قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية/ عادل الجبير، الثلاثاء، إن بلاده تسعى إلى تسوية سياسية ولا تسعى لحسم المعركة عسكرياً، مع المتمردين الحوثيين.
جاء ذلك في جلسة حوارية على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك..
وبحسب الوزير السعودي فإن بلاده تحارب في اليمن لاستقرار المنطقة ومنع انتشار ميليشيات الحوثي وغيرها التابعة لإيران.
وأشار إلى أن "الحوثيين نقضوا كل الاتفاقيات وأطلقوا مئات الصواريخ على المملكة، ويعرقلون وصول المساعدات إلى اليمن، ونأمل بحل سياسي".
وتابع الوزير السعودي إن بلاده كانت دقيقة في قصفها باليمن "لكن الإعلام يلومنا على كل ما يحصل هناك".
وأشار، إلى أن المملكة لم تبدأ الحرب في اليمن، ودخلت بعد 9 أشهر لمنع سيطرة المتمردين الحوثيين.
الوزير السعودي أوضح أن إيران استفادت من الاتفاق النووي لتمويل ميليشياتها في اليمن والعراق وسوريا.
وحول الأوضاع في جنوب اليمن وما شاهدته العاصمة المؤقتة عدن، وصف الجبير الانقلاب الإماراتي بأنه استغلال من قبل ما يعرف بالمجلس الانتقالي لانسحاب الأول من اليمن باحتلال الأخير للموقع الحكومية.
وقال، "إن دولة الإمارات انسحب من اليمن وقوات ما يعرف بالمجلس الانتقالي استغلت الفرصة واحتلت مواقع حكومية".
ولم يتطرق الجبير إلى القصف الإماراتي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 400 جندي في قوات الجيش الوطني في أبين وعدن.
وأضاف الوزير الجبير، إن الرياض وأبوظبي يعملان بالتعاون مع الحكومة اليمنية لإعادة هيكلة القوات المسلحة.
ونوه أن السعودية تقاتل في اليمن نيابة عن المجتمع الدولي لمنع تمدد إيران.
في المقابل قالت مصادر حكومية إن عدداً من المسئولين اليمنيين استقبلوا تصريحات الوزير السعودي "عادل الجبير بالصدمة والذهول خاصة حول وصفة بانقلاب العاشر من أغسطس، بالانسحاب الإماراتي الذي استغل من قبل أذرعها في الانتقالي الجنوبي بالسيطرة على مؤسسات الدولة بالعاصمة المؤقتة عدن.
على المستوى الشعبي أثارت تصريحات الوزير السعودي استياء العديد من رواد موقع التواصل الاجتماعي بوصف الانقلاب الإماراتي بأنه مجرد انسحاب.
وتباين ردود الفعل الغضبة على الوزير السعودي، فقد اعتبر البعض أن تصريحات الجبير تدل على شرعنة غير مسبوقة من قبل المملكة العربية السعودية للانقلاب الإماراتي على السلطات الشرعية في عدن، والذي قائم التحالف العربي من اجل إعادة شرعيتها في اليمن.
فريق آخر رأى أن تصريحات الجبير تدل على تناغم وتبادل للدور بين الرياض وأبوظبي لتفتيت الدولة اليمنية، بتطبيع مع الانقلاب الإماراتي في الجنوب، والانقلاب الحوثي في الشمال من خلال حديث الوزير الجبير عن انقلاب عدن بالانسحاب الإماراتي الذي قوبل باستغلال من قبل أذرعها من جهة، وسعي الرياض إلى تسوية سياسية مع المتمردين الحوثيين في الشمال، وإنها لا تسعى لحسم المعركة عسكريا.
في المقابل حذرت أوساط إعلامية كثيرة من حديث الوزير الجبير، الذي تعمد فيه الإشارة إلى هيكلة قوات الجيش الوطني.
وكشفت، عن ترتيبات سعودية وإماراتية، تسعى إلى إحداث اختراق في الحكومة اليمنية من خلال منح أعضاء في الانتقالي الجنوبي من 4 إلى 5 وزارات في الحكومة تنتهي باختراق بعض الوزارات السيادية (الداخلية _ الدفاع).. تعقبها مرحلة الإطاحة بعدد من قادة الألوية والمناطق العسكرية وتعيين أخرى تحظى بقبول لدى السعوديين والإماراتيين، من ضمنهم الجنرال "علي محسن".
وعلى صعيد متصل، أكد أمير دولة قطر الشيخ/ تميم بن حمد آل ثاني، حرص بلاده على وحدة اليمن وسلامة أراضيه وسيادته وضرورة استكمال العملية السياسية.
وقال أمير دولة قطر- في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء اليوم الثلاثاء، في نيويورك- إن مخرجات الحوار الوطني بين أطراف الأزمة اليمنية قدمت حلولاً منصفة لكل القضايا التي يجري الاقتتال حولها.
كما أكد دعم جهود الأمم المتحدة الإغاثية والإنسانية، وكافة الجهود لوقف الحرب في اليمن، وضرورة استكمال العملية السياسية، وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولا سيما القرار رقم 2216.