمات التي تبناه الحوثييون وتنظيم الدولة "داعش" هو محاولة بعض الإطراف الانفصالية الموالية لحكومة أبوظبي اتهمت أطرافا أخرى، وحاولت استغلال الحداثة من باب التحريض على أبناء المناطق الشمالية في وتحميلها مسؤولية الإختلالات الأمنية التي تشهدها المدينة.
هو ما كشفت مصدر يمني خاص لموقع عربي21، عن خطة إماراتية لإعادة صياغة المشهد الجنوبي تستوعب تفاهماتها مع طهران.
بحسب المصدر ذاته، فإن الإماراتيين تعهدوا للإيرانيين بإعادة صياغة المشهد في المحافظات الجنوبية، بما يضمن تهيئة المجال للحليف التقليدي لإيران، عيدروس الزبيدي، الذي يعد من أبرز رجالات أبوظبي هناك، التي أدت دورا في تأسيسه "المجلس الانتقالي الجنوبي" أوساط العام 2017.
وأشار المصدر القريب من قيادات رفيعة ونافذة في المجلس الجنوبي إلى أن هناك صراع أجنحة داخل هذا الكيان، أبرزها، الجناح الذي يقوده، الزبيدي، رئيس المجلس، وجناح آخر يتزعمه أحمد لملس، الذي يشغل أمين عام المجلس، وتقف خلفه أصوات معتدلة، تعارض تطرف جناح الزبيدي في كثير من المواقف، لكنها مقموعة.
وتطرق إلى أن الهجوم على معسكر الجلاء الواقع بالقرب من قاعدة عسكرية تابعة للإمارات، حيث يوجد فيها كبار ضباطها، في البريقا، غرب مدينة عدن، من قبل الحوثيين يوم الخميس، لم يكن ليحدث لولا وجود تنسيق بين الإماراتيين الذين غابوا عن العرض العسكري المستهدف، ولأول مرة.
وذكر المصدر القريب من قيادات المجلس الانتقالي، أن القوات الإماراتية متورطة في التنسيق مع الحوثيين، في الهجوم على معسكر الجلاء، كونها من تمسك بالملف الأمني في مدينة عدن، وذلك كبادرة حسن نية للتقارب مع طهران،
وأوضح المصدر نقلا عن قيادات في المجلس الجنوبي، أن التنسيق الأمني بين الإمارات وإيران سيوفر للحوثي معلومات مهمة لتوجيه ضربات نوعية ضد أهداف وشخصيات سياسية وعسكرية وازنة، تشعر بتململ من سياساتها التي حولت عدن والمدن المجاورة إلى ساحة صراع لتحقيق طموحاتها.
كما أن المعلومات أيضا، ستشمل أهدافا حيوية تابعة للحكومة المعترف بها. وفقا للمصدر.
في خضم هذه التطورات على الساحة الجنوبية خلال 72 ساعة الماضية فأن تغريده الأكاديمي الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، المقرب من ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، على حسابه بموقع "تويتر في ٢٨ يوليو ٢٠١٩، التي قال فيها " لن يكون هناك يمن واحد موحد بعد اليوم" ، تؤكد المساعي الإماراتي التي نجحت حتى ألان في إثارة فتنة مناطقية تشنها المناطق الجنوبية ضد أبناء المناطق الشمالية، إعادة صياغة المشهد في المحافظات الجنوبية، بما يضمن تهيئة المجال للحليف التقليدي لإيران، عيدروس الزبيدي، الذي يعد من أبرز رجالات أبوظبي هناك.
* خطة السلام الإماراتية


٣ أغسطس ٢٠١٩ تغريده أخرى للأكاديمي الإماراتي، "عبدالخالق عبدالله" مستشار ولي العهد الإماراتي، قال فيها، أن "الحرب في اليمن انتهت إماراتياً ويبقى إن تتوقف رسميا والإمارات ستضع من ألان فصاعدا كل ثقلها السياسي والدبلوماسي للدفع بالتسوية وتحقيق السلام للشعب لليمني الذي عانى كثيرا من انقلاب جماعة الحوثي المدعومة من إيران".
حديث الرجل عن توقف الحرب في اليمن ليس من نابع من رأي شخصي للرجل، فجميع تصريحات أدوات حكومة أبوظبي غير الرسمية تعبر عن سياستها الخارجية في المنطقة.
خطة السلام الإماراتية التي تروج لها البروباغندا الإعلامية التابعة لها بحسب مراقبين، تمهد لمرحلة جديدة في المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرتها، بما يتوافق مع المشروع الحوثي المدعوم إيرانياً.
مرحلة سيدفع ثمنها المعسكر المضاد للجماعة الحوثية، الحكومة الشرعية والمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي، وبعض فصائل الحراك الجنوبي الرافض للسياسة الإماراتية في جنوب اليمن، يقول البعض.
ويضيف آخرون، فلسفة التقارب الإيراني الإماراتي تكمن، في ضرب مشروع الوحدة اليمنية، من خلال تعمق الكراهية ضد المناطق الشمالية في الجنوبي اليمن، وأزحه بعض القيادات الجنوبية الرافضة لفكرة التقارب بين أبوظبي وطهران في الملف اليمني، والعمل على إبعاد الحكومة اليمنية من المشاهد السياسي والعسكري في شمال وجنوب اليمن.
* ترتيبات إماراتية
في ضل تداخل خيوط اللعبة وتعقيدات المشهد اليمني، وتداخل الأدوار الإقليمية المتناسقة، تدخل الحرب في اليمن منعطف جديد عقب التقارب الإيراني الإماراتي.
التقارب بين طهران وأبوظبي جاء عقب إستراتيجية مرسومة للأخير من خلال مشاركتها الفعالة في التحالف العربي الذي تجاوز في تأثيره على مجريات الحرب دور المملكة العربية السعودية، نتيحه التناقض الذي كشفت عنة أهداف التحالف العربي،.
سمحت الإستراتيجية الإماراتية من إعادة خارطة النفوذ السياسي والعسكري جنوبي اليمن، لصالح حلفائها في المجلس الانتقالي الجنوبي على حساب الحكومة الشرعية.، وإزاحتها من معادلة النفوذ ومحاولة إضعافها في المناطق المحررة، واستنزافها عسكريا في معركتها الوجودية مع المتمردين الحوثيين, في أكثر من جبهة، وإطالة أمدى الحرب وعدم البحث عن سيناريوهات الانتصار السريع، وتخفيف الاحتمالات الحسم العسكري مع الانقلابيين الحوثيين.
الرؤية الإماراتية التي اعتمداها أبناء زايد، تعتمد ايضاً على وضعت المملكة العربية السعودية داخل دائرة التهديد المحلي عبر المليشيات المدعومة إماراتيا والتي تحظى بدعم إقليمي ودولي من جهة، ومن خلال التقاربات التي تقودها بعض الإطراف الدولية بين طهران وأبوظبي لتجريد الرياض من أي نفوذ جنوبي اليمن.
كل ذلك جاء نتيجة لتبعات عدم الحسم العسكري على المستوى المحلي والإقليمي، من قبل التحالف العربي الذي راهنت علية الحكومة الشرعية واليمنيين، والذي سمح لدولة الإماراتي التي تتبجح بالسلام في اليمن بانجاز التالي:
1- بناء ميلشيات خارج الدولة قوامها ٩٠ إلف جندي في الجنوب خارج سلطات الدولة بعقيدة قتالية ضد الحكومة الشرعية
2- استنزاف الحكومة الشرعية
3- تفكيك تحالفات الشرعية في مقابل التقارب مع جماعة الحوثي الانقلابية
4- تعطيل بعض جبهات القاتل نهم وصروح تعز
5- تفريخ القبائل المؤيدة للشرعية مثل قبائل "حجور" حجة "ذي ناعم" البيضاء
6- تفكيك البنى التقليدية والمجتمعية والقبلية والقوى العسكرية والمنظومات الأيدلوجية والأحزاب السياسية، لصالح بدائل مذهبية ومناطقية وتكوينات ميليشاوية.
7- خلق حروب أهلية صغيرة ذات نفس مناطقي ومذهبي
8- دعم تجزئة اليمن وتشكيل خارطة حلفاء جدد على الأرض من منظور تبغي وليس شريكا
9- نجحت في منع الحكومة الشرعية من تحرير مدينة الحديدة الساحلية
10- أقدمت على تسليم بعض الجزر الإستراتيجية لبعض المليشيات المسلحة التي لاتؤمن بالشرعية اليمنية وكانت في وقت سابق تقاتل في صف المتمردين الحوثيين ضد التحالف العربي والحكومة اليمنية.
11- أضعفت الحكومة الشرعية إمام المجتمع الدولي نتيجة التقارب بين أبوظبي ولندن

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد