كشف تقرير الخبراء الدوليين، الصادر في 27/9/2019م، عن الحلقة الأولى في مسلسل الاغتيالات الإماراتية المتورطة فيها عبر تشكيلاتها المسلحة أو بما يعرف بالانتقالي الجنوبي، في العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن، منذ تحريرها من سيطرة جماعة الحوثي الانقلابية في النصف الثاني من 2015.
وتوقف تقرير الخبراء الدوليين، في ملخص أدلته عن حادثة اغتيال اللواء" جعفر محمد سعد" محافظ عدن الأسبق، الذي عين في 9 أكتوبر 2015، واغتيال في 6 ديسمبر 2015 بعملية انتحارية تمثلت بتفجير سيارة مُفخّخة استهدفت موكبه أثناء مروره بمنطقة تقع في غرب عدن وأدت لمقتله مع عدد من مرافقيه.
واعتبر التقرير حادثة اغتياله اللواء "جعفر"، الحلقة الأولي في سلسلة الاغتيالات التي شاهدتها المدينة خلال ثلاثة أعوام تالية.
وبحسب نص تقرير الخبراء في فصل عدن والجنوب (2016 -2019)، باب "القتل التعسفي"، الورقة (84)، "أن الفترة من نهاية القتال في عدن في آب/ أغسطس 2015، ومنتصف عام 2016، كان الوضع الأمني في عدن غير مستقر. وورد أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والدولة الإسلامية ما زلا نشطين".
تضمنت الاغتيالات الـ 46 المبلغ عنها بين 6 كانون الأول/ديسمبر 2015 و9 شباط/فبراير 2017سلسلة من ثماني عمليات اغتيال لزعماء دينيين بارزين على مدى يمانية أشهر بين 4 يناير2016 و15 أغسطس 2016 .
وكان أول اغتيال تم الإبلاغ عنه هو محافظ عدن في ذلك الوقت، "جعفر سعد"، في ديسمبر 2015، التي أعلنت الدولة الإسلامية علانية مسؤوليتها عن اغتيال سعد، لكن لم يتم التعرف على مرتكبيها.
ولفت التقرير إلى أن اغتيال "جعفر سعد" جاء بعد اختيار" عيدروس الزبيدي" لمنصب محافظ عدن في توافق بين الرئيس والإمارات، مضيفاً "استعيض عن جعفر سعد بالمحافظ عيدروس الزبيدي، الذي تم اختياره بالفعل لهذا المنصب قبل مقتل جعفر".
وفي السياق قال تقرير الخبراء، إنه حقق في حالات قتل واغتيال 90 شخصاً من قيادات المقاومة الجنوبية والموظفين الحكوميين البارزين ورجال الدين والعلماء وأصحاب النفوذ المجتمعي، الذين انتقدوا المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات، ومن بين هذه الحالات وقعت 86 حالة في الفترة ما بين 6 أكتوبر 2015 و23 أكتوبر 2081 وكان الأخير هو تاريخ أخر استهداف لزعيم ديني.
هذا وحقق فريق الخبراء في عينة من 10 حالات فردية لاغتيالات مزعومة أو محاولات اغتيال بما في، ذلك حالة واحدة في العام 2015 وحالتان في العام 2017 وست حالات في العام 2018 وواحدة في العام 2019 مع التركيز على سلسلة اغتيالات لزعماء الدينيين.
وتتألف الحالات التي استهدفت الزعماء الدينيين حالة واحدة في العام 2015، واثنتان في العام 2017 وسبعة في العام 2018.
وأكد التقرير أن فريق الخبراء أجروا "48 مقابلة، 33 منها مع ضحايا وشهود، كما تحقق من 8 مصادر ثانوية وقابل 3 شهود كانوا أعضاء سابقين في الحزام الأمني أو المقاومة والذين حاولت الإمارات العربية المتحدة الضغط عليهم للقيام بعمليات اغتيال لصالحها، كما أجرى فريق الخبراء مقابلات مع 5 ضحايا تم تهديدهم بالقتل من الأطراف المعنية.
وتحقق فريق الخبراء من 78 دليلًا منفصلًا تضمنت الموقع وأدلة فوتوغرافية ووثائق بالإضافة إلى مواد مفتوحة المصدر وتقارير وفيديوهات وتسجيلات وكتابات وأيضًا تسجيلات الفيديو للبيانات العامة ذات الصلة والبيانات العامة الأخرى المكتوبة التي أدلى بها المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادة الحزام الأمني. كما تلقى الفريق أدلة على عدد من محاولات الاغتيالات والتهديدات".
ونوه تقرير الخبراء، أن "عيدروس الزبيدي"، المدعوم من قبل دولة الإمارات، أعلن بعد إقالته من منصبه كمحافظ لعدن، تشكيل المجلس الانتقالي مع هاني بن بريك، وترأس الأول المجلس الذي جاهر بمعارضة الحكومة وقاد عدة انقلابات ضدها في عدن، تمكن في أخر انقلاب في أغسطس الماضي، من إحكام السيطرة على كامل عدن، بدعم وتخطيط وتنفيذ من قوات الإمارات العربية المتحدة، وفق اتهام الحكومة اليمنية للأخيرة.