اتفاق الرياض.. إعلان الفشل يقترب..

الانتقالي ينصب كمائن للجيش والأخير يرد بالسيطرة على المحفد

2019-12-14 09:09:40 أخبار اليوم/ تقرير خاص

  • توتر مسلح.. الانتقالي يصعّد ويهدد.. واللجان العسكرية والأمنية المشتركة تعلق أعمالها!!
 

يسير اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى الإعلان النهائي عن الفشل الذريع في تنفيذ بنودة حسب ما تم تزمينه وخطوات التنفيذ.

وعملت قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي على إفشال أي خطوات أو تحركات لتنفيذ أي بنود في الاتفاق على أرض الواقع.. ومنذ التوقيع على الاتفاق ومع مرور الأيام وضعت العراقيل والصعوبات ومارست قيادات الانتقالي الجنوبي شتى صنوف التعنت والرفض للقبول بأي خطوات تنفيذية للبدء في تطبيق بنود الاتفاق كما وعملت على التشدد والرفض القطعي لتنفيذ بنود الاتفاق، حسب ما تم الاتفاق عليه ويصرون على تفسيرات جديدة ومختلفة لبنود الاتفاق.

وطيلة الأيام الماضية لم تتمكن اللجان المشكلة لتنفيذ الاتفاق أو اللجان المساعدة في فرض آلياتها أو خطوات تنفيذية لتنفيذ اتفاق الرياض.. ووسط هذا الجو المحبط فشلت كل المحاولات لإقناع قيادات الانتقالي الجنوبي بتنفيذ اتفاق الرياض.. يرافق ذلك تصعيد عسكري كبير من قبل مليشيات المجلس الانتقالي وقواته المسلحة المدعومة من الإمارات التي عملت على استحداث مواقع عسكرية جديدة ومهاجمة المواقع الحكومية وتزايد عمليات العنف والاغتيالات بعدن في محاولة منها لتفجير الموقف عسكرياً وتحميل الحكومة الشرعية المسؤولية.

 إلى ذلك علقت اللجان العسكرية الخاصة بتنفيذ الملحقين العسكري والأمني في اتفاق الرياض، المشكلة من الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا أعمالها عقب أيام فقط من تشكيلها، وبعد تأخير لأكثر من نصف شهر، وشهدت الأيام الماضية تصاعداً لحدة التوتر العسكري بين الطرفين، وتزايداً لعمليات العنف والاغتيالات في جنوب اليمن، مما يضع اتفاق الرياض على المحك.

ويكشف مراقبون للوضع أن عودة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي/ عيدروس الزبيدي إلى مدينة عدن، قادماً من تصعيد خطير من قبل أبو ظبي، إذ يعتقد أنها أرسلته لتعطيل تنفيذ الاتفاق، والبدء بخطوات تصعيدية أخرى ضد الحكومة الشرعية، إذ تظهر المؤشرات مواصلة المجلس الانتقالي لخطواته التصعيدية والانقلابية، واستمراره في ممارسة نشاطاته كبديل عن الدولة التي قضى اتفاق الرياض بعودتها، وممارستها لمهامها.

وبرغم قيام قائد التحالف العربي في العاصمة المؤقتة عدن، بعقد اجتماعات منفصلة ومنفردة برئيس الحكومة معين عبد الملك، ورئيس الانتقالي الزبيدي، فإن اللقاءين لم يثمرا، ولم ينتج عنهما حتي حلحلة بداية خطوات الاتفاق في الجانبين الأمني والعسكري.

وتصاعدت أعمال العنف وحدة التوتر المسلح بين الجانبين، وعودة لشبح الاغتيالات وشهدت الأيام الماضية تجددا للمواجهات بين الجانبين في محافظة أبين بينما دفع المجلس الانتقالي بتعزيزات عسكرية إلى محافظة أبين، وصعّد الانتقالي في خطابه الإعلامي، وبلغ حد التهديد باقتحام قصر معاشيق واعتقال الحكومة ومواجهة القوات السعودية التي توفر الحماية للحكومة في القصر.

وقال الناطق باسم الحكومة/ راجح بادي، إنه لا يوجد أي تحشيد للقوات الحكومية كما زعم المجلس الانتقالي في بيانه.

وأضاف بادي -حسب ما نشرته وكالة "سبأ"- إن تحرك القوات باتجاه عدن هو عبارة عن سرية تابعة للواء أول حرس رئاسي تحركت باتفاق مع قيادة التحالف.

واتهم "بادي" المجلس الانتقالي باعتراض تلك القوات ومهاجمتها وإطلاق النار عليها. وحمل ناطق الحكومة مليشيات الانتقالي مسؤولية التصعيد وعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض.

ونفذت الحكومة البنود الخاصة بها بيد أن المجلس الانتقالي لم ينفذ أي بنود تخصه وأهمها البدء بإجراءات الانسحاب من القصر الرئاسي الذي قضى الاتفاق بتولي اللواء الأول حماية رئاسية حمايته، وسحب الأسلحة الثقيلة، رغم مضي الفترة الزمنية المحددة لذلك، وفقا لبنود اتفاق الرياض.

وادى كمين لمليشيات المجلس الانتقالي أوقع قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية أصيب جنديان في كمين مماثل لقوات الجيش في مديرية المحفد، وهو ما يؤكد استمرار مليشيات الانتقالي في التصعيد والضرب بالتزامات اتفاق الرياض عرض الحائط، وبدعم واضح من قبل أبو ظبي التي تواصل دعمها لمليشيات الانتقالي في محافظات شبوة وأبين وعدن ولحج والضالع ودعمها بالسلاح وتأسيس تشكيلات عسكرية جديدة، والتي كان أخرها تأسيس لواء جديد في محافظة الضالع سمي باللواء الخامس مقاومة، بينما تجري الاستعدادات لإعلان لواء عسكري جديد آخر يجري تدريب منتسبيه في مديرية الضالع منذ شهر ونيف واستحدث له مقرا في منطقة سناح شمال مدينة الضالع.

ويأتي تصعيد الإمارات وأدواتها بعد تواتر أنباء عن وصول فريق عسكري سعودي لنزع التوتر بين قوات الحكومة الشرعية ومليشيات الانتقالي في مناطق التماس بمحافظتي شبوة وأبين، بيد أن التحركات الأخيرة للإمارات وأدواتها تهدد بفشل اتفاق الرياض.

وتزامن التصعيد مع بدء فعلي لقوات ما يسمى بالانتقالي بتنفيذ عدة هجمات على القوات الحكومية، وكان أخطرها كمين لما تسمى بقوات الحزام الأمني -وهي تشكيل عسكري قامت أبو ظبي بتشكيله ولا يخضع للسلطة الشرعية- استهدف قوات حكومية في المحفد وأدى لمقتل وإصابة عدد من الجنود، بحسب بيان نشرته ما تسمى بقوات الحزام في محافظة أبين بحسابها على فيسبوك.

وتزامن التصعيد مع تصريحات جديدة لرئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي أكد فيه أن قوات النخبة الشبوانية ستعود إلى محافظة شبوة في وقت قريب، حد قوله.

وتزامن التصعيد مع تهديد عسكري للإمارات عبر طائراتها التي قامت بتهديد نقاط للقوات الحكومية في محافظة شبوة بفتح حاجز الصوت لدى مرورها بالنقاط الحكومية أثناء مرور رتل عسكري للإمارات منها، ومنعا لتفتيشها، وهي التحركات التي أكد محافظ شبوة أنها تأتي لدعم مليشيات الانتقالي لتقوم بتنفيذ هجمات تستهدف القوات الحكومية في المحافظة، حيث كانت قوات الجيش قد كشفت في وقت سابق عن قيامها بضبط صواريخ حرارية بمعية رتل عسكري إماراتي في إحدى نقاط القوات الحكومية، كانت في طريقها لمليشيات الانتقالي.

إلى ذلك أكد متابعون أن رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي عاد من أبو ظبي لتنفيذ قرار إماراتي بتفجير الوضع من جديد، واستكمال بسط سيطرة مليشيات الانتقالي على ما تبقى من محافظتي أبين وشبوة، وهو القرار الذي تؤكده تحركات الزبيدي من خلال قيامه بعقد سلسلة لقاءات متواصلة بقيادات مليشياته العسكرية تحت مسمى القائد العام للقوات المسلحة الجنوبية، وقيامه بإرسال تعزيزات متواصلة إلى محافظة أبين، وتفجير الوضع في محافظتي شبوة وأبين، وبدعم إماراتي واضح.

وفي مخالفة صريحة لاتفاق الرياض قام الانتقالي بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محافظة أبين، واستكمال نزع الأسلحة الثقيلة من ألوية الجيش الوطني في محافظة الضالع وتسليمها لمليشيات تابعة للمجلس أنشأت لهذا الغرض.

وتمضي أبو ظبي وذراعها السياسي والعسكري في التصعيد وتعطيل اتفاق الرياض اذ لن تسمح أبو ظبي بعودة الحكومة ومؤسسات الدولة إلى العاصمة المؤقتة عدن كما أن الإمارات لن تسمح بتنفيذ البنود الخاصة بالمجلس الانتقالي في محافظتي عدن وأبين وتسعى للضغط على الحكومة لتسليم محافظة شبوة كخطوة أولى للمجلس الانتقالي عبر العمل على عودة النخبة الشبوانية المنحلة إليها، وفي حال لم تتمكن من ذلك فإن الخيار العسكري قائم.

وفي سياق الحسم العسكري فإن الواقع على الأرض يرجح كفة الحسم العسكري لصالح الشرعية، فقد أثبتت الأحداث الماضية هشاشة تشكيلات الانتقالي العسكرية، إلا أن منطق التحدي للانتقالي يشير إلى اتكائه على دعم طيران الإمارات في مواجهة قوات الجيش الوطني، وفي حال مغامرة أبو ظبي بالتدخل إذ ما فشل اتفاق الرياض، فإن التحالف العربي يكون قد قضى على آخر ما تبقى من وجود للشرعية ومشروعية تدخله في اليمن.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني أن "في المجلس الانتقالي فريق عازمون على إفشال اتفاق الرياض، فهم لا يريدون الالتزام بما التزموا به، وهم لهذا يريدون تصوير عدن وهي في حالة فراغ أمني وساحة حرب، حتى يتسنى لهم الهروب من الالتزام باتفاق الرياض".

وتوقع الهدياني في تصريحه لـ"الموقع بوست" أن اتفاق الرياض ماض في تنفيذه على أرض الواقع.

وأورد الهدياني عدداً من الأسباب التي تعزز اعتقاده، فهو أولا اتفاق التزم به الطرفان، وحظي بمباركة إقليمية ودولية، وثالثا لأنه الفرصة الأخيرة أمام السعودية، لطي صفحة المشاكل والحروب والخلافات في عدن والمحافظات الجنوبية المحيطة، تمهيدا لاتفاق أكبر تقوده الرياض وتعمل عليه لإنهاء الحرب مع الانقلابيين الحوثيين في صنعاء.

وحسب الهدياني فإن فشل اتفاق الرياض ستكون تداعياته الخطيرة على السعودية نفسها، ففشله سيؤدي إلى خروج الملف اليمني من يدها، ودخول لاعبين دوليين جدد مباشرة على الأرض.

وكانت قوات الجيش الوطني، قد تمكنت من استعادة السيطرة على مديرية المحفد، في محافظة أبين من قبضة مليشيات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتياً.

 وقال موقع الجيش "سبتمبر نت": إن قوات الجيش، داهمت الخميس الماضي عدداً من المواقع التي كان يتحصن بها عناصر تخريبية، تابعة لمليشيا المجلس الإنتقالي، عقب تنفيذها أعمال تخريبية واعتداءات على قوات الجيش في مديرية المحفد.

 وأكد أن قوات الجيش ضبطت خلال المداهمة عدد من تلك العناصر التخريبية في المديرية.

 وأشار إلى أن ذلك جاء عقب تعرض قوات الجيش الوطني، خلال الأيام الماضية، لأكثر من محاولة اعتداء واستفزازات متكررة من قبل مليشيات تابعة للمجلس الانتقالي بهدف عرقلة وصول اللواء الأول حماية رئاسية إلى العاصمة المؤقتة عدن بحسب ما نص عليه اتفاق الرياض.

 وكانت قوات الجيش الوطني، تعرضت، لكمين مسلح نصبته، عناصر تابعة لمليشيات المجلس الانتقالي، في منطقة “طاليل” الجبلية غرب المديرية ذاتها، أدى إلى استشهاد وجرح عدد من أبطال الجيش.

كما اعترضت مليشيات المجلس الانتقالي، سرية تابعة للواء الأول حماية رئاسية، قبل أن تقوم بتحشيد مليشياتها من عدد من المحافظات إلى محافظة أبين لعرقلة دخول القوات المتفق عليها، في خرق سافر لاتفاق الرياض

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد