رداً على قرارات بفصل عشرات القيادات المؤتمرية من قبل قيادة حزب المؤتمر في صنعاء، الخاضع للحوثيين، دعا القيادي المؤتمري ومستشار رئيس الجمهورية، أحمد عبيد بن دغر، مؤتمريو الخارج إلى توحيد الصف، في حين اتهمهم القيادي المؤتمري، رئيس مجلس النواب، سلطان البركاني، بالخيانة واتهمهم بالموافقة على اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وكان حزب المؤتمر في صنعاء(خاضع للحوثيين )، فصل عدد من أعضاء الحزب المعارضين لميليشيا الحوثي الإنقلابية، المتواجدين خارج اليمن، وفي مناطق الشرعية.

وقد شمل قرار الفصل 31 عضواً، بينهم رئيس البرلمان سلطان البركاني، ومستشار رئيس الجمهورية احمد عبيد بن دغر، ووزراء في الحكومة الشرعية وقادة عسكريين وناشطين واعلاميين في حزب المؤتمر.

جاء ذلك في اجتماع لقيادات المؤتمر في صنعاء، الخميس، برئاسة صادق أمين أبوراس(رئيس حزب المؤتمر في صنعاء منذ مقتل صالح) بحسب موقع "المؤتمر نت".

واتهم مؤتمر صنعاء الأعضاء المفصولين بالإضرار بالوحدة الوطنية، والخروج على الثوابت الوطنية والدستور، والدعوة لاجتماعات خارج إطار التكوينات التنظيمية.

ومنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء تفرض الميليشيا هيمنتها على حزب المؤتمر (بصنعاء)، وتتحكم بقراراته، خصوصاً منذ مقتل رئيسه(علي صالح) في ديسمبر 2017، على يد ميليشيا الحوثي.

وبحسب تقرير خبراء لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة في العام2019، فإن ميليشيا الحوثي قلصت قيادة المؤتمر الشعبي العام، في صنعاء، عقب مقتل صالح.

وقال التقرير إن قيادة المؤتمر- التي ظلت في مناطق سيطرة الميليشيا- "استوعبت وأرغمت على الانقياد لقيادة الحوثيين".

وأشار التقرير إلى انقسام حزب المؤتمر إلى أربع "فصائل محددة بشكل فضفاض: فصيل في صنعاء، وفصيل في الرياض متحالف مع الرئيس هادي، وفصيل بقيادة سلطان البركاني (الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي)".

وذكر التقرير أن الفصيل الرابع من حزب المؤتمر، "يدور في فلك أحمد علي عبدالله صالح".

ويقيم نجل صالح في الإمارات منذ انقلاب المليشيات الحوثية، والتحق به أواخر العام الماضي، شقيقاه بعد ان اطلق الحوثيون سراحهم بوساطة عمانية إماراتية.

وتعليقاً على القرار الذي اتخذه مؤتمر صنعاء، قال رئيس مجلس النواب اليمني الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر، سلطان البركاني، إن "من أقدموا على هذا الفعل العدمي هم الذين خانوا المؤتمر ووافقوا على اغتيال قائدهُ (علي عبدالله صالح) وأمينه (عارف الزوكا)".

وأضاف البركاني، في تدوينة عبر فيسبوك: "انتظرنا أن يخرجوا من مباركة ما يفعله الحوثي إلى الصمت، لكنهم تحت طائلة الصمت مضوا في سخرية لا تُصدق، وزعموا إصدار قرار لا يمتلكون حق إصداره في مشهدٍ صار فيه الفرع يحكم على الأصل".

من جانبه قال مستشار رئيس الجمهورية، أحمد عبيد بن دغر، من الأفضل أن نتجنب ردود الفعل على قرارات الفصل، التي أعلن عنها البعض، وأضاف بن دغر في تغريدة على تويتر إن "الرد في مثل هذه الظروف ظروفهم التي هم عليها، والظروف المحيطة بمرحلة المواجهة مع الأعداء تكون بإحداث المزيد من التلاحم، والوحدة مع أنفسنا ومع من هم على موقفنا ممن يقاتلون معنا في الصفوف الأمامية، ومن يقدمون لنا كل أشكال الدعم والمساندة".

وتابع بن دغر قائلاً "إن أردنا مواصلة النضال ضد المشروع الحوثي الإيراني في اليمن وضد عمليات الإقصاء، فالرد الذي يستجيب لمتطلبات مرحلة الصراع هو في توحيد صفوف الخارج وتعزيز العلاقة بالداخل بما في ذلك الداخل تحت الاحتلال، لا ينبغي أن نسمح لفاقدي الحرية أن يذهبوا بنا بعيداً عن الأهداف النبيلة في الانتصار للشرعية والجمهورية والوحدة، ودعم التحالف. ذاك هو الرد لمن يبحث عنه".

وحتى مطلع العام 2011 كان حزب المؤتمر هو الحزب الحاكم في اليمن، كان يرأسه الرئيس السابق على عبدالله صالح، والذي تحالف مع جماعة الحوثيين عقب خروجه من السلطة في 2011 إثر اندلاع الثورة الشعبية.