اليمن على سلم الأولويات الاستراتيجية الإيرانية

2020-05-07 06:02:28 أخباراليوم \ تقرير

 

 

 

نشر "مركز الجزيرة للدراسات" مؤخرا، ورقة بحثية، للباحثة الأكاديمية الأردنية المختصة بالشأن الإيراني، فاطمة الصمادي، تحت عنوان "اليمن على سلم الأولويات الاستراتيجية الإيرانية" تناول سرداً تاريخيا وتحليليا للمد الإيراني بأبعاده السياسية والاستراتيجية في المنطقة، وبالأخص نفوذها في اليمن، مع رصد لأهم التحولات المفصلية في واقع العلاقة بين مليشيا الحوثي وإيران، وطبيعة الدعم الذي تقدمه إيران لعملائها في اليمن (الحوثيين)، والتطورات التي تمخضت عن تلك العلاقة غير المشروعة بين نظام الولي الفقيه والحوثيين السائرين وفق إملاءاته الحرفية، على حساب اليمنيين.

 

ونظرا لأهمية الدراسة، في هذا التوقيت بذات، حرصت "أخبار اليوم" على إعادة نشرها، للوقوف على الصورة الشاملة لطبيعة تلك العلاقة وفق المنحنى الزمني منذ النشأة حتى اليوم.

  

لا يمكن حصر الاهتمام الإيراني باليمن في العقد الأخير بل هو سابق على ذلك بكثير، ويسبق الإطاحة بنظام الشاه وانتصارالثورة الإسلامية كما يسبق إعادة توحيد اليمن، لكن هذا الاهتمام لم يكن ضمن الأولويات الأولى في السياسة الخارجيةالإيرانية، وهو ما تغير في العقد الأخير.

 

وفَّر الصراع بين الحكومة المركزية والحوثيين أسبابًا لإيران لتنُافس السعودية علىالنفوذ في اليمن. وعلى وقع اشتداد حدة التنافس الإقليمي، أصبح اليمن أيضًا مكانًا للصراع والحرب بالوكالة بالنسبة للطرفين.ومع التطورات التي شهدها اليمن في أعقاب الثورات العربية كان التناقض وتباين المصالح يأخذ مداه في الأراضي اليمنيةبصورة أحدثت انقسامً ا حادًّا في المكونات اليمنية، ومهَّدت الأرضية للتدخل وجعلت القرار اليمني مرتهنًا للقوى الإقليمية تبعًالأوراق القوة التي يمتلكها كل طرف من أطراف الصراع على الأرض.

 

إن دعم إيران لحركة أنصار الله، فضلًا عن دعمالمملكة العربية السعودية وبعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي للحكومة السابقة، جعل تحقيق الاستقرار بعيد المنال أمامسعي الجميع لتعزيز القوة. وجاءت عاصفة الحزم لتكشف عن هشاشة إقليمية في التعامل مع الحالة اليمنية، وخلَّفت ويلاتبالنسبة للشعب اليمني، فيما واصل الحوثيون تعزيز قوتهم على الأرض، وصاروا رقمًا صعبًا لا يمكن حذفه من المعادلةاليمنية، سواء كانت هذه المعادلة صراعًا بين أطرافها أو بحثًا عن السلام.

 

إن الغرض من هذه الورقة هو بيان استراتيجية إيران تجاه اليمن، وموقعيته ودوره في العلاقة مع المملكة العربية السعودية.وتعتقد الورقة أن الجمهورية الإسلامية، قدمت دعمًا ماديًّا ومعنويًّا لحركة أنصار الله، سعيًا لتغيير ميزان القوة الإقليميةلصالحها على حساب السعودية؛ مما أوجد تنافسًا حادًّا وصراع مصالح بين الدولتين، أدخل اليمن في لعبة سياسية صفرية.

 

إن التأكيد على البعد العسكري للأمن، والدعوة إلى التعظيم الدائم للقدرات العسكرية، والطبيعة الفوضوية للنظام الدولي،ومعضلة الأمن يمكن أن توفر أساسًا نظريًّا جيدًا لدراسة الاستراتيجية الإيرانية تجاه اليمن ضمن إطار نظري يعتمد الواقعيةالهجومية.

 

ويجادل منظرو الواقعية الهجومية بأن الفوضى تجبر الحكومات على تعظيم قوتها أو نفوذها النسبي، وهيتسعى كذلك إلى تعظيم أمنها عن طريق زيادة قوتها ونفوذها. ويعطي الواقعيون الهجوميون، أهمية كبيرة للفوضى الدولية.وفي المحصلة، قد تؤدي محاولات الحكومات للحصول على الأمن إلى صراع مع الآخرين، ولأن اكتساب سلطة من قبلدولة ما يعني فقدان سلطة دولة أخرى، فإنه يجبر الحكومات على المطالبة بالقوة. وستكون النتيجة النهائية لهذه اللعبة الصفريةهي التضاد والصراع.

 

في هذه اللعبة تسعى الأطراف المتصارعة إلى تغيير ميزان القوى لصالحها، حتى لو قاد ذلك إلى وضع أمنها في معرضالخطر، ولذلك فالواقعيون الهجوميون يعتقدون بأن وقوع الحرب هو أمر وارد دائمًا. يجادل ميرشايمر بأن السبب الرئيسوراء البحث عن السلطة وتركيز الحكومات على زيادة القوة العسكرية يقوم على ثلاثة جوانب، هي: الهيكل الفوضوي للنظامالدولي، والقدرة الهجومية لدى الحكومات، وعدم اليقين في نوايا الطرف المعادي، واضعًا خمس افتراضات، هي:

 

أولاً:النظام الدولي هو نظام فوضوي، يتألف من دول مستقلة ليس لها سلطة مركزية فوقها. بعبارة أخرى: لا توجد هيئةحاكمة أعلى في النظام الدولي، ولا توجد "حكومة على الحكومات".

 

ثانيًا:جميع الدول لديها مستوى معين من القدرة العسكرية الهجومية، والقوى العظمى تمتلك بطبيعتها القدرات العسكريةالهجومية، مما يمنحها ما يكفي من القوة لإلحاق الأذى ببعضها البعض وربما تدمير بعضها. من المحتمل أن تكون الدولخطرة على بعضها. وعادة ما يتم تحديد القوة العسكرية للدولة بأسلحة معينة تحت تصرفها، وحتى لو لم تكن هناك أسلحة،فإن الأفراد في تلك الدول لا يزال بإمكانهم استخدام أقدامهم وأيديهم لمهاجمة سكان دولة أخرى.

 

ثالثاً: لا تملك أية دولة ثقة بنوايا الدول الأخرى (كما أن النوايا متغيرة وغير ثابتة في العلاقات بين الدول)، ولا يمكن أيضًالأية دولة أن تكون على يقين من أن الدول الأخرى لن تستخدم القوة ضدها؛ فالنوايا على عكس القدرات العسكرية تستقر فيأذهان صنَّاع القرار ولا يمكن رصدها ودراستها بصورة تجريبية.

 

رابعًا:البقاء هو الدافع الأساس لجميع الدول في النظام الدولي، ويعد الأولوية القصوى، وتسعى الدول إلى الحفاظ على وحدةأراضيها وحريتها واستقلالها وحماية نظامها السياسي الداخلي، ويمكن لها أن تسعى لتحقيق أهداف أخرى، ولكن هذه الأهدافمرهونة بالبقاء الذي يعد الأولوية.

 

خامسًا:الدول هي فواعل عاقلة؛ إنهم على دراية ببيئتهم الخارجية ويفكرون بشكل استراتيجي حول كيفية البقاء فيها.

 

توليالانتباه على المدى الطويل للعواقب المباشرة لأفعالها، لكن يحدث أن ترتكب الدول أخطاء فادحة تقود إلى كوارث إنسانية.

 

ولا تغيب نظرية توازن القوى كمؤطر نظري للصراع الإيراني-السعودي على اليمن، ويعتقد (ستيفن والت) أن توازن التهديد هو الذي يدفع الدول إلى السعي لتوازن القوى،وأن الدول تستجيب في ردود أفعالها للتهديد بشكل أساسي، وضمن هذا الإطار فالدول تخشى من الدولة التي تكون قادرةأكثر من غيرها على تهديدها، والتهديد بحد ذاته متعلق بالمجاورة الجغرافية والقدرات الهجومية والنوايا العدوانية ومجموعالقوة المتراكمة لدولة من الدول، وتعاظم قوة أية دولة من الدول يزيد من الشعور بالتهديد لدى الدول الأخرى. وبناء عليه،يمكن القول بأن اليمن في الصراع السعودي-الإيراني هو أداة لـ"موازنة التهديد".

 

إيران واليمن: الأبعاد التاريخية

لطالما كانت العلاقات الإيرانية-اليمنية، وعلى مدى أربعين سنةً الماضية، تتبع للمتغيرات الإقليمية والدولية.

 

وقبل انتصارالثورة الإسلامية، لم يكن لليمن الشمالي واليمن الجنوبي تعريف وموقع واضحان في السياسة الخارجية الإيرانية، خاصة أناليمن الجنوبي كان أحد حلفاء الاتحاد السوفيتي. أدى ذلك إلى فتح الباب أمام الوجود العسكري للاتحاد السوفيتي في البحرالأحمر وبحر عمان وسيطرته على مضيق باب المندب الاستراتيجي؛ مما عطل حركة السفن العسكرية والتجارية الغربيةفي هذه المناطق، وكان ذلك واحدًا من مخاوف إيران الإقليمية في ذلك الوقت.

 

وكانت سياسة طهران الخارجية في فترة الشاهمحمد رضا بهلوي، تجاه اليمن الجنوبي مصحوبة بالقلق دائمًا، وهو ما دفع إيران لتقوم نيابة عن المعسكر الغربي بإرسالعدد من قواتها إلى ظفار دفاعًا عن السلطان العُماني، عام 1962. وقد شكَّل التحرك الإيراني ضد ثورة ظفار التي كانتمدعومة من جمال عبد الناصر واليمن الجنوبي، مفصلًا مهمًّا في العلاقات الإيرانية-اليمنية حينها.

 

ومع انتصار الثورة الإسلامية حدث نوع من الانتقال في السياسة الخارجية لليمن الشمالي والجنوبي تجاه إيران، وكان اليمنالشمالي من أوائل الدول التي اعترفت رسميًّا بالجمهورية الإسلامية، وتذكر الوثائق الإيرانية أن السفير اليمني في ذلك الوقتقابل آية الله الخميني وقدَّم له نسخة من القرآن الكريم مهداة من الرئيس، علي عبد الله صالح.

 

لكن مواقف صالح ما لبثتأن تغيرت مع اندلاع الحرب العراقية-الإيرانية؛ حيث دعم العراق، فيما انحاز اليمن الجنوبي بقيادة علي ناصر محمد لصالحإيران، وفي بادرة على حسن النوايا توسط لإطلاق سراح طيار إيراني أسره ثوار ظفار عام 1967.

 

 ومع توحيد اليمنفي عام 1990، أخذت العلاقات الإيرانية-اليمنية منحنى اتصف بعدم الاستقرار، وجرى تخفيض التمثيل الدبلوماسي الإيرانيفي اليمن إلى قنصلية ثم ممثلية، لكن هذه الخلافات لم تحل دون تعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية حيث جرى توقيع عدد منالاتفاقيات بهذا الخصوص.

 

جاءت السياسة اليمنية تجاه إيران متأثرة بشكل واضح بالتوجهات السعودية نحو طهران. وفي عام 2000، بدأت العلاقاتبالتحسن وأرسلت إيران سفيرًا جديدًا إلى اليمن، وفي العام 2003 قام صالح بزيارة رسمية إلى إيران، متحدثًا عن صفحةجديدة في العلاقات، لكن منذ السنوات الأولى من الألفية الثانية بدأ الحديث يتعاظم عن التدخل الإيراني في اليمن، وارتبطذلك بالحوثيين وهو ما كان سببًا للنظر إلى نفوذ الحوثيين في الشمال على أنه نفوذ إيراني، كما أنه كان واحدًا من الأسبابالتي سيقت لتشنَّ السعودية والحكومة اليمنية ست حملات عسكرية ضد الحوثيين في الفترة من 2004 – 2010.

 

واضافة إلى العنصر القبلي، فإن الطابع المذهبي (الشيعة الزيدية)، كان من العناصر الأساسية في بنية الحركة الحوثية. وفيعام2004، برز اسم حسين بدر الدين الحوثي، وهو رجل دين زيدي، كواحد من قادة احتجاجات صعدة في شمالاليمن، وحدثت مواجهة بين قوات الحكومة المركزية اليمنية والمتظاهرين. ولم تفلح دعوات التهدئة في جسر الهوة حيث قادعلي عبد الله صالح ومؤيدوه مواجهة دامية مع الحوثيين انتهت بعد شهرين بمقتل حسين الحوثي. وبعد مقتله، أصبح والده،بدر الدين الحوثي، بمنزلة قائد روحي للحركة الحوثية، لتبدأ شيئًا فشيئًا تأخذ اسم "أنصار الله"، ومن بين أبرز قياداتها: عبدالملك ويحيى، وهما شقيقان لحسين الحوثي.

 

خرجت "أنصار الله" من قلب حركة احتجاجية في صعدة كانت تسمى ب"الشباب المؤمن"، وجاء ذلك بعد انشقاق حدثبسبب الطروحات السياسية لحسين الحوثي حيث ترى بعض التحليلات أنه كان مسؤولًا عن عسكرة الحركة الحوثية.

فقد بدأ يتبنى مجموعة من الأفكار السياسية المستقاة بصورة واضحة من الفكر الثوري الإيراني، وفي العام 2001، تبنىشعاره المعروف "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.

 

 وبدأ حسين الحوثييُحدث انشقاقات داخل "منتدى الشباب المؤمن"، وظل نجم حسين يصعد على حساب عدد من منافسيه الذين كانوا من مؤسسيالمنتدى، وقد كان لبدر الدين الحوثي دور كبير في تهيئة الأرضية لصعود نجله حسين لقيادة العمل دينيًّا وسياسيًّا فيصعدة.

 

"الصرخة" الحوثية: تأثير فكر الخميني الثوري

أظهر حسين الحوثي تأثرًا كبيرًا بالفكر الثوري لآية الله الخميني والتجربة الثورية في إيران، وبعد زياراته مع والده لها، عادمقتنعًا بضرورة تطبيق "الآلية الثورية" الإيرانية في اليمن، وصاغ شعار حركته المشتق من شعارات آية الله الخميني، معسعي ليعطي حركته صبغة يمنية، وقد هتف الحوثي بشعار "الصرخة" في حشد من أتباعه، الذين أخذوا يرددونه فيبعض المساجد في صعدة وصنعاء. منعت الدولة الشعار حينها، واتخذ الحوثي من عملية المنع دليلًا على أن النظام السابقكان عميلًا لأميركا وإسرائيل، وهو ما يحتم الخروج عليه، مستعينًا بالمقولة الزيدية المعروفة: "وجوب الخروج على الحاكمالظالم".

 

دامت المواجهة المسلحة بين أنصار الله والدولة ست سنوات، ولم يكد عام يمر على وقف المواجهة المسلحة، حتى كان اليمنيدخل في موجة الثورات العربية. رحَّب الحوثيون بالاحتجاجات بشعار الحكم الذاتي المحلي واحترام التعددية، وكانوا منالمجموعات القليلة المؤيدة للثورة والتي لديها أيضًا خبرة في المواجهات المسلحة.

 

مع اتجاه الأوضاع في اليمن نحو الاضطراب السياسي بعد استقالة علي عبد الله صالح، أخذ دور الحوثيين في السياسة اليمنيةيصبح أكثر بروزًا، ونجحوا في تعزيز سلطتهم في قاعدتهم الرئيسية، محافظة صعدة، وتوسيعها لتشمل محافظة عمرانالمجاورة، ورافق ذلك تحركات سياسية وعسكرية ناجحة أظهرت وجود تدريب وخبرة قُدِّ مت لهم ليتم الإشارة إلى دورإيراني بهذا الخصوص. كان الحوثيون من أطراف "مؤتمر الحوار الوطني" في اليمن، الذي دعم الحكومة المؤقتة لعبد ربهمنصور هادي، لكن مع الفراغ الذي حدث في بنية السلطة المركزية وضعف حكومة هادي المؤقتة، عزَّز الحوثيون قواتهمفي العاصمة، صنعاء، ليتمكنوا في النهاية من إقصاء منافسيهم من المجموعات السياسية الأخرى ويسيطروا على صنعاء.

 

وقد عارض الحوثيون مسودة الدستور، وبسبب عدم الرضا العام عن قرار حكومة هادي بشأن الإعانات، حاصروا القصرالرئاسي ومقر إقامة منصور هادي بالاعتصامات مطالبيه بمزيد من التنازلات.عندما استقال منصور هادي، في فبراير/شباط 2015، وفرَّ إلى الرياض، شكَّل الحوثيون رسميًّا "لجنة ثورية" للاستيلاءعلى المؤسسات الحكومية والسيطرة مع حلفائهم على عدن، قاعدة هادي للسلطة، وبالإضافة إلى العمليات العسكرية، ساعدتالمناورات السياسية أيضًا في تعزيز قوة الحوثيين، فقد تحالفوا مع علي عبد الله صالح وقواته الموالية خلال الصراع ضدمنصور هادي، وشكَّل هذا التحالف ورقة رابحة للحوثيين وخاسرة لصالح، ولم يُعمَّر هذا التحالف طويلًا ، بعد أن وصلأنصار الله إلى قناعة بأن صالح يتحرك ضدهم في الخفاء، ليقُتل على أيدي الحوثيين في ديسمبر/كانون الأول 2017 بعداشتباك قواته معهم.

 

صحيح أنه جرى توجيه الاتهام إلى إيران في فترة سابقة على الثورات العربية بالوقوف وراء الحراك الحوثي في اليمن، كماحدث في العام 2009 عندما شنَّت السعودية حملة عسكرية ضدهم ووصفهم على عبدالله صالح بأنهم وكلاء إيران في اليمن،لكن مؤشرات كثيرة تشير إلى أن الاهتمام بالحالة اليمنية بهذا المستوى من الجدية يختص بالسنوات الأخيرة.لم يكن اليمن تاريخيًّا على رأس أولويات استراتيجية إيران في سياستها الخارجية، وتظُهر وثائق ويكيليكس الأميركية أنالأجهزة الاستخبارية الأميركية لم تجد أدلة كافية تدعم مقولة: إن إيران تدعم الحوثيين، وتقول برقية أرسلها السفير الأميركيفي صنعاء، ستيفن سيس، بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول 2009: إنه على الرغم من الاتهامات المتكررة بالدعم المادي والماليمن طهران للمتمردين الحوثيين في صعدة والحرب الإعلامية التي تجري بشكل متزايد بين اليمن وإيران، فإن نفوذ إيرانفي اليمن يقتصر على العلاقات الدينية غير الرسمية بين اليمنيين وعلماء دين، مع وجود استثمارات إيرانية ضئيلة فيقطاعات الطاقة والتنمية.

 

وتضيف البرقية أنه في حين أن إيران لديها أسباب استراتيجية جيدة للتدخل في الشؤون اليمنية-بما في ذلك قرب اليمن من المملكة العربية السعودية ووجود عدد كبير من الزيديين الشيعة- لا يزال التدخل الإيراني مجردمعركة إعلامية بالوكالة تديرها وسائل الإعلام الإيرانية مع السعودية واليمن ضمن عنوان دعم الحوثيين، لكن البرقية تستدركأنه توجد فجوات كبيرة في معرفة الأنشطة الإيرانية في اليمن بسبب حساسية الموضوع والوصول المحدود للغاية إلىالأحداث في صعدة. ويعتقد معدُّ البرقية بأنه و"على الرغم من أن التأثير الموثق محدود، إلا أن المصالح الاستراتيجية لإيرانفي اليمن تستحق المراقبة عن كثب في المستقبل".

 

ومن المؤكد أن تصاعد التوتر مع السعودية والحرب بالوكالة التيشهدتها سوريا جعل مكانة اليمن تتقدم على سلَّم أولويات السياسة الخارجية الإيرانية.

 

الحوثيون وإيران: استلهام النموذج

يبدو أن الحوثيين كانوا هم من خطا الخطوة الأولى نحو إيران، ويمكن القول: إن هذا الملف نضج في الأوساط الأمنيةالإيرانية وخاصة داخل مؤسسة الحرس الثوري قبل أن يصبح ملفًّا من ملفات السياسة الخارجية الإيرانية ببُعده السياسيوالدبلوماسي. وربما يفسر ذلك التغيير والتحول الذي أصاب الهوية الحوثية في السنوات الأخيرة.

 

كانت الثورة الإسلاميةنموذجًا ملهمًا للقادة الحوثيين، ويمكن إرجاع بداية الاتصال إلى عقد الثمانينات من القرن العشرين؛ حيث قام حسين بدر الدين الحوثي بأول زيارة إلى قم، وارتبط كثير من الناشطين في "منتدى الشباب المؤمن" الذي خرجت الحركة الحوثية من رحمهبعلاقات قوية مع عدد من رجال الدين الإيرانيين، لكن هذه العلاقة لم تتُرجم إلى دعم واقعي سريع ومباشر، ولم تصبح محورًااستراتيجيًّا في التخطيط الإيراني إلا بعد العام 2000، وارتبط ذلك بصعود حزب الله اللبناني وتحرير الجنوب.

 

 أما الفترة من2004 - 2010، وهي الفترة التي دخل فيها الحوثيون في ست مواجهات مع قوات علي عبد الله صالح، فهي مهمة لفهم مايمكن أن نطلق عليه: التحول في طبيعة العلاقة بين إيران والحركة الحوثية، ويمكن هنا العودة إلى مقترب البنائية الذي يهتمأساسًا بمصدر التغير أو التحول وفهم كيفية إدراك المجموعات المختلفة لهوياتها ومصالحها، ويقوم في العلاقات الدولية علىمفهومين، هما: البنْية –structure))، والفاعل –agent))، إذ إن التحول الحقيقي في بنية الحركة الحوثية من حيثالهوية وفهم وتعريف مصالحها حدث في هذه الفترة.

 

رغم أن طهران وصفت سيطرة الحوثيين على صنعاء بالحدث غير المتوقع، إلا أن وتيرة العلاقة بشكلها العلني تسارعتبين الجانبين، وفي الأسابيع الأولى للسيطرة على صنعاء فُتح جسر جوي مع طهران، وقام وفد حوثي بزيارة إلى الجمهوريةالإسلامية، برئاسة صالح الصماد حيث وُقعت أول اتفاقية بين إيران وأنصار الله وتحدثت الصحافة الإيرانية عن نية بزيادةعدد الرحلات الجوية بين البلدين لتصل إلى 14 رحلة في الأسبوع.

 

 وفي السنوات التي أعقبت عاصفة الحزم كان منالملاحظ ارتفاع مستوى الاستقبال الدبلوماسي لوفود الحوثيين التي كانت تزور طهران.أما الزيارة التي قام بها وفد من "أنصار الله" إلى طهران، في أغسطس/آب 2019، فيمكن وصفها بأنها إعلان رسمي عنهوية الحوثيين الجديدة، فقد جرى استقبال الوفد برئاسة محمد عبد السلام على أعلى مستوى وعكس الاستقبال ترحيبًا كبيرًا،واجتمع الوفد مع آية الله علي خامنئي وسلَّموه رسالة من عبد الملك الحوثي، أعلن فيها مبايعته لمرشد الثورة وانخراط أنصارالله في محور المقاومة.

 

 وحملت الطريقة التي استقُبل بها الوفد رسائل إيرانية واضحة بأن إيران تنظر إلى "أنصار الله"كإخوة وحلفاء لا تابعينأولت إيران البُعد الثقافي أهمية كبيرة في علاقاتها مع أنصار الله، ففي زيارة إلى قام بها صالح الصماد الذي رأس المجلسالسياسي في الجماعة حتى مقتله، عام 2018، تحدث عن تأثير الثورة الإسلامية في البيئة اليمنية موضحًا أنه قبل الثورة لمتكن توجد في اليمن حسينية واحدة، أما في السنوات الأخيرة فيمكن تعداد الكثير من الحسينيات والمساجد والأماكن الخاصةبالشيعة.

 

بقيت طهران دبلوماسيًّا وعلى لسان مسؤولي سياستها الخارجية تنكر تقديم دعم عسكري لأنصار الله في اليمن، وتتحدث عن دعم إنساني ومعنوي واستشاري، لكن في مقابل هذه الرواية كانت تأتي روايات أخري تنقضها؛ بعضها من خارج إيرانوبعضها من داخل إيران نفسها، ومن أمثلة الاتهامات التي جاءت من خارج إيران: التقرير الصادر عن الأمم المتحدة، مطلعالعام 2020 ، والذي تحدث عن أن الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون مماثلة للأسلحة الإيرانية، كما تحدثت تقارير أميركيةعن ضبط البحرية الأميركية لشحنات سلاح إيرانية أرُسلت للحوثيين، وبالمثل خرجت اتهامات من مصادر يمنية عدة، قبلعاصفة الحزم وبعدها، وزودت إيران الحوثيين في هذه المرحلة بالأسلحة، فقد صرَّح وزير الداخلية السابق، اللواء عبد القادرقحطان، في مؤتمر صحفي عُ قد في صنعاء في فبراير/شباط 2013 ، بأن شحنة الأسلحة التي ضُبطت على متن السفينةجيهان 1 تقُدَّر بحوالي 40 طنًّا من الأسلحة والقذائف والمتفجرات كانت قادمة من إيران، وتتحدث أمل عالم في ورقة بحثيةمنشورة على موقع مركز الجزيرة للدراسات عن ارسال إيران لعناصر من الحرس الثوري وحزب الله لتدريب الحوثيين،وبقاء عدد كبير منهم بعد سقوط صنعاء لمساعدة الحوثيين على تنفيذ أجندتهم السياسية والعسكرية في صنعاء.

 

 وتتحدث عنقيام إيران بتهريب أسلحة إلى جزر إريترية ومن ثم نقلها بواسطة قوارب صيد على شحنات صغيرة إلى الحوثيين، بالإضافةإلى قيام الحرس الثوري بتدريب مقاتلين حوثيين في إحدى الجزر الإريترية، كما بنت إيران للحوثيين شبكة اتصالات داخليةمستقلة كشبكة اتصالات حزب الله في لبنان.

 

تصف إيران هذه الاتهامات بأنها "كاذبة وملفقة"، وأكد قائد الحرس الثوري السابق، محمد علي جعفري، على انتفاء الإمكانيةلإيصال الصواريخ الإيرانية إلى الحوثيين، وهو النفي الذي تكرر على لسان عدد من قادة الحرس من أمثال علي فدوي، نائبقائد الحرس الثوري، الذي زعم بأنه لو كانت الظروف مواتية لدعم الحوثيين لكانوا الآن قد وصلوا الرياض. وكذلك يد اللهجواني الذي اعتبر الاتهامات محاولة سعودية للتغطية على جرائمها بحق اليمنيين.

 

ورغم النفي الإيراني إلا أن أحاديث تخرج من داخل مؤسسة الحرس الثوري تكشف بصورة واضحة عن أن "القدراتالصاروخية للحوثيين" تصُنع على عين إيران، ومن ذلك حديث لقائد الحرس الثوري، حسين سلامي، وقت أن كان نائبًا لقيادةالحرس، يؤكد أن "أنصار الله لديهم قدرة صاروخية تؤهلهم لدخول المدن السعودية". وفي العام 2018، نشر موقع "اعتماد"تصريحات لناصر شعباني، الذي عرَّفه بأنه قائد العمليات في قاعدة "ثأر الله" المسؤولة عن أمن طهران، قال فيها:"طلبنا من اليمنيين ضرب ناقلتي النفط السعوديتين وقاموا بضربهما.. حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن هما عمقنا"،"العدو ضعيف للغاية لدرجة أنه يمكننا التعامل معه على الجانب الآخر من الحدود، لكننا لا نصرُّ على المواجهة مع السعوديةعلى الجانب الآخر من الحدود". ونشرت وكالة فارس للأنباء، تصريحات شعباني، لكنها قامت بعد ساعة بحذف العبارةالأولى وتغيير نص العبارة الثانية، وكذلك فعلت مواقع أخرى كانت قد نشرت التصريحات، وبادر الحرس الثوري إلى تكذيبهذه التصريحات والقول بأن شعباني لا يشغل أي منصب حاليًّا، وقال الناطق الرسمي باسم الحرس، رمضان شريف: إنتصريحات شعباني "جرى قلبها" وتحويرها.

 

وأيًّا يكن من شأن التصريحات الإيرانية نفيًا أو إثباتًا، فإن الثابت أن العلاقة مع "أنصار الله" هي ورقة إقليمية رابحة جدًّاوقليلة الكلفة بالنسبة لإيران، وهي تمثل العكس بالنسبة للسعودية، فخمس سنوات منذ انطلاق "عاصفة الحزم" التي لم تحققأيًّا من أهدافها مثَّلت اختبارًا حقيقيًّا لقدرة الحوثيين على أن يش كلوا تهديدًا مباشرًا لأمن السعودية، ودخول الصواريخ البالستيةفي المواجهة كشف هشاشة أمنية في المنطقة تقتضي البحث عن حل خارج مربع المواجهات العسكرية.

 

ولا يمكن قراءة السلوك السعودي تجاه اليمن خاصة بعد إطلاق ما س مي ب"عاصفة الحزم" بشكل منفصل عن تقييمها للنفوذالإيراني في المنطقة ومن ذلك اليمن، أما إيران فترى أن السعودية تتدخل في اليمن لأسباب رئيسة، هي:

  • قمع الشيعة ومنع انتشار الأفكار الشيعية في اليمن.
  • منع اتساع رقعة نفوذ إيران في الإقليم.
  • خلق الأزمات لتحويل أنظار الرأي العام وإشغال الناس عن الاهتمام بالشأن الداخلي، خاصة مع موجة الثورات

العربية.

  • محاولة إضفاء الشرعية على تورطها في اليمن وقتل الشيعة من خلال ربط الحوثيين بالقاعدة والإرهاب.
  • تضخيم الحديث عن التهديد المتزايد للشيعة واتساع رقعة نفوذ إيران، بغية كسب تأييد الدول العربية الأخرى،وتقديم نفسها كدولة قائدة وحامية في مواجهة إيران والشيعة. وفي المقابل، تتهم السعودية إيران بمواصلةإذكاء الحرب الأهلية اليمنية ودعم الحوثيين.
 

في اقتراح الحل السياسي

في أغسطس/أب 2018، رعت إيران لقاءً جمع وفدًا من "أنصار الله" مع سفراء أربع دول أوروبية، هي: ألمانيا، وفرنسا،وبريطانيا، وإيطاليا، لكن مجريات الساحة اليمنية تشير إلى صعوبة التوصل إلى حل سياسي. في المجموع، ما زال الحلالسياسي الذي تقترحه إيران يدور في إطار الرسالة التي أرسلها وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إلى الأمينالعام للأمم المتحدة السابق، بان كي مون، وترتكز على أربعة نقاط، هي:

1- وقف إطلاق النار وجميع الهجمات العسكرية الأجنبية.

2- إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني بشكل فوري.

3- استئناف الحوار الوطني اليمني-اليمني وبمشاركة ممثلين عن جميع الأحزاب السياسية والفئات الاجتماعية في

البلاد.

4- تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة.

 

ويمكن، وبشكل مركز، القول بأن الاستراتيجية الإيرانية تجاه اليمن في السنوات الأخيرة تقوم على شقين، هما:

  • الأول: تقديم نفسها كدولة قادرة على لعب دور بنَّاء ومؤثر في صياغة حل سياسي في اليمن.
  • الثاني: دعم وحماية حلفائها وتمكينهم بشتى الوسائل للحيلولة دون إقصائهم من الساحة السياسية بالقوة.

ويمكن للشق الأول أن يعزز من قوة إيران ومكانتها في الساحة الإقليمية سياسيًّا، وهو مرتبط بصورة جذرية بالشق الثاني؛إذ إن تحققه مرتبط بترجمة ثقل الجماعات المتحالفة مع إيران إلى مكاسب سياسية على الأرض.وإذا لم يكن متاحًا لإيران تحقيق الشق الإستراتيجي الأول، فإن المحافظة على الشق الثاني حتى ولو تحقق على يد غيرهايعطي إيران أوراقَ تفوُّق على الساحة الإقليمية في مواجهة منافسيها، وخاصة المملكة العربية السعودية؛ وهو ما قديفسر شكل الحل السياسي الذي تقترحه إيران.

 

خلاصات ونتائج

  • الأزمة اليمنية وليدة مجموعة عوامل، هي: عقم البنى السياسية التي حكمت اليمن، وغياب التوزيع العادل للسلطة

والثروة مجتمع غير متساو وتدخل القوى الخارجية.

  • إن التغيير في بنية وهوية اليمن سيعني بكل تأكيد تحولًا وتغييرًا كبيرًا في الجغرافيا السياسية للمنطقة وسلوك

اللاعبين فيها.

  • أصبح اليمن ساحة أساسية للتنافس والمواجهة بين السعودية وإيران، وكما يقول مارتن ريدون، فإن التنافسالإيراني-السعودي في اليمن يعيد إلى الأذهان اللعبة الكبرى بين بريطانيا وروسيا في أفغانستان قبل قرن منالزمان. ولذلك، فإن العلاقات السعودية-الإيرانية التي تتمحور حول التنافس، دخلت لعبة أمنية كبرى على مستوىالمنطقة، وهذا التنافس يحمل ماهية أيديولوجية وأخرى استراتيجية.
 
  • مع أن اليمن يعد أفقر بلد عربي، وفق تقارير الأمم المتحدة، فإنه يش كل في الواقع أهمية استراتيجية في التنافس بينإيران والسعودية، بحيث يمكن القول: إن أزمة اليمن في واقعها لعبة كبرى بين إيران والسعودية.
 
  • لا يمكن النظر إلى الأزمة اليمنية بدون عنوانها الأمني، وبفعل المصالح المتباينة لكل دولة فإن السياسات الإيرانيةتجاه اليمن حملت بُعدًا صراعيًّا واضحًا، مع حل سياسي تقترحه إيران يضمن مصالح حلفائها.
 
  • إن الطريقة التي أدارت بها السعودية ودول الخليج عمومًا الملف اليمني خاصة بعد اندلاع الثورات العربية وقبلذلك طريقة إدارة السعودية لملف الحوثيين، أوجدت حالة من الفوضى والتعقيد استثمرتها إيران.
 
  • لم يكن اليمن في موقع متقدم على سلم الأولويات الخارجية الإيرانية، لكن التطورات التي أعقبت الثورات العربيةوحروب الوكالة في المنطقة، وتصاعد أزمة العلاقات السعودية-الإيرانية، وكذلك أزمة العلاقات الإيرانية-الأميركية، جعل اليمن وملف العلاقة مع الحوثيين يقفز إلى مراتب متقدمة على سلم الأولويات الإيرانية، وباتاليمن ملفًّا أمنيًّا توكل إدارته للحرس الثوري بصورة أساسية كما في ملفات لبنان وفلسطين والعراق وسوريا.
 
  • من قلب الزيدية خرجت الحركة الحوثية وعُرف عن زعيم الحركة، حسين الحوثي، إعجابه الشديد بالإمام الخمينيوإيمانه بأفكاره، وقد بادر الحوثيون أنفسهم بالتواصل مع إيران. ومع وجود الاختلافات بين المذهب الزيديوالمذهب الاثني عشري، إلا أن المواجهات المتتالية التي خاضتها الحركة الحوثية، أسهمت في إحداث تغيير فيالهوية الحوثية، وفي السنوات الأخيرة استطاعت إيران أن تطور هوية مشتركة وإدراكًا أمنيًّا وتعريفًا مشتركًاللمصالح مع الجماعة الحوثية. ولعل البيعة التي عقدها قادة الحركة مع مرشد الثورة وإن كانت بيعة سياسية بالدرجةالأولى إلا أنها مؤشر واضح على عملية التحول هذه.
 
  • إن تعزيز قدرة الحركة الحوثية ودخولها إلى بنية السلطة يتسق بشكل واضح مع المنافع الإقليمية لإيران، واستثمارهذا التقدم وتوظيفه من شأنه أن يقوي من موقع إيران في غرب آسيا وشمال إفريقيا.
  • إن دخول "أنصار الله" ضمن محور المقاومة يعني اتساع العمق الاستراتيجي لإيران على حساب السعودية.
  • إن وجود هذه الكتلة الزيدية التي تصل إلى نحو ثلث السكان هو واحد من الفرص الاستراتيجية المهمة بالنسبةلإيران؛ إذ إن تمثيل هذه الكتلة في بنية السلطة وتعظيم دورها السياسي من شأنه أن يوجد تغييرًا في توجهاتالسياسة الخارجية خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران ويجعلها علاقة استراتيجية.
 
  • إن القضاء على أنصار الله في اليمن سيجعل إيران تواجه فراغًا جيوسياسيًّا، وهو ما ترى فيه تهديدًا جيوسياسيًّاوأيديولوجيًّا من الممكن أن يوجه ضربة لمحور تحالفات إيران في الشرق الأوسط. ولذلك، فإن وجود قوة شيعيةمستقرة وقوية في اليمن تستطيع أن تصبح جزءًا مؤثرً ا في صناعة القرار السياسي، من شأنه أن يعطي إيران ورقةاستراتيجية تع ظم مكاسبها في المنطقة.
 
  • تعزيز النفوذ الإيراني في اليمن من خلال الحوثيين من شأنه أن يبني عقبات ومعيقات في مواجهة التمدد والنفوذالسعودي وفي المقابل يوسع من رقعة النفوذ الأيديولوجي الإيراني في الخليج وبحر عمان.
  • وللطبيعة الأمنية التي يمثلها اليمن بالنسبة لإيران، فإنها تريد أن تكون شريكًا في أية ترتيبات متعلقة بهذا البلدلتضمن هذه المسألة
  

.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد