حضرموت.. الإمارات تجهّز للانقلاب الثالث على الحكومة الشرعية..

الصراع الإماراتي السعودي على النفوذ وبسط السيطرة ينتقل للميدان ومليشيات الانتقالي تستعد لتنفيذ الانقلاب..

2019-09-21 07:48:19 أخبار اليوم/ خاص

 
شهدت محافظة حضرموت، أحداثاً دامية خلال الأيام الماضية عبر تفجيرات واستهدافات لقيادات عسكرية ونتج عنها قتلى وجرحى وضرب معها حالة الاستقرار والهدوء الذي تعيشه المحافظة.
ويوم الخميس الماضي انفجرت عبوة ناسفة مستهدفة موكب قيادات عسكرية أدت إلى مقتل قائد قوات التحالف العربي بحضرموت العقيد/ بندر العتيبي- سعودي الجنسية- وقتل معه جنديان سعوديان وآخران يمنيان في حادثة مريبة وتثير العديد من الأسئلة التي تبحث عن إجابات بعد هذه الحادث وضحاياها.
وليس بعيداً أن الإمارات- وعبر أدواتها المحلية المتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي- يعملون- منذ فترة ليست بالقصيرة- على تصعيد المواقف وإثارة الأحداث في محاولة لتفجير الموقف في المحافظة لمصلحتها ولأهدافها بالسيطرة على هذه المدينة، خاصة إذا ما عرفنا أنها مازالت تدين بالولاء للحكومة الشرعية ولازالت قوات الجيش الوطني متواجدة فيها وتحكم سيطرتها على منطقة وادي حضرموت وهو الأمر الذي جعل الإمارات ومليشياتها تعمل على التحريض الدائم ومحاولة خلق مواقف معادية للجيش وللحكومة الشرعية.
وفي ظل حملة التحريض الإماراتية وعبر أدواتها بالمجلس الانتقالي المستهدفة لحضرموت، بات واضحاً أن الإمارات تخطط وتعمل على إحداث وتجهيز لحركة تمرد وانقلاب جديدة على الحكومة الشرعية تكون مسرحها مدينة حضرموت، ليكون بذلك الانقلاب الثالث على الشرعية والسيطرة على هذه المحافظة الهامة..
ويبدو أن الصراع الإماراتي السعودي في حضرموت قد أصبح ظاهراً وواضحاً وميدانياً وانتقل من مرحلة التهديدات والخجل إلى المواجهة المباشرة والسيطرة الفعلية على الميدان بقوة السلاح وهو القرار الإماراتي الذي يسير نحو اكتمال مخططه بالسيطرة على المدينة وبسط نفوذها الكامل وتمكين ميليشياتها بالمجلس الانتقالي من حكمها.
ولعل مقتل القائد السعودي الكبير وجنوده في عملية كهذه، ليست بسيطة ولا يجب المرور عليها مرور الكرام دون ربطها في سياق التغول الإماراتي وصراعها مع السعودية وتمكين ميليشياتها حتى لو أدى ذلك لاستخدام العنف ضد المخالفين والمعارضين لها.. ذلك أن هذا الاستهداف الخطير لقائد عسكري وموكبه، بهذه السهولة أو البساطة دون وجود وتوفير معلومات استخباراتية قبل عملية الاستهداف وهو ما يشير بوضوح إلى تورط كامل للإمارات في عملية قتل القائد السعودي والمؤكد أن المستهدف هو التواجد السعودي في وادي حضرموت والهدف الأبعد منه إبعاد سيطرة القوات السعودية على وادي حضرموت والقوات الحكومية وبسط أبو ظبي سيطرتها على كامل حضرموت.
وما يثير الاستغراب هو صمت السلطات السعودية الرسمية عن الحادثة إذ لم يصدر أي بيان نعي أو تصريح يكشف ملابساتها.
تأتي هذه الأحداث في ظل أجواء توتر تشهدها المحافظة التي تسيطر قوات موالية للإمارات على سواحلها، بينما تسيطر القوات التابعة للحكومة الشرعية والمدعومة من المملكة العربية السعودية على ما يعرف بحضرموت الوادي والصحراء.
وكانت صحيفة سعودية كشفت، الثلاثاء الماضي، عن مساعٍ لما يسمّى المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم إماراتياً لتفجير الأوضاع بحضرموت، ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن مصادر يمنية مطلعة أن عناصر موالية للانتقالي تعقد لقاءات وتعمل على تعبئة الشارع لتفجير الأوضاع الأمنية.
ويوم الأربعاء قتل قائد قوات التحالف (سعودي الجنسية) في وادي حضرموت وأربعة من مرافقيه في انفجار عنيف استهدف عربات عسكرية، في مدينة شبام بمحافظة حضرموت.
واستهدف الانفجار دورية عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الأولى المنتشرة بوادي حضرموت، وكان على متنها قائد قوات الحالف العربي في وادي حضرموت العميد "بندر العتيبي " الذي قتل مع 4 جنود آخرين بينهم جنديان سعوديان وآخران يمنيان بالإضافة إلى إصابة حوالي عشرة جنود آخرين بجروح متفاوتة.
وتأتي هذه العملية بعد يومين من قيام قوة عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الأولى المنتشرة بوادي حضرموت، بمداهمة وكر يتحصن فيه عناصر مطلوبة أمنياً بمدينة شبام.
وصدر بيان عن قيادة السلطات المحلية والأمنية والعسكرية بحضرموت كشفت فيه عن، مقتل قائد قوات التحالف في منطقة الوادي والصحراء بحضرموت العقيد الركن/ بندر العتيبي وعسكريين سعوديين آخرين وعسكريين يمنيين من المنطقة الأولى بانفجار عبوة ناسفة في وادي بن علي بمديرية شبام،
وأفاد البيان بمقتل جنديين سعوديين وثلاثة مدنيين يمنيين في منطقة الوديعة الحدودية مع السعودية، بانفجار عبوة ناسفة انفجرت في باص نقل مدني زرعها مجهولون وانفجرت مع مرور حافلة ركاب "نقل جماعي" بمديرية العبر التابعة لمحافظة حضرموت والمحاذية للسعودية بالقرب من منفذ الوديعة الحدودي.
ونعت السلطة المحلية وقيادة المنطقة العسكرية الأولى وكافة التشكيلات العسكرية والأمنية بوادي وصحراء محافظة حضرموت قتلى التفجيرين، وأنهم سيواصلون مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية المعركة المصيرية ضد الإرهاب والتخريب.
وتأتي هذه العملية بعد يومين من قيام قوة عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الأولى المنتشرة بوادي حضرموت، بمداهمة وكر يتحصن فيه عناصر مطلوبة أمنياً بمدينة شبام.. وقال مصدر عسكري إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين (كتيبة حضرموت للمهام الخاصة) التابعة للجيش ومسلحين على صلة بأعمال تخريبية وإرهابية استهدفت قوة عسكرية الأسبوع الماضي.
والخميس الماضي، أصيب جندي ومواطن، في استهداف مسلحين لقوة عسكرية تابعة لكتيبة الحضارم، المرابطة في مدينة شبام التاريخية بوادي حضرموت، وذلك بتفجير دراجة نارية مفخخة أدى إلى إحراق ثلاث سيارات وإصابة جندي بحروق متوسطة وجرح مواطن آخر.
وفي نفس التوقيت استهدفت عبوة ناسفة زرعها مجهولون، عربة عسكرية "طقم" للقوات الحكومية في مديرية العبر، وأدت إلى مقتل جندي وإصابة جنديين آخرين.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد