أعرب السلوفيني ألكسندر تشيفرين رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم "ويفا" أمس الثلاثاء عن ثقته بقدرة اتحاده على التعامل مع أسوأ السيناريوهات المحتملة فيما يتعلق بتأثير فيروس كورونا المستجد على نهائيات كأس أوروبا 2020 في ظل مساعي القارة العجوز للحد من انتشاره، وألقى وباء كوفيد-19 بظلاله على العالم حيث ظهر حتى الآن في 76 بلدا وأودى بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص حيث تعتبر ايطاليا البلد الاكثر تضررا اوروبيا.

الملعب الاولمبي في العاصمة روما هو أحد الملاعب المضيفة للمسابقة القارية التي ستقام في 12 بلدا مختلفا بين 12 حزيران/يونيو و12 تموز/يوليو، وقد أدى الفيروس الى إلغاء او إرجاء العديد من المنافسات الرياضية حول العالم في الايام الاخيرة في محاولة للحد من تفشيه، بما فيها مباريات في الدوري الايطالي لكرة القدم. كما وأوقفت منافسات دوري الدرجتين الاولى والثانية في كرة القدم السويسرية حتى نهاية آذار/مارس الحالي.

وقال تشيفرين خلال مؤتمر صحافي في أمستردام على هامش استضافة العاصمة الهولندية لكونغرس الاتحاد "لا تعرفون المخاوف التي تراودنا عندما ننظم بطولة كبرى. لدينا مخاوف أمنية، مخاوف من عدم الاستقرار السياسي وأحد المخاوف هو أيضا الفيروس، ونحن نتعامل معه وواثقون أننا قادرون على التعامل معه".

يأتي هذا الاسبوع قبل مئة يوم على انطلاق البطولة القارية التي ستضم 24 منتخبا، ودعا تشيفرين المنظمين "لئلا يفكروا بالسيناريوهات السوداء، سيكون هناك وقت لذلك لاحقا".

وأتى حديثه بعد أن ألقى السويسري جاني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" كلمة أمام الكونغرس دعا فيها السلطات "لعدم الهلع"، فيما أشار اليوناني ثيودور ثيودوريديس أمين عام "ويفا" الى أن اتحاده "لا يريد المبالغة في ردة الفعل" وأنه يتعامل مع الوضع "كل مسألة على حدة".

الا أن مباريات دوري الابطال تشكل مصدر قلق أكثر في ظل السباق مع الوقت، فبعد أن ألغيت القمة المرتقبة بين يوفنتوس وضيفه انتر في الدوري الايطالي الاحد، خاض انتر مباراته في الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ" الخميس أمام لودوغوريتس البلغاري خلف ابواب موصدة بعد أن ضرب الفيروس منطقة شمال ايطاليا على وجه الخصوص.

يحل ليون الفرنسي ضيفا على يوفنتوس في تورينو في اياب الدور ثمن النهائي من دوري الابطال في 17 آذار/مارس الحالي وخيتافي الاسباني على انتر في الدوري الاوروبي في الثاني عشر منه، ومن المتوقع أن تقام المواجهتان أيضا خلف ابواب موصدة، إذ لا يبدو قرار التأجيل واردا في ظل ازدحام المنافسات.

وقال ثيودوريديس "يملك انتر مبارتين مؤجلتين (في الدوري) ولا زالوا ينافسون في كأس ايطاليا ويوروبا ليغ، لذا من شبه المستحيل ايجاد تواريخ اذا ما لم ننسق مع الدوريات الاوروبية".

كما قال تشيفرين إن نظام اللعب المالي النظيف من المرجح أن يتغير، لكنه رفض التعليق على إيقاف مانشستر سيتي لمدة عامين، وقدم سيتي طعنا إلى محكمة التحكيم الرياضية في لوزان بسويسرا ضد الحكم الصادر من هيئة المراقبة المالية على الأندية في اليويفا، الذي وجد أن النادي ارتكب "انتهاكات خطيرة" لقواعد اللعب المالي النظيف، وينفي سيتي دائما ارتكاب أي مخالفات، ووضعت هذه القواعد لمنع الأندية من الحصول على مبالغ مالية غير محدودة من خلال صفقات رعاية ضخمة مع منظمات وجهات لها صلة بالملاك.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه سيتي نتيجة الطعن قال تشيفرين إنه قد يكون هناك تغييرات في عملية اللعب المالي النظيف، وتعرضت هذه الإجراءات المالية "المعقدة" لانتقادات بسبب العراقيل التي تضعها ضد الأندية الجديدة ذات الموارد الجيدة الساعية لكسر هيمنة أندية النخبة في أوروبا.

وقال تشيفرين للصحفيين أمس: "من السابق لأوانه للغاية الحديث عن الشكل الذي سيكون عليه الأمر في المستقبل لكننا نفكر في ذلك وربما يتعين علينا التأقلم"، في حين أن هذا النظام وضُع لمنع الأندية من الاستدانة إلا إن النقاد يعتقدون أنه ربما وُضع لصنع أندية "نخبة" مغلقة على نفسها، في حين قال تشيفرين إن التغيير كان موجودا على جدول الأعمال.

وأضاف رئيس اليويفا: "إنه ناجح للغاية كنظام. لم يعد هناك تقريبا أي خسائر للكرة الأوروبية، والآن ربما سيتعين علينا التأقلم مع ظروف مختلفة، وأردف: "خبراء يويفا يتناقشون لكن التغييرات لن تحدث في القريب العاجل. أفترض ذلك".

وقال تشيفرين إنه لن يتحدث عن أزمة مانشستر سيتي ولن يدلي برأيه في الأمر، وأضاف: "لا أعلم شيئا عن الموضوع ولن يكون من المناسب بالنسبة لي (الإدلاء برأي) حتى لو كنت على دراية بالأمر"، وبيّن: "لم أتحدث إلى أي من أعضاء هيئة المراقبة المالية على الأندية ولم أطلع على الأمر قبل أو بعد القرار. مانشستر سيتي تقدم بطعن إلى محكمة التحكيم الرياضية وينتظر قرارها".

وانتقد حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز طريقة اليويفا في التحقيق في هذه القضية لكن تشيفرين، المحامي السلوفيني، قال إنه من الخطأ بالنسبة له التعبير عن وجهة نظره، وقال تشيفرين: "بصفتي أعمل في المحاماة فأنا أحترم النظام الذي لدينا، الذي يبدأ بغرفة التحقيق ثم غرفة القضاء وبعدها محكمة التحكيم الرياضية في لوزان"، وأتم: "بالنسبة لبعض المسؤولين توجد مشكلة عندما يكون لديك هيئة مستقلة بالنسبة لي هذا يمثل أفضلية".