نذر الحرب في أبين.. حلفاء الإمارات يواصلون حشدهم العسكري والحكومة اليمنية تدعو السعودية لتحديد خيارها

2019-12-07 05:50:22 أخبار اليوم/ متابعة خاصة

 

تواصل مليشيا ما يعرف بالانتقالي الجنوبي الموالي لدولة الإمارات، تحشيدها العسكري صوب مدينة زنجبار- عاصمة محافظة أبين جنوب اليمن- لمنع تقدم القوات الحكومية التابعة للحرس الرئاسي من الوصول إلى العاصمة المؤقتة عدن، حسب ما ينص علية اتفاق الرياض.

وأٌفادت مصادر عسكرية يمنية- الجمعة- عن وصول دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية التابعة لـ"الانتقالي الجنوبي"، إلى ضواحي مدينة زنجبار، تضم معدات عسكرية ثقيلة ودبابات ومدرعات وأطقم مدرعة وأخرى تحمل أسلحة رشاشة.

وبحسب المصادر فقد شوهدت دفعة كبيرة من جنود الحزام الأمني وهي تمر في منطقة "دوفس" والخط الدائري عند الإستاد الدولي شرق زنجبار في طريقها إلى أطراف المدينة باتجاه بلدة شقرة الساحلية التي تتمركز فيها وحدات من القوات الحكومية.

وأضافت، إن القوات التابعة للمجلس الانتقالي انتشرت في منطقة "الشيخ سالم" و"وادي حسان" وبالقرب من إستاد الوحدة الدولي.

وهذه هي ثاني دفعة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي تصل إلى أطراف مدينة زنجبار بعد أقل من 24 ساعة على وصول دفعة سابقة.

وعلى صعيد متصل كشفت المصادر العسكرية، ملابسات التصعيد الذي شهدته أبين، حيث كان من المقرر أن تتوجه قوة من اللواء الأول حماية رئاسية إلى عدن، قادمة من شبوة، بناءً على ما ينص عليه اتفاق الرياض، والذي يتضمن سحب القوات العسكرية إلى خارج عدن، باستثناء لواء من الحرس الرئاسي، وقوة أخرى في المقابل، تحمي قيادات "المجلس الانتقالي".

ووفقاً للمصادر، فإن التشكيلات المدعومة من أبوظبي، وعلى الرغم من الاتفاق مسبقاً، في إطار اللجنة العسكرية والأمنية، الذي ينص على عودة قوة الحماية الرئاسية، إلا أنه وقف في طريقها بعد وصولها إلى منطقة شقرة، وتعذر بأنها تتجاوز عدداً وعتاداً القوة المتفق بشأنها، لتعلن القوات الموالية له، والمعروفة بـ"الحزام الأمني"، حالة الاستنفار، وتستقدم دفعات تعزيزات متفرقة، خلال الأيام القليلة الماضية.

وفيما تدخلت وساطة من القوات السعودية المتواجدة في عدن، وفريقها المعني بمتابعة تنفيذ اتفاق الرياض، لفرض حالة من التهدئة..

* اتهامات الانتقالي

 

في المقابل اتهم المتحدث باسم ما يعرف بـ "المجلس الانتقالي" الموالي للإمارات، "نزار هيثم"، أمس الخميس، الحكومة بـ"محاولات" للخروج عن نص اتفاق الرياض، من خلال "عملية التحشيد المستمرة في الجنوب".

وأعلن المجلس أنه "يؤكد تمسكه بحقه في الدفاع عن أرضه، وعلى قدرته في التصدي وردع أي قوة تحاول تجاوز خطوط التماس الحالية، ويدعوها للانسحاب فوراً".

* تهديدات سعودية

وفي ذات الاتجاه أكد مصدر عسكري رفيع المستوى بوزارة الدفاع، صحة البرقية المتداولة، والموجهة من اللواء "أحمد علي مسعود" وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة، رئيس فريق التنسيق والمتابعة بالعاصمة المؤقتة عدن، لعمليات رئاسة الجمهورية، والتي تحدثت عن ورود أوامر سعودية بانسحاب القوة العسكرية التابعة للحماية الرئاسية والتي وصلت مدينة شقرة أمس الخميس.

وأشارت البرقية، إلى أن قائد قوات التحالف العربي الوحدة 802 عدن، أبلغهم بأن عليهم إبلاغ القوة العسكرية الواصلة لمدينة شقرة، بالانسحاب مالم فسوف يتم ضربها.

وقال المصدر- في إفادة نشرها موقع " الموقع بوست " - إن القوة العسكرية الواصلة لمدينة شقرة، كان من المرتب لها الدخول للعاصمة المؤقتة عدن، واستلام مواقع اللواء الأول حماية رئاسية في معاشيق، لتتولى مهمة تأمين الحكومة الشرعية، والبدء بإعادة اللواء الأول حماية رئاسية وتجميع قواه البشرية، وهو ما تم الاتفاق عليه مع الجانب السعودي.

وأشار إلى أن ضغوطات المجلس الانتقالي على الجانب السعودي نجحت في جعلهم يرفضون دخول القوة العسكرية، بل والتلويح بقصفها مالم تنسحب.

وأوضح، أن القوة العسكرية بقياد سعيد بن معيلي لم تنسحب بعد من مدينة شقرة، حيث ما تزال متموضعة هناك إلى جانب قوات الجيش الوطني.

* التزام حكومي

من جانبها أكدت الحكومة اليمنية، التزامها الثابت والصارم باتفاق الرياض، وتنفيذ كافة بنوده وفق الآلية المحددة وحملت المجلس الانتقالي مسؤولية التصعيد.

ونفى الناطق باسم الحكومة "راجح بادي" وجود أي عملية تحشيد عسكري نحو العاصمة المؤقتة عدن من قبل قوات الحكومة كما جاء في بيان للمجلس الانتقالي.

وأكد ناطق الحكومة أن القوات التي قدمت إلى محافظة أبين باتجاه العاصمة المؤقتة عدن هي عبارة عن سرية تابعة للواء الأول حماية رئاسية الذي نص الاتفاق على عودته بالكامل إلى العاصمة عدن والسرية المكلفة بالنزول تحركت بالتنسيق مع الأشقاء في قيادة التحالف العربي وفق بنود اتفاق الرياض.

وحمل الناطق الرسمي باسم الحكومة المجلس الانتقالي مسؤولية التصعيد ومحاولة عرقلة اتفاق الرياض من خلال هذه الممارسات الغير مسؤولة، والتي تعكس نوايا مبيتة لعرقلة تنفيذ الاتفاق .

وعلى صعيد متصل، دعا وزير النقل في الحكومة اليمنية "صالح الجبواني"، الجمعة، السعودية إلى "تحديد خياراتها" في مدينة عدن، مشيراً إلى عملية التحشيد العسكري التي يقوم بها الانفصاليون.

وقال الجبواني- في تغريدة على حسابه بـ"تويتر"- إنّ ما وصفه بـ"مجلس المرتزقة المتمردين في عدن" يقوم بعملية تعبئة لقواته ويدفع بها إلى مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين الواقعة إلى الشرق من عدن.

وأضاف الجبواني إنّ المجلس "يتصرف كدولة في عدن، وهو ما لم يعمله أيام الوجود الإماراتي"، معتبراً أن ذلك "يثير أكثر من تساؤل حول دور الجيش السعودي في عدن، ولماذا أتى إن لم يكن لنصرة الشرعية".

وأضاف الجبواني إن "على السعودية تحديد خياراتها بوضوح قبل أن تغرق في رمال عدن المتحركة"، إشارة إلى مسؤولية الرياض بعد تسلمها قيادة التحالف في عدن، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

إلى ذلك يواجه اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة والانفصاليين عقبات في طريق التنفيذ، بعد شهر على توقيعه، إذ كان من المقرر أن تجري عملية انسحابات لقوات "الانتقالي" من عدن، وتشكيل حكومة يشارك فيها المجلس، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.

وكان من المقرر وفقاً لـ"اتفاق الرياض" المبرم في نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، أن تتم انسحابات على الجانبين، إلا أن التصعيد في أبين يأتي انعكاساً لطريق شبه مسدود أمام التنفيذ في ما يتعلق بالترتيبات العسكرية والأمنية التي ينص عليها الاتفاق.

يذكر أنّ أبين تمثل البوابة الشرقية لعدن، وتسيطر في أغلب مناطقها التشكيلات الموالية لـ"الانتقالي"، في مقابل سيطرة الحكومة في باقي المناطق القريبة من محافظة شبوة.

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد