عقلاء طالبوا بإبقاء الوضع على حاله واللجوء إلى القضاء .. احتجاجات لمئات المواطنين على خلفية بيع الحكومة أرضاً جوار مقبرة لسفارة واشنطن بصنعاء

2009-10-28 03:35:09


أخبار اليوم/خاص

كانت "أخبار اليوم" السباقة في كشف مساعي سفارة الولايات المتحدة الأميركية بصنعاء للقيام ببناء ما تدعيه وحدة سكنية أو مجمع سكني لمن سمتهم الدبلوماسيين والموظفين الأميركان مع أسرهم، حين تقدمت بطلب إلى أمانة العاصمة وبعد ذلك إلى وزارة الخارجية مطلع شهر مارس من العام الحالي 2009م حينها أبدت الجهات المعنية رفضها في الظاهر المبدئي لهذا الطلب ليتفاجئ الجميع مؤخراً بأنه قد تم بيع أرض للسفارة.

المبلغ الذي دفعته سفارة واشنطن بصنعاء لمن تدبروا عملية أو "قصة" تحرير الأرض من الوقف وبيع بنك الإنشاء والتعمير الأرض لصالح وزارة التعليم الفني والتدريب المهني لتقوم الأخيرة مع وزارة الأوقاف ببيع مساحة كبيرة من هذه الأرض وعدد من المباني التي كان يفترض أنها ملاحق للمعهد التقني الذي قامت السعودية ببنائه كمنحة منها وقبضت الجهات المعنية ثمن هذه الأرض الذي يتجاوز بحسب المعلومات الأولية ثلاثة مليار ريال يمني أي (17) مليون دولار أميركي.

أمن وأشغال الأمانة وأطقم ومدرعة المركزي ومواجهة المواطنين

يوم أمس الثلاثاء وعند الساعة العاشرة صباحاً أثناء احتشاد العشرات من الشباب والشيوخ والأطفال احتجاجاً ومنعاً لأي محاولة هدم لسور المقبرة جاعلين من أجسادهم النحيلة دروعاً بشرية أمام جرافات الأشغال وأطقم ومدرعة الأمن المركزي. . وعند أول محاولة لهدم السور هرع المواطنون المحتجون وبأيديهم الحجارة بالتصدي لتلك المحاولة. . ليتدخل أفراد الأمن المركزي المتواجدين في موقع الحدث ويطلقون القنابل المسيلة للدموع صوب المحتشدين لتفريقهم والاشتباك بالأيدي والعصي وأعقاب البنادق مع عددٍ من المواطنين مما أدى إلى إصابة ستة أشخاص واعتقال خمسة آخرين.

إصرار المواطنين ووقوف أعضاء محلي المديرية وعدد من الشخصيات البارزة في المديرية إلى جوار المحتجين أفشل المحاولة الأولى لهدم سور مقبرة الرحمة رغم حضور أمين جمعان الأمين العام لمحلي العاصمة والعميد الزماني وعدد من القيادات الأمنية بالمديرية وإصرار هذه الشخصيات على تسليم الأرض للسفارة باعتبار أن عملية البيع والشراء قد تمت مع الجهات المعنية وأصبحت الأرض مملوكة للسفارة الأميركية وهو من حيث الشكل القانوني مكتمل الأركان كما أن مسؤولي المجلس المحلي بالأمانة يؤكدون أن هذه الأرض لم يتم إسقاطها كجزء من المقبرة يطالب بها أبناء المديرية. . يصبح الحال بين تجاذب مطالب المواطنين المشروعة للأرض كمصلحة عامة وبين تملك السفارة الأميركية للأرض بصورة قانونية تفرض على الجهات المختصة التقيد به وتمكين السفارة من أرضها غير أن التجاذب الذي قد بدأ يفرض نفسه يدفع نحو الخروج على المسار الحضاري في الاعتراف والتعبير عنه ليواجه أيضاً برد فعل غير متعقل من الجهات المختصة وأمام هذا كله يرى بعضاً من العقلاء إبقاء الحال على ما هو عليه واللجوء إلى القضاء ليكون فيصل بين إرادة المواطنين الواقفة وراء المصلحة العامة وبين تملك السفارة الأميركية لهذه الأرض عن طريق البيع وليكون للقضاء حق تقدير المصلحة الأمثل والكلمة الفيصل تجاه المصلحة العامة الذي يطالب بها المواطنين لتوسعة مقبرة الرحمة أو المصلحة الأميركية التي تطالب بها سفارتها بصنعاء لتوسيع قدراتها الاستخباراتية السفارة الأميركية وبناء مجمع سكني لدبلوماسييها حسب إدعاء السفارة ووقوفهم ضد المصلحة العامة لأبناء المديرية وتوسعة المقبرة الأمر الذي يؤكد أن ثمة ضغوط أميركية في القضية.

الأميركان يرقبون الوضع عن كثب

حضور عدد من موظفي سفارة واشنطن بصنعاء ظهر يوم أمس إلى موقع الحادثة وبقائهم في الجانب الشرقي وعلى بعد عشرات الأمتار من موقع سور المقبرة حتى الساعة الخامسة من مساء أمس أمر يعزز وجود الضغوط الأميركية في القضية وعزم وإصرار الجانب الأميركي على تنفيذ مخططهم ومشروعهم الذي تدعي السفارة أنه سيكون مجمعاً سكنياً.

عند صلاة العصر حانت ساعة الهدم

في الساعة الثالثة من عصر يوم أمس تم إحضار عربة مدرعة فرودة بخرطوم مياه تابعة لقوات الأمن المركزي وعند إنصراف عدد من المحتجين لصلاة العصر استغلت جرافات أشغال الأمانة ومدرعة وأطقم الأمن المركزي قلة المحتجين لتتوجه صوب سور المقبرة لتهديمه رغم تواجد عشرات المواطنين فوق وجوار السور إلاَّ أن قذف المدرعة لسائل أحمر على المحتشدين جوار السور سهل مهمة الهدم للجرافة التي لقيت مقاومة بالحجارة وتمكنت من هدم ثلاثة أجزاء من السور وانصرفت نتيجة غضب ومقاومة المواطنين المتواجدين. . وبعد ذلك انصرفت الجرافة وعدد من أطقم الحملة.

المصلحة العامة وعدالة مطالبة المواطنين سيدة الموقف

إيمان المواطنون بعدالة مطلبهم وحاجتهم لتوسعة المقبرة خاصة وأنه لم يعد ثمة مكان شاغر للموتى من ساكنين الأحياء المجاورة للمقبرة وفق مساحتها السابقة قبل توسعتها وكذا معرفتهم بعد ذلك بأن الأرض ستذهب لصالح السفارة الأمريكية ، أمر جعل لسان حال المواطنين المصلحة العامة للمواطنين اليمنيين يجب أن يتم مراعاتها وجعلها الأولى والمقدمة فوق أي مصالح أخرى عوضاً عن أن من سينتفع بهذه الأرض هي السفارة الأمريكية.

الهدف الحقيقي من شراء السفارة لهذه المساحة

كنا قد أشرنا سلفاً إلى أن السفارة الأمريكية قد تقدمت بطلب إلى الجهات المعنية في الحكومة اليمنية أبدت فيه رغبتها ببناء مجمع سكني لدبلوماسيها وأسرهم العاملين في السفارة ببناء مجمع سكني لدبلوماسييها وأسرهم العاملين في السفارة كما تدعي ولكن الحقيقة والمعلومات التي كشفت عنها تقارير غربية أكدت أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمنية قد أقرت مع مطلع العام الحالي 2009م خطة أمنية تضمنت العديد من النقاط منها ضرورة إنشاء مكتب إقليمي للمخابرات المركزية الأميركية في جنوب الجزيرة العربية يتولى هذا المكتب تنفيذ ومتابعة المهام الاستخباراتية الأمريكية في دول منطقة جنوب الجزيرة. . ويكون من ضمن مهام هذا المكتب إدارة العمليات الاستخباراتية في خليج عدن أيضاً، سيما وأن هذه الخطة أقرت من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية بعد أن سمحت الأساطيل الأجنبية بتنامي وتفاقم عمليات القرصنة في المياه الإقليمية الدولية وبالقرب من خليج عدن، رغم احتشاد تلك السفن التجارية إلا أن ما حدث هو العكس "حماية القراصنة والقرصنة" بحسب تقرير كندي حديث الصدور.

إعادة بناء السور وإنشاء خيمة الصمود

المعلومات الواردة من موقع الحدث بمقبرة الرحمة في مديرية شعوب حتى مساء أمس أكدت أن المواطنين المتضررين من هدم سور المقبرة قاموا بعد انصراف الحملة الأمنية بإعادة بناء السور وإنشاء خيمة "الصمود" كتعبير عن رفضهم لمحاولة التهام مصلحة يمنية عامة لصالح أميركا وسفارتها بصنعاء.

مطالب المحتشدين المتضررين

هذا وكان المواطنون المحتشدون طالبوا من العقلاء في أمانة العاصمة والحكومة بأن يقفوا في صف المواطنين اليمنيين والمصلحة العامة والخروج عن صمتهم وتوجيه النصح للأشخاص والمسؤولين الذين يحاولون أن يتقربوا من الأميركان بأي صورة ولو على حساب مصالح أبناء جلدتهم خاصة وأن بعضهم تم انتخابهم من قبل هؤلاء المواطنين ليصبحوا في مناصبهم ولم ينتخبهم موظفو سفارة واشنطن.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد