اختطاف النساء الحلقة (12)

2020-07-06 08:11:19 أخبار اليوم/ متابعة خاصة

 

لم يكن المختطف هو الضحية الوحيد لجريمة الإختطاف والإعتقال والإخفاء القسري، بل امتدت أيدي الخاطفين الى أسرهم وذويــهم حيث يرافق الأختطاف والإعتقال اقتحام لمنازل الضحايا ومحاصرته بآليات عسكرية كثيرة، وأعداد من المسلحين كبيرة، وإرهاب عائالتهم.

ومع مداهماتهم لمنازل الضحايا قاموا بالعبث بمحتوياتها، وسلب مافيها من مقتنيات ثمينة، وأوراق شخصية ووثائق ملكية، وكثيرا ما اقتحموا منازل الضحايا في أوقات الليل المتأخرة، وأفزعوا الأطفال مما سبب لهم اضطرابات نفسية.

حلقة اليوم تتحدث عن عدم تمييز الخاطفين بين الرجال والنساء والأطفال حيث حدث أن قامت مليشيات الحوثي بإختطاف النساء ، في هذه الحلقة من التقرير السنوي لرابطة أمهات المختطفين نستعرض التفاصيل الخاصة بإختطاف النساء وتعامل الخاطفين مع أسر الضحايا من المختطفين.

يباشر المسلحون الضحايا وأسرهم خاصة النساء منهن بالضرب والإعتداء الجسدي واللفظي حتى وصل الأمر ذروته الجنائية فقاموا بالتصفية الجسدية لأفراد من ذوي الضحية وإعدامهم، أو احتجاز حريتهم واتخاذهم رهائن لإجبار الضحايا على تسليم أنفسهم أو لإجبارهم على قول ما يملى عليهم وما يطلبه منهم المحققون.

• رصدت الرابطة حالات اختطاف وإخفاء لنساء من قبل جماعة الحوثي ووثقت عددا من تلك الحالات :

خالدة محمد أحمد الأصبحي
تاريــــخ الميلاد : 25/9/1967
تاريــــخ الإختطاف: 25 شعبان 1439هـ الموافق 11/5/2018
ذهبت الضحية بتاريــــخ 11/5/2018 الساعة السادسة مساء لإستلام حوالة مقدارها ”15000“ (خمسة عشر ألف ريال يمني ) مرسلة لها من ابنها أحمد وبرفقتها حفيدها محمد ماهر لتذهب به إلى المستشفى بعد استلامها للحوالة واتصل بها والده في الساعة الثامنة مساء فأخبرته أنها في طريق العودة إلى البيت هي وحفيدها محمد، ومرت ساعة كاملة فأعاد ابنها الإتصال بها ليطمئن عليها ولكن هاتفها كان مغلقا وكذلك هاتف السائق الذي يوصلها فاتصل برقم العمليات ”199“ في وزارة الداخلية لسؤالهم إن كان هناك بلاغ لحادث مروري بلغهم فردوا بالنفي.

وفي الساعة الثانية عشرة (منتصف الليل) اتصل أحدهم من هاتف الضحية لإبنها ماهر وطلب منه أن يأتي لإستلام ابنه وحدد له مكانا للقائه (جوار الجامعة ب البريطانية) فسأله ماهر عن والدته فرد عليه: (ليس الآن وقت والدتك ) ثم قال بلهجة تهديد: هل تريد ابنك أم لا ؟ فقال له ماهر سآتي الآن لآخذ ابني ، والتقى بالخاطفين بالقرب من محطة راجح وكانوا يستقلون سيارة نوع كامري موديل 2006 لونها أزرق فاتح، وبدون رقم وعلى متنها اثنين من المسلحين أحدهما ملثم، فأخذ ابنه وسأل أحد المسلحين : من أنت؟ وأين أمي؟ فقال له: اسم توفيق وأمك لدينا نحقق معها. استنكر ماهر ذلك وقال لهم: ماذافعلت أمي؟ إنها امرأة كبيرة في السن ومريضة!! فأخبره الرجل المسلح بأنهم سيحققون معها وإذا تأكدوا من براءتها فسيتصلون به ليأتي لأخذها.

سألهم ابنها للمرة الثانية: أين أمي؟ وفي أي قسم شرطة هي؟ سأتي معكم لرؤيتها لأطمئن عليها. قالوا له قم بإيصال ابنك إلى البيت وتعال معنا فقال لهم:

سآتي معكم أنا وابني فرفضوا بدعوى لديهم أوامر بإيصال الصغير إلى البيت فحاول الإتصال بابنه الأكبر ليأتي كي يصطحب أخاه إلى البيت ولكن سيارة الخاطفين انطلقت بعيدا، فقام ابنها بالإتصال بـ 199. وحدثهم بالذي جرى فقال له أحد العناصر الأمنية من وزارة الداخلية: هؤلاء (يقصد الخاطفين) أمن سياسي أو أمن قومي .
ونصحوا ابن الضحية بتقديم بلاغ للشرطة في الصباح ، ثم اتصل به توفيق (الرجل الذي أعاد لي ابنه)، وقال: ”أنا تحدثت مع الفندم، وقال لي أن أعود لإصطحابك إليه.“ فأعاد الإتصال
بالعمليات وأخبرهم بما طلبه منه توفيق، فحذروه من الذهاب إليهم بمفرده وقالوا له: ”أخبرهم أن يأتوا إليك عبر قسم الشرطة“ .

وفي صباح اليوم التالي ذهب ابن الضحية إلى قسم شرطة بيت بوس وقدم بلاغا باختطاف والدته، وتم أخذ أقواله من قبل الضابط.

وبعد يومين اتصلت الضحية من رقم غريب، وسألت ابنها ماهر عن ابنه محمد الذي كان بصحبتها ”هل عاد إلى البيت؟“، فأجابها أنه عاد، وسألها عن مكانها فأجابت بأنها محبوسة في مكان لا تعرفه، وطلبت منه أن يأخذ الحقائب التي تحتوي على البصائر (وثائق ملكية) عند الجيران.

وفي اليوم التالي جاء توفيق وهو يلبس ثيابا ً مدنية ومعه مسلحون بثياب عسكرية (بزي الحرس الجمهوري القديم ) وبصحبتهم امرأة، وطلبوا تفتيش البيت، وعرضوا على أسرة الضحية ورقة رسمية من النيابة بتفتيش البيت، وكان مسجلاً فيها أن جهة الضبط هي الأمن السياسي والتهمة: التخابر مع جهة أجنبية.

وبعد دخولهم للتفتيش أخذوا كيسا فيه أوراق، فسألهم ابنها: ”أين أمي؟ أريد أن أطمئن عليها.“ فقالوا له: ”أمك بخير دعنا نكمل التحقيق معها وسنتواصل معكم، وإذا قمت بالمتابعة بعدها سنحبسك، ولن تخرج أبدا
ً.“ فتوسل إليهم بأن أمه مريضة وتحتاج عملية، وعرض عليهم التقارير الطبية التي تفيد ذلك، فقالوا له: ”لا تقلق لدينا طبيب.“ وغادروا المنزل.

ذهب أحد أبنائها إلى الأمن السياسي للبحث عنها، فأخبره المشرفون الأمنيون أنه لا يوجد أحد بهذا الأسم لديهم .
وفي تاريــــخ 30/5/2018 جاء عدد من المسلحين الى منزل الضحية وكانوا طقمين من العساكر وباص هيس، وأخذوا ابنها ماهر من البيت، وضربوه، ثم اقتادوه معصوب العينين الى سجن يسمى: سجن الشجرة، وهو عبارة عن فيلا مع حوش وبدروم في منطقة دارسلم.

تعرض ابن الضحية للضرب والتعليق بسلسلة، وسأله توفيق: ”أين الحقائب التي قمت بإخراجها؟“ فأنكر ماهر ذلك. فتم إجبار الضحية على أن تطلب من ابنها إعطائهم الحقائب. فأخبرهم ماهر أنها مع ابنة خالة أمه. فقال له توفيق: ”أنا أعرف ذلك لأن تلفونك مراقب.“

بعد 15 يوما من الحبس الإنفرادي لأبن الضحية فوجئ بإحضار ابنة خالة أمه، وزوجته وابنه محمد إلى مقر السجن الذي يحتجز فيه وأمه. ووضعوا زوجته عنده. وقالوا له: ”سنأخذ ابنة خالة أمك لتعطينا الحقائب، فإن كانت وثائق ملكية للأراضي كما تزعمون فستخرجون من هنا. وإن كان غير ذلك فلن تخرجا من هذا السجن.“، وبعد أن تأكدوا من أن الأوراق هي مجرد وثائق ملكية أخذوه وزوجته وابنة خالة أمه بي معصوبي الأعين وأدخلوهم على الفندم، فقال لهم مخاطباً ابن الضحية: ”أناسأخرجك من هنا، ولكنك لو ذهبت لتراجع على أمك، أو تبحث عن وساطة لإخراجها فسأحبسك ولن ترى الشمس مرة ثانية.“ فطلب منهم إخراج أمه وإحضار وثائق الملكية، فرفض الفندم وقال له: ”سيطول بقاء أمك هنا، والوثائق محفوظة لدينا.“ ثم أخرجوه وهو معصوب العينين هو وزوجته وولده، وأعادوهم إلى منزلهم في بيت بوس.

يذكر ابن الضحية أنه حاول توسيط عدد من الشخصيات لكنهم لم يفلحوا بالإفراج عن والدته بل تعرض بعضهم للتهديد بالإعتقال.

ولا تزال الضحية بحسب اقوال ذويــها مختطفة حتى اليوم لا يصلهم منها سوى اتصالات بين الحين والآخر لطلب المال وفي إحدى المرات اتصلت بابنها ماجد المقيم في السعودية وأخبرته أنه تم نقل جميع النساء من ذلك السجن ولم يتبق سوى الضحية وسيدة أخرى..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد