أعلنت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا، الثلاثاء، تسجيل 37 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد بينها ثلاث وفيات.

جاء ذلك في تغريدة للجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا، على منصة تويتر، الثلاثاء، رصدتها صحيفة «أخبار اليوم».

اللجنة قالت إنها سجلت «37 حالة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا تم تسجيلها يوم الثلاثاء، بينها ثلاثة حالات وفاة».
وبحسب إحصائية اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا بنسختها الشرعية، فقد سجلت اللجنة 19 حالة في عدن، وحالتين في الضالع، وتسع في حضرموت بينها حالة وفاة، وحالة واحدة في أبين، وخمس حالات في تعز بينها حالتا وفاة، وحالة واحدة في مأرب.

وبهذا يرتفع إجمالي الإصابات المؤكدة بفيروس كوفيد-19 في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، إلى 167 إصابة مؤكدة منها 28 حالة وفاة و5 حالات تعافي.

*»مدينة موبوءة»

وفي سياق تجاوز عدد الضحايا جراء فيروس كورونا وعدد من الأوبئة والحميات التي انتشرت مؤخراً جراء الإمطار والسيول التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، خلال هذا الشهر، وحدها ألف حالة وفاة، بحسب أخر الإحصائيات الرسمية.

وكشفت مصادر طبية في عدن، عن وفاة 76 شخصا حتى يوم الاثنين الموافق 18 مايو 2020، بسبب انتشار الأوبئة والأمراض كحمى الضنك والملاريا والشيكونغونيا، فضلا عن كورونا، لترتفع بذلك حصيلة الوفيات في المحافظة إلى 1026 حالة منذ مطلع الشهر الحالي.

وتعاني المحافظة من وضع كارثي منذ أواخر أبريل/نيسان الماضي، بالإضافة إلى انهيار المنظومة الصحية وإغلاق العديد من المستشفيات والمرافق الصحية العامة والخاصة.

في الوقت نفسه، أفاد شهود عيان في عدن بإصابة عشرات السكان بحالات اختناق، وتضرر عدد من المنازل والسيارات، جراء نشوب حريق في صهريج وقود داخل حي سكني بمديرية المنصورة.

وقال الشهود إن الصهريج الذي كان يحمل كميات كبيرة من النفط، انقلب في الشارع الرئيسي بالحي مما أدى إلى اشتعاله.

*بلطجة الانتقالي

في موازاة الجائحة والأوبئة التي تضرب بالعاصمة المؤقتة عدن، منعت مايعرف بـ”لجنة الإدارة الذاتية للجنوب” التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات رئيس مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني اللواء «سند جميل» في عدن، من نشر إحصائية الوفيات اليومية في المدينة.

وذكرت وسائل إعلام في العاصمة المؤقتة عدن، أنه جرى تهديد اللواء «سند جميل باستخدام القوة من قبل مليشيا الانتقالي الجنوبي، في حال استمراره في نشر حصيلة الوفيات اليومية الذين تصرف لهم تصاريح دفن من مصلحة الأحوال المدنية، والتي بلغت في أخر إحصائية 89 وفاة يوم الثلاثاء.

واعتبر مايعرف بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، أن نشر عدد الوفيات اليومية يقلق السكينة العامة ويحبط معنويات المقاتلين.

وفي أول رد من قبل رئيس مصلحة الأحوال والسجل المدني في عدن اللواء «سند جميل» عن التهديد الذي تلقاه من قبل مليشيا الانتقالي الجنوبي، بعدم نشر احصائيات الوفيات اليومية في عدن.

قال اللواء «جميل» إن عدم نشر إحصاء بحالات الوفاة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن يوم الاثنين، هو لأسباب فنية وترتيبات خرج بها اللقاء مع مسؤولين بوزارة الصحة ولجنة مكافحة وباء كورونا.

وأضاف في تصريح خاص لموقع «الموقع بوست» ألأخباري، أن الاجتماع كان إيجابياً وخرج بأن ترفع مصلحة الأحوال والسجل المدني إحصائيات الوفيات للجنة الطوارئ للعمل على النزول ومعرفة أسباب الوفيات من واقع عملها.

وأشار إلى أن الإحصاءات لن يتوقف نشرها ولكن سيتأخر موعد نشرها، نظراً لما يحتاجه عمل لجنة الطوارئ التي ستبحث في أسباب حالات الوفاة كلٍ على حده.

ولفت إلى أن الإحصاءات التي كانت تنشرها المصلحة بشكل يومي كانت بناءً على ما تصدره من تصاريح دفن تصرف بناءً على الخطابات المقدمة من أقسام الشرطة وكذا مراكز العزل والمستشفيات لكن دون معرفة أسباب تلك الوفيات.

*مناشدات حكومية

وفي وقت سابق من يوم الاثنين الماضي، طالبت الحكومة الشرعية، منظمة الصحة العالمية بإرسال خبراء إلى العاصمة المؤقتة عدن لتشخيص الوضع الوبائي الحاصل في المدينة نظراً لوجود كثير من الأوبئة والحميات التي انتشرت مؤخراً جراء الإمطار والسيول التي شهدتها عدن.

وقال وزير الصحة العامة والسكان الدكتور ناصر باعوم خلال مشاركته عبر شبكات الاتصال المرئي في اجتماع أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية أن الحكومة اليمنية تبذل كافة الجهود والإمكانات المتاحة لمجابهة وباء فيروس كورونا والأوبئة والفيروسات الأخرى.

ودعا باعوم المجتمع الدولي والمانحين والمنظمات الأممية والدولية إلى مساندة جهود الحكومة اليمنية في هذا المجال وحشد الدعم للبرامج الصحية في بلادنا.

وفي الاجتماع الذي عقد بمشاركة عدد من زعماء دول العالم والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس التزام الحكومة بتقديم كل الدعم والمساندة للمانحين والمنظمات الأممية والدولية للاستمرار في تنفيذ برامجها ومشاريعها في اليمن ومساندة جهود الحكومة اليمنية.

وأكد باعوم أن منظمة الصحة العالمية شريك رئيسي للحكومة اليمنية من خلال برامجها ومشاريعها التي يتم تنفيذها في كافة المحافظات اليمنية.. موضحاً أن كافة الجهود الرامية إلى دعم اليمن في مجابهة وباء كورونا والأوبئة محل تقدير وترحيب من الحكومة والشعب اليمني.

*معاناة العالقين

وفي سياق تطورات الأحداث بشأن الوفيات المتصاعد في العاصمة المؤقتة عدن، والأوبئة التي تضربها.

اعتذر مكتب الصحة في مطار عدن الدولي عن استقبال العالقين القادمين من الخارج، مؤكدا إن المطار يفتقر لأدوات الحماية والسلامة الشخصية وموظفيه دون مخصصات مالية منذ مدة.

جاء ذلك في بلاغ صحفي مدير مكتب الصحة في مطار عدن «احمد سعيد المفلحي» ووجهه إلى وزير الصحة والسكان ولجنة الطوارئ.

وبحسب بلاغ مدير مكتب الصحة في مطار عدن: «نحنا طاقم مكتب الصحة بمطار عدن الدولي نفيدكم بعدم إمكانية استقبال العالقين نظرا لعدم معرفتنا عن آليات العمل في استقبال العالقين وعدم صرف إي مستحقات للعاملين الصحيين في المطار».

وأضاف « المفلحي» :«سمعنا عن ملايين الريالات لمواجهة الوباء ولم نرى شيء منها لا من الوزارة أو مكتب الصحة عدن».

وأشار انه من الأول من فبراير إلى 17 مارس2020 ، استقبل المطار المسافرين وبعد إغلاق المطار استمروا في العمل في استقبال الطائرات العسكرية وطائرات المنظمات الدولية .

ولفت، إلى أنه حتى ألان لم توفر في المطار إي كاميرات حرارية ولا وسائل الوقاية الكافية لكل الجهات العاملة في المطار من البوابة حتى الطائرة في ظل إمكانيات شحيحة.

وقال المفلحي انه وبناء على مذاكر أعلاه ونيابة عن زملائه في الطاقم الصحي لمطار عدن الدولي فأنهم يعتذرون عن مباشرت العمل حتى توفر طلباتهم.

وكانت إنباء تحدثت عن إجراءات حكومية لتسهيل عودة العالقين اليمنيين في الخارج إلى بلدهم ، عبر مطار عدن.

*مخاوف شعبية

في ذات الاتجاه أعرب يمنيون عن مخاوفهم لما يحدث في مدينة عدن عقب تحولها لبؤرة موت نتيجة تفشي الأوبئة، واستمرار المعارك على تخوم المدينة الموبوءة عدن.

وطالب يمنيون، عبر وسم «أنقذوا عدن من الموت» على موقع تويتر، بسرعة انتشال المدينة من الوضع الكارثي الذي تعيشه ورفع الكفاءة الصحية لمواجهة جائحة كورونا المستجد وغيرها من الأوبئة.

واتهم يمنيون الإمارات بالعمل على تدمير المدينة ومينائها، قائلين إنها «تمد إيران وإسرائيل بالمساعدات الطبية وأجهزة التنفس بلا مقابل وبنفس الوقت تقوم بسحب محطات الكهرباء من عدن وترسل الدبابات والمدرعات ليقتتل أبناء الجنوب بينهم».

وناشد آخرون المنظمات الدولية بالتدخل لإنقاذ عدن ومساعدتها في مواجهة تلك الأوبئة وإعادة إعمار البنية التحتية في المدينة، خصوصا الطبية منها.

وتسجل عشرات الوفيات يوميا في مدينة عدن نتيجة لتفشي عدة أوبئة، ومنها فيروس كورونا المستجد، مع غياب شبه تام للقطاع الصحي، تزامنا مع اشتداد المعارك بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم إماراتيا.