تحتدم المعارك في محافظة الجوف شمال شرقي اليمن، بين قوات الجيش الوطني من جهة وجماعة الحوثي الانقلابية من جهة اخرى، بعد أن حشدت الجماعة الانقلابية كل إمكانياتها العسكرية لتحقيق اي اختراق عسكري، في المحافظة الغنية بالنفط.

وبحسب مصادر إعلامية فأن المعارك شهدت خسائر عسكرية كبيرة في صفوف جماعة الحوثي الانقلابية، بعد أن تصدت قوات الجيش لهجماتها العسكرية.

وذكرت موقع "سبتمبر نت" الناطق باسم الجيش الوطني في تقرير حديث له، رصدته صحيفة "أخبار اليوم"، أنه رغم الخسائر العسكرية الكبيرة في صفوف الجماعة المدعومة إيرانيا، فأنها لم تحقق أي تقدم على الأرض، بل ظلت تحصي أعداد جثث قتلاها المتناثرة في الوديان وجبال الجوف.

وفي تقريرها الذي حمل " الجوف تلقن المليشيا الحوثية المتمردة هزائم قاسية" قالت الصحيفة، أن الجماعة الانقلابية كانت تعتقد أن الجوف ستكون سهلة المنال، لكنها تفاجأت باستعداد قتالي كبير لأبطال القوات المسلحة على الرغم من فارق التسليح.

ونقالت عن محافظ الجوف اللواء "أمين العكيمي" قائد المحور قوله: إن جبهات المحافظة متماسكة.. مضيفا: إن أبطال القوات المسلحة ثابتون في مواقعهم بإسناد من قبائل المحافظة التي توافدت إلى الجبهات للدفاع عن محافظتهم ومكتسباتها وما توصلت إليه من تنمية خلال السنوات الثلاث الماضية.

واثني اللواء العكيمي على قوات الجيش التي تتصدى لمحاولات تقدم المليشيا باتجاه مركز المحافظة وبعض المديريات.

وأضاف: "اعتقدت المليشيا أنها ستدخل المحافظة ولم تكن تعتقد أن الناس سيقاتلونها، لكن ما وجدته كان العكس، فقد هبَّ الناس إلى جانب أبطال القوات المسلحة وصدوا هجمات المليشيا، بل إنها خسرت في جبهات الجوف الكثير من المعدات التي تقودها القوات المسلحة أو التي تم إحراقها بواسطة طيران التحالف أو المدفعية".

مضيفا: "خيار الحرب على المليشيا لا رجعة فيه، لقد قدمنا الشهداء من أجل الدولة ومشروعها الكبير ولا تراجع في هذا الخيار".

وكان اللواء العكيمي قد أدلى بتصريحات من الخطوط الأمامية بالجبهات أكد فيها أن العمليات العسكرية في الجوف تسير وفق الخطط المرسومة، وأن أبطال القوات المسلحة لديهم القدرة الكاملة على الدفاع عن الوطن واستكمال تحريره.

وأكد المحافظ العكيمي أن القوات المسلحة والقبائل والمشايخ والأعيان يد واحدة متكاتفين في صف واحد تجاه الهجمات اليائسة للمليشيا الإرهابية، داعياً أبناء المحافظة إلى المزيد من الالتحام بأبطال القوات المسلحة للدفاع عن كرامتهم ومكتسباتهم.

إلى ذلك أكد قائد عمليات المنطقة العسكرية السادسة العميد ركن "علي محسن الهدي"، إن الجوف عصية على الحوثي، مضيفا: الحوثي يعرفها ويعرف مقاتليها الذين أذاقوه الويلات منذ بدأ بحربه على المحافظة في 2009م، ومنذ ذلك الحين والجوف تلتهم كل مقاتليه دون أن يمرر فيها شيئاً من مشروعه الفارسي.

وتابع أن أبطال الجيش في المنطقة السادسة كسروا شوكة الحوثي ولقنوه دروساً قاسية، والهدف استعادة كل شبر في الجمهورية وليس الجوف فحسب.

وفي سياق الخسائر التي منيت بها جماعة الحوثي الانقلابية خلال الأيام القليلة الماضية في محافظة الجوف، ومحاولة تقدهم، أكد العميد "عبدالله الحمزة" سقوط قتلى وجرحى واغتنام أطقم عسكرية وأسلحة متوسطة وثقيلة تابعة للمليشيا في ذات الجبهة.

وكانت الأيام الماضية قد شهدت مواجهات شرسة بين القوات الحكومية والمليشيا الحوثية ابتدأت من جبال الجرشب وهي الجبال المطلة على مديرية مجزر بمأرب والمحاذية للجوف.

ويرى العميد الحمزة أن خسارة المليشيا لهذه السلسلة الجبلية الإستراتيجية دفعها للتوغل في منطقة واغرة بمديرية مجزر محافظة مأرب، لكنه كان أشبه بالانتحار والزج بمقاتليها إلى محرقة أخرى، كون هذه المنطقة محاطة بالقوات المسلحة من جميع الاتجاهات، "المدفعية ضربت بقوة والطيران كذلك، حتى تم إحراق معدات وآليات عسكرية حوثية بلغت العشرات".

*معارك مستمرة

وفي اتجاه موازي قال موقع "سبتمبر نت"، أن المعارك لم تتوقف، لكنها انتقلت إلى جبهات المصلوب التي بقت المعارك فيها على شكل مواجهات دون أن تستطيع المليشيا الحوثية أن تحرز أي تقدم ، حسب مدير شرطة المصلوب أحد القادة الميدانيين في الجبهة العقيد محمد جعفر.

أما في مديرية المتون فقد تصدت القوات المسلحة لترسانة المليشيا واستعادت مواقع متعددة.

العقبة هي الجبهة الأخرى، والتي تبعد عن مركز المحافظة 20 كيلومتراً، شهدت مواجهات قوية خسرت فيها المليشيا عدداً من عناصرها، وآليتين عسكريتين بقصف لطيران التحالف الذي استهدف طقماً مليئاً بالأفراد في ذات الجبهة.

*استدراج الحوثيين

بالعودة إلى غرب المحافظة، فقد خسرت المليشيا الحوثية عدداً من مقاتليها في معركة واحدة بعد استدراجهم من قبل قوات الجيش.

يقول النقيب محمد النقيب، عمليات الكتيبة الثالثة: إن المليشيا لن تستطيع أن تحقق أهدافها مهما زجت