دعا زعيم قبلي في محافظة البيضاء وسط اليمن، الأربعاء، أبناء القبائل إلى «الاحتشاد وتشكيل سرايا للدفاع» عن منطقته «ردمان»، من مليشيا الحوثي، في الوقت التي أعلنت فيه الجماعة الانقلابية حربها على القبائل والمنطقة بالصواريخ والقذائف المدفعية.

وكان الشيخ القبلي «ياسر العوضي» عضو البرلمان اليمني، واللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام (حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح)، قد دعاء قبائل البيضاء إلى الاحتشاد وتشكيل سرايا للدفاع عن منطقة «ردمان» ضد جماعة الحوثي الانقلابية.

جاء ذلك في تغريد على حسابه الشخصي على تويتر للشيخ «العوضي»، ، أكد فيها استهداف مليشيا الحوثي الانقلابي بالصواريخ والقذائف لمنطقة ردمان في ظل وجود دور للوساطة ومشايخ المحافظة.
 
ودعا العوضي، كل أبناء محافظات البيضاء ومأرب وشبوة إلى الاجتماع بمنطقة ردمان لاتخاذ قرار إزاء تصعيد «الحوثي»، مؤكدا في الوقت ذاته أن قبيلته «لا تسعى إلا للسلام وحقن الدماء بكرامة وشرف».

وأضاف «يعلم الله ما نسعى إلا للسلام وحقن الدماء بكرامة وشرف وبعد استهداف الشعف لردمان بقذايف صاروخية في ظل وجود دور للوساطة ومشايخ البيضاء، فإني أدعو آل عواض من الجريبات إلى المرية وأصحابنا مستنير وآل الثابتي للاحتشاد فوراً، وتشكيل سرايا محور ردمان الدفاعية وفق الخطة السابقة للدفاع عن ردمان».
 
وتابع العوضي : بعد مرور شهر ونصف من قضية العار وقتل الشهيدة جهاد ورفض تسليم الجناة للعدالة وماهو معروض حالياً من الوساطه فإني أدعو كل أبناء البيضاء ومارب وشبوه وكل القبائل التي تواصلت إيجابياً إلى الاجتماع حال وصولها هذا البلاغ خلال اليوم بردمان.
واستدرك : أدعو الجميع لفزعة قبليه خالصة لاتخاذ القرار الذي يروه حال وصولهم اليوم إلى ردمان ومن تأخر وفا ومن حضر كفا ومن وصله البلاغ اخبر ذي وصله النابي، ولا نامت أعين الجبناء، ولله الامر من قبل ومن بعد.

يذكر أن العواضي هو الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي شكل مع الحوثيين تحالفاً لعدة سنوات منذ ما قبل إسقاط العاصمة صنعاء وتنفيذ الانقلاب ضد الحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي.

ويعد مجرد الاعتداء البسيط على النساء في العرف القبلي في اليمن مثلبة كبيرة قد تشعل مواجهات مسلحة ما لم يتم معالجة مثل هذه الحوادث وفق الأعراف القبلية السائدة.

وفي وقت سابق أعطى العواضي الحوثيين مهلة لحل القضية ومحاكمة الجناة قبل أن تتدخل وساطات الفترة الماضية، لكن وبعد مرور نحو شهر ونصف يبدو أن تلك الوساطة لم تصل لنتيجة.
 
ولفت المصادر، إلى أن الوضع «مرشح للتصعيد والانفجار في ظل حشد الطرفين (أبناء القبيلة والحوثيين) للمقاتلين والتعزيزات العسكرية».

حشود حوثية
وفي ذات الاتجاه أكدت مصادر قبلية في محافظة البيضاء، قيام الميليشيات الحوثية الانقلابية، باستقدام حشود ضخمة من مقاتليها إلى محيط مديرية ردمان المتاخمة لمحافظة مأرب من جهة الشمال، وهو ما يرجح - بحسب المصادر - أن الجماعة اتخذت قرارا بمهاجمة قبائل آل عواض

وأفادت المصادر بأن الجماعة استقدمت تعزيزات ضخمة تضم عربات عسكرية ومدرعات إلى المناطق المحاذية لـ«آل عواض» في مديرية السوادية المجاورة لمديرية آل ردمان وبخاصة في مناطق «آل الطاهري ووادي ابن مسعد وجبحان الحماطة».

* إعلان حرب
في المقابل أعلنت جماعة الحوثي، مساء اليوم الأربعاء، حربها قبائل البيضاء وعلى الزعيم القبلي ياسر العواضي، ردا على دعواته للقبائل في المحافظة للاحتشاد وتشكيل سرايا للدفاع عن منطقة «ردمان» ضد الجماعة المدعومة إيرانيا.

وشن المتحدث العسكري باسم المليشيا هجوماً لاذعاً على الشيخ ياسر العوضي الذي دعا لنكف قبلي قبل نحو شهرين واستجابة له قبال من مناطق متفرقة في اليمن..

وبحسب المتحدث العسكري باسم الجماعة الانقلابية، «يحيى سريع» -في سلسلة تغريدات على تويتر- فأن ما حدث يوم الأربعاء، في مديرية ردمان منطقة آل عواض بالبيضاء هو اعتداء واضح وسافر على مسلحي جماعته والمواطنين.

وقال سريع إن ياسر العواضي الذي وصفه بـ»المرتزق» قام بالاعتداء على المواطنين ومسلحي جماعته بمساندة من قبل التحالف العربي بكل أنواع الدعم المالي واللوجستي، وهي التهم التي توجهها جماعة الحوثي لكل المناوئين لها.

وأشار سريع إلى تسلم العواضي معدات عسكرية ودعما ماليا من قيادة التحالف، مؤكدا سعيه «لتفجير الوضع في المنطقة دون أي مبرر غير الانسياق مع دول العدوان وتنفيذ أجندتها بعد أن استلم مساعدات عسكرية ومالية».

ودعا المتحدث العسكري باسم الحوثيين قبائل البيضاء ومديرية ردمان وعقال آل عواض للوقوف إلى جانب جماعته ضد من وصفهم بقطاع الطرق و»أدوات العدوان».

* وساطات فاشلة
في موازة ذلك يبذل مشايخ قبليون جهودا في إنهاء الأزمة بين قبائل البيضاء، والمليشيا الحوثية الانقلابية، عبر التحكيم القبلي (صلح) منذ نهاية أبريل/ نيسان الماضي، على إثر مقتل امرأة تدعى «جهاد الأصبحي» بعد اقتحام منزلها عنوة، قرية «أصبح» في مديرية الطفة.

وكانت وساطة عمانية نجحت قبل ثلاثة أسابيع في إرجاء المواجهة بين الجماعة الحوثية ورجال القبائل الذين احتشدوا بالمئات إلى منطقة آل عواض تلبية لدعوة الزعيم القبلي العواضي للاستنفار لإرغام الجماعة على تسليم قتلة الأصبحي وطرد المشرفين الحوثيين المنتمين إلى محافظة صعدة (شمال) حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

ومنذ التهدئة العمانية بعثت الجماعة الحوثية الانقلابية، أكثر من وساطة قبلية شارك فيها زعماء قبليون خاضعون لها من صنعاء وذمار والبيضاء في مسعى للتوصل إلى تسوية مع قبائل البيضاء لتمتص غضبهم دون أن تقوم بتسليم قتلة المرأة أو سحب مشرفيها من المحافظة.

* كمين محكم 
إلى ذلك أفادت مصادر قبلي في محافظة البيضاء، أن المليشيا الحوثية الانقلابية، قصفت في وقت سابق الأربعاء، منطقة درمان بالصواريخ، دون سقوط ضحايا.

وعقب ذلك، بحسب المصادر، «تمكنت القبائل من إسقاط طائرتين مفخختين أطلقتهما جماعة الحوثي»، مشيرا إلى أنهما «حاولتا استهداف مدرسة الشيخ أحمد سالم العواضي بمديرية ردمان».

المصادر قالت أن المليشيا الانقلابية شنت هجوم واسع على رجال القبائل في البيضاء.
وإشارات أن رجال القبائل تمكنوا من تنفيذ كمين محكم ضد مليشيا الحوثي، خلف قتلى وجرحى وأسرى.
ولفتت، أن القبائل تمكنوا من قتل وجرح عدد من مسلحي المليشيا وأسر آخرين في الاشتباكات التي اندلعت مع المليشيا بين مديريتي ردمان والسوادية.
وأشارت المصادر إلى أن القبائل استولوا على خمسة أطقم مع الذخيرة تابعة للمليشيا.