"أحزمة الموت".. كيف تفننت الإمارات في إيلام واغتيال اليمنيين.؟؟

2019-11-27 08:33:36 أخبار اليوم/ تقرير خاص

 

عدن.. جنة الخلد في اليمن التي أراد أن يميزها الله عن غيرها من المحافظات اليمنية، وأراد منها الإماراتيون، أن تكون جحيماً مُوقَدَةُ مقرونة بالموت اغتيالا، مجردة من الإنسانية اصطلاحاً، ومضرجة بالدماء دائما.

ففي تلك الجنة القابعة في جنوب اليمن، أو ما يعرف بمدينة عدن، يتنوع سجل دولة الإمارات الأسود، وبارونات الدم فيها، التي اتخذوا منها دار إقامة لتنفيذ مشروعهم العبثي والتشطيري القذر في اليمن، الممزوج بالسلوك العنفواني العابر للحدود.

يعكس فهرس سلوك مشاركة دولة الإمارات- الشريك الثاني في التحالف العربي لإعادة الشرعية باليمن- ذلك العار "أللا إنساني" المضجرة بالدماء والانتهاكات، الذي يطارد الدولة الكنفدرالية (الإمارات) في الجغرافيا اليمنية.

عار حاول أبناء زايد- خلال سنوات الحرب الأربع الماضية- دفن حقيقة جرائمهم البشعة، والعمل الممنهج على إزالة آثار مرتكبيها من مرتزقة وعملاء محليين يعملون تحت مظلتها القانونية.

* استقصائي الجزيرة

 

من أربعين ورقة كشفت قناة الجزيرة الإخبارية في تحقيق استقصائي جديد له بعنون "أحزمة الموت " جرائم دولة الإمارات في العاصمة المؤقتة عدن، تفاصيل تنشر لأول مرة في ملفي الاغتيالات والسجون السرية عبر محاضر تحقيق وشهادات حصرية.

ورغم محاولات دفن الحقيقة والعمل الممنهج على إزالة الآثار خلف مرتكبيها، فإن التحقيق تمكن من الحصول حصريا على محاضر تحقيقات أمنية -تنشر لأول مرة- أجراها البحث الجنائي في عدن مع مجموعة من المتهمين بتنفيذ عمليات اغتيال.

وتقع المحاضر المسربة في 87 صفحة، وتشمل إفادات 4 متهمين بالمشاركة في الاغتيالات، وتذكر الأسماء الكاملة للمتهمين الأربعة وكل من يتعامل معهم، كما تضم اعترافات مفصلة باغتيالهم عددا من أئمة عدن.

التحقيق المعزز بأدلة و اعترافات خطيرة لعصابة الاغتيالات السياسية في عدن، وشهادات صادمة عن أبشع أنوع وصنوف التعذيب والانتهاكات التي تعرض لها معتقلين يمنيين لدى أبوظبي في جنوب البلاد أبرزها لمواطن سويدي.

استقصائي "أحزمة الموت" كشف أيضا، العبث والتلاعب الإماراتي بملف القاعدة والإرهاب وكيف تستخدمه الإمارات في تنفيذ أجندة خاصة، ودورها في توظيف المرتزقة الأجانب للعمل معها في اليمن.

تحقيق الجزيرة أكد ما تناوله تقرير لجنة الخبراء الدوليين في الدورة الثانية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف السويسرية بشأن وضع حقوق الإنسان والانتهاكات في اليمن لعام 2018، والذي استعراض أبرز الانتهاكات التي مارستها دولة الإمارات في الجنوب اليمني وفي مدينة عدن ومحافظات جنوبية.

وشهد جنوب اليمن بين عامي 2015 و2019 ما يزيد عن 100 عملية اغتيال، حسبما تقرير لجنة الخبراء. كما تعرض آلاف اليمنيين للاعتقال والاختفاء القسري في سجون سرية تديرها مليشيات تابعة لدولة الإمارات ومرتزقة أجانب.

* إفادات المتهمين

بحسب المحاضر المسربة في تحقيق "أحزمة الموت" التي تشمل 87 صفحة وإفادات الـ 4 المتهمين بالمشاركة في الاغتيالات، وكل من يتعامل معهم، كما تضم اعترافات مفصلة باغتيالهم عددا من أئمة عدن.

ومراعاة للوضع القانوني اطلق التحقيق رمز لكل شخص من المتهمين.. محاضر التحقيق أكدت أن المسؤول الأول عن عصابة الاغتيالات في عدن كان يعمل مع الإماراتيين وتحديدا مع ضابط إماراتي لقبه "أبو خليفة".

كما توثق المحاضر إفادات المتهمين بأسماء الشخصيات المتورطة وأدوار المنفذين، بالإضافة إلى الجهات التي تمولها وتوجهها، وعلى رأسها قوات الحزام الأمني والاستخبارات الإماراتية.

وشهدت العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات الجنوبية خلال الأربع السنوات الماضية ما يزيد عن مائة عملية اغتيال، راح ضحيتها - في الغالب – شخصيات مناوئة لهيمنة الإمارات والتشكيلات المسلحة المحلية التابعة لها.

يذكر التحقيق أحد المتهمين بصفة المدير المالي للعصابة أطلق علية رمز (ع . ن)، بالإضافة إلى متهمين في فريق الاغتيالات.

الأول (ع . ط ) والثاني ( ت . ص) أم المسئول الرابع مسئول المراقبة ومتابعة المنفذين أطلق علية الرمز ( خ . ع)

وهنا يقول المتهمين في محاضر التحقيق؟

* شهادات المتهمين

المدعو ( ت . ص): بعد الأذان بقليل نزل المستهدف بالاغتيال من بيته لابس قميص رمادي فاتحة وفوق رأسه كوفية بيضاء واتجه نحو الزقاق.

نزلت أنا من فوق السيارة خلفه.. شاهد الآلي خلفه رميت عليه ثلاث طلقات حبة في الظهر المدعو ( س . م ) وأطلق عليه كذلك خمس طلقات بعد ذلك سقط المستهدف على بطنه على الأرض.

المدعو: ( ع . ط) : نفذوا عملية اغتيال "فهد اليونسي" في المنصورة، وهذا فهد اليونسي مدير مدرسة البنيان ونفذوا عملية الاغتيال عبر عبوة ناسفة بسيارة "عادل الجعدي"، وأيضا نفذوا عملية اغتيال إمام مسجد في المعلا بواسطة دراجة نارية

كلفت باغتيال الأمام "عبدالحق" إمام مسجد الأنصار في دار سعد.. الأسلوب مسدس "مكروف" كاتم والعبوة الناسفة ولم يتم التنفيذ ولم نستطع فقد كان بجانبة فقد كان بجانبنا معسكر.

المدعو ( ع ن) من خلال دوري إنا والمتمثل في لهذه العصابة تعرف على افرد هذه العصابة واسمائهم ودور كل واحد منهم .

في حين توثق الإفادات أسماء الشخصيات المتورطة والجهات التي تمولها وتوجهها.

 ( م . ي) هو المسئول الأول عن هذه العصابة التي تقوم بالاغتيالات بعدن والمحافظات الأخرى والمذكور يعمل لدى التحالف الإماراتي وتحديدا مع أبو خليفة.

المدعو: ت. ص.

قال لي ( ل . ع) نريد تعمل معنا تبع الإمارات.

المدعو: (ع . ن ).

بدأت العمل كعنصر استخباراتي لصالح التحالف الإماراتي بقيادة "أبو خليفة" بعدن في بداية 2016 وحتى نهاية 2016

* الهدف من الاغتيالات

يشبه الوضع في الجنوب اليمني وفي مدينة عدن عقب تحريرها من قبل التحالف العربي من قبضة المتمردين الحوثيين، والسطو الإماراتي عليها، وتمويلها لمليشيات مناطقية عبر ما يعرف بالانتقالي الجنوبي، وتنامي موجة الاغتيالات السياسية فيها واستهداف أمة المساجد ورجال الدين، ذلك الوضع ألاستخباراتي الذي عاشتها محافظة صنعاء عقب الانقلاب الحوثي في أيلول سبتمبر من عام 2014م، بتصفية رجال الدين المواليين للجماعة والذين لا يدعمون توجهات الحوثيين في الانحياز إلى إيران، وإذابة المشروع الزيدي في أاسر الحوثي، وإقصاء باقي التيارات الأخرى.

ما يلخصه استقصائي الجزيرة، والتقارير الأممية السابقة بأن الإمارات تعمل على إزاحة احتمالية الخطر التي تواجه مشروعها التوسعي في عدن وفي باقي المحافظات الجنوبية، حتى يتسنى لها الوضع وتتفرد أذرعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته بالقرار السياسي والعسكري والديني.

الملاحظ- خلال فترة الاغتيالات الإماراتية لرجال الدين في عدن والمناطق الجنوبية- هو بزوغ تيار راديكالي سلفي موالي لما يعرف بالانتقالي الجنوبي.

وهو ماي فسر تلك المعادلة الدينية التي أرد صناع السياسية في أبوظبي من فرضها، من خلال إزاحة التيار الديني الرافض للتواجد الإماراتي وخلق تيار موالي لها يتماشى مع أجنداتها في الجغرافيا الجنوبية، من خلال صكوك الفتاوى التي تمجد دورها في اليمن

وتتوافق الاعترافات في التحقيق الاستقصائي، مع ما ورد في تقرير لفريق من الخبراء البارزين التابع لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أكد أنه رغم اختلاف الخلفيات السياسية والفكرية لضحايا عمليات الاغتيال فإن ما يجمعهم هو تأثيرهم في المجتمع وانتقادهم العلني للإمارات والمليشيات التابعة لها.

* علاقة محرمة

دراماتيكيا التحولات التي فرضتها الإطماع الإماراتية باليمن، فأن حكومة أبوظبي التي تقدم من نفسها كرأس حربة ضد الجماعات الإرهابية في اليمن، اجبرات بطوعها من التقارب الغير مباشر مع تنظيم القاعدة في جنوب اليمن لتنفيذ أجنداتها التوسعية.

وكان اللافت في هذه المحاضر التي كشف عنها الاستقصائي الجزيرة، ورود اسم القاعدة في أكثر من إفادة، وأخطر ما ورد فيها، أن عناصر من تنظيم القاعدة نفذت عمليات اغتيال بتوجيه من ضباط إماراتيين.

وهنا يقول المتهمين في محاضر التحقيق؟

المدعو: (ع . ن)

(ع . ط) تم استقطابه في شهر يناير 2018م، من قبل ب د، وكون ع ط عنصر سابق في تنظيم القاعدة وحسب ما اخبرنا ب د أنه هو من كان يغتال الضباط قبل الحرب، ودورة في عصابة الاغتيالات منفذ اغتيالات.

 (ب . د) : يتركز دورة بعد استقطابه من التحالف عندما كان عضو في تنظيم القاعدة.

دورة هو يكشف عن الأئمة الذي يغتالهم حيث يعرف الشخص المستهدف في الاغتيال

المدعو (ع . ط )..

قال يوم السبت أتواصل مع "يسران المقطري" و "شلال شايع" مدير الأمن بعدن بشأني لأني كنت مطلوب للتحالف واخبرهم إني ضمن الفريق "الاغتيال".

إنا كنت عنصر في تنظيم القاعدة و ب . د كان معانا في نفس التنظيم وهو كان يبايع للتنظيم حيث بايع الأمير " وائل سيف" المكنى أبو سالم.

المدعو: (ع . ط ).

قال لي ع م إنه متواصل مع أصحاب القاعدة وانه لازال مرتبط معهم وإنهم جابوا له شاصات وعبوات ناسفة ويشتوه يشتغل داخل عدن.

وأخذ تلفونه وفتح الوتس وورانا الصور حقي والمحادثة إلتي بينة وبين التحالف وأرانا الكلام حق "أبو صقر" الإماراتي وقال لي شوف الجماعة ويقصد التحالف يشتوك وكانه يهددنا اما ارضي بالعمل معه وإذا رفضنا بيودينا للتحالف وبعدها إنا قلت له إنا موافق بالعمل مع التحالف

* استنتاج

تثبت محاضر التحقيقات عن استثمار إماراتي في ورقة تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية، وتفعيل قادتها لتنفيذ عمليات الاغتيالات، من خلال الابتزاز والتهديد بالمطاردة والسجن في حال تم الرفض.

وهنا يطرح سؤال حقيقي من هو مصدر المعلومات الإماراتية بالتنظيمات الإرهابية؟

وفي ظل التقارب بين أركان النظام السابق وخاصة بين الإمارات وأبناء الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح"، الذي كان يستخدم الورقة نفسها لابتزاز الغرب وتهديهم من حين إلى أخر.

هل هناك متعاونون محليون يعملون على تسريب بعض أسماء القيادات الإرهابية لأبوظبي لتفيد عمليات الاغتيالات بحيث يبعد الشبهات عنها، ويمكنها من ضرب خصومها السياسيين؟.

وفي سياق الحديث عن العلاقة بين الإمارات والقاعدة، يقول الباحث المختص في النزاعات "أندري كربوني" إن "العلاقة بين الإمارات والقاعدة تعتبر علاقة مثيرة للجدل وهناك أسباب عديدة لذلك أولاً هناك تقارير تحدثت عن بيع أسلحة وبدرجة خاصة بيع الإمارات المركبات لميليشيات تصنفها الولايات المتحدة نفسها بميليشيات إرهابية مقربة من القاعدة".

من جانبها قالت " ايونا كريج"، وهي بريطانية حاصلة على جائزة "ما رثا جيل هورن" للصحافة، سبق أن تحدثت مع بعض الأئمة في عدن عن ما تعرضوا له من تهديدات، واغتيل أحدهم بعد بضعة أيام، إن "ما كان مفاجئاً حقاً هو اشتراك المرتزقة الذين تم استئجارهم خصيصاً بعملية الاغتيالات" وفق التحقيق المصور.

* تجنيد المرتزقة

ولم يتوقف الأمر عند تجنيد عملاء محليين للإمارات في اليمن، إذ لم يمض 20 يوماً على تحرير عدن من الحوثيين حتى بدأ الحديث عن استئجار مرتزقة أجانب لتنفيذ عمليات اغتيال لصالح الإمارات.

وقد حصلت الجزيرة على صورة من عقد لشركة "سبير أوبريشن" الأميركية، حصلت بموجبه على 1.5 مليون دولار، إضافة إلى علاوات عند تنفيذ أي عملية بنجاح.

وكانت أول عملية للمجموعة استهداف العضو البارز في حزب الإصلاح بمدينة عدن "إنصاف علي مايو"، ولكنها فشلت في اغتياله.

ولم يقتصر دور المرتزقة الأجانب على عمليات الاغتيال، فقد استعانت بهم الإمارات في عمليات استجواب وتعذيب السجناء في السجون السرية التابعة لها.

وفق معدي التحقيق، فقد حصلوا خلال البحث على "عقد اتفاق بين مجموعة سبير أوبريشين ممثلة ب "ابرهام غولان" و"فادي سلامين" وبحسب ديباجة العقد فإن الأخير يتمتع بعلاقات دولية واسعة خاصة مع دولة الإمارات حيثُ سيقوم بخلق فرص عمل لمجموعة "سبير أوبريشين" مع دولة الإمارات. مقابل أجر شهري قدره "20 الف دولار" بالإضافة إلى 50 ألف دولار مكافأة عند التوقيع على الاتفاق والحصول على 20٪ من كل الدخل" .

وفق شهادة "تريفيثيك" فإن إبراهام غولان "إسرائيلي من أصل مجري ويعيش الآن في ولاية بنسلفانيا ويدير شركة سبير أوبريشين جروب (الشركة الأمنية التي استأجرت الإمارات عبرها مرتزقة) وهي شركة مسجلة بصورة رسمية في ولاية دلاوير".

الصحفي الأمريكي المختص في قضايا الدفاع والأمن، أكد لقناة الجزيرة، أن الشركة الأمريكية حصلت "على عقد بقيمة مليون وخمسمائة ألف دولار شهرياً لفترة من الزمن إلى جانب التأكيد على دفع علاوات إضافية عند إنجاز المهمة والقضاء على المستهدفين بصورة ناجحة".

وقال "جوزيف تريفيثيك" إن "المهمة الأولى التي تولتها مجموعة "سبير أوبريشين جروب" في اليمن استهدفت عضواً بارزاً في حزب الإصلاح السياسي بمدينة عدن يُدعى "إنصاف علي مايو" العملية الأولى كانت فاشلة وهناك لقطات فيديو تظهر هذا الأمر الذي حصل عليه موقع "بزفيد نيوز" من تصوير بطائرة الدرون الإماراتية كانت فيما يبدو تقوم بتغطية هذه العملية".

وبحسب "بزفيد نيوز" الذي أجرى مقابلة مع من وصفه بقائد المرتزقة (امريكيين)، قال إن “اثنين من المنفذين للاغتيالات عملا سابقاً ضمن قوات الكوماندوز في القوات البحرية الأمريكية. لكنهم الآن يعملون لحساب شركة أمريكية خاصة استأجرتها الإمارات العربية المتحدة.”

وأضاف الموقع الأمريكي إنه في ليلة، 29 ديسمبر 2015، كانت مهمتهم تنفيذ عملية اغتيال. حيث عمل بعض الجنود الأميركيين في اليمن لعدة أشهر في مهمة مرتزقة ذات شرعية غامضة لقتل رجال دين بارزين وشخصيات سياسية إسلامية.”

وقال أحد قادة المهمة إن “هدفهم في تلك الليلة كان هو القيادي في حزب التجمع اليمني إصلاح بعدن إنصاف علي مايو (رئيس فرع الحزب بالمحافظة).

كانت محاولة اغتيال رئيس إصلاح عدن وعضو البرلمان العربي ومجلس النواب اليمني "أنصاف مايو" في الساعة العاشرة مساء يوم 29 أكتوبر 2015م، (أي بعد أسابيع من تحرير عدن) حيث "حاولت قوات الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك مرتزقة أجانب قتله، وذلك من خلال تفجير الجزء الأمامي من المبنى الذي كان مقراً للدائرة الإعلامية للإصلاح سابقا، وأصبح مقراً للحزب في عدن".

ويقول تقرير فريق الخبراء المقدم لمجلس حقوق الإنسان في سبتمبر/أيلول الماضي، إن "إنصاف مايو لم يكن موجوداً في المبنى في ذلك الوقت، وكان هناك خمسة وعشرون مدنيا، من بينهم 10 صحفيين يعملون في وسائل الإعلام الدولية، وموظفو حزب الإصلاح، وكان بعضهم يقيمون في ذلك المبنى".

وفق فريق الخبراء البارزين "كان أنصاف مايو الشخصية السياسية الأكثر نفوذاً، بعد اغتيال محافظ عدن جعفر سعد"، وكان التقرير الأممي أشار إلى تورط الإمارات وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في اغتيال جعفر سعد.

لم تكن عمليات الاغتيال مجرد حوادث عرضية، يقول "تشارلز غاراوي" عضو فريق الخبراء الدوليين البارزين بشأن اليمن، مشيراً إلى آلية التحقق العميق التي اتبعها الفريق بما في ذلك "سمات الضحايا أنفسهم وتصريحاتهم العامة وانتماءاتهم والسياقات التي حصلت فيها عمليات الاغتيال".

وأضاف في شهادته ضمن فيلم "أحزمة الموت" أنهم وجدوا في "بعض الحالات أن المتهمين بارتكاب الاغتيالات كانوا يرتدون زي قوات الحزام الأمني أو القوات الإماراتية، وفي حالات أخرى كثيرة لاحظنا أن هذه الاغتيالات جرت في مناطق تقع تحت سيطرة قوات الحزام الأمني وفي حالات أخرى وجدنا المتهمين بارتكاب الاغتيالات كانوا إما يأتون أو يغادرون مسرح الجريمة من خلال نقاط تفتيش تابعة للحزام الأمني".

* أقبية الموت

وإضافة إلى ملف الاغتيالات، تطرق تحقيق "أحزمة الموت" إلى ما يحدث داخل سجون الإمارات السرية في اليمن، التي يتعرض المعتقلون فيها لشتى أنواع التعذيب النفسي والبدني.

واستند التحقيق على المعلومات التي أوردها تقرير الخبراء التابعين لمجلس حقوق الإنسان، وعرض شهادات لمعتقلين سابقين وجنوداً في الحزام الأمني، وعمل على الربط بين تلك الشهادات.

وقال القائد في المقاومة الجنوبية والمعتقل السابق/ عادل الحسني للجزيرة إنه تعرض شخصيا لتعذيب وحشي في عدد من السجون التي تشرف عليها الإمارات في اليمن.

وأضاف إن الإمارات تشرف على كل السجون السرية، وبعضها يديره جنود يمنيون، بينما بعضها الآخر يديره مرتزقة أميركيون وكولومبيون. ولا تخضع تلك السجون لإشراف من قبل النيابة أو وزارة الداخلية.

ونقل المعتقل السابق ياسر الحسني، في شهادته للقناة، عن أحد المعتقلين قوله: "أنا لم يؤثر فيني أي شيء من أنواع التعذيب الوحشي الا عندما وصف لي الضابط الإماراتي اللباس التي كانت ترتديه زوجتي لأنهم دخلوا الى غرفة نومي" وهذا أمر قاسي لنا كيمنيين و لن ننساه".

إلى ذلك كان مروان لطيف، سويدي الجنسية من أصول عراقية، أحد المعتقلين من قبل جنود إماراتيين في سجن البريقة العسكري. تحدث مروان عن مشاهدته للقيادي في المقاومة الجنوبية عادل الحسني وهو يعذب بالضرب من قبل جنود إماراتيين في سجن قاعدة التحالف العسكرية، وعزز الحسني شهادته، مشيرين إلى محاولات إجبار المختطفين على الإدلاء باعترافات بالانتماء للقاعدة وما تعرض له بعض المختطفين من تعذيب جنسي ومحاولات تجنيد.

وروى لطيف كيف قتل 3 ضباط إماراتيون قال إن أسماءهم هي هتلر "واسمه الحقيقي علي مطر"، وسلطان فيروز الملقب بفيروز، وعلي حارث الملقب بأبو علي، رجلا رفض الاعتراف ثم وضعوا جثته في كيس قمامة.

كما كشف أن بعض المعتقلين نقلوا إلى سجن عسكري في مدينة عصب الإريترية، ومنهم رجل الأعمال عوض حبيب وابنه قسام.

* النيل من الكرامة

يلخص التحقيق الاستقصائي" أحزمة الموت" في شهادته التي عرضها، أن دولة الإمارات سعت منذ بسط سيطرتها على عدن وبعض المحافظات الجنوبي إلى اعتقال كل قادة المقاومة الشعبية في هذه المحافظات ومن كان لهم دور بارز في دحر المتمردين الحوثيين، كعقاب لتضحياتهم الجسيمة بطرد الانقلاب من الجنوب اليمني.

وخلال عمليات الاعتقال والاختفاء ألقسري الذي نفذتها أبوظبي فقد عملت الأخيرة على جميع صنوف التعذيب الجسدي والجنسي.

ومعظم حالات الاعتقال التي تم التحقيق فيها كان المعتقلون إما قادة مقاومة أو جنوداً أو ضباطاً في القوات المسلحة اليمنية، أو شماليين أو نشطاء حقوق الإنسان أو صحفيين أو مرتبطين بزعماء دينيين.

وقامت دولة الإمارات عبر ضباطها الذين يدرون شبكة سجونها السرية باستغلال حالة المعتقلين النفسية والجسدية، لتجنيدهم في مشروع اغتيالهم لرجال الدين والسياسيين المناهضين لمشروعها في جنوب اليمن، عبر مقايضة السجناء بالإفراج.

وسعت الإمارات من خلال الشهادات التي عرضها التحقيق أن الإمارات مارست كان صنوف التعذيب بحق المعتقلين، لمجرد انتزاع اعتراف يدينهم من جهة، ومن جهة أخرى لعرضها أمجاده في محاربة الإرهاب، التي أوجدته في المنطق الجنوبية، إمام الري العام المحلي والدولي 

في الأخير يلخص التحقيق، المبالغة الإماراتية في النيل من كرامة المعتقلين اليمنيين في سجونها السريةـ أمام مرى ومسمع العالم دون الميالة من الرقابة أو العقاب

في سياق الانتهاكات الإماراتي التي اعتمدت على استراتيجية الجمع بين المرتزقة كمجموعة "سبير أوبيريشن" وبين حلفاء على الأرض تم اختيارهم وتدريبهم بنمط يكشف عن المهمة الموكلة إليهم وهذا ما أكده تقرير لجنة الخبراء البارزين بقوله: "وصف عدد من الضحايا والشهود لفريق الخبراء سلوكاً عدوانياً منتشراً ومستمراً لقوات الحزام الأمني وأفراد من الإمارات العربية المتحدة والذي اشتمل على العنف الجنسي، وقد تمثل ذلك في اغتصاب النساء والرجال وممارسة العنف الجنسي ضد النازحين والمهجرين والمجموعات الأكثر ضعفاً".

وأكد "تشارلز غاراوي" عضو فريق الخبراء الدوليين البارزين بشأن اليمن، ما تحدث عنه المعتقلون في شهادتهم قائلاً "بالتأكيد كان هناك العديد من الحالات في السجون وجدنا أناساً تعرضوا للتعذيب بهدف انتزاع اعترافات منهم بالانتماء أو الاعتراف بجرائم مختلفة خاصة الاعتراف بالإرهاب. كانت هذه بالفعل من الممارسات الشائعة".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد