الصلو وحيفان .. بسمة عيد مختطفة ومتاحف صينية للمصابيح

2009-09-19 03:12:07

تقرير / جميل العريقي

"أخبار اليوم" تعيش آخر ليالي وأيام الشهر الكريم في مديريتي الصلو وحيفان

نهارهم سعي وعمل، ولياليهم روحانية مظلمة ،تزينها أصوات "المواطير" وتعطرها "دخان القماقم والفوانيس".

في هذه الليالي المباركة تقام في الصلو وحيفان الأمسيات الرمضانية في كل قرية حيث تتجمع فرق من الناس لإقامة هذه الأمسيات المختلفة منهم يتجهون إلى المساجد للذكر وقراءة القرآن الكريم وإلقاء المحاضرات والندوات ومنهم يتجهون إلى بعض المنازل التي يجتمعون فيها الناس وتكون هذه الأماكن قد خصصت للسمرات وتناول القات وتبادل الأحاديث الدنيوي وحل القضايا التي تتعلق بهم وبحياتهم اليومية.

فيما بعض الناس يفضلون قضاء فترة الليل في منازلهم مع أفراد استرهم وبعض الشباب وكبار السن أيضاً يذهبون إلى الدكاكين والأماكن العامة وذالك لتناول ا لقات ومتابعة البرامج التلفزيونية المختلفة والبعض يكتفي بأكل الزعقة وأكل الحلويات وتناول المشروبات الغازية ومشاهدة البرامج الرمضانية ومتابعة الأخبار حتى أوقات السحور ثم يذهب كل واحد إلى منزله.

متاحف صينية

استمرار الانقطاعات الكهربائية في بلادنا أصبحت ظاهرة مشاعة بين الناس كالمسلسلات الكوميدية المدبلجة التي تبث تلك الحلقات الطويلة على مدى الأربعة والعشرين ساعة فمسلسلنا هذا "طفي لصي" أصبح يحذو حذو تلك المسلسلات وزادت حلقاته في هذه الأيام حيث أصبحت حلقاته تبث أكثر من سبع مرات في اليوم والليلة ويصل مدة الحلقة الواحد مابين "3 4" ساعات وأحياناً أكثر وذالك دون مراعاة مشاعر المواطنين الذين أصبحوا هذه الأيام يستمتعون بضجيج أصوات المواطير ويشتموا رائحة الدخان والغازات السامة المنبعثة من الفوانيس وأسطوانات الإنارة التقليدية ويكتوا بشراء الجاز والبطاريات الحجرية والشمع ناهيك عن المصابيح الصينية التي يشترونها وأكثر الناس يستهلكون في مديريتي الصلو وحيفان فقد تحدث إلينا أحد المدرسين في عزلة المشجب بالصلو "د، ع، ح" فقال والله إني استخدمت جميع أنواع الموديلات من هذه المصابيح فأشتري الأول ويتلف والثاني يأتي رديء وهكذا حتى جعلت للصين أكبر متحف في منزلي من هذه المصابيح فثلث مع جميع المواطنين وثلثان معي أنا وهذا كله بسبب الكهرباء فهذه ليالي رمضانية وعمال محطات التحكم لو سخروا أصابعهم للذكر والتسبيح لكانوا من السباقين للجنة بدلاً من ما يسخرونها فوق مفاتيح التحكم بطفي لصي هذه المسلسل التي تلعب دور البطولة فيه مؤسسة الكهرباء ويقوم بدور الإخراج والتنفيذ محطة التحكم والضحية هو المواطن.

فالزائر للصلو وحيفان ليلاً ما يسمع إلا أصوات المواطير ويرى المصابيح الصينية والقمامم داخل المنازل والدكاكين وفي المساجد فهذه الأيام تشاهدالعالم الإسلامي يتسابقون من أجل تقديم الأعمال الخيرية للناس والتي تقربهم لله عزوجل ومؤسسة الكهرباء تقدم لهم الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي فأقل شيء كانوا سوف يوفر والطاقة للناس في ليالي هذه الشهر الفضيل الذي يعتبر كضيف كريم علينا من أجل أحياء ليالي جميلة والروحانية لكن أوقات الإفطار تنقطع وتظل حتى الساعة التاسعة ثم تعود حتى الحادية عشرة ثم تنقطع مرة أخرى وأحياناً تعود وقت السحور وبعض الأوقات في الصباح الباكر كذلك في النهار حتى أوصلت المواطنين لدرجة اليأس والقناعة وعدم التصديق بأن هناك توجد كهرباء.

الأسعار تخطف ابتسامة الأطفال بالعيد

في هذه الأيام يستعد الناس لاستقبال عيد الفطر المبارك بكل شوق فترى الكل يقومون بتجهيز أنفسهم ويبدؤن بالسفر من المدن إلى قراهم لقضاء ما تبقى من شهر رمضان المبارك وليقضوا إجازة عيد الفطر المبارك بين أهليهم وذويهم بعد غياب طويل في القرية وكم ترى هذه الفرحة ترسم على شفاه الأطفال فهذه الأيام تراهم يقومون بشراء الملابس الجديدة من الأسواق المختلفة ويقومون أيضا بشراء وسائل فرحة العيد مثل "المفرقعات بأنواعها والطماش والصواريخ المتنوعة وكل ما يعبرون بها عن فرحتهم"، فيما النساء والصبايا يقمن بإعداد الحناء واللاصقات بأنواعها وجميع أنواع النقوش الخاصة بهن فهذه الأيام تعتبر من أجمل الأيام في مديريتي الصلو وحيفان هذا برغم غلاء أسعار بعض السلع واستغلال بعض التجار لهذه المناسبة يكاد يخطف الابتسامة والبهجة من وجوه الناس ولا سيما الأطفال الصغار بعد أن نحت في وجوههم استقبال العيد ابتسامة ما أن تبدأ الفرحة حتى تخطها أسعار الأسواق.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد