تحركات روسية مكثفة في المشهد السياسي اليمني..

لقاءات بوغدانوف مع كيانات مختلفة إعلان عن دور روسي قادم

2019-09-03 04:21:46 أخبار اليوم/ متابعة خاصة

 


يعود الدور الروسي للمشهد السياسي اليمني وبقوة وذلك من خلال متابعة ورصد التحركات الروسية الأخيرة لمناقشة ملف الأزمة السياسية اليمنية والحرب المستمرة وأحداث الصراع الدائرة في عدن ومدى تأثير كل هذه الأحداث على البلد.
وفيما الأوضاع في اليمن تسير نحو التصعيد العسكري بين الحكومة الشرعية والرئيس الشرعي هادي في مواجهة دولة الإمارات العربية المتحدة التي رعت ودعمت الانقلاب الأخير على شرعية هادي وحكومته من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي وسيطرته على العاصمة المؤقتة عدن، كان الموقف الروسي يقوم بحركات دبلوماسية بعيدة عن التصعيد العسكري، إذ كان موفد الرئيس الروسي بوتين للشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف يعقد عديد لقاءات مع أطراف يمنية مختلفة ويناقش معها محاور الأزمة ويطلع منها على رويتها للحل وما تملكه من خيارات لإخراج اليمن من حالة الحرب واستمرار الصراع.
لقاءات نائب وزير الخارجية الروسي، بالأطراف اليمنية أكدت- في مجملها- على موقف روسي واضح يتمحور في ضرورة إنهاء الحرب والبدء بعملية سياسية بين جميع الأطراف اليمنية المتصارعة والمتحاربة.
ومن الملاحظ أن نائب وزير الخارجية السوري وخلال تحركاته الأخيرة، بعث بعديد رسائل وإشارات لمختلف الأطراف اليمنية عن عودة الدور الروسي لملف اليمن ومشاركته في وضع الخطوات القادمة لأي تسوية سياسية قادمة.
ولعل حرص المسؤول الروسي بوغذانوف على الالتقاء بقيادات من المجلس الانتقالي الجنوبي على حدة والقيادي الجنوبي فادي باعوم تحت مسمى مجلس الإنقاذ الجنوبي يشير إلى توجه روسي لمحاولة فهم المطالب الجنوبية والاقتراب أكثر من ممثلي الجنوب بعيداً عن الشرعية الحكومية . وأيضاً لقاء المسؤول الروسي بأحمد علي عبد الله صالح في دبي تحت مسمّى نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام .-وهو المنصب الذي عينه فيه الحوثيون بصنعاء وملاحظة انقسام حزب المؤتمر لأربعة فصائل.
وفي مسقط التقى نائب وزير الخارجية الروسي بقيادات حوثية، على رأسها الناطق الرسمي للمليشيات/ محمد عبد السلام وآخرين.
هذه التحركات الروسية السريعة، لها أهدافها البعيدة والقريبة، خاصة إذا ما عرفنا أن كل هذه التحركات واللقاءات كلها تتم بعيداً عن الحكومة الشرعية التي لم يلتق أي من مسؤوليها بهذا المسؤول الروسي. ما يكشف عن مخطط روسي ورؤية روسية للأزمة في اليمن يتم طباختها وإعدادها بعيدا عن الحكومة الشرعية.
إلى ذلك وضمن هذه التحركات الروسية في المشهد السياسي اليمني يبدو أن المسؤول الروسي يريد إرسال أكثر من إشارة لأطراف عديدة وهو يقوم بزيارة لمحافظة المهرة بدون إشعار أو علم الحكومة الشرعية وأيضا يلتقي بمسؤول حكومي سابق في المحافظة كان يشغل منصب وكيل للمحافظة ما يوكد أن هناك مغازٍ روسية خلف كل هذا السياقات الروسية والتحركات المتعددة وفي هذا التوقيت الحساس.
ولعله من المريب أن يلتقي مسؤول كبير في الحكومة الروسية بقيادات وشخصيات تحت مسميات غير منضوية في أحزاب أو كيانات حزبية بل إن بعضها تتبع ملتقيات أو كيانات متمردة ومليشيات مسلحة خارجة عن الدولة ولها سجل أسود في البلاد.
إلى ذلك أكد رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية/ عبد الكريم سالم السعدي، إن ما يحدث في عدن اليوم لا يُمكن بأي حال من الأحوال أن يفضي إلى استقرار وتنمية، ولا يمكن أن يكون أساساً لمشروع حياة.
وقال السعدي، في مقال صحفي بعنوان "رسالة جنوبية"، إنه لم يحصل أن يتم طرد حكومة، والسيطرة على بقعة جغرافية معينة، وتُترك الأمور لمن يعتلون أسطح الأطقم والمدرعات لإدارة حياة ومصالح الناس.
وأردف "تأسيس مداميك الحياة تبدأ من إعادة عربات الموت تلك إلى ثكناتها، طالما وقد تحقق النصر، والتمكين والسيطرة".
وبين رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، أن هناك تصدعاً كبيراً أصاب النسيج الجنوبي المجتمعي والسياسي ومن يُنكر ذلك فإنكاره لن يلغِ الحقيقة.
وتابع السعيدي "هذا ما حذرنا منه منذ أن بدأ التحضير للخلاص من الحراك الجنوبي، واستبداله بقوى مهجنة لا تجتمع على هدف، ولا تتفق على أداة وإن جمعتها مؤقتاً كراهية الطرف الذي يُعرقل وصولها كأطراف إلى مبتغاها".
وأكد أن البطش وتصفية الحسابات الخاصة على الأساس المناطقي والحزبي لن يفضي إلى أي تقارب على الساحة الجنوبية، بل إنه سيزيد من أسباب التباعد والتباغض مهما تفننت الأطراف في ابتكار التُهم والمسميات وصنع المبررات.
وقال السياسي عبد الكريم السعدي إن السعي إلى استعداء العالم ضد الوطن من خلال الترويج بوجود القاعدة وداعش، وعناصر الإرهاب الأخرى على أرض الجنوب، عملاً بقاعدة خلط الأوراق، والبحث عن سند بمبرر إقليمي ودولي لتحويل دفة المعركة من صراع محلي داخلي إلى معركة لمكافحة الإرهاب.
ولفت إلى أن تلك الإستراتيجية قد تصب مؤقتاً في خدمة الطرف المتزعم لتلك الدعوات المشبوهة، ولكنه حتماً لن يصب في مصلحته ومصلحة الجنوب على المديين القريب والبعيد.
ودعا رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، قائدة التحالف المملكة العربية السعودية إلى أن تتهيأ لتوجيه دعوات الحوار للمزيد من الحركات الانشقاقية المتمردة، وذلك إذا استمرت على مواقفها ونهجها الحالي.
وأوضح أنه سيكون لزاماً على الرئيس هادي كممثل للشرعية أن يبحث له عن مربع يأويه في الأرض التي يرأس دولتها في خضم صراع المليشيات التي يتابع اليوم نشاطها على الأرض بصمت مريب.
واختتم رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، عبدالكريم سالم السعدي، مقاله بالقول "إن الحلول لقضية اليمن يجب أن تبدأ من الأسباب والقضايا التي خلقت تلك القضية ولن تُجدي طرق القفز على تلك القضايا والذهاب للبدء من ميلاد المعضلات، والقضايا المستحدثة وفقاً لمسبباتها الحاضرة اليوم مع عدم إهمال تلك المستحدثات".
وأشار إلى أن أي حلول تُفرض خارج هذا المفهوم ستكون كمجرد نثر الرماد على الجمر، وسيكون على الجميع مواجهة الحرائق القادمة مع أول رياح تهب.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد