هل نشهد توقيع اتفاق جديد بين الشرعية والحوثيين..؟!

في تقرير لمركز رفد للدراسات: 2019 مازالت الاتفاقات السياسية حبراً على ورق وظلت آمال اليمنيين معلقة على تنفيذها!!

2020-01-06 07:29:43 أخبار اليوم/ متابعات

  

أكد مركز رفد للدراسات والبحوث أن عام 2019م عام التدخلات الإقليمية في اليمن بإمتياز، ظهرت هذه التدخلات علناً لتعكس مدى سيطرة القوى الإقليمية على الأحداث في اليمن وعمق تدخلها في النزاع ما يؤكد أن الصراع الدائر في اليمن هوامتداد للصراع الإقليمي بين السعودية وإيران فقد ذهب كل طرف إلى محاولة ترتيب أوراق وكلائه على الأرض، مما أدى إلى تراجع وتيرة المعارك المباشرة بين القوات الحكومية وقوات الحوثيين بصورة ملحوظة ،في عموم الجبهات التي كانت مشتعلة وأصبحت أغلب الجبهات شبه متوقفة باستثناء جبهة صعدة- التي تعتبر جبهة حدودية مع السعودية- أي لتأمين الحدود السعودية وجبهة الضالع والتي تعتبر آخر الحدود للمحافظات الجنوبية.

وعلى الرغم من نجاح المجتمع الدولي بالضغط على الأطراف المتصارعة بالتوقيع على اتفاقات سياسية لوقف العنف وتقاسم السلطة عبر اتفاقين سياسيين الأول اتفاق ستوكهولم بين الحكومة الشرعية والحوثيين والذي وقع عليها الطرفان في ستوكهولم – السويد في 13 ديسمبر عام 2018 برعاية الأمم المتحدة، واتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي وقع عليها بالرياض في 5 نوفمبر 2019 برعاية المملكة العربية السعودية.

غادر العام ومازالت هذه الاتفاقات حبراً على ورق وظلت آمال اليمنيين معلقة على أمل تنفيذها ولكن حرص المتحاورون على تحقيق المصالح السياسية دونما حرص على تحقيق المصالحة، فكل طرف يملك أجندته الخاصة، وموافقته بالذهاب إلى أي اتفاق ليس رغبة صادقة بالسلام ولكن نتيجة للضغوط التي تمارس عليهم سواء على الميدان أو نتيجة للضغوطات الدولية.

وقال مركز "رفد" للدراسات- في تقرير له- إن الحوثيين استفادوا سياسياً من اتفاق ستوكهولم بالاعتراف بهم كطرف بعد أن كانوا متمردين وانقلابيين في نظر العالم، وهذا شجع المجلس الانتقالي الجنوبي على أن ينقلب على الحكومة الشرعية في عدن بعد أن تجاهله الجميع خلال مفاوضات ستوكهولم وأدرك أن الانقلاب والسيطرة على الأرض سيمنحه الاعتراف وحق المشاركة في أي مفاوضات قادمة، وهذا ما تحقق لهم بالفعل في اتفاق الرياض.

 * فرض التوازن بين القوى المحلية:

وقال مركز "رفد" إنه في شهر يوليو، ظهر اللواء/ محسن خصروف- الذي كان يشغل منصب مدير دائرة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني التابع للحكومة الشرعية- على أحد البرامج التلفزيونية، متحدثاً عن محدودية دعم التحالف الذي تقوده السعودية للجيش اليمني.

 وقال اللواء خصروف إن التحالف يتعمد تجريد الجيش من السلاح النوعي أو الأسلحة الثقيلة، بينما تقدم إيران الدعم السخي لجماعة الحوثيين.

وأضاف إن التحالف لا يثق في وضع الأسلحة النوعية في يد الجيش اليمني سواء من طائرات أو صوايخ أو غيرها.. و تم إحالة اللواء محسن خصروف للتحقيق على إثر هذا الظهور.

ولو أمعنا النظر في آلية تعاطي التحالف مع القوات المحلية في اليمن بشكل عام، سنجد تعمد إبقاء جميع القوى المحلية على مستوى واحد من القوة، بحيث لا يستطيع طرف التغلب على الآخر حتى في المعارك التي دارت ضد الحوثيين، فقد تعمّد التحالف- في كثير من جبهات القتال- تحييد الأسلحة النوعية من المعارك وعدم حسم المعارك بشكل نهائي.. وسمح للحوثي بالسيطرة على مناطق كانت بالإمكان دعمها بالطلعات الجوية لمنع تمدد الحوثي فيها مثل معارك قبائل حجور في محافظة حجة أو منطقة الحشاء في الضالع.

ويسعى التحالف من هذه الآلية إلى إبقاء جميع القوى المحلية على مستوى واحد من القوة ليملك هو قوة ترجيح كفة الطرف الذي يريد ولفرض سيطرة أكبر على الواقع اليمني.

 تباين في الرؤى:

ويقول التقرير الصادر عن مركز "رفد": تختلف محددات العلاقات بين عضوي التحالف الرئيسيين-السعودية والإمارات- مع اليمن مما خلق تبايناً في طريقتيهما للتعامل مع الأوضاع في اليمن والأهداف أيضاً فعلى سبيل المثال تشترك المملكة العربية السعودية مع اليمن بشريط حدودي يصل إلى 1800 كم، مما يجعل اليمن ذات أهمية خاصة للعربية السعودية من الناحية الأمنية والاستقرار الديناميكي في اليمن، بينما لا تشترك الإمارات مع اليمن في أي حدود، مما لا يجعل استقرار اليمن من أولوياتها ولهذا نرى أن الإمارات لا تهتم كثيراً بمسألة الانفصال أو الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه وهو الذي ليس في مصلحة السعودية على الأقل في الفترة الحالية.. أيضاً يشكّل فارق المساحة الجغرافية بين الدولتين عاملاً مهماً، فالعربية السعودية مساحتها واسعة جداً مقارنة بالإمارات التي ترى في الجزر والموانئ اليمنية عمقاً استراتيجيا مهماً قد يفيد في توزيع ترسانتها الجوية ومحطة جيدة لها اقتصادياً.

 لقد خلقت هذه التباينات اختلافا في وجهات النظر وفي طريقة التعامل مع الأزمة اليمنية، فذهبت الإمارات لدعم الجماعات الانفصالية بغرض السيطرة على جنوب اليمن مما فاقم الخلافات بين الحكومة الشرعية ودولة الإمارات كانت السعودية تلعب دور الوسيط الذي يحاول تهدئة الأوضاع وبسبب تزايد السخط الشعبي والحكومي على إثر التدخل الإماراتي المباشر استطاعت السعودية استبدال القوات الإماراتية المتواجدة في عدن بقوات سعودية، خشية انهيار التحالف بشكل كامل في اليمن.

ويرى التقرير أن الفارق الزمني للتقلبات العسكرية في اليمن يوضح حجم التدخلات الخارجية في القرار العسكري للقوى المحلية في الجانب المناوئ لجماعة الحوثي.

 ضربات في العمق وتسوية سياسية شاملة:

وقال التقرير: تتمثل القدرات العسكرية الفعلية لجماعة الحوثيين في السلاح الذي استطاعوا الحصول عليه أثناء اجتياحهم للمدن اليمنية، لكن طيران الدرونز- أو كما تسميه الجماعة (سلاح الجو المسير) فهو الذي لم يكن يمتلكه الجيش اليمني نفسه قديماً أوحديثاً.

لقد أدت الخلافات الحاصلة في الجانب المدعوم من التحالف واختلاف أيدولوجيات أعضاء التحالف نفسها، إضافة لسنوات الحرب في اليمن، إلى تطور القدرات القتالية لدى جماعة الحوثيين، بشكل ملحوظ، وهذا يعكس زيادة حجم الدعم الإيراني لهذه الجماعة سواءً تكنولوجياً أو لوجستياً.

في 14 من سبتمبر أعلنت جماعة الحوثي عن تبنيها عملية قصف المنشآت السعودية الأضخم لمعالجة النفط والتي تعالج في اليوم الواحد 7ملايين برميل تقريباً، وبالرغم من أن وزير الخارجية الأميركي بومبيو اتهم إيران أنها تقف خلف هذه العملية واستبعد انطلاقها من الأراضي اليمنية إلا أنه في الوقت نفسه لم يستطع تحديد مكان انطلاق الهجمات كما أن العربية السعودية لم تشر بأصابع الاتهام لإيران..

 قال الحوثيون إنهم شنوا الهجوم بعشر طائرات درونز انطلقت من على بعد500 ميل من الأراضي اليمنية!! وبناءً على الرسالة الموجهة من فريق الخبراء المعني باليمن التابع للأمم المتحدة والمؤرخة بتاريخ25 يناير 2019م، فإن الفريق استطاع الكشف على نوع من طيران الدرونز(UAV-X)، والذي يستطيع الوصول إلى مدى مابين1200 إلى 1500 كيلومتر وهو ما يؤيد بالفعل أن الحوثيين من قام بعملية تفجير منشاتي البقيق النفطية، إضافة إلى الضربات التي كان قد استطاع تحقيقها في العمق السعودي مثل استهداف مطار أبها.

وقال التقرير: إن التحولات الجذرية في القدرات العسكرية لجماعة الحوثيين كانت من شأنها إعادة حسابات المملكة العربية السعودية للدخول في وضع تهدئة عسكري، وبالفعل في الفترة الأخيرة من العام، تداولت أخبار حول تسوية سياسية شاملة بين الحكومة اليمنية والحوثيين وبمباركة سعودية. كما نشرت تسريبات عن لقاءات سرية بين السعوديين والحوثيين.

ولعل أهمها ما نشرته صحيفة نيويورك الأميركية في 26 ديسمبر 2019 بأن المملكة العربية السعودية تبحث عن إستراتيجية جدية لمعالجة علاقتها مع خصومها في المنطقة اتجهت السعودية نحو دبلوماسية الحوار لحل نزاعها مع الحوثيين في اليمن عبر سلطنة عمان والتي كان من نتائجها صفقة تبادل الأسرى بين قوات التحالف وجماعة الحوثيين وفتح مطار صنعاء للرحلات العلاجية ثم اتجهت لمحاولة عودة العلاقات بينها ودولة قطر، بعد أن أصبحت غير مطمئنة للدعم الأميركي.

* مستقبل الحرب في اليمن:

وقال التقرير الصادر عن مركز "رفد" للدراسات، لن تنجح الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن في تقديم أي حل سياسي للأزمة في اليمن وخير دليل على ذلك اتفاقية ستوكهولم التي لم يتحقق عبرها ملف تبادل الأسرى.

 كما أن الأمم المتحدة على الرغم من قرارات مجلس الأمن والمبعوثين السابقين لم ينجح في تقديم شيء يذكر باستثناء هدن إطلاق النار الفاشلة، لكنها قد تلعب دوراً رئيسياً في الجانب الإنساني وتقديم الدعم المادي واللوجستي لوصول المساعدات والإغاثة.

من جهة أخرى، تؤكد كل المؤشرات أن هنالك توجهاً جاداً من قبل المملكة العربية السعودية في إيقاف الحرب ضد الحوثيين مقابل ضمانات في عدم استهدافها بالصواريخ وطائرات الدرون وتوقف المواجهات على الحدود. قد يستجيب الحوثيون لطلب المملكة العربية السعودية – عبر وساطة عمان - مقابل وقف غارات الطيران ورفع الحصار على الموانئ ومطار صنعاء وهذا ما تعلنه الجماعة دائماً، لكنهم اليوم أصبحوا أكثر قوة من قبل وخاصة بعد ما حققوه من هجمات على الأراضي السعودية.

وأضاف التقرير: لا يستبعد أن يطالبوا السعودية بالتخلي عن دعم الشرعية والرئيس/ عبدربه منصور هادي، وقد ترعى اتفاقاً آخر بين الشرعية والحوثيين لتقاسم السلطة كاتفاق الرياض، يعطي الاعتراف للحوثيين ويظل حبراً على ورق كالاتفاقات السابقة.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد