دورات العنـف فـي اليمـن تتجـدد مـن زمـن لآخر، ففـي الوقـت الـذي يمكـن فيـه التقـاط خيـوط السـلام والمصالحـة يتجـدد الصـراع، وفـي التاريـخ الحديـث لليمـن اندلعـت الحرب بعـد ثـورة 1962 ضـد حكـم الإمامة( أسـرة آل حميـد الديـن) فـي الجـزء الشـمالي مـن اليمـن، وكانـت الحـرب مـن أجـل إجهـاض الثـورة، بيـن الإماميين المناهضيـن لهـا وبيـن الجمهورييــن المســاندين لتلــك الثــورة، وقــد امتــدت تلــك الحــرب حتــى العــام 1970.

وحــرب أخــرى إبــان ثــورة 1963 ومــا بعدهــا والتــي تمكنــت مــن طــرد الاستعمار البريطانــي الــذي كان مهيمنــاً علــى الجنــوب اليمنــي آنــذاك. فــدورات العنــف والحـروب الأهلية تجـددت، وفـي كل مـرة يكـون لهـا أسـباب لاندلاعها واسـتمرارها.

كانـت أشـهر دورات الصـراع الأهلية قـد اندلعـت مـع تولـي الرئيـس السـابق/ علـي عبـدالله صالـح للسـلطة فـي 1978،بحـرب (المناطـق الوسـطى) فـي محافظـات وسـط اليمـن، وامتـدت حتـى 1982 وزرعـت أطـراف الصراع فيها آلاف الألغام الفردية، إذ كان يغذي ذلـك الصـراع نظـام العقيـد الليبـي معمـر القذافـي، وهـي الحـرب التـي شـهد اليمـن بعدهـا توجت باتفاقية الوحدة بين شـطري اليمن 1990.

بعــد اتفاقيــة الوحــدة تولـّـى الحكــم مــا يعــرف بـ(مجلــس الرئاسـة)، بزعامـة الرئيـس السـابق/ علـي عبـد الله صالـح, ينوبـه علـي سـالم البيـض، شـهد اليمـن فتـرة هـدوء نسـبي بعــد هــذه الاتفاقية، حتــى اندلعــت حــرب أهليــة فــي 199٤ بيــن مــا كان يعــرف بشــطري اليمــن الشــمالي والجنوبــي، تزعــم تلــك الحــرب بطرفيهــا رئيــس اليمــن مـن جهـة ونائبـه مـن جهـة أخـرى، تمكنـت قـوات علـي عبــد الله صالــح مــن إخمــاد قــوات خصمــه علــي ســالم البيـض وبسـط سـيطرتها علـى محافظـات جنوبـي اليمـن.

اسـتتب نظـام الحكـم لعلـي عبـد هللا صالـح وازدهـر قليـلا عهـده مـا بيـن 1994 و 2004 إلـى أن اندلـع الصـراع المسـلح الـذي عـرف بحروب صعدة السـت، بيـن متمردي جماعـة الحوثـي مـن جهـة وقـوات علـي عبـد الله صالـح مـن جهـة أخـرى، وصلـت إلـى سـت حـروب، بـدأت فـي حزيران/يونيـو 2004 وانتهت في شـباط/فبراير 2010، وكان ذلــك النــزاع يحتــد فــي فتــرات متقطعــة، خــلال ســت ســنوات، اســتطاع الحوثيــون فيهــا الســيطرة علــى كثيـر مـن مناطـق محافظـة صعـدة ومناطـق أخـرى فـي محافظــات عمــران والجــوف وصنعــاء وحجــة.. وخــلال هـذه الحـرب اسـتخدمت جماعـة الحوثـي العبـوات الناسـفة والألغام المضــادة للمركبــات ســلاحاً للفتــك بخصومهــا، كمــا اســتخدمت الألغام الفرديــة وإن بشــكل أقــل.

فـي العـام 2011 اندلـع حـراك شـعبي، ضمـن إطـار مـا يُعـرف بثـورات (الربيـع العربـي) وكان المسـاهم الأبرز فــي هــذا الحــراك الشــعبي هــم الشــباب اليمنيــون، الذيــن خرجــوا فــي انتفاضــة ضــد نظــام حكــم الرئيــس الســابق علـي عبـد الله صالـح، وقـد تخلل ذلـك الحراك نزاع مسـلح محــدود فــي العاصمــة صنعــاء ومدينــة تعــز بيــن قــوات علــي عبــد الله صالــح مــن جهــة والقــوات التــي تأطــرت ضمـن مـا يعـرف بـ(حـراس الثـورة) مـن جهـة أخـرى.

ولإنهاء تداعيــات وآثــار ذلــك الحــراك الشــعبي تدخلــت دول خليجيــة بقيــادة الســعودية فــي مســاع للوســاطة بيــن علــي عبــد الله صالــح وخصومــه فــي أحــزاب المعارضــة اليمنيــة (اللقــاء المشــترك) أفضــت إلــى توقيــع مــا عــرف بالمبــادرة الخليجيــة بيــن الطرفيــن.

كان أبــرز بنــود تلــك المبــادرة هــو أن يتولــى عبدربــه منصــور هــادي رئاســة الجمهوريــة اليمنيــة، وكان وقتهــا نائبــا لصالــح، وتنفيــذا لتلــك المبــادرة أُجريــت انتخابــات رئاســية فــي شــباط/فبراير 2012 كان هــادي هــو مرشــحها الوحيــد، ولايــزال حتــى اللحظــة هــو الرئيــس الــذي يحظــى باعتــراف إقليمــي ودولــي.

وفــي الفتــرة مــا بيــن 2012 وحتــى 2014 شــهد اليمــن حــواراً واســعاً ضــم ممثليــن عــن كثيــر مــن الأحزاب والجهــات والجماعــات والشــباب والنســاء والأقليات، أفضــى إلــى وثيقــة مخرجــات مؤتمــر الحــوار الوطنــي، التــي كانــت أساســا لكتابــة مســودة دســتور اليمــن الاتحادي، وتمــت صياغتــه مــن قبــل اللجنــة المشــكلة لذلــك فــي كانــون الثاني/ينايــر 2015.

بعــد تنحــي الرئيــس الســابق علــي عبــد الله صالــح عــن الســلطة بــدأت خيــوط تحالفــات تتشــابك فيمــا بينــه وقواتــه وحزبــه المؤتمــر الشــعبي العــام وبيــن جماعــة الحوثــي المســلحة (أنصــار الله) التــي يتزعمهــا عبدالملــك الحوثــي، تمكــن ذلــك الحلــف بمــا يمتلكــه مــن قــوات عســكرية مــن الســيطرة علــى محافظــة عمــران والتوجــه صــوب صنعــاء التــي أســقطها فــي 21 أيلــول/ سـبتمبر 2014 وسـط مواجهـة محـدودة لبعـض الألوية العســكرية الحكوميــة وعــدد مــن القــادة العســكريين.

وضعـت قـوات الحوثييـن وصالـح، الرئيـس هـادي ورئيـس حكومتـه تحـت الإقامة الجبريـة، مـا دفـع الرئيـس هـادي الـى تقديـم اسـتقالته، حتـى تمكـن فـي شـباط/فبراير 2015 مـن الفـرار إلـى عـدن وسـحب اسـتقالته التـي كان قـد أعلنهـا فـي وقـت سـابق.

 توســع حلــف جماعــة الحوثــي وقــوات صالــح فــي عملياتــه العســكرية، وشــن عــددا مــن الغــارات الجويــة علــى قصــر معاشق الرئاســي، مقــر إقامــة الرئيــس هــادي فــي عــدن، فتمكــن ذلــك الحلــف مــن الســيطرة علــى أجــزاء كبيــرة مــن مدينــة عــدن، مــا اســتدعى الرئيــس اليمنــي الــى توجيــه رســالة إلــى مجلــس الأمن الدولــي بإجــازة عمــل عســكري ضــد جماعــة الحوثــي وقــوات صالــح، كان قــد طلبــه مــن المملكــة العربيــة الســعودية التــي أنشــأت تحالفــا عســكريا مــن 10 دول.

بـدأ هـذا الحلـف تدخلـه فـي اليمـن فـي إطار عملية عسـكرية أُطلـق عليهـا (عاصفـة الحـزم) ضـد قـوات صالـح والحوثييـن - المدعوميـن مـن إيـران بحسـب متحدتيه - لاستعادة الشـرعية اليمنيـة، إذ شـن ذلـك الحلـف آلاف الغـارات الجويـة ضـد أهـداف

عســكرية للحوثييــن وصالــح منــذ 26 آذار/مــارس 2015،أخطــأ فــي المئــات مــن تلـك الغـارات التـي قتلـت وأصابـت آلافا مـن المدنييـن ودمـرت بنـى تحتيـة مدنيـة.

وشــهد اليمــن مــا يمكــن تســميته بأعنــف صــراع مســلح فــي تاريخــه الحديــث، بــدأ منــذ ســيطرة الحوثييــن وقــوات صالــح علــى العاصمــة صنعــاء فــي أيلول/ســبتمبر 2014 وحتــى اللحظــة. وبعــد توســع ذلــك الحلــف عســكريا إلــى محافظــات يمنيــة أخــرى مثــل تعــز ومــارب وعــدن والحديــدة والبيضــاء والجــوف ولحــج والضالــع، قُوبـل ذلـك التوسـع العسـكري برفـض شـعبي ومقاومـة مسـلحة فـي تلـك المحافظـات.

 وقــد ســجل خــال هــذا الصــراع أكبــر عمليــة زرع للألغام الفرديــة والمضــادة للمركبــات والعبــوات الناســفة والمتفجــرة، كانــت جماعــة الحوثــي وقــوات صالــح هـي الفاعـل الأبرز فـي زراعتهـا، تلتهـا الجماعـات المتطرفـة، لكـن بشـكل محـدود.

 تشــابكت عوامــل الصــراع وتداخلــت أطرافهــا مــا بيــن حلفــاء وأضــداد، فعــدد ممــن كانــوا حلفــاء أصبحــوا خصومــا، وتعــددت النزاعــات المســلحة بيــن عــدد مــن الأطراف، فشــهدت محافظــات يمنيــة، بينهــا العاصمــة صنعــاء صراعــا مســلحا محــدودا وخاطفــا مــا بيــن صالــح وقــوات عســكرية مواليــة لــه مــن جهــة وبيــن قــوات الحوثييــن مــن جهــة أخــرى فــي كانــون أيلول/ ديســمبر 2017 انتهــت بمقتــل صالــح، بعــد تحالــف بينهمــا امتــد ألربــع ســنوات.

كمــا شــهدت مدينــة عــدن صراعــا محــدودا ومتقطعــا بيــن القــوات الحكوميــة المواليــة لهــادي مــن جهــة والقــوات التــي تعمــل بالوكالــة عــن الإمارات مــن جهــة أخــرى فــي كانــون الثاني/ينايــر 2018،ثــم شــهدت المدينــة صراعــا عنيفــا فــي آب/أغســطس 2019 بيــن قــوات المجلــس الانتقالي الجنوبــي المدعــوم إماراتيــا مــن جهــة وبيــن القــوات الحكوميــة التابعــة لهــادي مــن جهــة أخــرى، انتهــت بســيطرة قــوات المجلــس الانتقالي علــى عــدن وكامــل مؤسســاتها الرســمية. كمــا شــهدت محافظــة شــبوة صراعــا بيــن تلــك القــوات فــي آب/أغســطس 2019 انتهــت بســيطرة القــوات الحكوميــة علــى المحافظــة.

 وحركت دولـة الإمارات العربيـة طيرانهـا الحربـي مسـاندة لقـوات المجلـس الانتقالي الجنوبـي، فقامـت بقصـف القـوات الحكوميـة علـى مداخـل مدينة عدن أثنـاء محاولتها اسـتعادة المدينة. كانت هـذه الأطراف مجتمعـة فـي خندق واحد بمواجهة الحوثييـن وقوات صالح في 2015 و 2016.

واندلـع صـراع فـي فتـرات متقطعـة مـن عامـي 2018 و 2019 بيـن القـوات الحكوميـة في تعزمـن جهـة وبيـن جماعـات متطرفـة، وكتائـب ابـو العبـاس المدعومـة إماراتيـا مـن جهـة أخـرى، انتهـت بسـيطرة القـوات الحكوميـة علـى معاقـل تلـك الجماعـات فـي عـدد مـن أحيـاء مدينـة تعز.

عــدد مــن المحافظــات اليمنيــة كمحافظــة تعــز والبيضــاء وحجــة والجــوف ومــارب وصنعــاء وصعــدة –أثنــاء إعــداد هــذا التقريــر- تشــهد نزاعــاً مســلحاً بيــن قــوات الحوثييــن مــن جهــة والقــوات الحكوميــة مــن جهــة أخــرى. كمــا تشــهد محافظــة الحديــدة والســاحل الغربــي لتعــز صراعــاً مســلحاً بيــن قــوات الحوثييــن مــن جهــة وقــوات مدعومــة مــن الإمارات، تحــت غطــاء الشــرعية اليمنيــة مــن جهــة أخــرى، يتزامــن النــزاع مــع التوقيــع مــن قبــل أطرافــه علــى اتفــاق (أستوكهولم) الــذي رعتــه الأمم المتحــدة، لتخفيــف حــدة التوتــر. كمــا تشــهد محافظـات أخـرى كمحافظـة عـدن وأبيـن ولحـج والضالـع وشـبوة توتـرا ملحوظاً بين القوات الحكوميـة مـن جهـة وقـوات المجلـس الانتقالي الجنوبـي المدعـوم إماراتيـاً مـن جهـة أخـرى.

أخذت دورات العنف والصراع المسـلح في اليمن الكثير من عوامل الاستقرار لدى اليمنيين، وانحـدرت الأوضاع الاقتصادية والإنسانية إلـى مسـتويات مخيفـة، خصوصـا ً في السـنوات الأربع الماضيـة، ووصلـت الأوضاع الإنسانية إلـى تحذير الأمم المتحدة في تشـرين الأول/ أكتوبـر 2018 مـن أن نصـف سـكان اليمـن تتهددهـم مجاعـة وشـيكة، وأكـد برنامـج الغـذاء العالمـي فـي حزيران/يونيـو 2019 إلـى أن 20 مليـون يمنـي يعانـون مـن نقـص الغـذاء.

كمــا شــهدت مدينــة عــدن صراعــا محــدودا ومتقطعــا بيــن القــوات الحكوميــة المواليــة لهــادي مــن جهــة والقــوات التــي تعمــل بالوكالــة عــن الإمارات مــن جهــة أخــرى فــي كانـون الثاني/ينايـر 2018،ثـم شـهدت المدينـة صراعـا عنيفـا فـي آب/أغسـطس 2019 بيــن قــوات المجلــس الانتقالي الجنوبــي المدعــوم إماراتيــا مــن جهــة وبيــن القــوات الحكوميــة التابعــة لهــادي مــن جهــة أخــرى، انتهــت بســيطرة قــوات المجلــس الانتقالي علــى عــدن وكامــل مؤسســاتها الرســمية. كمــا شــهدت محافظــة شــبوة صراعــا بيــن تلــك القــوات فــي آب/أغســطس 2019 انتهــت بســيطرة القــوات الحكوميــة علــى المحافظــة.

وحركت دولــة الإمارات العربيــة طيرانهــا الحربــي مســاندة لقــوات المجلــس الانتقالي الجنوبــي، فقامــت بقصــف القــوات الحكوميــة علــى مداخــل مدينــة عــدن أثنــاء محاولتهــا اســتعادة المدينــة. كانــت هــذه الأطراف مجتمعــة فــي خنــدق واحــد بمواجهــة الحوثييــن وقــوات صالــح فــي 2015 و 2016.واندلــع صــراع فــي فتــرات متقطعــة مــن عامــي 2018 و 2019 بيــن القــوات الحكوميــة فــي تعــز مــن جهــة وبيــن جماعــات متطرفــة، وكتائــب أبو العبــاس المدعومــة إماراتيــا ً مــن جهــة أخــرى، انتهــت بســيطرة القــوات الحكوميــة علــى معاقــل تلــك الجماعــات فــي عــدد مــن أحيــاء مدينــة تعــز.

عـدد مـن المحافظـات اليمنيـة كمحافظـة تعـز والبيضـاء وحجـة والجـوف ومـارب وصنعـاء وصعـدة –أثنـاء إعـداد هـذا التقريـر- تشـهد نزاعـا مسـلحا بيـن قـوات الحوثييـن مـن جهـة والقـوات الحكوميـة مـن جهـة أخـرى. كمـا تشـهد محافظـة الحديـدة والسـاحل الغربـي لتعـز صراعــا مســلحا بيــن قــوات الحوثييــن مــن جهــة وقــوات مدعومــة مــن الإمارات، تحــت غطـاء الشـرعية اليمنيـة مـن جهـة أخـرى، يتزامـن النـزاع مـع التوقيـع مـن قبـل أطرافـه علــى اتفــاق (إستكهولم) الــذي رعتــه الأمم المتحــدة، لتخفيــف حــدة التوتــر. كمــا تشــهد محافظـات أخـرى كمحافظـة عـدن وأبيـن ولحـج والضالع وشـبوة توتـراً ملحوظاً بيـن القوات الحكوميـة مـن جهـة وقـوات المجلـس الانتقالي الجنوبـي المدعـوم إماراتيـا مـن جهـة أخرى.

أخذت دورات العنف والصراع المسـلح في اليمن الكثير من عوامل الاستقرار لدى اليمنيين، وانحـدرت الأوضاع الاقتصادية والإنسانية إلـى مسـتويات مخيفـة، خصوصـا في السـنوات الأربع الماضيـة، ووصلـت الأوضاع الإنسانية إلـى تحذير الأمم المتحدة في تشـرين الأول/ أكتوبـر 2018 مـن أن نصـف سـكان اليمـن تتهددهـم مجاعـة وشـيكة، وأكـد برنامـج الغـذاء العالمـي فـي حزيران/يونيـو 2019 إلـى أن 20 مليـون يمنـي يعانـون مـن نقـص الغـذاء.

قضية الألغام: خلفية تاريخية

أثنـاء الصراعـات الشـطرية بيـن شـمالي اليمـن وجنوبـه، عـرف مـا يسـمى بحـرب المناطـق الوسـطى منـذ 1978حتــى 1982 التــي كانــت بيــن (الجبهــة الوطنيــة) المدعومــة مــن نظــام الحكــم فــي الجنــوب اليمنــي مــن جهــة وبيــن نظــام الحكــم فــي شــمال اليمــن مــن جهــة أخــرى، وكانــت محافظــات المناطــق الوســطى مســرحا لهــذا الصــراع العنيــف وفقــا لرابطــة المعونــة لحقــوق الانسان والهجــرة التــي قالــت ان ”مئــات الألف مــن الألغام زرعــت علــى عشــرات مــن جبــال وســهول المنطقـة الوسـطى، الأمر الـذي حـرم أهاليهـا مـن التمتـع بالحيـاة فيهـا، والزراعـة علـى تربتهـا، ويعـود ذلـك إلـى ثمانينيــات القــرن الماضــي، حيــث احتلــت مــا كانــت تســمى بالجبهــة الوطنيــة كل جبــال ومناطــق المنطقــة الوســطى مــن محافظــة إب، وكانــت سياســتها حينئــذ أن تســيطر علــى أهــم المرتفعــات والجبــال فــي المنطقــة“.

وقــد دعــم نظــام الرئيــس الليبــي الراحــل معمــر القذافــي الجبهــة الوطنيــة بآلاف الألغام، فــي إطــار عــرف بدعمــه الحــركات التحرريــة العربيــة، إسقاط أنظمــة بعــض البلــدان، مــن بينهــا نظــام الرئيــس الســابق علــي عبدالله صالــح. فحصــدت تلــك الألغام مئــات الضحايــا حتــى وقــت قريــب.

عــادت قضيــة الألغام وزراعتهــا إلــى الواجهــة، خــال حـروب صعـدة السـت، التـي خاضهـا نظـام الرئيـس علـي عبــد الله صالــح ضــد تمــرد حركــة الحوثييــن المســلحة فـي صعـدة، وفـي بعـض المناطـق بالمحافظـات المجـاورة كعمــران والجــوف وحجــة وصنعــاء، هــذا الصــراع الــذي اســتمر لفتــرات متقطعــة خــال ســت ســنوات، زرع خلالها الحوثيــون العبــوات الناســفة والألغام المضــادة للمركبــات، وكــذا الألغام المضــادة للأفراد وإن بشــكل أقــل، فــي أجــزاء مختلفــة مــن محافظــة صعــدة وحــرف ســفيان وك َشــر فــي محافظــة حجــة.

/////////