مقتل "سليماني" يحفز إيران على تهريب السلاح لحلفائها الحوثيين باليمن

2020-03-03 03:38:17 أخبار اليوم/ تقارير

 

قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية "ويليام اوربان" أن شحنة من المعدات والأسلحة المتطورة الإيرانية المشتبه التي ضبطتها سفينة "يو إس إس نورماندي" الأميركية، في وقت سابق والمتجهة إلى جماعة الحوثي الانقلابية باليمن هي الأولى من نوعها منذ مقتل سليماني.

وبحسب "اوربان" فأن هذا النوع من النشاط التخريبي الإيراني المتعلق بتهريب الأسلحة إلى مليشياتها في الخارج من بينها مليشيا الحوثي يُظهر أن طهران لا تخطط لإبطاء جهودها لدعم أذرعها في أعقاب مقتل سليماني.

وأضاف: “فيما يتعلق بقضية سليماني، أعتقد أن قوة القدس أظهرت نمطًا ثابتًا من محاولة تهريب الأسلحة للحوثيين في اليمن لتوسيع هذا الصراع، ودعم المليشيا في قتالها في اليمن على الرغم من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يحظر ويحرم تهريب هذه الشحنات من الأسلحة “. والكلام ما يزال للأخير “على ما يبدو، لم يؤثر مقتل سليماني على رغبة إيران القوية في تهريب وتوفير هذه الأسلحة المتطورة للحوثيين”.

* واشنطن تتهم طهران

وفي وقت سابق من شهر فبراير الماضي اتهم البنتاغون إيران بمحاولة تهريب وتوفير الأسلحة والمعدات لمليشيا الحوثي في اليمن بعد أن صادرت البحرية الأميركية شحنتين من الأسلحة قبالة السواحل اليمنية، في فبراير الماضي.

واستضاف المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، الكابتن "ويليام أوربان" مؤتمراً صحفياً عرض فيه شرائح توضح بالتفصيل مخبأين منفصلين للأسلحة الإيرانية المهربة إلى مليشيا الحوثي الانقلابية على مراكب شراعية كانت قد استولت عليها مدمرتان أميركيتان في 25 نوفمبر من العام الماضي, إضافة إلى شحنة الأسلحة الأخيرة التي استولت عليها وصادرتها البحرية الأميركية بواسطة المدمرة البحرية يو إس إس فورست شيرمان من مركب شراعي مجهول الجنسية قبالة السواحل اليمنية وبحر العرب في التاسع من شهر فبراير الجاري.

وذكر المسؤول الأميركي، إن من بين الشحنة التي تم الاستيلاء عليها مكونات لصواريخ كروز “351” للهجوم الأرضي، وصواريخ كروز أرض – 358 ، وصواريخ “دهلافيا” المضادة للصواريخ الموجهة ، وصواريخ نور / C802 المضادة للسفن، والمركبات الجوية بدون طيار، وكذلك النطاقات الحرارية والأجزاء الأخرى ذات الصلة بالجيش – وكلها حسب أوربان مصنوعة في إيران.

* مصادر التهريب

وفي سياق الاتهام الأميركية للنظام الإيراني بتهريب السلاح إلى حلفائها في اليمن (الحوثيون) قد المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية شرح أكثر حول الشحنة الأخيرة من الأسلحة المتطورة المهربة إلى الحوثيين, مشيراً إلى أن قوات الحرس الثوري المصنفة إرهابياً هي مصدر تهريب هذه الشحنات من الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين.

دلائل الاتهامات الأميركية بالتورط الإيراني بتزويد جماعة الحوثي الانقلابية بشحنة الأسلحة بشكل مباشر، أشار إليه " أوربان" بالقول: " إذا كانت الأسلحة قد صنعت في إيران ، فقد جاءت من إيران ".

وأضاف: ” بالتأكيد ، 150 صاروخا مضادا للدبابات كانت في طريقها إلى الحوثيين عبر التهريب”.

وأستأنف أوربان القول “لقد تم تهريب هذه الأسلحة الفتاكة بصورة غير مشروعة بواسطة الوكلاء الإيرانيين لمليشياتهم في اليمن الحوثيين، وليس هناك تفسير معقول حول كيفية وصول هذه الأسلحة إلى السواحل اليمنية دون تنسيق وموافقة الحكومة الإيرانية”.

وتُظهر شريحة نشرها البنتاجون في 19 فبراير / شباط ما قيل إنه 351 من مكونات صواريخ كروز المصنوعة في إيران واستولت عليها المدمرة البحرية "يو إس إس فورست شيرمان" من مركب شراعي مجهول الجنسية قبالة السواحل اليمنية وبحر العرب في 25 نوفمبر 2019.

في المقابل تنفي جماعة الحوثي الانقلابية والنظام الإيراني وإيران أي صلة مباشرة بينهما، على الرغم من أنهم يتشاركون العداء والخصومة للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية الأميركية لم تدرج مليشيا الحوثي حتى اللحظة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، إلا أنها مُنعت من تلقي الأسلحة كجزء من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي تم تبنيه بعد فترة وجيزة من انقلاب المليشيا على سلطة البلد الشرعية في أواخر العام 2014.

* ركائز الأدلة

ركائز الأدلة التي اعتمد عليها البنتاجون بانتهاك إيران قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي تم تبنيه بعد فترة وجيزة من انقلاب المليشيا على سلطة البلد الشرعية في أواخر العام 2014، سرد بحسب وراية المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، على “أربع ركائز” من الأدلة.

وتتضمن هذه الركائز من الأدلة تقارير لجنة الخبراء بخصوص تأكيد قيام إيران بتهريب الأسلحة، وامتلاك الحوثيين أسلحة متقدمة بشكل متزايد والتي لم يمتلكها اليمن قبل انقلاب المليشيا، وحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي يفيد المصدرين المحتملين ومواصفات الأسلحة نفسها، والتي لم تكن معروفة, ولا تمتلكها أي دولة ما عدا إيران. مضيفا الدليل الخامس يتعلق بجمع المعلومات التي لا يستطيع مناقشته علنًا.

* صواريخ إيرانية

في خضم ذلك زعمت مليشيا الحوثي الانقلابية في سبتمبر الماضي، أنها نفذت هجومًا صاروخيًا, إضافة إلى هجوم طائرات مسيرة, أدى إلى الإضرار بمنشأتين نفط سعوديتين, إلا أن واشنطن والرياض ألقتا باللوم على طهران في تنفيذ تلك الضربة غير المسبوقة، والتي جاءت قبيل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة التوترات الأميركية الإيرانية.

وكانت حدة الخلافات في المنطقة قد ازدادت إلى حد كبير خصوصا منذ قرار الرئيس دونالد ترامب عام 2018 بالتخلي عن صفقة نووية توسطت فيها الولايات المتحدة وإيران قبل ثلاث سنوات إلى جانب القوى العالمية الكبرى، وقد أعقب الخروج الأحادي الجانب تشديد العقوبات على الاقتصاد الإيراني.

* مركبات عسكرية إيرانية في الجوف

وفي سياق الاتهامات الموجة إلى إيران بتهريب السلاح إلى حلفائها في اليمن، جماعة الحوثي الانقلابية، قالت مجلة نيوزويك الأميركية، أنه , شوهدت مركبات عسكرية إيرانية مدمرة بواسطة مقاتلات التحالف العربي الداعم لقوات الجيش اليمني في 6 فبراير الجاري في محافظة الجوف باليمن في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية ، وهذا يترك الإجابة على السؤال مفتوحة كيف وصلت هذه المركبات العسكرية الإيرانية إلى الحوثيين؟

* بين واشنطن وطهران

وقد أدى الخلاف الكبير بين مليشيات إيران والولايات المتحدة في العراق إلى دفع واشنطن وطهران نحو أتون من النزاعات الشهر الماضي عندما قامت الولايات المتحدة باستهداف وقتل قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني, فيما كان الرد الإيراني على هذا الاستهداف بهجمات صاروخية على قواعد عراقية تضم جنودا أميركيين، مما أدى إلى إصابة عدد من هؤلاء الجنود.

بعد أيام، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن إدارة ترامب استهدفت أيضًا شخصية رئيسية أخرى من قوة القدس الإيرانية، عبد الرضا شهلاي، في اليمن في نفس اليوم الذي قُتل فيه سليماني والوفد المرافق له بالقرب من مطار بغداد الدولي في العراق، لكن وبحسب التقارير الأميركية فإن تلك العملية في اليمن فشلت.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد