جددت الحكومة، موقفها المتمسك بالسلام المرتكز على المرجعيات الأساسية الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار رقم 2216، والتي تمثل جوهر السلام ومضمونه الحقيقي الشامل والدائم والمستدام والتي عليها تبنى خطوات السلام. 

وأكدت أنها اتخذت الإجراءات الخاصة بتنفيذ توجيهات الرئيس هادي في الوقف الشامل لإطلاق النار، استجابة لدعوة أمين عام الأمم المتحدة، وتوحيد الجهود لمواجهة كورونا، وكذلك مبادرة تحالف دعم الشرعية في هذا الإطار، وإنجاح مساعي المبعوث الأممي، رغم عدم التزام المليشيات الحوثية بذلك حتى الآن. 

وعقد مجلس الوزراء، أمس، اجتماعا استثنائيا، برئاسة رئيس المجلس معين عبدالملك، للوقوف أمام تطورات الأوضاع على الساحة الوطنية، على ضوء المستجدات وخاصة مواجهة وباء كورونا المستجد، والتعاطي الإيجابي للحكومة مع التحركات الأممية الأخيرة لتوحيد الجهود في هذا الجانب، ووقف إطلاق النار. 

وكرر رئيس الوزراء، دعوته للمليشيا الانقلابية لمراجعة مواقفها ووقف الجرائم الوحشية التي ترتكبها بحق الشعب اليمني، وأن تقرأ جيدا الإجماع الإقليمي والدولي الرافض والمستنكر لما تقوم به، وإدراك التحديات والمخاطر المحدقة جراء تفشي جائحة كورونا. 

وأحاط معين، أعضاء المجلس، في الاجتماع المنعقد عبر الاتصال المرئي عن بعد، بالتطورات والمستجدات في هذه الملفات تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية للتعامل معها وفقا للأولويات، بما في ذلك في الجوانب الصحية لتقوية القدرات لمواجهة وباء كورونا، مع تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة، والملف السياسي على ضوء التحركات الأممية والتوجيهات الرئاسية في هذا الجانب. 

واستمع مجلس الوزراء إلى تقرير من وزير الخارجية، محمد الحضرمي، حول التحركات الأممية والدولية ودعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة كورونا، وترحيب الحكومة بهذه الدعوة وتأييد تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية بذلك، والتزامها بوقف إطلاق النار أحادي الجانب. 

وأوضح المجلس، أن ما يحتاجه الشعب اليمني، هو أن تظهر مليشيات الانقلاب نيتها الجادة للمضي في طريق السلام، وأن تدرك أن غطرستها ستزول وتعنتها لن يجلب إلا المزيد من الخراب والدمار والمقامرة بدماء الشعب اليمني لصالح مشروع عنصري تخريبي مدعوم إيرانيا. 

مشيرا إلى أن استمرار رفض وتعنت المليشيا الانقلابية وإصرارها على مواصلة حربها الخاسرة ومتاجرتها بدماء والآم ومعاناة اليمنيين، يضع المجتمع الدولي أمام الحقيقة التي لطالما أكدت عليها الحكومة بعدم جدية هذه المليشيا في الجنوح للسلام، ورفضها لكل الحلول المطروحة. 

بدوره، عرض وزير الصحة العامة والسكان، الدكتور ناصر باعوم، تفاصيل عن الحالة المؤكد إصابتها بفيروس كورونا لمواطن يمني والمكتشفة في مدينة الشحر بحضرموت، وأن حالتها مستقرة وتتلقى الرعاية اللازمة، موضحا أن عائلة المصاب والدوائر الذي احتك بها في عزل منزلي تحت الرقابة من السلطات. 

وقدم وزير الدفاع الفريق محمد المقدشي، تقريرا تفصيليا حول المستجدات الميدانية في مختلف الجبهات، والتزام الجيش بالهدنة تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، وعدم التزام مليشيا الحوثي بذلك، مشيرا إلى أن الوحدات العسكرية ستظل تحتفظ بحق الدفاع والرد على أية اعتداءات.