منظمة "شهود" توثق لجريمة تغييب"إسماعيل الرمادي"أقدم المخفيين قسريا منذ الانقلاب

2020-01-13 05:04:02 أخبار اليوم/ مأرب


أشهرت منظمة "شهود لحقوق الإنسان" أمس, تقريرها الجديد الذي وثقت فيه حادثة اختطاف وإخفاء "إسماعيل الرمادي" قسريا منذ 5 سنوات.

وقال رئيس المنظمة فايز صالح الظرف في كلمته للمؤتمر الصحفي إن إسماعيل يعد أقدم مخفي قسريا منذ انقلاب جماعة الحوثي على الدولة في 21 سبتمبر 2014م.
مضيفا أن أسرة إسماعيل وأهالي المخفيين قسراً تُركوا وحدهم للبحث عن أقاربهم، وأن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية خذلتهم وهم يكافحون منذ سنوات لمعرفة ما إذا كان أبناؤهم أحياء أم أمواتاً.
وقال رئيس "شهود" إن اليمن وقعت في يونيو 2013 على الانضمام إلى الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري إلا أنه وبعد عامين من التوقيع أصبحت جرائم الاختفاء القسري في اليمن، واقعا يوميا معاشا منذ شرع الحوثيون في السيطرة على أجهزة الدولة والانقلاب على شرعية الرئيس المنتخب، ورافقت حملة مسيرتهم انتهاكات مختلفة ضد المواطنين المناوئين لهم طيلة السنوات الخمس الماضية مارست جماعة الحوثي الاحتجاز التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة والإخفاء القسري بحق الآلاف.

وأكد رئيس "شهود" أنه في كثير من الحالات، وصلت انتهاكات الحوثيين إلى حد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وأن مسلحي الجماعة استهدفوا الأشخاص الذين اعتبرتهم معارضين لها أو غير موالين، بمن فيهم النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والمحامين وغيرهم.

أما تقرير المنظمة فقد أكد أنه لم يثبت أن جماعة الحوثي أفرجت عن إسماعيل الرمادي كما أدعت في ردها على شكوى أسرته المقدمة لمكتب عبد الملك الحوثي، وأن كل الدلائل والوثائق والشهادات تؤكد أنه ما زال بعهدتهم، ومخفيا في أحد سجونهم الخاصة، وأنهم يتحملوا المسؤولية الجنائية والقانونية عن حياته ومصيره.

واستعرضت المنظمة في تقريرها مسار حادثة اختطاف وإخفاء الرمادي، مشيرة إلى أن مسلحي جماعة الحوثي داهموا قريته واعتقلوه في يوم الخميس الموافق 25/12/2014م من أمام منزله، بعد أن باشروا تكبيله واقتادوه إلى أحد المنازل في قرية بيت مران الذي حولوه إلى سجن، واحتجزوه في هذا المنزل لمدة يومين وفي اليوم الثالث قام مسلحو جماعة الحوثي بنقله إلى مدرسة في صنعاء جوار الفرقة الأولى مدرع، اتخذت منها الجماعة سجنا خاصا، وجرى اعتقال إسماعيل فيها في مكان انفرادي قرابة الشهرين.
وأضاف التقرير أن الرمادي تعرض خلال هذه الفترة للتعذيب كالضرب والتعليق حيث كان يسمع من كانوا في السجن صوته وهو يصيح ويتألم من شدة التعذيب.
وأن الحوثيين بعد انقضاء شهرين على تعذيبه في المدرسة قاموا بنقله إلى جهة مجهولة، ولم يعرف مصيره منذ تلك اللحظة حتى الآن، رغم متابعة عائلته وطرقها لكل الأبواب الممكنة، ولكن بلا جدوى.

ونقل التقرير إفادة والد إسماعيل المسن الحاج "صالح الرمادي" الذي قال إنه طرق أبواب مشرفي الجماعة الحوثية في المديرية والمحافظة، حتى وصل إلى المكتب السياسي لجماعة الحوثيين، وذهب إلى صعدة ومنطقة "ضحيان"لكنه لم يجد جوابا.

فيما تحدث أقرباء المخفي عن أن سؤال المصير يؤرق والد إسماعيل كل لحظة، ويجعله يبحث في كل مكان ويطرق باب كل أحد يمكن أن يفيده بجواب مؤكد عن مصير نجله المجهول.

وأشار التقرير إلى تعرض شقيق إسماعيل للاعتقال عدة أيام على أيدي الحوثيين خلال فترة متابعة قضية إسماعيل، ثم كرروها مع شقيقه الآخر لعدة أيام أيضا إمعانا في إذلال وقهر والده.


المنظمة قالت في تقريرها "أن أسرة إسماعيل عانت من غيابه معاناة شديدة فزوجته تتألم بشدة لأنها لا تعرف مصير زوجها وهل هو حي أم ميت، وذكراها الوحيدة منه "ابنته" ماتت أثناء اختطافه، وأن أسرته طالبت الحوثيين أن يفرجوا عنه لمدة ساعة حتى يشيع ابنته، ولكنهم رفضوا وغيبوه إلى اليوم.
وفي توصيات التقرير دعت المنظمة جماعة الحوثي للالتزام بالقانون الدولي واحترام المدنيين ووقف كافة الانتهاكات الإنسانية في اليمن، والإفراج الفوري عن إسماعيل الرمادي وجميع المدنيين المعتقلين، وإعادتهم إلى عائلاتهم، وإتاحة المجال للمنظمات الحقوقية للتحقيق في البلاغات والشكاوى التي تصل إليها من قبل أسر الضحايا.

وأكدت أن ما تقوم به جماعة الحوثي من اختطاف وإخفاء قسري للسياسيين والمدنيين يجعلها عرضة للملاحقة القضائية في المحلية والدولية، وأنه يتعين على القضاء اليمني والمحاكم الدولية الشروع في ملاحقة الضالعين في جرائم مصنفة ضمن الجرائم ضد الإنسانية، وعقد محاكمات حضورية لمن تم ضبطهم، وجلسات غيابية لمن تعذر القبض عليهم.
وقالت إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية حماية جميع الأشخاص من الإخفاء القسري.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد