كيف تلقى اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين نبأ الإعلان عن أول إصابة بفايروس كورونا؟

2020-04-12 08:46:55 أخبار اليوم/ خاص

 

  

أثار إعلان وزارة الصحة اليمنية عن أول إصابة مؤكدة بفايروس كورونا في اليمن، حالة من الذعر لدى اليمنيين بعد أربعة أشهر ظلت خلالها اليمن خالية من أي إصابة مؤكدة بالوباء، وهو ما شكَّل صدمة لليمنيين والمنظمات الدولية، من احتمال توسع الوباء وخروجه عن السيطرة في ظل النقص الكبير للمرافق الطبية المجهزة في اليمن التي تعاني ويلات الحرب منذ خمس سنوات، في مقابل استهتار مليشيا الحوثي في اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب اتساع الوباء في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

 

حيث أعلنت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا (الجمعة) تسجيل أول حالة إصابة لمواطن يمني بمدينة الشحر التابعة لمحافظة حضرموت أقصى شرق اليمن، دون الحديث عن توثيق إصابات أخرى بالوباء، يأتي هذا بعد أسبوعين من اعلان منظمة الصحة العالمية خلو اليمن من أي حالة إصابة بالفايروس الذي يجتاح العالم، صاحبة إجراءات احترازية من قبل السلطات المحلية في محافظة حضرموت التي استنفرت الجهود الاحترازية في المحافظة منذ الساعات الأولى للإعلان عن الحالة.

 

وبهذا تكون اليمن آخر دولة في العالم تعلن عن دخول الوباء إلى أراضيها، في الوقت الذي يتخوف فيه اليمنيون من احتمال انتقال الفايروس إلى محافظات أخرى ما يعني استحالة احتوائه نظرًا لهشاشة القطاع الصحي في البلاد وعدم وجود مشافٍ وكوادر طبية كافية لاستيعاب أعداد هائلة من المرضى.

 

استهتار ولا مبالاة

رغم خطورة الوضع، وحالة الفزع التي أثارها الإعلان عن تسجيل أول حالة إصابة في اليمن، كان لافتا تعامل مليشيا الحوثي مع النبأ، فبدلا من تعزيز الإجراءات الاحترازية اللازمة والاستنفار لمواجهة أي طارئ وبائي من هذا النوع، سعت لتوظيف ذلك سياسيا، للنيل من الشرعية والتحالف دون التعاطي بمسؤولية مع يحدث.

 

الإجراء الوحيد الذي قامت به المليشيا هو فتح حسابات بنكية للتطوع وإصدار سندات مالية لاختلاس التبرعات من المواطنين والتجار تحت اسم مواجهة فايروس كورونا، في مناطق سيطرتها.

 

اللافت أنه بالتزامن مع اعلان أول حالة إصابة مؤكدة بالوباء، كانت المليشيا قد وجهت بإعادة فتح أسواق القات في صنعاء وما حولها من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، بعد أن كانت أغلقتها لمدة تقارب أسبوعا، ونقلت بعضها إلى مناطق مفتوحة، كأحد الإجراءات الدعائية عن يقظتها الوهمية في مواجهة الوباء.

 

حتى اللحظة لم تفرض مليشيا الحوثي أي إجراء جديد، منذ اعلان دخول والوباء إلى البلاد، سوى الامعان في اتهام الخصوم والخوض في التحديث عن مؤامرة كونية والتهوين من خطورة القادم المحتمل. 

 

ردود الفعل

تعامُل الحوثيين بلا مبالاة مع خطر انتشار الفايروس الذي عجزت أمامه دول عظمى في العالم المتقدم، أثار سخطاً واستنكاراً شعبيا كبيرا، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب ناشطون ومثقفون يمنيون عن مقتهم وحنقهم للتعاطي السلبي من قبل السلطات الحوثية تجاه الوباء وعدم تجهيز مشافٍ خاصة في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى للاستقبال أي حالات محتملة، داعين إلى التعامل الجدي قبل انفجار الوضع وخروجه عن السيطرة.

حيث غرد الكاتب والباحث اليمني عادل دشيلة على حسابه بموقع تويتر، قائلا: "الشعب اليمني بين مطرقة فيروس كورونا وسندان فيروس الإمامة. اللهم لا تجمع على هذا الشعب فيروس الإمامة وفيروس كورونا..".

 

بينما دعت الإعلامية والصحفية بشرى الغيلي جميع الأطراف إلى تشديد الإجراءات الاحترازية على مستوى اليمن، محذّرة من استمرار السماح بالازدحام في الأسواق ووسائل النقل، درءاً للعواقب التي ستكون وخيمة، على حد وصفها.

 

في حين غرد الكاتب والباحث اليمني محمد جميح بالتأكيد على أن الحوثيين مارسوا في البداية "سياسة "التهوين" من خطر كورونا لكي يثبت جدارة سلطته في مواجهة الفيروس، ثم أشار عليه دهاقين المال بأن سوق كورونا مربحة، فانتقل لسياسة "التهويل" من الخطر، وبدأ بفتح حسابات بنكية وطباعة سندات لسرقة الناس باسم كورونا في وقت يزعم فيه أن مناطق سيطرته تخلو من المرض!".

 

أمّا الكاتب ووزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان، فأعرب عن استحسانه للإجراءات العاجة التي قامت بها السلطات بمحافظة حضرموت بعد الإعلان عن الحالة، حيث قال عبر مقال مقتضب على صفحته بموقع فيسبوك: "لأن حضرموت هي الأكثر وعياً، احترمتُ هذا الاستنفار في حضرموت اليوم، ولكن الأهم إغلاق المنافذ يا محافظ حضرموت.. إغلاق فوري وحاسم وحازم...".

 

على الصعيد الدولي، أعرب مجلس الامن الدولي عن قلقه الشديد من تعرض اليمن لجائحة وبائية حادة، محذرًا في بيان له من "أن الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها اليمن يمكن أن تجعله عرضة بشكل استثنائي لوباء كورونا المستجد".

 

من جانبها، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، في بيان لها، إنّ هذا ما كانت تخشاه المنظمة الأممية منذ أسابيع، مؤكدة أنّ ما يواجهه البلد اليوم هو أمر مخيف، لا سيّما بعد خمسة سنوات من الحرب التي جعلت معظم الناس في أدنى مستويات المناعة الصحية. وأضافت أنّ نصف المرافق الصحية فقط تعمل حالياً في اليمن، ومحاربة الفيروس ستكون صعبة جداً "لكنّها في أعلى سلّم أولوياتنا".

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد