عادة ما كان قاسم سليماني -والنظام في إيران- في الحديث عن مواجهة الولايات المتحدة يشير بوضوح إلى مضيق باب المندب والبحر الأحمر ومنشآت النفط في الخليج. ولا توجد معلومات موثقة من مصادر مفتوحة تحدد متى بدأت العلاقة بين الحوثيين و»فيلق قدس» وقاسم سليماني، لكن قد تبدو العلاقة تعمقت بعد 2015م عندما بدأ التحالف الذي تقوده السعودية عمليات عسكرية دعماً للحكومة المعترف بها دولياً.
ومن المتوقع أن تجد إيران في اليمن المكان المناسب للرد، إذ تعيش البلاد في حالة حرب، كما أن الملفات الخاصة بمليشياتها في العراق وسوريا ولبنان مفتوحة بسبب التظاهرات الموجودة لإسقاط الأنظمة السياسية التي تملّكت إيران قرارها السياسي طوال وعقود، حيث يُعتقد أن تستخدم إيران مقتل سليماني لقمع التظاهرات واعتبارها عملاً مزعزعاً لمواجهة الأمريكيين. وهو الأمر ذاته المتعلق بمواجهة توسع التظاهرات في إيران التي وصلت إلى أكثر من 100 منطقة إيرانية خلال الأشهر الأخيرة، فمن المتوقع أن يستخدم النظام مقتل «سليماني» لاتهام المتظاهرين بالعمالة للولايات المتحدة الأمريكية[12].
وتشير المعلومات أن قاسم سليماني، لعب دوراً بارزاً في تنمية الأواصر بين الطرفين وإيصالها إلى قمة التعاون. وعادة ما كان قاسم سليماني يلتقي قيادات الحوثيين الموجودين في الخارج[13]. كما أن «فيلق قدس» اعترف أكثر من مرة بتدريب الحوثيين في البلاد.
تؤكد المعلومات أن «سليماني» كان على رأس لجنة إيرانية خاصة تسلم تقريرها إلى لجنة الخبراء بشأن اليمن ووضع جماعة الحوثي وكيفية مساعدتهم. وهذه اللجنة كانت مختلفة عن لجنة دعم الشعب اليمني التي أعلن عنها النظام الإيراني عقب عمليات التحالف ضد الحوثيين لجمع التبرعات المالية[14].
ومنذ 2015 ظل سليماني يجتمع بانتظام مع كبار مسؤولي الحرس الثوري في طهران لبحث سبل «تمكين» الحوثيين. وعادة ما كان سليماني يؤكد ضرورة «زيادة حجم المساعدة من خلال التدريب والسلاح والدعم المالي»[15]. حيث يعتقد سليماني أن اليمن هي الحرب الحقيقية التي تخوضها إيران دون تكاليف باهظة، وكسب معركة اليمن سيساعد في تحديد ميزان القوى في الشرق الأوسط[16]. قال سليماني في مايو/أيار 2016، إن نتائج الحرب في اليمن «كرست وأثبتت قدرة جماعة الحوثيين على نحو لا يمكن تجاهله».