مصرع رجل إيران القوي ومهندس نفوذها في الشرق الأوسط "قاسم سليماني"

2020-01-04 01:16:01 أخبار اليوم/ تقرير

لقي قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، "قاسم سليماني" مع أربعة ضباط آخرين مصرعهم، صباح أمس الجمعة، في ضربة أميركية بطائرة مسيرة استهدفت سيارة كان يستقلها بالقرب من مطار العاصمة العراقية بغداد.

وقال بيان لوزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، صباح أمس الجمعة، أن "الجيش الأميركي، وبتعليمات من الرئيس (دونالد ترامب) قتل "قاسم سليماني" قائد فيق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، المدرج من قبل واشنطن على قوائم الإرهاب، ليخطو الجيش بذلك خطوة لحماية موظفي الولايات المتحدة".

وأوضح البيان أن سليماني وفيلق القدس مسؤولان عن مقتل مئات الجنود الأميركيين.

وأضاف أن القائد الإيراني البارز "كان يخطط بشكل فعال لتنفيذ هجمات ضد الدبلوماسيين والجنود الأميركيين بالعراق، ودول المنطقة".

وكان سليماني قادما إلى بغداد لدى اغتياله، رغم الاستنفار الأميركي الشديد فيها، على خلفية اقتحام متظاهرين موالين لطهران سفارة واشنطن لدى العراق قبل أيام، ما يثير تساؤلات حول أن كانت تحركاته الأخيرة في العراق سبب قرار قتله.

* تبرير أميركي

من جانبها دعت الخارجية الأميركية الجمعة المواطنين الأميركيين إلى مغادرة العراق "فورا"، ونشرت في تغريدة "بسبب تصاعد التوتر في العراق والمنطقة نحث المواطنين الأميركيين على مغادرة العراق فورا".

وأضافت الخارجية الأميركية إنه "بسبب هجمات مجموعة مسلحة مدعومة من إيران على مجمع السفارة الأميركية، تم تعليق جميع العمليات القنصلية. على المواطنين الأميركيين عدم الاقتراب من السفارة".

وبرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني ، التي أمر بها بأن "سليماني" كان يخطط لقتل أميركيين، معتبرا أنه كان يجب أن يقتل قبل سنوات عدة .

وكتب ترامب -في تغريدة- "الجنرال/ قاسم سليماني أسقط آلاف الأميركيين بين قتيل وجريح على مدى فترة طويلة من الوقت، وكان يدبر لقتل المزيد والمزيد".

وتابع إن سليماني كان مسؤولاً بشكل مباشر وغير مباشر عن موت ملايين الناس، بمن في ذلك من قتلوا في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران.

وذكر ترامب -في تغريدة أخرى- أن "إيران لم تفز يوما بحرب لكنها لم تخسر مفاوضات أبدا".

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي/ مايك بومبيو -في مقابلتين تلفزيونيتين اليوم الجمعة- إن الغارة الجوية الأميركية على بغداد التي أسفرت عن مقتل سليماني، كانت تهدف إلى تعطيل "هجوم وشيك" كان من شأنه أن يعرض حياة أميركيين للخطر في الشرق الأوسط.

وامتنع بومبيو -في المقابلتين اللتين أجرتهما معه شبكتا "فوكس نيوز" و"سي أن أن"- عن الخوض في تفاصيل التهديد المزعوم، لكنه قال إن "تقييماً على أساس معلومات المخابرات" كان الدافع المحرك وراء القرار الأميركي باستهداف سليماني.

وقال بومبيو لشبكة "سي أن أن"، "كان يتآمر للقيام بأعمال كبيرة في المنطقة من شأنها أن تعرض أرواح عشرات أن لم يكن مئات الأميركيين للخطر. نعلم أن هذا كان وشيكا".

* قائد جديد لفيلق القدس

 

في المقابل أكد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني مقتل أربعة من ضباطه كانوا برفقة اللواء قاسم سليماني، الذي عين المرشد الإيراني/ علي خامنئي خليفة له.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن فيلق القدس إن الضباط الأربعة هم اللواء "حسین جعفري"، والعقيد "شهرود مظفري"، والرائد "هادي طارمي"، والنقيب "وحید زمانیان".

من جهته، عين المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي العميد "إسماعيل قآني" - بعد ترقيته لرتبة لواء- قائداً جديداً لفيلق القدس، وكان قآني نائباً لسليماني، وشارك في الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.

ووصف بيان صدر عن مكتب خامنئي العميد قآني بأنه من أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني.

وبالإضافة إلى الضباط الإيرانيين الخمسة، كان من بين قتلى الغارة التي نفذتها طائرة أميركية مسيرة "أبو مهدي المهندس"، نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي الذي يضم فصائل مؤيدة لإيران، ومسؤول العلاقات بالحشد، "محمد الجابري"، وقد بلغ مجموع القتلى عشرة.

ووفق مصادر أمنية عراقية، فإن الوفد الذي ضم سليماني ومرافقيه ومسؤولي الحشد الشعبي العراقي تعرض للقصف بينما كان يغادر المطار على متن مركبتين تابعتين للحشد.

* إيران تتوعد

وفي أول ردة فعل إيرانية هدد مجلس الأمن القومي الإيراني بانتقام مؤلم يشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها، ردا على اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني في الغارة أميركية بالعراق.

وقال المجلس -في بيان أمس الجمعة عقب اجتماع بطهران ناقش فيه الرد على اغتيال سليماني- أن الرد سيكون في المكان والزمان المناسبين، وإن الانتقام سيكون ثقيلا ومؤلما.

وأضاف إنه اتخذ القرارات اللازمة بشأن الرد على عملية الاغتيال، وأن واشنطن تتحمل مسؤولية مغامراتها.

وتابع أن الولايات المتحدة ارتكبت باغتيالها قائد فيلق القدس -التابع للحرس الثوري الإيراني- أكبر خطأ استراتيجي لها في منطقة الشرق الأوسط.

* من هو سليماني

مؤخرا، اتهم قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، بأنه الذراع التنفيذية الرئيسية للسياسة الإيرانية في العراق، وآخر اهتماماتها منع الإطاحة بحكومة العراق، وإنهاء احتجاجات ضدها استمرت أشهرا، وسط سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، وتعزيز نفوذ طهران على حساب واشنطن، لا سيما أن سليماني يعد رأس حربة إيران في المنطقة.

وعلى مدى العقدين الماضيين كان سليماني مهندس عملية التمدد الإيراني في الشرق الأوسط كلها

وأدى سليماني منذ بداية الحرب الأهلية السورية دورا مهما في حماية رئيس النظام السوري بشار الأسد، وعمل على جمع عدة مليشيات محلية وقوى إقليمية، بما فيها روسيا، لتوفير الدعم للنظام السوري

واحتل اسمه في مجموعة من الأحداث العناوين الكبرى لوسائل الإعلام سواء داخل بلاده أو خارجها، ما بوأه مكانة خاصة لدى الإيرانيين، الذين اختاروه في 2015 شخصية العام، وفقا لاستطلاع للرأي تم نشره بمناسبة العام الفارسي عيد النوروز، حاز بموجبه سليماني على 37,3 في المئة من الأصوات.

أما بالنسبة لنشاطه الميداني في العديد من مناطق الصراع في الشرق الأوسط وخاصة العراق وسوريا، جعله الأولى بخلافة أحمد وحيدي على رأس "فيلق القدس" في الحرس الثوري أو الوحدة المسؤولة عن العمليات خارج الحدود الإقليمية الإيرانية. ثم ترقى عام 2011 من رتبة عقيد إلى لواء، أعلى رتبة بين الحرس الثوري.

وكان سليماني منذ نحو أربعين عاما على موعد ثابت مع الحروب، حيث التحق في 1980 بفيلق حرس الثورة الإسلامية. وقاد في الحرب العراقية الإيرانية، "فيلق 41 ثار الله"، وهو فيلق محافظة كرمان جنوب شرق إيران.

وقدم سليماني مساعدات عسكرية للشيعة والجماعات الكردية المناهضة لصدام في العراق وحزب الله في لبنان وحركة حماس في الأراضي الفلسطينية. وفي عام 2012، استفادت الحكومة السورية من خبرته العسكرية، كما دعم قيادة قوات الحكومة العراقية والحشد الشعبي المشتركة في التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية".

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد