الطوابير.. صورة يومية من المعاناة يشكلها الحوثي في حياة اليمنيين

2020-06-20 09:03:13 أخبار اليوم/ متابعات

 

 

منذ انقلاب الحوثي في سبتمبر 2014، واليمنيون يقضون الساعات الطوال داخل طوابير لا تنتهي إما للحصول على دبة ماء أو اسطوانة غاز، أو جالون بترول، أو حوالة نقدية من الخارج، بعد أن صارت حوالات المغتربين هي مصدر الدخل الرئيسي للكثير من العائلات بسبب انقطاع الرواتب وتفشي البطالة وتوقف عجلة الإقتصاد في مناطق سيطرة الميليشيات.

 

 حقبة مشؤومةيقول علوان "منذ بداية هذه الحقبة المشؤومة وحياتنا عبارة عن مجموعة من الطوابير كما رأيت بعينك، لا ننتهي من طابور إلا الى طابور آخر حتى على قرص الخبز والدواء".

 

 ويضيف ساخراً: "صرنا نقضي في الطوابير وقتاً أكثر مما نقضيه في بيوتنا".ويلفت نظر السائر في طرقات وشوارع "صنعاء" الكم الهائل من الطوابير بالذات أمام مضخات المياه وسيارات الغاز ونقاط توزيع المساعدات الغذائية، وغالباً ماتحوي هذه الطوابير كبار السن والأطفال والنساء، وهو ما يشكل خطراً حقيقياً على حياتهم بسبب فيروس "كورونا" المنتشر في المدينة.

  

 الحاج "علي عبدالله" 62 عاماً، يقف بصعوبة أمام أحد طوابير الغاز، وكلما تحرك الطابور يقوم بتحريك اسطواناته الفارغة للأمام مما يشكل عبئاً عليه، ولم يشفع له سنه المتقدم أو صحته التي لاتبدو على مايرام، عند ما يسمى بـ"عاقل الحارة "المحسوب على الحوثة، لتقديم دوره في الطابور.

 

يقول الحاج : "الآن نعطيهم الاسطوانات الفارغة ومبلغ التعبئة ويكتبوا اسمائنا عليها وغداً أو بعد غد تعود الاسطوانات المعبئة، وليس هناك من يذهب لاستلامها وتسليمها غيري لأن أحد اولادي يعمل سائق تكسي والآخر مغترب، ولذلك انا مضطر لتحمل هذا العبئ الثقيل في سبيل اسطوانة غاز، وفوق هذا ياليتها تعود معبأة جيدا بل احياناً لا تمتلئ إلا الى الربع".

  

ويقول المواطن "محمد نايف" 31 عام "لم نعرف من هذه الجماعة إلا الجوع والخوف والنهب والطوابير، وطبعاً اذا قلت هذا الكلام فسأكون في نظرهم عميل وخائن ومرتزق واصلاحي وداعشي، وأنا والله العظيم لست انتمي لاحد".

 

ويمسك محمد اسطوانة الغاز الفارغة بيده استعداداً لأخذ دوره في "الطابور" مردفاً بالقول: "هذه الأيام حتى لو جاءك الفرج وتوفاك الله فسيضطر اهلك للوقوف في طابور من اجل اخراج تصريح بدفنك، وبعدها سيقفون في طابور آخر لحجز القبر، وهكذا الى ان يهيلوا عليك التراب وترتاح انت، ويذهبوا هم لاستئناف حياة الطوابير هذه حتى يلحقهم الله بك".

 

طوابير مفتعلة

قد تبدو قصة "طوابير الدفن" وكأنها جملة قيلت على سبيل السخرية من قبل المواطن محمد نايف، ولكنها ليست كذلك على الإطلاق، بل هي ظاهرة حقيقة تشهدها صنعاء بكثرة هذه الأيام مع ازدياد اعداد الوفيات حيث ادى ازدحام المقابر الى ارتفاع سعر القبر لحوالي سبعين الف ريال، وفرضت الميليشيات قراراً على حراس القبور بمنع استقبال اي جثة لمتوفي إلا بتصريح من ما يسمى "وزارة الصحة" التابعة لهم، وبذلك يكون على أهل المتوفي الوقوف في طوابير لاستخراج "تصاريح" أو لحجز القبر.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد