تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المحررة.. الجيش والأمن يدٌ تحمي وعينٌ تحرس

2020-03-03 03:32:17 أخبار اليوم/ تقرير/ ٢٦سبتمبر

 

يشهد الوضع الأمني في مختلف مناطق المحافظات المحررة تحسناً متصاعداً، رغم شحة الإمكانات، وبحسب مراقبين ومسؤولين أمنيين وعسكريين فإن استقرار الأوضاع الأمنية في المناطق المحررة يعود إلى التنسيق والتعاون الكبيرين بين الجيش والأمن، حيث عملت المؤسستان خلال الأعوام الماضية على تنفيذ خطط أمنية مشتركة لتطبيع الأوضاع الأمنية والقضاء على الخلايا الإرهابية والقبض على المطلوبين أمنياً، فضلاً عن تأمين شبكة خطوط السير داخل المدن وخارجها والرابطة بين المحافظات.

محافظة تعز عانت عقب تحرير المدينة وعدد من مديريات ريفها، أوضاعاً أمنية هشة للغاية، حيث كانت تسيطر الجماعات المسلحة الخارجة عن النظام والقانون على معظم مربعاتها وبالتالي كانت عمليات الاغتيال التي تستهدف ضباطاً وأفراداً بالجيش والأمن وكذا مواطنين لا تتوقف بصورة شبه يومية، كما سجلت تلك الفترة جرائم اختطافات وإخفاءات قسرية ونهب للممتلكات.

ومع الجهود الكبيرة التي بذلتها قيادة تعز ومن خلال التنسيق بين الأجهزة الأمنية والجيش، تحسنت الأوضاع الأمنية بدرجة كبيرة، حيث اختفت عمليات الاغتيالات بشكل شبه كلي وانخفضت نسبة الجرائم بفعل عمليات الضبط للمطلوبين أمنياً وتصفية مربعات المدينة من الجماعات المسلحة الإرهابية.

فحسب تقرير الإنجاز لأمن تعز فقد بلغت نسبة الضبط 73% بمعدل انخفاض عن عام 2018م 18 %، حيث ضبطت الأجهزة الأمنية بالمحافظة ٢٣٣٠ جريمة فيما بلغت غير المضبوطة ٨٧٣ جريمة.

تنسيق عال

وعن التنسيق بين الأجهزة الأمنية ووحدات الجيش قال مدير أمن تعز العميد/ منصور الأكحلي- في حوار له مع صحيفة 26سبتمبر-: إن “هناك تنسيقاً عالاً بين الأجهزة الأمنية بمحافظة تعز، وقيادة المحور”.. مؤكدا أن “الجميع في المحافظة يسيرون في اتجاه واحد،” موضحاً بالقول: “هناك العديد من جوانب الدعم والمساندة التي قدمها ويقدمها لنا زملاؤنا في الجيش في بسط نفوذ الدولة ومداهمة أوكار العناصر الخارجة عن القانون، وقد تم خلال العام ٢٠١٩م تشكيل لجنة مشتركة من قيادة المحور وإدارة عام شرطة محافظة تعز للتنسيق والتعاون بين الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة”.

خطة طارئة

وفي اجتماع أمني كبير هذا الشهر ترأسه محافظ المحافظة/ نبيل شمسان، ووكلاء المحافظة وحضور السلطة القضائية برئاسة رئيس محكمة الاستئناف القاضي أحمد الحمودي أقر الاجتماع سرعة وضع آلية طارئة بين قيادة المحور والأجهزة الأمنية لضبط وتسليم المطلوبين أمنياً وقضائياً المنتسبين للألوية العسكرية وفق القوائم المعدة قضائيا لإحالتهم للعدالة وسرعة وضع حد لقضية البسط ونهب الأراضي والممتلكات العامة والخاصة بالتزامن مع وضع خطة قضائية لضبط التوجيهات المخالفة والأوامر المزدوجة والتعدي على درجات التقاضي وتنفيذ الأحكام الصادرة وتعزيز هيبة القضاء وحماية القضاة

كما تضمنت القرارات تفعيل اللجان الأمنية المصغرة في المديريات ووضع خطة للانتشار الأمني وتفعيل دور الشرطة العسكرية في تنفيذ الحملات الأمنية وضبط المطلوبين وتشكيل غرفة عمليات مشتركة للتنسيق العسكري والأمني وترقيم الأطقم العسكرية وضبط حركتها وفق الأوامر العملياتية لقيادة المحور ورفع اليقظة الأمنية لمتابعة وضبط عمليات التهريب من وإلى المحافظة.

ثمار التعاون

وفي سياق متصل، وفي إطار التعاون بين الأجهزة الأمنية والجيش ومعهما الشرطة العسكرية، فقد حققت الأجهزة الأمنية والشرطة العسكرية في محافظة تعز نجاحاً ملحوظاً خلال فترة وجيزة منذ مطلع عام 2020م، حيث تمكنت قوات الشرطة العسكرية المتمثلة بنقطة الهنجر الواقعة في منطقة الضباب جنوب غرب المدينة من ضبط عدد من عمليات التهريب لمواد محظورة وأسلحة وعناصر وخلايا تابعة لمليشيا الحوثي المتمردة.

ففي أواخر شهر يناير تمكن أبطال الشرطة العسكرية في نقطة الهنجر من ضبط شحنة تحمل مواداً ممنوعة كانت في طريقها إلى مدينة تعز.. وقال مصدر أمنى: إن الشحنة كانت عبارة عن خمس حقائب كل حقيبة بداخلها 4 عبوات، إضافة إلى كميات من السجائر المهربة يتم إدخالها بطرق غير قانونية.. مشيرا انه عقب عملية الضبط للمواد الممنوعة وحجز المهربين قامت قوات الشرطة بعملية إتلاف هذه المواد بحضور العقيد/ محمد حسان رئيس النيابة العسكرية، والعقيد/ مهيوب الصنوي- مدير المباحث العسكرية- ومندوبين عن مكتبي الجمارك والصناعة والتجارة.

وفي إنجاز أمني كبير ألقت قوات الشرطة العسكرية في نقطة الهنجر القبض على عصابة حاولت تهريب مخطوطات وآثار من مدينة تعز يعود تاريخها إلى فترة حكم الدولة الرسولية ويقدر عمرها بـ 700سنة وهذه العملية تأتي ضمن سلسة عمليات تهريب متكررة للآثار فقد سبق أن ضبطت القوات الأمنية عمليات تهريب في خط الضباب وكلها لآثار ومقتنيات نادرة.

وأوضح عبدالهادي العزعزي وكيل وزارة الثقافة “أن الآثار والمخطوطات التي عُثر عليها يقدر عمرها بـ 700سنة، من حيث شكل الخط والإنتاج الذي أُنتجت فيه،وتعود إلى فترة تعز الإسلامية المزدهرة، إبان حكم الدولة الرسولية وتعطينا نظرة عن عمق وتجذر مدينة تعز تاريخيًا”.

وأشاد العزعزي بالجهود التي توليها الشرطة العسكرية في منع خروج المخطوطات والآثار التي تمثل الهوية اليمنية وتعتبر جزاءً أصيلاً من تاريخنا الحضاري.

من جهته أكد قائد الشرطة العسكرية العميد/ محمد سالم الخولاني على أهمية الحفاظ على الآثار فهي أولاً وقبل كل شيء تعتبر الدليل المادي على وجود الشعب وأحقيته بأرضه التي يقيم عليها وذلك أثناء عملية تسليم المخطوطات والآثار إلى مدير عام المتاحف رمزي الدميني، بدوره الشرطة العسكرية على إعادة المخطوطات والآثار إلى المتحف الوطني، والتي تم ضبطها للمرة الثانية في نقطة الهنجر في محاولة لإفراغ تعز من محتواها التاريخي والأثري لما للآثار من دور كبير في ربط الماضي بالحاضر والمستقبل.

واستمرار لليقظة الأمنية فقد تمكنت قوات الشرطة بذات النقطة (نقطة الهنجر) في مطلع شهر فبراير من ضبط شحنة تحمل أسلحة خفيفة وملازم ومطبوعات حوثية، إضافة إلى ممنوعات أخرى أبرزها الحشيش، والتي عادة ما يلجأ المهربون إلى استخدام النساء أو حافلات وسيارات بداخلها عوائل، لكن قوات الشرطة لديها طاقم نسائي مؤهل يستطيع التعامل مع هذه الحالات.

وقال مصدر في قيادة الشرطة العسكرية:” إن الأفراد يتمكنون في مرات عدة من ضبط مواد وشحنات قادمة إلى تعز من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المتمردة وهنا أحيي الرجال واليقظة العالية التي يتمتع بها أفراد نقطة الهنجر، في إفشال المخططات الرامية لخلق الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في مدينة تعز “.

وأكد المصدر” أن محاولات مليشيا الحوثي المتمردة في إحداث اختراق للصف الداخلي المقاوم ستبوء بالفشل، مشدداً على ضرورة تظافر جهود جميع أبناء المجتمع بجميع تكويناته وهيئاته الرسمية والشعبية لرفد الأجهزة الأمنية في تحقيق الاستقرار التام”.

حضرموت والخلاص من الإرهاب

وفي محافظة حضرموت سعت قيادة المنطقة العسكرية الثانية إلى توسيع انتشارها شرقاً وغرباً في مديريات ساحل حضرموت، وتجلى ذلك بعمليات الانتشار لفرض طوق أمنى على ساحل حضرموت ومنع أي تواجد لعناصر الإرهاب في المناطق النائية.

بدوره تحدث أحد ضباط المنطقة العسكرية الثانية الملازم/ هشام الجابري، عن دور المؤسستين العسكرية والأمنية في تثبيت الأمن والاستقرار في المحافظة، قائلا: “كان للعمليات التي أطلقت ضد التنظيمات الإرهابية دور كبير في عدم وجود أي أعمال إرهابية في المكلا وعززت تلك العمليات الأمن والاستقرار”.

وأكد الجابري: “أن عمليات تحرير المكلا من الإرهاب كان عملا أمنيا بحتا انتصرت فيه قيادة المنطقة العسكرية الثانية على قوى الإرهاب ودمرت تواجدها بالكشف عن العديد من الخلايا، فضلا عن تطهير وكرهم الرئيس في وادي المسيني بانطلاق معركة الفيصل”.

وأشار إلى أن عمليات الانتشار العسكري بالسواحل الشرقية لمحافظة حضرموت حققت أهدافها في زمن قياسي بعد أسابيع من بدئها، موضحا أنها استطاعت الحد من عمليات التهريب، وكانت سندا لقوات خفر السواحل في مهامها الخاصة بحماية سواحل حضرموت.

كما بين الجابري أن عمليات الانتشار تأتي بإشراف مباشر من قبل محافظ حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن/ فرج البحسني، والذي أعطى توجيهاته بضرورة ذلك الانتشار العسكري لمنع أية عمليات تهريب قد تقع عبر سواحل حضرموت.

وأضاف الجابري: “إن قيادة المنطقة العسكرية الثانية مستمرة في جهودها لحفظ الأمن والاستقرار بمناطق ساحل محافظة حضرموت”.

وتعتبر عمليات الانتشار من ضمن الجهود التي توليها قيادة المنطقة العسكرية الثانية بدعم من قوات التحالف العربي لحفظ الأمن والاستقرار، ومكافحة عمليات تهريب الأسلحة والممنوعات.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد