أثار قرار الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" الذي قضى بتعيين محافظ جديد لمحافظة المهرة، خلفا للمحافظ السابق، امس الأحد، ردود فعل غاضبة من قبل بعض القيادات في ما يعرف في الانتقالي الجنوبي الموالي لدولة الإمارات.

وكان الرئيس هادي قد أصد قرار بتعيين "محمد ياسر" محافظا لمحافظة المهرة، خلفا لراجح باكريت، الذي تم تعيينه عضوا بمجلس الشوري (الغرفة الثانية في البرلمان).

ويأتي قرار الإقالة بعد أيام من اشتباكات شهدتها محافظة المهرة بين قوات سعودية ويمنية من جهة، ومسلحين قبليين من جهة أخرى، في مدينة شحن الحدودية مع عمان.

ولم يوضح القرار الرئاسي أسباب إقالة باكريت الذي تولى المسؤولية قبل عامين، غير أنه بحسب مصادر حكومية تحدث إليها مراسل الأناضول، "يأتي في ظل استمرار الخلافات بينه وبين رئيس الحكومة وبعض أعضائها ومسؤولين محليين بالمحافظة على خلفية إدارته للمحافظة وخاصة الجانب المالي".

إلى ذلك تناغمت ردود الفعل الغاضبة في قيادات ما يسمى بالمجلس الانتقالي إلى حد كبير في الصيغة والمضمون، باتهام حزب التجمع اليمني للإصلاح أكبر الأحزاب المؤيدة للشرعية اليمنية، بالوقوف وراء القرار الرئاسي، مشددين في الوقت نفسه على أحقية المجلس المدعوم إماراتيا بالرد إذا تم تمرير القرار، بتغير المحافظ السابق للمهرة "راجح باكريت"،

أبواق الانتقالي على وسائل التواصل الاجتماعي اعتبروا أن القرار الرئاسي يعد خرق جديد لاتفاق الرياض، ونسف مباشر من قبل الرئاسة اليمنية لبنود الاتفاق وملحقاته.

أول الردود الغاضبة من قرار إقالة محافظ المهرة "باكريت" جاءت من رجل الإمارات الأول في اليمن ونائب مايعرف بالانتقالي الجنوبي "هاني بن بريك" الذي رفض القرار، معتبر قرار الإقالة خرق لاتفاق الرياض.

جاء ذلك في تدوينه لـ "بن بريك" على تويتر قال فيها، " إقالة محافظ المهرة بعيدا عن كونه خرق جديد ل اتفاق الرياض يضاف لكل الخروقات السابقة المعرقلة للمضي في تنفيذ الاتفاق، هو دليل قوي جدا يكشف المتضرر من تحرك التحالف للسيطرة على المنفذ والحدود التي يتم من خلالها التهريب.

وأضاف، "خطوة غبية سريعة يرتكبها الإخونج ستعجل بإذن الله بحلحلة الأمور".

من جانبه اعتبر عضو هيئة الانتقالي الجنوبي، "فضل الجعدي" قرار تعيين محافظ للمهرة بمثابة نسف لاتفاق الرياض وبقرار رئاسي.

وقال القيادي الجعدي، على منصة "تويتر"، "أن قرار تعيين محافظ للمهرة الذي صدر اليوم هو نسف لاتفاق الرياض وبقرار رئاسي.!".

وتابع الجعدي في تدوينته: "الكرة الآن في ملعب الشقيقة الكبرى ، فخروقات الشرعية للاتفاق وصلت إلى الحد الذي يستدعي موقف واضح ومسئول".

إلى ذلك قال القياد الموالي للإمارات في الانتقالي الجنوبي "أحمد عمر بن فريد"، " كل يوم يبرهن هادي بأنه مرتهن بالمطلق لنائبه علي محسن الأحمر، أنه ينظر بأقل درجة إحترام للجنوب وشعبه وقضيته".

وأضاف بن فريد، "بمثل هذا القرار الأهوج يتأكد كل ذلك ،وبمثل هذا القرار الأرعن نتأكد بأن هادي ليس إلا خاتم ثمين بيد نائبه وأنه رجل جبل على الحقد والكراهية والخنوع وأنه غير مؤهل أصلا..

وأضاف "بن فريد" في تغريدة أخرى، "كنت أعتقد أن تبعية هادي لصالح خلال سنوات مضت ستفجر فيه قيم الاستقلالية ولكن الضعف والهوان تمكن منه وبات يستصيغ مواصلة دور " الكومبارس" وربما يهواه.

ماذا فعل باكريت حتى يقصيه؟"

هل لمجرد أنه أراد أن يمارس صلاحيات محافظ، ولأنه أراد أن يكون للمهرة صوتها الخاص بها تم فصله ؟!

بن فريد حث في منشور ثالث على المواطنين في الجغرافيا الجنوبي لليمن، بقبول العبودية والخنوع للمجلس الانتقالي الجنوبي، لم فسيكون مصيرهم الإقصاء، حد وصفة.

وجاء في نص المنشور "إلى كل أحرار الجنوب، إلى كل الشرفاء، نقسم بالله العظيم أن لا عزة ولا كرامة لكم إلا من خلال استعادة دولتكم الحرة المستقلة، ومن يعتقد أو يراهن على خلاف هذا فسيأتي له يوم يواجه فيه مصير من سبقه بقرار إقالة خلاصته؛ أقبل أن تكون عبدا مذعنا لنا، منفذا لتوجيهاتنا أو مصيرك الإقصاء!

عضو الجمعية الوطنية لما يعرف بالانتقالي الجنوبي "جمال بن عطاف" ذهب بالقول : "الشرعية تخالف اتفاق الرياض وذلك بـ:تعيين محافظ للمهرة قبل تعيين محافظاً ومدير أمن للعاصمة عدن والملحق العسكري والأمني حسب الترتيب الزمني".

وأوضح بن عطاف : "ينص اتفاق الرياض الفقرة الرابعة الملحق السياسي على تعيين المحافظين بالتشاور (اي مع اللجنة الثلاثية تحالف+ شرعية+ انتقالي)".