أكدت هيئة علماء اليمن رفضها وإدانتها لما يسمى بـ"صفقة القرن" والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ومصادرة الحقوق الثابتة شرعاً وتاريخاً للشعب الفلسطيني.

وشدد الهيئة- في بيان صادر عنها- على أن القدس وقف إسلامي يحرم المساس به وهو يخص جميع المسلمين في العالم داعية حكومات الدول العربية والإسلامية لعقد قمة طارئة للوقوف أمام هذه الخطة المنحازة والظالمة، واتخاذ كل ما من شأنه دعم الشعب الفلسطيني، وحقوقه المشروعة.

وفيما يلي نص بيان صادر عن هيئة علماء اليمن:

الحمد لله رب العالمين القائل}سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{ "سورة الإسراء: 1" والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه القائل "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّ) أخرجه مسلم.    

 وبعد:

فقد تابعت هيئة علماء اليمن بقلق عميق واستياء بالغ اعلان الخطة الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية والمعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، وفي هذا الشأن تبين الهئية التالي:

أولاً: تعبر الهيئة عن رفضها وإدانتها لهذه الصفقة الظالمة والمجحفة بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، والمنحازة كلياً للكيان الصهيوني، والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ومصادرة الحقوق الثابتة شرعاً وتاريخاً للشعب الفلسطيني المظلوم.

ثانياً: تجدد الهيئة تأكيدها على أن القدس وقف إسلامي يحرم المساس به، وهو يخص جميع المسلمين في العالم، وتقع مسؤولية حمايته عليهم جميعاً شعوباً وحكومات، كما تحذر الهيئة من تغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس وفرض أي واقع جديد يُمكّن الاحتلال الصهيوني من وضع يده على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، وإخضاعه للسيادة الصهيونية، تمهيدا لانتزاعه الكامل من أيدي المسلمين، وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.

ثالثاً: تجدد الهيئة دعمها ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأشد أنواع الظلم منذ أكثر من سبعين عاماً، وتشيد بصموده وتضحياته وحقه في التحرر من الاحتلال الصهيوني الذي يعد من أمكر وأقبح صور الاحتلال الاستيطاني العنصري التي عرفها التاريخ.

رابعاً: تشيد الهيئة بموقف حكومتنا اليمنية الذي أكد وقوف بلادنا الثابت والراسخ والداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأن شعبنا اليمني سيبقى دائما وأبدا مع الشعب الفلسطيني ومع حقه في أرضه ودولته، وأنه لن نحيد عن هذا الموقف من القضية الفلسطينية.

خامساً: تدعو الهيئة علماء المسلمين والهيئات الإسلامية في العالم إلى القيام بالواجب الشرعي نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وللقدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

سادساً: تدعو الهيئة حكومات الدول العربية والإسلامية لعقد قمة طارئة للوقوف أمام هذه الخطة المنحازة والظالمة، واتخاذ كل ما من شأنه دعم الشعب الفلسطيني، وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هُجّروا منها، واستعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة..