"مستشفى الكويت".. بؤرة موبوءة يديرها الأمن القومي لمليشيا الحوثي

2020-05-21 13:23:43 أخبار اليوم/ تقرير خاص

 

 

ليس جديداً الحديث عن تكتم مليشيا الحوثي عن الإفصاح بالرقم الحقيقي لعدد المصابين بوباء كورونا في مناطق سيطرتها، خصوصا في العاصمة صنعاء التي اكتظت مستشفياتها الحكومية بالحالات المرضية، وسط انباء وتسريبات عن تصفية المرضى والحالات المشتبهة بتوجيهات مباشرة من قيادات مليشيا الحوثي.

 

حتى الآن ما تزال مليشيا الحوثي مصرة على عدم الإفصاح عن حجم الكارثة المتفشية في العاصمة صنعاء، حيث لم تعلن السلطات الحوثية في صنعاء سوى عن حالتين فقط، الأولى قالت إنها لوافد صومالي والثانية لمواطن وصل من مدينة عدن، وتوفي في مستشفى الكويت، بينما تؤكد كثير من المصادر الطبية إلى إصابات يومية بالمئات، وهي في تزايد مستمر.

 

المخابرات الحوثية تدير الازمة

في البدء، كانت مليشيا الحوثي أعلنت مستشفى الكويت (وسط صنعاء) ومستشفى زايد (شمال شرق العاصمة صنعاء) مكان للحجر الصحي قبل الإعلان عن أي إصابة، كما استقبلت المليشيا عدد من الأجهزة الطبية التي قدمتها منظمة الصحة العالمية وأودعتها في مستشفى الكويت، الذي أستقبل منذ بداية إبريل الماضي للحالات المرضية المصابة بوباء كورونا، دون الإعلان عن أي منها من قبل الحوثيين، قبل أن يتحول إلى محجر سيء السمعة بسبب تدخل الأجهزة الأمنية الحوثية في تصريف الأمور بالمستشفى بمقتضى توجه المليشيا في إدارة أزمة كورونا.

 

وكشفت مصادر طبية أن المستشفى أصبح حاليا يدار أمنيا من قبل جهاز الأمن القومي وبتوجيهات من المخابرات الحوثية أو يسمى بـ"الامن الوقائي" التابع للمليشيا، وهو ما جعل المستشفى يتحول ثكنة حوثية، أو بمعنى أدق إلى ما يمكن تسميته بـ"المحجر الأمني". حيث يتم التعامل مع المشتبهة بإصابة بالوباء كمتهم وليس كمريض، كما يقول بعض ذوي المرضى المحتجزين داخل المستشفى.

 

التعامل المروع لمليشيا الحوثي، وسيل التسريبات حول تصفية المليشيا للمرضى في المحاجر الصحية، ضاعف من هلع المواطنين وتكتمهم عن الإعلان عن الحالات المستجدة خوفا من تصفيتهم، كما حدث قبل أيام في مستشفى الكويت بصنعاء، بعد اقتحام مسلحين قلبيين من قبيلة "خولان" مستشفى الكويت، بعد أن رفضت إدارة المستشفى إطلاق أحد الحالات المشتبهة من أبناء خولان، ما اضطر قبيلته إلى تخليصه بالقوة خوفا من تصفيته، داخل المستشفى كما حدث لكثير من المرضى.

 

الطواقم الطبية.. ضحايا للعدوى

علمت "أخبار اليوم" من مصادر مطلعة، أن مستشفى الكويت بالعاصمة صنعاء، أصبح غير قادر على استقبال مزيد من الحالات المرضية، بعد تضاعف عدد الحالات التي يتم إحضارها إلى المستشفى من الحالات المصابة والحالات الحاملة للاعراض، في الوقت الذي يعاني فيه المستشفى من نقص حاد في التجهيزات اللازمة لاستيعاب العدد الكبير من المرضى الذين يتم إحضارهم يوميا من المصابين بوباء كورونا.

 

الجديد وسط هذه الدوامة الرهيبة هو إصابة عدد من الطواقم الطبية بعدوى الوباء في مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء، الذين يعملون وسط ظروف ناقلة للعدوى دون وجود ما يكفي من وسائل الوقاية، حيث تم الإعلان مؤخرا عن وفاة أربعة أطباء في صنعاء من الطواقم الطبية العاملة في علاج الحالات المصابة، بعد أن انتقلت إليهم العدوى من المرضى.

 

وناشد أطباء وعاملون في مستشفى الكويت، عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، السلطات الحوثية، بإعادة النظر في وضع المستشفى الذي أصبح عليه حاليا مع اكتظاظ المرضى، مؤكدين أنهم أنهم يمرون بأيام عصيبة جراء استقبال اصابات حرجة للغاية بفيرس كورونا في العناية المركزة.

 

وطالبوا برفد المستشفى بالمستلزمات والادوية الأساسية ليتمكنوا من إنقاذ المصابين بالوباء القاتل الذي تنكره ميليشيات الحوثي، مع أن الحالات المؤكدة تجاوزت القدرة الاستيعابية للمستشفى.

 

وبالرغم الظروف الخطيرة التي تعمل فيها الطواقم الطبية بالمستشفى، تواصل مليشيا الحوثي انتهاكاتها بحق الأطباء والممرضين الذين تجبرهم على العمل وسط هذه الظروف، وتصادر جوالاتهم وتمنعهم من التواصل مع ذويهم لضمان حالة التكتم التي انتهجتها المليشيا منذ بدء أزمة الوباء.

  

يموتون في المنازل

معظم الضحايا الذين يسقطون يوميا في صنعاء، ومناطق سيطرة الحوثيين، لا يموتون في المستشفيات، إنما يموتون في منازلهم، بسبب التحفظ والامتناع عن الذهاب إلى المستشفيات، خوفا من نقلهم إلى المحاجر الموت الحوثية، مثل مستشفى الكويت ومستشفى زايد بالعاصمة صنعاء على سبيل المثال، حيث أكدت مصادر محلية لـ"أخبار اليوم" أن هناك عشرات الحالات يموتون يوميا في أكثر أحياء العاصمة صنعاء، في منازلهم، بعيدا عن المستشفيات التي تحولت إلى مختبرات حوثية لتصفية المرضى. 

 

وقال مصدر خاص لـ"أخبار اليوم" إن أسرة كاملة في حي الصافية جنوب العاصمة صنعاء، توفت بسبب الوباء، بينما منعهم الحوثيون من الادلاء بأي تصريح لأي وسيلة إعلامية، والتكتم على الأمر حتى بعد عيد الفطر.

 

في الاثناء، أصدرت مليشيا الحوثي مساء الثلاثاء، توجيهات بإغلاق معظم احياء العاصمة صنعاء، كما قامت بفرض حظر على فتح محلات الملابس من الساعة السادسة مساءً إلى الساعة السادسة صباحا، بعد أن وصلت حالات الإصابات إلى الحد الذي لا يصعب احتواؤه، كما فرضت حظر تجوال في عدد من أحياء العاصمة صنعاء، بعد سقوط وفيات متأثرة بالوباء.

       

.

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد