تحركات مشبوهة لـ "الانتقالي الجنوبي" تنذر بتفجير الوضع عسكريا جنوب اليمن

2019-12-04 05:38:05 أخبار اليوم/ متابعات

 

إثارت وسائل إعلام يمنية، التساؤلات عن التحركات المشبوه لما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، في العاصمة المؤقتة عدن، وبعض المحافظات الجنوبية، والتي تنذر بتفجير الوضع عسكرياً، برغم توقيع اتفاق الرياض مطلع الشهر الفائت مع الحكومة اليمنية.

جاء ذلك في تقرير لموقع "الموقع بوست" تسأل فيه عن مؤشرات التصعيد من قبل أذرع الإمارات "الانتقالي الجنوبي" وحالة الغليان التي من الممكن أن تفجر الوضع عسكريا في العاصمة المؤقتة وبعض المحافظات الجنوبية مع القوات الحكومية.

التقرير استند في رؤيته على ممارسات مختلفة تقود نحو مليشيات الانتقالي التصعيد في الجنوب منذ توقيع اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر حتى يومنا الحال ، والتي كان أبرزها أبرزها مع بداية شهر ديسمبر/كانون الأول، بالإعلان عن تشكيل لواء جديد يتبع القيادي في الحراك الجنوبي شلال شائع، التابع للإمارات والذي كان سابقا مدير أمن عدن.

وقال التقرير إن ما يعرف بالانتقالي الجنوبي يعتزم استكمال السيطرة على مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية وجهاز الأمن السياسي في الضالع وعدن ولحج وأبين، بتعيين قيادات تتبع لهم في تلك الجهات الرسمية.

كما نزع المجلس الانتقالي معظم الأسلحة الثقيلة من اللواء 33 مدرع التابع للجيش اليمني في الضالع، وسلمها لمليشياته المدعومة إماراتيا.

وتُحكِم إلى الآن مليشيات الانتقالي سيطرتها على عدن والمواقع الأخرى الخاضعة لها، دونأن تنفذ بنود الملحق الأمني والعسكري في اتفاق الرياض.

*ترحيل المعركة

وفي السياق نقل الموقع تصريحات الإعلامي "عبد الكريم الخياطي"، الذي قالأن ما يرشح الأمور للانفجار هوأن السعودية أصبحت ولأول مرة، منذ وفاة الملك سعود، تطمع في توسيع نفوذها بالقرب من خليج عدن والمحيط الهندي وبحر العرب، فضلا عن إصرار الإمارات على التحكم بأدوات جنوبية لأسباب اقتصادية وسياسية.

ولفت إلى اتفاق الرياض الذي رأى أنه ظاهريا ينزع فتيل الأزمة، وأن موافقة الإمارات عليه جاء بعد ردود الفعل القوية التي ظهرت بعد ضربها للجيش الوطني وقتل أكثر من 300 جندي وقيادي منه.

وأضاف، أن الاتفاق في مضمونه يحمل ألغاما كبيرة، وهو يشبه كثيرا من الاتفاقات بين يمنيين يتصارعون لعقود على عدن بمسميات مختلفة منذ السبعينيات وحتى اتفاق عمان قبل حرب 1994،

وأكد الخياطي، أن خطورة بقاء قوات الانتقالي المقربة من الإمارات بنفس الهيكل التنظيمي له، وكأنه ترحيل للمعركة فقط حتى يتم للتفرغ للمفاوضات السرية بين التحالف والحوثي.

واستطرد "الجدية في الاتفاق كانت ستكون واقعية أن تم إلزام الانتقالي على تسليم السلاح الثقيل، وقيام السعودية بالإشراف على إعادة هيكلة تلك المليشيات المختلفة وضمها لوزارتي الدفاع والداخلية"، مشيرا إلى عدم تسليم قوات الانتقالي حتى اليوم المؤسسات الحساسة للجيش الوطني وخاصة التي تشكل أهمية للإمارات كالموانئ ومطار عدن.

*سيناريو متوقع

 إلى ذلك قال الصحفي "عمار زعبل" أن عامل الوقت يلعب دورا في تأزيم الوضع أكثر، خصوصا أن اتفاق الرياض لم يجد طريقه إلى التنفيذ أو حتى نية التنفيذ، إذ لا توجد تحركات جادة إلى الآن من قبل السعودية للبدء في ذلك.

وبحسب زعبل،أن الإمارات ما زالت اللاعبة الرئيسية في الجنوب بنفسها، وعن طريق عملائها من يحققون ما خططت وتسعى إلى تحقيقه طيلة السنوات الماضية من الأزمة. وتوقع زعبل أن يؤدي استمرار استفراد الانتقالي بكل شيء في عدن وغيرها ،أن يفجر الوضع في الأخير.

وربما تنتظر أبو ظبي ضربة يحققها الانتقالي على الأرض لا تتدخل هي جويا كما حصل في أغسطس الماضي، فهي تريد تثبيت ما يحصل وأن تبقى الحكومة ومؤسساتها فقط تؤدي دورا مكتبيا بحتا بينما القرار بيدها، وربما سيندفع الانتقالي إلى افتعال حماقات وهو ما سيقابل بالقوة، وفق زعبل.

يُذكر أن وزير النقل صالح الجبواني كشف مؤخرا أن الحكومة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن لا تستطيع ممارسة مهامها بحرية تامة في ظل سيطرة مليشيات الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.

*تعزيزات عسكرية

على صعيد التحركات المشبوه لإذراع الإمارات في الجنوب اليمني والتي تنذر بتصعيد عسكري مع القوات الحكومية رغم التوقيع على اتفاق الرياض.

عززت مليشيا ما يعرف بالانتقالي الجنوبي قواتها العسكرية في مديرية زنجبار التابعة لمحافظة أبين، بمدرعات وآليات ومقاتلين، وعملت على تلغيم نقاط التماس مع القوات الحكومية في مسعى لعرقلة أي محاولة تقدم للجيش نحو زنجبار.

*حلم الانفصال

وفي انتهاك صارخ لاتفاق الرياض من قبل الانتقالي الجنوبي قال رئيس المجلس المدعوم إماراتيا، أن هدف المجلس هو استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، مشددا على أنه لا رجعة عن هذا الهدف.

وقال الزبيدي، خلال اجتماع موسع ضم قيادات المجلس في عدن الأسبوع الماضي، "نحن نحمل قضية شعب وليس منصب هنا أو وزارة هناك، والجنوب وقضيته أصبحا أمرا واقعا ورسميا لدى المجتمع الدولي والإقليمي"، وذلك حسب موقع المجلس الانتقالي.

واعتبرأن "اتفاق الرياض مكسب وانتصار سياسي لشعب الجنوب وقضيته بمباركة دول العالم للاتفاق واعترافهم بتمثيل المجلس الانتقالي لشعب الجنوب في المحافل الدولية، وهو ما كان ليتم لولا تضحيات شعب الجنوب وفرض قضيته على العالم" حسب وصفة.

*خلاف سعودي إماراتي

 وفي اتجاه أخر، قالت شركة “ستارفورد” الأميركية إن تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، وبعض المحافظات الجنوبية، ستشعل خلافاً سياسياً طويل الأمد بين السعودية والإمارات.

وأضافت “ستارفورد” – وهي منصة الاستخبارات الجيوسياسية –أن “الإماراتيين والسعوديين لا يزالوا متحالفين على ما يبدو لاستعادة سلطة هادي، المدعومة من الأمم المتحدة على البلاد. لكن أبوظبي تعمل أيضًا على تحديث استراتيجيتها الإقليمية بحيث تشمل التركيز بدرجة أكبر على تعزيز مكاسبها، من خلال وكلاء مثل المجلس الانتقالي الجنوبي.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد