الإمارات تغرق في صحراء شبوة

2019-08-27 07:11:58 أخبار اليوم/ تقرير خاص

 

هبت تلك البراكين من مضاجعها، تطغو وتكتسح الطاغي وتلتهم، أنفت الإقامة في أمة تداس بأقدام أربابها، وتسير تنفلت من خزيها كراماً, وتتخلص ممن عابها.
كلمات تختزل قصة مدينة كفرتُ بعهد الطغاة البغاة، وما زخرفوه وما زيفوه، وأكبرت نفسها عن أن تكون جارية لطاغية توّجوه.
شبوة قصة مدينة ثارت فمنحت التاريخَ أفقاً ليسَ فيهِ ظلامُ، وانتفضت ضد ذلك المعول الهدام جنوبي اليمني، الذي مازال يقدّس الأصنامَ وهي حطامُ.
الاثنين 26 أغسطس 2019، علامة فارقة في تاريخ الدولة اليمنية، ومستقبلها وحدة ترابها، ومستقبل وحدة تحالف عربي يدعم الشرعية هناك.
انتصرت شبوة وانتصر معها مشروع الوحدة اليمنية.. انتصرت شبوة وانتصرت معها أبين وحضرموت والمهرة وسقطرى.. انتصرت شبوة، وانتزعت من جديد مشروع الدولة اليمنية الاتحادية.
انتصرت شبوة وتداعى المشروع الإماراتي الذي يتربص به الطموح الإيراني بتطويق اليمن، والمملكة العربية السعودية.. انتصرت وأسقطت المشاريع الرديفة للانقلاب الحوثي في صنعاء.
*إعادة التوازن
مثّل الانتصار الحكومي في محافظة شبوة الغنية بالنفط، نقطة لإعادة التوازن السياسي والعسكري والاجتماعي، جنوب اليمن، عقب محاولة إماراتية كانت تسعى إلى خلط الأزرق وتغيير خارطة النفوذ السياسي والعسكري والاجتماعي، وإعادة هندسة الجنوب، التي يمكن فهمها، من زاوية التقارب الإماراتي الإيراني، الذي انعكس سلباً على المشهد الجنوبي، من جهة.
ويمكن أن يقرأ- أيضاً- من زاوية الترتيبات الدولية، الموازية للتقارب بين أبوظبي وطهران، والتي تسعى لإعادة صياغة المشهد الجنوبي، المحضرة لها مسبقاً والتي اختمرت أركانها، عقب الانقلاب الإماراتي في عدن في العاشر من أغسطس/ آب من العام الحالي، من جهة أخرى.
معادلة حكام أبوظبي سعت إلى تشطير اليمن الموحّد من خلال تفكيك البنية الأساسية للدولة اليمني، وتغيير معطيات الهوية والتنوع الثقافي والحضاري، عبر أذرعها "المجلس الانتقالي" المنادي بالانفصال، والسطو العسكري المباشر على الجنوب اليمني بأسلوب قسري وأدوات مليشاوية عنيفة.
ملامحها تعثر المشروع الإماراتي في المحافظات الجنوبية والقاضي بفصل هذه المحافظات عن الدولة اليمنية في ظرف شديد التعقيد على المستوين اليمني والإقليمي، بدأت- عقب الانسحاب الإماراتي من الحرب في اليمن- والذي يعتبره الكثيرون مجرد إعادة تموضع للمشروع التخريبي في اليمن.
عقب التحول في السياسة الإماراتية تم الإيعاز المباشر لأذرعها الانفصالية بالانقلاب على السلطات الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن، والذي نجح بشكل تام في السيطرة على المدينة الساحلية في العاشر من أغسطس/ آب من العام الحالي.
وبسبب هذا التحول الخطير فقد باتت الإمارات في حالة مواجهة شاملة مع السلطة الشرعية ومع حليفها في التحالف المملكة العربية السعودية، على كافة المستويات، بعد تبنيها العملي للانقلاب الذي قامت به مليشيا المجلس الانتقالي في عدن وتمدد هذا الانقلاب باتجاه أبين وشبوة، الأمر الذي لم تملك معه السلطة الشرعية وحكومة الرياض سوى أن تكشف عن الوضعية الجديدة للإمارات من دولة كانت جزءا من تحالف عربي يساند الشرعية والتحالف إلى دولة تتبنى انقلاباً ثانياً وأكثر خطورة على السلطة الشرعية والدولة اليمنية، وعلى المملكة، وتتبنى خطاً منفصلاً عن استراتيجية التحالف وأهدافه، وجب مكافحته وقاتلة في كل شطر من اليمن.
* انتكاسة شبوة


خلال أربعة أيام متتالية، من مواجهات الدامية بين قوات الجيش الوطني، ومليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الانفصالي الموالي للإمارات، في محافظة شبوة، جنوبي شرق اليمن، تعرضت الأخيرة لانتكاسة غير متوقعة أسقطت معها الحسابات الإماراتية المعقدة في الجغرافيا الجنوبية للبلاد.
الانتصار حكومي أوحى بانتكاسة كبرى للإمبراطورية الصغيرة "الإمارات" وأذرعها، وانعكست على باقي المحافظات الجنوبية من عتق بشوة حتى أبواب عدن، وأبين، وامتداد إلى حضرموت والمهرة، وصولا إلى سقطرى.
* تسلسل زمني للمعركة
الخميس22 أغسطس ٢٠١٩
اتهمت الحكومة اليمنية، قيادة القوات الإماراتية في منطقة بلحاف بشبوة بتفجير الوضع العسكري ومحاولة اقتحام مدينة عتق مركز المحافظة، رغم الجهود التي تبذلها السعودية لإنهاء الأزمة وإيقاف التصعيد.
وقال الناطق باسم الحكومة/ راجح بادي، ‘ن "توسيع التمرد المسلح إلى محافظة شبوة يمثل تحدياً واضحا لأهداف التحالف العربي ولجهود السعودية للتهدئة وإصرار على إفشال كل جهود التهدئة واحتواء الأزمة".
وأكد بادي- وفقا لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)- أن "الحكومة عازمة على مواجهة التمرد الذي يقوده ما يسمى بالمجلس الانتقالي بكافة الوسائل
واندلعت مواجهات من مساء الخميس 22 أغسطس، بين القوات الحكومية اليمنية وأخرى تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، حتى الساعات الأولى من فجر الجمعة 23 أغسطس، بعد محاولة الأخيرة اقتحام المدينة والسيطرة عليها.
الجمعة 23 أغسطس
توقف المواجهات في مدينة عتق- عاصمة محافظة شبوة صباح الجمعة- بعد مواجهات عنيفة انتهت بتمكن الجيش الوطني من كسر هجوم لقوات الانتقالي (المدعوم من الإمارات) ودحرها إلى خارج المدينة.
من جانبه أعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي/ هاني بن بريك- صباح الجمعة- توقف المعارك في شبوة وقال إن ذلك احتراماً للتحالف بقيادة السعودية والتزاماً بالتهدئة.
وفي وقت لاحق وجهت قيادة محور عتق العسكري رسالة لمنسوبي قوات النخبة بأن لا ينصاعوا لتوجيهات الانتقالي، ودعتهم للانضمام لقوات الحكومة الشرعية وسيتم ترتيب وضعهم في صفوف الألوية العسكرية.
وصول تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، إلى تخوم مدينة عتق، تضم التعزيزات عربات ومدرعات، قدمت من منطقة بلحاف حيث مقر القوات الإماراتية، وأخرى قدمت من جهة الجنوب من محافظة أبين، لإسناد قوات الانتقالي التي تحاول اقتحام مدينة عتق.
من جهتهم قال شهود عيان آخرين إن تعزيزات عسكرية وصلت من معسكر العقلة التابع للحكومة الشرعية في محافظة شبوة، بهدف إسناد القوات الحكومية المدافعة عن المدينة.
عقب ذلك، هاجمت القوات الحكومية مواقع مسلحي الانتقالي معسكر ثماد، أحد أهم معسكرات القوات الموالية للإمارات بالمحافظة، فيما خاضت مواجهات شرسة للسيطرة على معسكري الشهداء ومرة.
السبت ٢٤ أغسطس ٢٠١٩
سيطرت القوات الحكومية في الساعات الأولى من فجر السبت، على معسكر ثماد الواقع شمال شرقي عتق، والذي كانت تسيطر عليه قوات الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات منذ أكتوبر الماضي.
ويعد معسكر ثماد، واحداً من أهم المعسكرات التابعة للانتقالي في عتق، إلى جوار معسكري الشهداء ومرة، واللذين خاضت القوات الحكومية معارك شرسة لاستكمال السيطرة عليهما.
إلى ذلك سيطرت قوات الجيش الوطني السبت، على معسكر "مرة" الاستراتيجي أحد أكبر المعسكرات التي تتمركز فيها قوات النخبة الشبوانية (المدعومة من الإمارات)غربي مدينة "عتق" بمحافظة شبوة.
ويعتبر ‏معسكر "مرة" الصحراوي ثاني أهم قاعدة عسكرية في المحافظات الجنوبية في اليمن من حيث المساحة والتحصينات بعد قاعدة "العند".
ويقع المعسكر الاستراتيجي غرب مدينة عتق، ويتوسط حقول النفط بمديرية عسيلان، والعقلة، وعياد، وتسيطر عليه قوات النخبة الشبوانية منذ أكثر من عام بعد أن كان بيد قوات اللواء 21 ميكا.
الاشتباكات أسفرت عن إصابة 3 من أفراد الجيش، الذي استولى على أطقم عسكرية وعتاد عسكري متنوع كان داخل المعسكر، فيما استسلم 30 من عناصر "النخبة الشبوانية".
وتمكنت القوات الحكومية من السيطرة على مقر المجلس الانتقالي الجنوبي بمدينة عتق وأحكمت القوات الحكومية السيطرة على النقاط بين منطقة العبر ومدينة عتق، وانتزعت قوات الجيش الوطني معسكر الشهداء، مقر اللواء الرابع نخبة التابع للانتقالي الجنوبي، غربي مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن.
الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠١٩


تعرض تعزيزات عسكرية تابعة لما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، لكمين نفذه مسلحون قبليون، في مديرية المحفد بمحافظة أبين، قادمة من العاصمة المؤقتة عدن، في طريقها لتعزيز قواتها في محافظة شبوة.
وفي محافظ أبين رفض قائد اللواء 115 مشاة العميد/ سيف القفيش- في مديرية لودر شمالي شرق أبين- مقترح لجنة تفاوض شكلها المجلس الانتقالي الجنوبي لتسليم مبنى اللواء للقوات الموالية للمجلس المدعوم إماراتيًا.
وبحسب مصدر عسكرية فإن القفيش رفض عرض اللجنة التي شكلها الانتقالي وأشار إلى أن المجلس قدّم عروضا لاستقطاب القفيش إلى معسكره ومنحه منصب قيادي عسكري لكن الأخير لا يزال رافضًا.
وبعودة إلى محافظة شبوة قتل 3 من عناصر قوات ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي وجرح سبعة آخرين، الأحد، إثر صد قوات الحكومة الشرعية هجوما شنته الأولى على نقطة الجلفوز وتبة الإرسال، شرق مدينة عتق.
على الصعيد السياسي قال محافظ شبوة "محمد صالح بن عديو"، إن المحافظة أسقطت انقلاب مليشيات الانتقالي المدعوم من الإمارات بشكل كامل، كما أسقطت من قبل انقلاب مليشيات الحوثيين، مؤكدا أن المرحلة القادمة لتضميد الجراح وفتح صفحة جديدة من التسامح.
جاء ذلك في بيان للمحافظ قال فيه، "لم نختر هذه الحرب ولم نكن نتمنى حدوثها وقدمنا كل التنازلات لكنهم أغلقوا كل باب وحشدوا كل قواتهم من مدرعات وعربات لو امتلك الجيش الوطني القليل منها لاختصر الوقت في دحر المليشيات الإيرانية".
واتهم المحافظ التشكيلات العسكرية التي أنشأتها ودربتها الإمارات وسلحتها، بالاعتداء على رجال الجيش والأمن والشركات وتخريب وتفجير أنابيب النفط والغاز.
وأكد أن مشاريع التمرد على الدولة وصناعة كيانات ومليشيات توازيها بات أمرا لا يمكن القبول به أو التعاطي معه، موجها رجال الجيش والأمن بالتعامل بأخلاق الحرب مع المقاتلين المغرر بهم والعفو عن الموقوفين وإعادتهم إلى ذويهم مكرمين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وتأمين عاصمة المحافظة ومعالجة القصور في الخدمات التي تسببت فيها هذه الإحداث.
مساء أمس الأحد وصل رئيس مجلس الوزراء الدكتور/ معين عبد الملك إلى محافظة شبوة، قادما من العاصمة السعودية الرياض.
عبد الملك عقد اجتماعاً استثنائيا لمجلس الوزراء بحضور محافظ شبوة وقيادات السلطة المحلية في مدينة عتق.
زيارة رئيس الوزراء لمحافظة شبوة تأتي في ظل احتدام المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين الانفصاليين المدعومين من الإمارات.
زيارة مثلت بحسب مراقبين، انتصاراً سياسياً يعزز النصر العسكري الذي حققه الجيش في دحر ميلشيات المجلس الانتقالي التابع للإمارات، كما أنها عزز حضور الدولة بقوة على الساحة اليمنية.
مصدر حكومي أكد في وقت سابق لـ"أخبار اليوم" أن حضور رئيس الوزراء إلى مدينة عتق وعبر مطار المدينة وبطائرة سعودية هي رسالة بأنه يجب على الدولة الداعمة للانقلاب العبثي في عدن إدراك أن خططها قد فشلت.
الاثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٩
موعد النصر، الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان، في بيان لها، استكمال السيطرة على كامل مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، وتطهير كافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية في المدينة والتصدي للتمرد بكل قوة وحزم، والقيام بواجب حماية المدن والمؤسسات والدفاع عن الوطن ومكتسباته ضد أي أطماع داخلية أو خارجية، داعية في بيان لها كافة "المقاتلين في صفوف الجماعات المتمردة" إلى عدم مهاجمة إخوانهم في مؤسسات الجيش والأمن والتوقف عن سفك الدماء بين الإخوة.
البيان قال إن "التمرد المسلح لن يحرف بوصلتنا عن حربنا الأساسية في محاربة المشروع الإيراني والمليشيات الحوثية"، مشيراً إلى أن الجيش اليمني "والتحالف العربي بقيادة السعودية في جبهة واحدة ويجمعنا سوياً رابط الدم والتاريخ والعقيدة ووحدة المصير". وفق البيان.
تداعيات الانتصار التاريخي للحكومة الشرعية، على المشروع التشطيري لدولة الإمارات، امتد من شبوة شرقا إلى زنجبار أبين جنوباً.

فقد تمركزت قوات عسكرية من اللواء 115 مشاة في الجيش الوطني، في بلدة شقرة الساحلية شرقي زنجبار، قرب مفترق طرق مؤدية إلى محافظة شبوة جنوبي شرق البلاد، في خطوة لقطع تعزيزات للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات صوب عتق عاصمة المحافظة النفطية التي شهدت معارك عنيفة الأيام الماضية.
وبالتزامن مع الانهيار الكامل لقوات ما يعرف بالانتقالي الجنوبي المدعوم إمارتياً والتي أصابها الوهن جراء الهزيمة المرة في محافظة شبوة، وصلت قوات الجيش الوطني القادمة من منطقة بلحاف إلى مدينة أحور، مساء الاثنين، وتمركزت في المدينة الواقعة على ساحل البحر العربي جنوب شرقي محافظة أبين، جنوبي اليمن.
وواصلت قوات أخرى التقدم خارج المدينة باتجاه الطريق المؤدي إلى بلدة شقرة الساحلية شرقي زنجبار مركز العاصمة.
ويأتي هذا التقدم بعد ساعات من إعلان قائد الحزام الأمني في المنطقة الوسطى "علي عوض المحوري"، تأييده للحكومة الشرعية، بعد 24 ساعة من استكمال القوات الحكومية سيطرتها على كامل محافظة شبوة جنوب شرقي البلاد.
وفي خضم هذه الانتصارات العسكرية للقوات الحكومية على أذرع الإمارات في شبوة وأبين، قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور/ معين عبد الملك، إن محافظة شبوة "تضع نفسها اليوم في المكان الصحيح قائدة للمشروع الوطني"، مؤكداً اعتماد مخصصات استثنائية للتنمية في محافظة شبوة والعمل على تنفيذ مشاريع عاجلة مع سلطاتها المحلية.
جاء ذلك خلال ترؤسه لاجتماعين منفصلين بقيادة السلطة المحلية بمحافظة شبوة واللجنة الأمنية العليا بمحافظة شبوة، بحضور نائب رئيس الوزراء ومحافظ شبوة وعدد من الوزراء، ورئيس هيئة الأركان العامة بالجيش الوطني وقيادات عسكرية وضباطاً سعوديين.
وفي سياق درامتيكا التطورات على المستوى العسكري والسياسي، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الاثنين، تشكيل لجنة مشتركة "سعودية إماراتية" لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظات شبوة وأبين، ومعالجة الأحداث واستكمال الإجراءات في محافظة عدن، على أن تبدأ اللجنة عملها من اليوم 26 أغسطس.
جاء ذلك في تصريحات صحفية للمتحدث باسم قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، العقيد/ تركي المالكي.

المالكي قال " إن القيادة المشتركة للتحالف تؤكد ضرورة التزام كافة الأطراف في محافظة (شبوة) باستمرار وقف إطلاق النار والمحافظة على التهدئة".
وأضاف المالكي- في بيان مقتضب نشرته وكالة واس السعودية - إنن "قيادة القوات المشتركة للتحالف تتابع الموقف ميدانياً بمحافظة شبوة، وشكلت لجنة مشتركة (سعودية-إماراتية) تبدأ في العمل اليوم الاثنين (26 أغسطس 2019م).
وفي وقت سابق من يوم الاثنين أعلنت السعودية والإمارات، رفضهما واستنكارهما لحملات التشويه التي تستهدف الأخيرة، على خليفة اتهامها بالوقوف خلف الأحداث التي شهدتها وتشهدها محافظات جنوب اليمن.
وفي بيان صادر عن خارجية الدولتين، أكد حرصهما على اليمن ومصالح شعبه وأمنه واستقراره ووحدته واستقلاله بقيادة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.
وأشار البيان إلى ترحيب "الحكومة اليمنية والأطراف التي نشب بينها النزاع (الانتقالي الجنوبي) بالوقف الفوري لإطلاق النار وقيامها بتسليم المقرات المدنية في (عدن) للحكومة الشرعية تحت إشراف قوات التحالف والترحيب بدعوة المملكة للحوار في (جدة)".
وأوضح البيان أن حكومتا البلدين تعربان "عن رفضهما واستنكارهما للاتهامات وحملات التشويه التي تستهدف دولة الإمارات العربية المتحدة على خلفية تلك الأحداث".
من جانبه أصدر ما يُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات بياناً حول التطورات الأخيرة في المحافظات الجنوبية وتحديداً في "شبوة" التي مُنيت فيها قواته بخسارة كبيرة.
رحب فيه بالبيان السعودي ـ الإماراتي الذي صدر الاثنين عن وزارتا خارجية البلدين، والذي شدد على وحدة وسلامة وسيادة اليمن بقيادة الرئيس/ عبدربه منصور هادي.
بيان الانتقالي الجنوبي حاول تصوير المواجهات التي تدور حالياً على أنها شمالية ـ جنوبية، واتهم الحكومة اليمنية بأنها مظلة للإرهاب.
وفي ذات الاتجاه دعا الشيخ "طارق الفضلي" رئيس اللقاء التشاوري لقبائل أبين، أفراد وقيادة الحزام الأمني التابع لما يعرف بالانتقالي الجنوبي إلى الانضمام للقوات الشرعية..

* على أبواب عدن


وفقا لمعطيات المعركة على الميدان باتت الحكومة اليمنية على مشارف أبواب العاصمة المؤقتة عدن، التي انتزعت منها عنوة من قبل مليشيا الإمارات.
في المقابل لا يمكن القول إن مشروع الانقلاب- الذي تموله الإمارات في جنوب اليمن- قد مني بهزيمة ساحقة، في ضظل الاستراتيجية القائمة في التحالف السعودي الإماراتي القائمة من منطلق توزيع الأدوار في الباطن، هدفه تقسيم المغانم في بعض الساحات وتخفيف التكاليف في البعض الآخر.
فمن الخطأ الظن بأن الرياض كانت غافلة عن الخطوات الإماراتية بالانقلاب على السلطات الشرعية وإسقاط العاصمة المؤقتة عدن، والتمدد نحو أبين وشبوة، وأن مثل دورها عامل نجاح كبير جداً في إفشال المخطط الانتقالي للسيطرة على محافظة شبوة، ولو من الناحية المعنوية.
فقد يكون انتصار الحكومة الشرعية في شبوة مجرد تمهيد للترتيبات السعودية الإماراتية التي تسعى إلى إحداث اختراق في الحكومة اليمنية، من خلال مقايضة استعادة العاصمة المؤقتة عدن، بمنح أعضاء في الانتقالي الجنوبي من 4 إلى 5 وزارات في الحكومة تنتهي باختراق بعض الوزارات السيادية (الداخلية _ الدفاع).
في الأخير يرى خبراء في الشأن اليمني أن التحالف الذي حصل بين أبو ظبي والرياض تمّ بين شخصين وليس بين دولتين، أي بين محمد بن زايد ومحمد بن سلمان. ولطالما لعب الأول دوراً كبيراً في تسويق مشروع الثاني، والعكس صحيح.
////////

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد