زفيرها ثورة وشهيقها انتفاضة.. "جهاد الأصبحي" بين الحسابات السياسية والانتصارات العسكرية

2020-05-03 13:31:00 أخبار اليوم/ تقرير

 

أججت ضمائر الشعب، وايقضت نيران الغيرة وروح الثورة والانتفاضة ضد مليشيا قدمت لانتهاك الأرض والعرض والشرف.

 

قصة أمراه آمنت بحقها في الحياة الكريمة، وبوطنها، وعرضها، وكرامتها، ونخوتها اليمانية، ففاضلت الشهادة على العار والمواجهة على الاستسلام.

 

(جهاد احمد محمد عبدالله الأصبحي) ، ألمرآه التي لم تقبل الضيم والانكسار، زفيرها ثورة وشهيقها انتفاضة، وصوتها العورة خير من إلف رجل في المعركة.

 

(جهاد) ابنة البيضاء، التي قلَّ أن يجود الزمان بمثلها في الحرب الدائرة بين الدولة اليمنية والمليشيا الحوثية المدعومة من إيران.

 

"جهاد الأصبحي " أسم أيقض سبات الرجولة المندثر في رمال بطش المليشيا الحوثية الانقلابي في محافظة البيضاء وسط اليمن.

 

* البداية

تصدت "جهاد" لحملة عسكرية مكونة من عشرات العناصر الحوثية وخمسة أطقم عسكرية ومدرعة، التي أطبقت الحصار على منزلها الذي تتحصن فيه.

 

وتمكنت "جهاد" من إخضاع الحملة المسلحة التي استقدمتها المليشيات الحوثية لأكثر من سبع ساعات ، لاتملك إلى سلاح زوجها، لتقتل نحو 3 عناصر حوثية وتجرح آخرين قبل إن تنفذ الذخيرة من سلاحها.

 

لكن "جهاد" ارتقت إلى ربها شهيدة مقاومة، بعد أن سطرت ملحمة بطولية، أذاقت فيها مليشيا الحوثي الانقلابية المدججة بمختلف الأسلحة كأس الذل والهوان، على عتبات منزلها في منطقة الصومعة بمحافظة البيضاء.

 

* العيب الأسود

هزت حادثة قتل مليشيا الحوثي الانقلابية لـ "جهاد الاصبحي" في قرية أصبح بمديرية الطفة بمحافظة البيضاء، وجدان الشارع اليمني والقبلي، خاصة أن هذه الحادثة تعرف في العرف القبلي باليمن بـ "العيب الأسود"، والتي تعد من أقبح الجرائم في الأعراف والعادات والتقاليد اليمنية، والتي يعد فيها قتل النساء والأطفال أحد هذه الجرائم.

 

عقب هذه الحادثة أعطت قبائل الطفة بشكل خاصة وقبائل البيضاء بشكل عام، مهلة مليشيا الحوثي الانقلابية، مهلة 3 أيام لإعادة اعتبار القبائل في محافظة البيضاء، وسحب مشرفيها من المحافظة ومعاقبتهم لقتل "جهاد".

 

 أعقبها إعلان قبائل البيضاء النفير العام والنكف القبلي ضد المليشيا الانتقلابية، مهددة بإعلان الحرب ضد الجماعة الانقلابية باعتبار ذلك هو الخيار الأخير للاقتصاص للقتيلة.

 

 ويدعو النكف القبلي للقتال ضد المليشيات الحوثية الانقلابية، وتحرير المحافظة من ظلم وجرائم المشرفين الحوثيين على خلفية تجاوزاتهم وجرائمهم.

 

* قبائل البيضاء تتأهب

وفي السياق، لقبائل البيضاء بعد حادثة قتل "جهاد الاصبحي"، دعا الشيخ القبلي والقيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صنعاء "ياسر العواضي"، مساء الأربعاء الماضي، القبائل إلى رفع الجاهزية والاستعداد لأي طارئ والجهوزية القبلية لمواجهة مليشيات الحوثي الانقلابية، بعد أن وصلت ممارسات عناصرها مرحلة لا يمكن تحمّلها.

 

وجاءت دعوة الشيخ العواضي بعد فشل الوساطة القبلية في إنهاء التوتر المتصاعد بين القبائل والميليشيات الحوثية، في المديريات والمناطق الواقعة تحت سيطرتها في المنطقة، إثر تصاعد جرائم العيب الأسود بحق أبناء القبائل وتزايد الانتهاكات والممارسات المُهينة.

 

وتعهد العواضي بقتال الحوثيين، داعيا من تبقى من "مشايخ البيضاء ورجالها من كل الأطراف للجهوزية العالية ابتداءً من مساء الأربعاء، مؤكداً أن ما حدث لأحد نساء البيضاء (بنت الأصبحي) من قبل أحد المشرفين الحوثيين يمثل انتهاك للعرض والشرف، وسيحدث مع بقية نساء قبائل البيضاء".

 

وشدد على الاستعداد الكامل من جانب قبائل البيضاء، وعدم الركون للوساطة والمهلة التي تم تحديدها إمام المليشيات بثلاثة أيام". مشيراً إلى أن قادة ومشرفي المليشيات الحوثية معروف عنهم الغدر".

 

وقال الشيخ العواضي في بيان له "إن مشرفي المليشيات في محافظة البيضاء قد بغوا وهتكوا الأعراض واغتصبوا الأرض وأهانوا أهلها، وهدموا بيوتهم".

 

وقدم في بيانه سردا سريعا تضمن آخر جرائم الميليشيا بحق أبناء وقبائل محافظة البيضاء قائلا "آخر جريمة ارتكبها مشرفو الحوثي، جريمة هجم الدمن وهتك العرض في الطفة، وقتل بنت الأصبحي في هذا الشهر المبارك والحرام في رابعة النهار، جريمة يندى لها الجبين، ووصمة عار في جباه فأعلينها، ووصمة عار في جبيننا جميعا وإن سكتنا فلا بارك الله فينا".

 

لكن، ومع ما يظهر من تماسك في الموقف القبلي لأكبر وابرز القبائل، في وسط اليمن، والمعروف عنهم بالبأس والقوة والحسم، يتطلع مراقبون إلى تفويت الفرص إمام المليشيات الحوثية التي تعمل على استغلال قضايا الثأر العالقة بين عدد من القبائل الكبيرة والمؤثرة، ومنها قبيلتي أصبح وأسرة العبدلي.

 

فقد كشفت مصادر محلية في البيضاء لصحيفة "أخبار اليوم"، عن تكثيف جماعة الحوثي الانقلابية من تحركاتها في المحافظة، عبر مجموعة من قياداتها البارزين لاستعطاف قبائل البيضاء عقب مقتل "جهاد الأصبحي".

 

وبحسب المعلومات الواردة من البيضاء فأن القيادي "محمد علي الحوثي" عضو مايعرف بالمجلس السياسي الأعلى للانقلابيين، والشيخ "ضيف الله رسام" رئيس مايعرف بمجلس التلاحم القبلي في الجماعة الانقلابية، القيادي "فضل أبو طالب" والمدعو "حسين العزي"، وعدد أخر من مشائخ البيضاء الموالين للحوثيين، كانوا ضمن وفد وساطة، بناء على توجيهات زعيم الجماعة الحوثية "عبدالملك الحوثي"، لاستعطاف القبائل في البيضاء.

 

مع انتهاء مهلة قبائل البيضاء للميشيا الحوثية مساء السبت 2 مايو، لتسليم قتلة "جهاد الأصبحي"، دون أي جديد.

 

روجت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية الانقلابية بقبول قبائل البيضاء، تحكيم المليشيا الانقلابية، في قضية قتل "جهاد الاصبحي" ابنة العميد أحمد الأصبحي في مديرية الطفة.

 

في المقابل نفى الزعيم القبلي في محافظة البيضاء "الخضر عبدالرب الأصبحي"، موكدا عدم صحة ماتنشره الجماعة الانقلابية

 

وقال الشيخ الأصبحي خلال زيارة لمنزل الشيخ ياسر العواضي، إن كل ما نشر مساء أمس (الخميس) عن قبول التحكيم لا يمت للحقيقة بصلة، مؤكداً أن موقفه من موقف الشيخ ياسر العواضي ومشايخ البيضاء الرافضين للجريمة.

 

من جانبه رفض العميد "أحمد محمد الأصبحي" والد "جهاد الاصبحي" التحكيم العرفي من جانب مليشيا الحوثي بقضية قتل ابنته بإحدى قرى مديرية الطفة يوم 27 أبريل المنصرم.

 

وقال العميد الأصبحي، إن التحكيم الذي أعلنه الحوثيون "لا يعنيه من قريب أو بعيد".

 

وأضاف "هذه القضية ليست قضيتي بل هي قضية أبناء البيضاء عامة وهذا التحكيم لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد".

 

* أجراس دحر المليشيا

في خضم هذه التطورات الدراماتيكية في محافظة البيضاء الإستراتيجية، تظهر مؤشرات الاقتراب من حسم المراهنات الخائبة للمليشيا في المنطقة، من خلال التقدم ميدانيا لقوات الجيش الوطني والمقاومة التي تضم في صفوفها أبناء القبائل، في جبهة قانية، والسوادية القريبة من مدينة رداع المحاذية لمحافظة ذمار القاعدة البشرية للمليشيا الحوثية.

 

وفي التفصيل واصلت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية، التقدم وسط محافظة البيضاء باتجاه أكبر وأهم مدنها وهي مدينة رداع بعد أن استكملت السيطرة على مديرية الملاجم والوصول إلى مديرية السوادية.

 

ووفق مصادر عسكرية في محور البيضاء فإن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، سيطرت للمرة الأولى منذ بدء القتال مع مليشيا الحوثي الانقلابية على مواقع استراتيجية صوب معقل الحوثيين في مديرية السوادية، وكبدتهم خسائر فادحة، اذ نفذت هجوماً انطلق من مواقع تمركزها في جبهة قانية على مواقع المليشيا في جبل اليسبل الاستراتيجي ومحيطه.

 

وطبقاً لما ذكرته المصادر العسكرية في البيضاء، فإن قوات الجيش والمقاومة، حررت جبل اليسبل ونقطة اليسبل مع أجزاء من موقع الحمة؛ وأن المعارك أدت إلى مقتل أكثر من 23 من عناصر المليشيا وجرح عشرات آخرين وفرار من تبقى باتجاه منطقة الوهبية.

 

وإلى جانب أنها المرة الأولى التي تصل فيها قوات الجيش إلى هذه المناطق فإن جبل اليسبل والحمة يشكلان أهمية عسكرية من حيث أنهما يطلان على منطقة الوهبية التي تعد أحد أهم معاقل الحوثيين في المحافظة.

 

وأوضحت المصادر أن معارك عنيفة اندلعت منذ الساعات الأولى ليوم السبت، بمختلف أنواع الأسلحة واستمرت لساعات مسفرة عن دحر المليشيا من مواقع مهمة تتبع إدارياً مديرية السوادية.

 

* اعتداءات

على صعيد متصل قال قائد محور البيضاء العميد الركن "عبد الرب الأصبحي"، أن اعتداءات وهجمات المليشيا على مواقع الجيش واستهدافها للمدنيين في مختلف قرى ومناطق البيضاء لم تتوقف منذ بداية أبريل الجاري.

 

وذكر الأصبحي أن الجيش المسنود بالمقاومة الشعبية نفذ هجوماً عكسياً تمكن خلاله من تطهير عدد من المواقع التي تنطلق منها هجمات المليشيا على مواقع الجيش وتستغلّها في قصف القرى والمناطق الآهلة بالسكان.

 

في غضون ذلك، اشتدت ضراوة المواجهات المسلحة بين قوات الجيش الوطني مسنودة بالقبائل والمقاومة الشعبية وبين مليشيا الحوثي الانقلابية في جبهة آل حميقان، والحبج، بمديرية الزاهر.

 

وفي مكيراس، واصلت قوات لواء الأماجد التابع للقوات المشتركة تقدمها في جبهة جبل ثرة، على حساب الميليشيات الحوثية، وسط ضربات جوية لمقاتلات التحالف العربي استهدفت مواقع متفرقة للحوثيين.

 

وفي بداية شهر أبريل الماضي من العام الحالي، أطلقت قوات الجيش الوطني عملية عسكرية لتحرير كبيرة لتحرير محافظة البيضاء من عدة محاور. (قانية_ مكيراس _ الملاجم _ ناطع _ الحازمية)، أسمتها بمعركة «كسر العظم» .

 

* تهديد صنعاء

مع إحكام السيطرة النارية لقوات الجيش الوطني على مديرية الوهبية، آخر معاقل المليشيا في البيضاء، وبوابة الوصول إلى مركز المحافظة "رداع" المحاذية لمحافظة ذمار.

 

وقالت مصادر مطلعة في صنعاء، أن قيادة المليشيات الحوثية، توجهت برسائل إلى قبائل طوق صنعاء، تطلب المزيد من المقاتلين دعما للجبهات.

 

وأشارت المصادر إلى أن الرسائل تركزت على جبهات البيضاء بصورة ملفتة، متضمنة تحذيرات من أن استعادة الشرعية للبيضاء، يمثل تهديدا "لصنعاء ومناطق الطوق".

 

وفسر مراقبون هذه التحركات، بأنها تنم عن شعور مؤكد بخسائر المليشيا في البيضاء، ومدى ما تواجهه من مقاومة عنيفة في المنطقة.

 

وتكمن الأهمية الإستراتيجية والحساسة لمحافظة البيضاء، في المركز الجغرافي الحساس، الذي يتوسط اليمن، والخط الفاصل بين الشمال والجنوب، وتسعى المليشيا الحوثية الانقلابية للسيطرة عليها لما تمتلكه من بوابات كثيرة يمكن- من خلالها- الإطلال على منابع الطاقة في الشمال والجنوب وهو ما أدركه الانقلابيون في وقت مبكر.

 

 وتتمتع البيضاء بموقع استثنائي، إذ تتشارك حدودها مع 8 محافظات يمنية مهمة، هي شبوة وأبين ولحج والضالع من محافظات الجنوب، وإب وذمار ومأرب وصنعاء من محافظات الشمال، وكانت مفتاح صنعاء الذي فتحت به بوابة الجنوب في حرب صيف 1994 من جبهة مكيراس البيضاء.

 

* رهان المليشيا

يستغل الحوثيون، الثارات التي بين القبائل الموالية لها والمقاومة لتواجدها، مستهدفة من ذلك، إضعاف وحدة القبائل في البيضاء، وتفكيك ما يدعم تماسك مواقفها ويعزز ولواءاتها لكل ما هو وطني، ثم تجريدها من عناصر القوة التي تخشاها للمليشيات، وهذا ماتراهن علية المليشيا الحوثية في البيضاء من خلال دعواتها للتهدئة والوساطة القبلية.

 

ويقول سياسيون: " لطالما شكلت قبائل البيضاء اليمنية هاجسا تأريخيا للأنظمة الأمامية ذات النزعة الطائفية المتجسدة نسختها الحديثة في مليشيات الحوثي التي تشكل امتدادا للنزعة الطائفية المتصلة بالمشروع الإيراني".. مؤكدين على انه "من شأن أي اندلاع للمواجهات بين قبائل البيضاء ومليشيات الحوثي، أن يشكل تحولا كبيرا وشاملا في المعادلة العسكرية على مستوى المعركة الكلية ضد المليشيا في عموم الجبهات العسكرية، نظرا للشراسة القتالية التي تتسم بها قبائل البيضاء وصلابتها الجغرافية، إضافة إلى أن المحافظة تشكل بوابة للعاصمة صنعاء وذمار وإب".

 

 

* حسابات إماراتية

في موازاة ذلك اعتبر مراقبين في الشأن اليمني، أن دعوات القيادي المؤتمري الذي كان إلى قبل حادثة مقتل "جهاد الأصبحي"، تحت أكناف المليشيا الحوثية الانقلابية، مجرد استثمار سياسي وعسكري للحادثة، خاصة مع التقدم العسكري المستمر لقوات الجيش الوطني في عدد من جبهات محافظة البيضاء.

 

ولم يستبعد المراقبون أن دعوات القيادي المؤتمري "العواضي"، مجرد إدراك مسبق لنذر الانتفاضة القبلية في اجتثاث الانقلابيين من البيضاء، عقب حادثة استشهاد "جهاد الأصبحي".

 

فريق أخرى يرى أن دعوات القيادي "العوضي" للنفير العام وأعلن الحرب ضد المليشيا الحوثية الانقلابية في البيضاء، أنه جاء في إطار التفاهم بين "العواضي"، وحزب المؤتمر الشعبي العام جناح الإمارات، لاستغلال الفرصة مع التوجه الجدي للحكومة الشرعية والقيادة السعودية التي تقود التحالف العربي لتحرير محافظة البيضاء، في مساعى لضمان مستقبل حلفاء أبوظبي في المحافظة الواقعة في الحوض النفطي باليمن والتي تتوسط محافظة مأرب معقل الشرعية اليمنية ومحافظة شبوة جنوب شرق اليمن.

 

 فلسفة رواد هذا الفريق تعتقد أن النزعة الثورية التي أعلنها القيادي المؤتمري "العواضي"، ليست بمعزل عن الترتيبات الإماراتية التي تهدف إلى تضيق الخناق على الشرعية اليمنية في محافظة مأرب وشبوة، في حال تم تحريرها.

 

الرؤية الإماراتية بحكم موقع البيضاء الاستراتيجي الذي يتشارك حدودها مع شبوة وأبين ولحج والضالع من محافظات الجنوب، نابع من منطلق تأمين المحافظات الجنوبية عقب الإعلان الرسمي لمايعرف بالانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، "الإدارة الذاتية" في الجغرافيا الجنوبية، من خلال إعاقة أي تقدم عسكري لقوات الجيش من محافظة البيضاء باتجاه محافظة أبين أو الضالع أو لحج.

 

تقرير سابقة كشفت في وقت سابق لصحيفة "أخبار اليوم" عن مساعي إماراتية تهدف إلى تأمين قوات الحزام الأمني المرابط في جبل "العر" بمدينة يافع، التابعة إدارياً لمحافظة لحج والمحاذية لمديرية البيضاء والمطل على مدينة عدن.

 

التسريبات تكشف أن حكومة أبوظبي تسعى إلى استكمال الحلقة الناقصة في حزامها العسكري جنوب اليمن من خلال تشكيل قوات النخبة البيضاني، من خلال الدفع بقيادي المؤتمري "ياسر العوضي" لتصدر الواجهة السياسية والعسكرية، ويعقبها مرحلة إنشاء مليشيات مولية لها تعرف بقوات "النخبة البيضانية"، تتوسط مليشيا الحزام الأمني في عدن والضالع مع فلول مليشيا النخبة في شبوة وحضرموت.

 

بهذه الخطوة تكون الإمارات قد استكملت تكوين السلسة العسكرية لقواتها وربطها مع بعضها البعض في الجنوب اليمني المعتمد من عدن، مروراً بالضالع، ثم البيضاء ويافع لحج، وصولاً لشبوة وحضرموت.

 

وفي اتجاه موازي تسعى الإمارات بالتنسيق مع تيار حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي لها، من خلال القياد "ياسر العواضي" والذي يعد من المحسوبين على هذا التيار، في محافظة البيضاء من استثمار حادثة قتل "الاصبحي" واقتناص الفرصة لتأمين تواجد الحزب السياسي والعسكري، لتضيق الخناق على الحكومة الشرعية والجيش الوطني في أهم معاقله بمأرب ومحافظة شبوة، المحاذية لمحافظة البيضاء.

 

وفي سياق متصل، تهدف الإمارات وحزب المؤتمر الشعبي العام من خلال استخدام اسم "ياسر العواضي"، الذي لمع نجمة في الإعلام الإماراتي خلال الفترة القلية الماضية، بعد دعوته إلى النفير العام ضد أوليا أمره السابقين (الحوثيون) في محافظة البيضاء، إلى كبح جموح قوات الجيش الوطني في التقدم نحو العاصمة صنعاء عبر محافظة ذمار، واستكمال ما تم التخطيط له مسبق بإنشاء مليشيا موالية في البيضاء تعرف بقوات "النخبة البيضانية"، يترأسها القيادي ألمؤتمري "ياسر العواضي".

 

* الخلاصة

تأمل قبائل البيضاء والحكومة الشرعية من صدق نوايا القيادي ألمؤتمري "ياسر العوضي" من تصدر المشهد السياسي والعسكري في محافظة البيضاء، عبر قيادة لتحالف القبائل ضد المليشيا الحوثية الانقلابية في معركة تحرير البيضاء.

 

لكن لايستبعد مراقبون من حسابات سياسية وتقاربات محرمة بين حزب المؤتمر الشعبي الموالي للإمارات والانقلابيين الحوثيين، تجهض ذلك الحلم، أو إن يكون نجم القياد "العواضي" بمثابة ورقة رابحة لبعض الأجندات الإقليمية، لتكرار سيناريو الحزام الأمني ومليشيا النخبة في بعض المحافظات الجنوبية.

 

ويحذر المراقبون من أن يكون القيادي "العوضي" هو حصان طروادة في معركة الجيش الوطني في محافظة البيضاء، خاصة في ضل الليونة السياسية لجماعة الحوثي الانقلابية مع دولة الإمارات ونجل حليفها السابق في الانقلاب على الشرعية "أحمد علي عبدالله صالح" الذي يعيش في أبوظبي، والذي يملك علاقات وثيقة مع القيادي "العوضي".

 

 

خبراء في الشأن اليمني، يروا أن ساحات التخادم الإماراتي مع حلفاء إيران في اليمن (الحوثيون) لم تعد خفية، ففي وقت سابق أبقت جماعة الحوثي الانقلابية على منصب نجل حليفها السابق في الانقلاب على الشرعية "أحمد علي"، في منصبة بحزب المؤتمر جناح صنعاء الذي تسيطر علية.

 

ووفقا لهذه التحليلات لايستبعد الخبراء، من أن يكون القيادي "ياسر العواضي" هو من يعد بوصلة التوازن العسكري في محافظة البيضاء الإستراتيجية، في حال انهارت مليشيا الحوثية الانقلابية، مع التقدم العسكري والانتصارات الغير مسبوقة لقوات الجيش الوطني في المحافظة، من خلال علاقة مع الإمارات عبر "أحمد صالح"، وتقارب الإمارات مع النظام الإيراني الذي يمتلك سلطة القرار السياسي والعسكري للمليشيا الحوثية باليمن.

 

مبرهنين ذلك بحالة التذبذب السياسي التي رافقت خطاب القيادي "العوضي"، مشيراً أن العوضي ابقي على نوع من التوازن السياسي وخط رجعة خلال إعلانه النفير العام ضد الانقلابيين الحوثيين في البيضاء، ينحاز فيه في الوقت الذي يضمن له أي طرف سوى الحوثيين، أو رفقاء الحزب في دولة الإمارات، مستقبلة السياسي في محافظة البيضاء، وفي حزب المؤتمر، عند أشارته بالقول "موقفنا ضد العدوان موقف عن قناعة ومازال ولكنه ليس شيك على بياض".

 

وفي ذات الاتجاه اتهمت جماعة الحوثي الانقلابية عقب خطاب القيادي المؤتمري "ياسر العواضي" بالانحياز إلى ما أسمتها دول العدوان، لكنها في الوقت ذاته دفعت بخيرة قيادتها للتوسط مع القبائل في البيضاء، من ما يدل على نوع من التواصل الذي مازال مستمر بين القيادي العوضي والمليشيا الحوثية الانقلابية، عبر قنوات في حزب المؤتمر بصنعاء أو في أبوظبي

 

في الأخير، ومع التحشيد الذي تحاوله قيادة المليشيات الحوثية الانقلابية، لخوض معركة فاصلة وحاسمة في البيضاء، فإن القبائل هناك بما تتوافر عليه من تماسك حتى ألان، قادرة على تكرار دروس مقاومتها للإمامة ومناهضة مشروعها السلالي والطائفي، غير أن الخشية في الإصغاء مجددا لدعوات التهدئة التي ستبدد حماسات القبائل، وتفتح الشهية للإغراءات المبذولة في سبيل توسيع الصدع وتجذير الخلافات.

 

وهو الأمر الذي يخشاه الكثير من الخبراء في ضل تفرد القياد المؤتمري "ياسر العوضي" للمشهد السياسي والعسكري، والذي تحاول كثير من وسائل الإعلام الإماراتية تمجيده وتلميعه بأنه رجل المرحلة في الوقت الحالي بالبيضاء، متجاهلين كل الانتصارات العسكرية التي تحققها قوات الجيش الوطني في جبهة قانية والزاهر وال حميقان والوهابية والحازمية ومكيراس.

 

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد