انعكس التقدم العسكري الذي أحرزته جماعة الحوثي الانقلابية في محافظة الجوف، شمال شرقي اليمن، بسيطرته على مركز المحافظة "الحزم" بعد معارك دامية مع قوات الجيش الوطني، الأحد, على تصريحات قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.

ففي الوقت الذي لم تصدر جماعة الحوثي الانقلابية أي تصريحات بشأن عمليتها العسكرية في محافظة الجوف، وكتفت بتغريده على منصة "تويتر" لقناة المسيرة تقول فيه، "بيان مهم خلال الساعات القادمة لمتحدث القوات المسلحة للإعلان عن عملية عسكرية كبرى".

احتفت قيادات الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، بانتصارات الجماعة الانقلابية المدعومة إيرانياً، منتهجتاً الخطاب الإعلامي الذي تملية عليهم قيادات البلاط الملكي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بإتهم حزب التجمع اليمني للإصلاح أكبر الأحزاب المؤيدة للحكومة الشرعية، بابتلاع الشرعية اليمنية، وحصر جيشها الوطني في حزب الإصلاح.

الابتهاج الذي روج له من قبل قيادات الانتقالي الجنوبي، انعكس على تصريحاتهم التي تبارك للجماعة الحوثي الانقلابية الانتصارات ولو بشكل مبطن ومن خلف حجاب.

أول تلك الردود كانت من قبل عضو هيئة رئاسة ما يعرف بالمجلس الانتقالي "فضل الجعدي" الذي قال في تغريده على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر": "سقطت الجوف وبعدها ستسقط مأرب لا محاله، قلناها قبلاً ونكررها حرصاً على تضحيات الإبطال والتحالف، الإخونج أدوات خيانة وهزائم، ونقولها مجددا، لا بد من تغيير هذه الأدوات قبل السقوط الأخير، ولآت ساعة مندم!".

من جانبه وجه عضو الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً "أحمد عمر بن فريد" نصيحة للتحالف العربي، حد زعمه قال فيها: "مع سقوط محافظة الجوف بحسب ما ورد من أنباء اليوم، يجعلنا نوجه آخر نصيحة للتحالف العربي مفادها؛

لا يمكن أن يحدث أي انتصار عسكري على الحوثي طالما والقرار السياسي والعسكري في منظومة الشرعية بيد جماعة الإخوان المسلمين وشبكة الفساد المالي التي هي اكبر مما تتوقعون أو يخطر لكم على بال

إلى ذلك أعتبر عضو رئاسة الانتقالي "سالم ثابت العولقي" في تدوينه على "تويتر"، أن "سقوط الجوف ونهم بيد مليشيات الحوثيين بعد خمس سنوات من الحرب كارثة بكل المقاييس.

وأضاف القيادي الموالي للإمارات، "حذرنا مبكرا من عدم شعور الشرعية بالمسؤولية الأخلاقية إزاء كل الملفات ومن الفساد وملشنة الجيش وافتعال المعارك الجانبية وهذه هي النتيجة.. دماء وتضحيات الناس ومستقبلها ليست مجالاً لأجندة الإخوان ومهازلهم".

مدير مركز عدن للأبحاث في واشنطن "احمد الصالح" أشار إلى أن الكرة في ملعب التحالف.

فبحسب الصالح الذي يصف نفسه بالمتحدث الرسمي لملتقى شباب الجنوب في أمريكا، فأنه "على الرغم من أن الحرب كر وفر ولكن سقوط حزم #الجوف اليوم بعد سقوط نهم والسُبات الذي تعيشه باقي الجبهات يؤكد أن لا مجال للانتصار على الحوثي بنفس أدوات الفشل التي تعبث بالجبهات منذ 5 سنوات مهما طالت الحرب ومهما كان الدعم لهم".

وفي وقت سابق من يوم الأحد، أفادت مصادر عسكرية بأن جماعة الحوثي تمكنت من الوصول إلى مديرية الحزم مركز محافظة الجوف شرق صنعاء، بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش الوطني.

وذكرت المصادر أن جماعة الحوثي اقتحمت مدينة الحزم، عقب انسحاب قوات التحالف المتمركزة في المدينة، وسط غياب تام للمقاتلات الحربية.

وأمس السبت سيطرت الجماعة على مديرية الغيل شمال غربي محافظة الجوف عقب شنها هجمات واسعة من محاور عدة.

وجاءت سيطرة الحوثيين على الحزم بعد أسابيع من سيطرتهم على مساحات واسعة من مديرية نهم الجبلية التي توصف بأنها البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء.

وكانت مدينة الحزم واقعة تحت سيطرة الحوثيين منذ العام 2014، قبل أن تتمكن القوات الحكومية في ديسمبر 2015 من السيطرة عليها.