آخر تقليعات الحوثي.. لوحات ترقيم للباعة المتجولين

2019-12-18 07:21:40 أخبار اليوم/ متابعات

 

اختراع جديد لحصد الضرائب والإتاوات من البائع المتجول مسلوب الحقوق وضحية القمع والاستبداد لميلشيات الحوثي، فذلك البائع الذي يطوف الشوارع تحت أشعة الشمس والبرد اللاسع كل يوم، وبالكاد يحصل على ما يمنع أطفاله من الموت جوعاً.

فهذه القصص ليس فصلاً من رواية" البؤساء" أو " بائعة الكبريت" بل هو لسان أصحابها الذين مازالوا-حتى الآن-على قيد الحياة ويعيشون في العاصمة صنعاء، المدينة التي وصفها الشاعر يوماً فقال: "يا سعد من حلها".

"فتحي الحرازي" بائع الحلويات المتجول في سوق "الزمر" مديرية شعوب، بدى عليه التعب الشديد من طول دفعه لعربية الحلويات في السوق جيئة وذهاباً، عندما دعوناه للحديث معنا عن الإشاعات التي يتم تداولها حول عزم الميليشيات اجبار الباعة المتجولين على استخراج لوحات أرقام، قال: لصحوه نت " كنا نتمنى لو كانت مجرد إشاعات.. ولكنها ليست كذلك".

يعتبر الباعة المتجولون في العاصمة صنعاء هم عصب الحياة بالنسبة للكثير من العائلات التي فقدت مصدر دخلها، بعد انقطاع الرواتب الحكومية لأكثر من ثلاث سنوات، إضافة إلى أسعارهم الرخيصة نوعاً ما - مقارنة بالمحلات والمعارض- التي تجعل غالبية الناس يأتون للشراء منهم، ومع ذلك يصنف الباعة المتجولين من أصحاب الدخل المتدني الذي قد لا يكفي بمفرده لتلبية متطلبات العيش.

يوكد "فتحي " كنا ندفع 1000 ريال كل سنة ضريبة أما اليوم فقد ازداد الرقم صفراً" ويقصد بذلك أن المبلغ صار عشرة ألف ريال، ولكن ليس كل سنة، بل " كل شهر" كما يقول فتحي.

ويعيش "فتحي الحرازي" مع زوجته وبناته الثلاث "ثمان سنوات- خمس سنوات- سنة واحدة" في منزل إيجار بثلاثين الف ريال شهرياً، ويتساءل ما اذا كان بإمكانه الاستمرار على هذا الحال " نأمل أن نصحو ذات يوم على واقع جديد وقد انتهى هذا الكابوس الجاثم على صدورنا لمدة خمس سنين، ليس من أجلي فقط، فانا افضل من غيري رغم كل شيء والحمد لله، هناك عائلات بأكملها لا تجد لقمة العيش، وينتظرون أن ينام الناس لكي يخرجوا للبحث في أكياس القمامة عن اي شيء يصلح للمضغ

وعن الهدف من وراء ترقيم "العربيات" يوكد التويتي: " اي خطوة يتخذها الحوثي فهي إما للجباية او استعراض القوة أو تعكير صفو المواطن لكي يفكر باتخاذ خيارات أخرى، وقرار ترقيم "العربيات" الغبي، تم بغرض الجباية، فالجماعة كما يبدو، عازمة على فرض الضرائب حتى على الهواء الذي نتنفسه".

في الجانب الآخر من العاصمة، تتجول أم "براءة" وهي امرأة متوسطة العمر تبيع البالونات في الشوارع للأطفال، تقول :" كان زوجي ضابطاً في الجيش، ولكنه اصبح بدون دخل بعد انقطاع الرواتب فاضطر إلى شراء عربية لبيع المكسرات في "باب اليمن"، ولكن "الجن"، بحسب وصفها، لم يتركوه في حاله وانهكوه بالضرائب والإتاوات وآخرها طلبوا منه ترقيم العربية، فقررت ان أساعده واخرج لبيع البالونات، واتفقت معه على ان يتكفل هو بتدبير قيمة وجبتي الإفطار والغداء وأتكفل أنا بقيمة العشاء، والفائض نذخره لمدارس الأولاد والإيجار".

وتعيش أم براءة في منزل قديم بإيجار يبلغ خمسة وعشرين ألف ريال ولديها أربعة أطفال لا يزالون جميعاً دون سن العمل.

وربما يأتي يوما يقومون بترقيم أفراد الأسرة , لإجبارهم على دفع ضرائب لكل لقمه و هواء يتنفسونه " واقع قاس رسمته ام براءة لمستقبل بأيدي مليشيات الموت.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد