من أبشع الجرائم تلك التي تمارس ضد المعتقلين وعديمي الحرية هو التعذيب إذ يقدم منتهكو حقوق الإنسان على تعذيب أفراد لإنتزاع اعترافات من المعتقلين في جريمة تصنف ضد الإنسانية فقد توفي أكثر من عشرين مختطفاً تحت التعذيب جميعهم كانوا مخفيين قسراً ومعظمهم يقبعون في أماكن احتجاز سرية وغير معروفة وتم التواصل مع بعض الأسر وإبلاغهم بوفاة مختطفهم في حين رفضت بعض جهات الإنتهاك تسليم الجثة بعد إخبار الأسرة بوفاة المختطف تحت التعذيب

نستعرض هنا الحلقة الخامسة عشر من التقرير السنوي لرابطة أمهات المختطفين والتي تشرح حالات التعذيب التي تمارسها جهات الإختطاف دون مراعاة لحقوق الإنسان والقوانين العالمية للمعتقلين والمختطفين والمخفيين قسراً ، حيث مارست جماعة الحوثي أبشع أنواع التعذيب للمختطفين لديها.

تنص المادة (47) من الدستور: لا يجوز القبض على أي شخص أوتفتيشه أوحجزه إلا في حالة التلبس أو بأمر توجيه ضرورة التحقيق وصيانة الأمن يصدره القاضي أو النيابة العامة وفقا لأحكام القانون، كما لا يجوز مراقبة أي شخص أو التحري عنه إلا وفقا للقانون وكل انسان تقيد حريته بأي قيد يجب ان تصان كرامته ويحظر التعذيب جسديا أو نفسيا أو معنويا، ويحظر القسر على الإعتراف أثناء التحقيقات وللإنسان الذي تقيد حريته الحق في الإمتناع عن الإدلاء بأية أقوال إلا بحضور محاميه، ويحظر حبس أو حجز أي انسان بغير الأماكن الخاضعة لقانون تنظيم السجون ويحرم التعذيب والمعاملة غير الإنسانية عند القبض أو أثناء فترة الإحتجاز أو السجن.

كما ينص قانون الإجراءات الجزائية رقم 13 للعام 1994 المادة (6) : يحظر تعذيب المتهم أو معاملته بطريقة غير إنسانية أو ايذاؤه بدنيا أو معنويا لقسره على الإعتراف وكل قول يثبت انه صدر من أحد المتهمين أو الشهود تحت وطأة شيء مما ذكر يهدر ولا يعول عليه.

وفي قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء أو ما باتت تعرف بقواعد نيلسون مانديلا :
القاعدة 1 (يعامل كل السجناء الإحترام الواجب لكرامتهم وقيمتهم المتأصلة كبشر ، ولا يجوز إخضاع أي سجين للتعذيب أو المعاملة القاسية أو اللا إنسانية أوالمهينة وتوفر لجميع السجناء حماية من ذلك كله، ولا يجوز التذرع بأي ظروف باعتبارها مسوغا له) .

ينص قانون تنظيم السجون رقم (48) لسنة 1991 مادة (23) : يجب على إدارة السجن أن تهتم بمراعاة الصحة العامة داخل السجن وتتولى علاج السجناء وتوفير الرعاية الصحية والوقائية لهم وتعيين أطباء متخصصين بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة.

مادة (24): تعتبر إرشادات وملاحظات الأطباء في الجوانب الصحية والوقائية والعلاجية والغذائية للمسجونين ملزمة التنفيذ لإدارة السجن، وإذا تعذر تنفيذها بسبب عدم توفير الإمكانيات وجب إحالتها فورا الى الوزير للإحاطة بها والتوجيه بصددها.

وحسب قواعد مانديلا المشار إليها آنفا تنص القاعدة 24/2 ( ينبغي أن تنظم الخدمات الصحية من خلال علاقة وثيقة بالإدارة العامة للصحة العمومية وبطريقة تضمن استمرارية العلاج والرعاية بما في ذلك فيما يخص فيروس نقص المناعة البشرية والسل والأمراض المعدية الأخرى ).

لقد وثقت رابطة أمهات المختطفين ، ”283“ حالة تعرضت للتعذيب الجسدي لدى جماعة الحوثي ، كما وثقت ”19“ حالة لدى الحكومة الشرعية لإنتزاع اعترافات أو لإجبار الضحايا على قول أو التوقيع على ما يملى عليهم.

كما وثقت رابطة امهات المختطفين “704“ حالة لدى جماعة الحوثي و ”97“ لدى الحكومة الشرعية تعرضت للضرب وسوء المعاملة.

كما تلقت رابطة أمهات المختطفين بلاغات بخصوص الحرمان من الرعاية الطبية كان منها ”174“ حالة لدى جماعة الحوثي ، ”12“ حالة لدى الحكومة الشرعية .

▪ التعذيب النفيس والجسدي
يتعرض المدنيون المختطفون والمعتقلون للتعذيب وسوء المعاملة منذ لحظات الإختطاف الأولى، حيث تمارس جماعة الحوثي والتشكيلات العسكرية والأمنية بعدن والأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الشرعية التعذيب الجسدي، والتعذيب النفسي؛ لإجبار المختطفين والمعتقلين على قول ما يملى عليهم والتوقيع على أوراق فارغة يتم ملؤها بالإتهامات من قبل جهات الإختطاف.

وتقوم إدارات السجون وأماكن الإحتجاز بممارسة الضرب وسوء المعاملة كوسيلة لإمتهان كرامة المختطف وإذلاله مما يؤثر بشكل كبير على نفسيته أثناء فترة الإختطاف وما بعدها، ولإسكاته عن المطالبة بحقوقه الطبيعية من تحسين وجبات الطعام وتوفبر المياه الصالحة للشرب والمطالبة بفحص طبي وتوفير الدواء، أوكعقوبة لإعتراضه على إجراءات السجن غير القانونية واللا إنسانية.

فمن أساليب التعذيب الجسدي، وسوء المعاملة التي يتعرض لها المختطفون وخاصة في فترة الإخفاء القسري، ولا تخلو حياة المختطفين في السجون وأماكن الإحتجاز من تكرارها بعدد مرات التحقيق سواء في بداية الإختطاف أو بعد ذلك بشهور، والتي تم رصدها في العام 2019 :
• احتجازهم في أماكن معرضة للقصف.
• التحرش الجنسي.
• الضرب الشديد بالسياط والأسلاك الكهربائية أو الأدوات الغليظة.
• الصعق بالكهرباء.
• نزع أظافر اليدين والرجلين.
• التعليق من اليدين لأيام وليالٍ .
• الكي بالنار في اماكن متفرقة من الجسم.
• المنع من الطعام والشراب والنوم لفترات طويلة.
• تعرية المختطفين أمام بعضهم البعض.
• منعهم من دورات المياه.
• حرمانهم من التعرض للشمس من (12-4) شهر.
• التجويــع بتقديم وجبات غير كافية، وتقليص وجباتهم إلى وجبة واحدة فقط وغير كافية.

 وأما أساليب التعذيب النفسي :
• السجن الإنفرادي.
•التشهير بالضحايا في وسائل الإعلام التابعة لجهات الإختطاف والإعتقال.
• اختطاف أبناء الضحية كوسيلة للضغط عليهم.
• تهديدهم بالاعتداء الجنسي على نسائهم.
• إهانة المختطف أمام أسرته أثناء الزيارة.
• تهديد الضحية بالقتل وإيهامه بالأعدام.
• إيهام الضحية بالإفراج عنه من خلال قرارات عفو كاذبة، واستعدادات مزيفة.
وقد نتج عن التعذيب وسوء المعاملة أضرار صحية ونفسية كبيرة، وإصابات بعاهات مستديمة تلازم المختطف مدى الحياة، وثقت رابطة أمهات المختطفين لدى جماعة الحوثي ”8 ”حالات أصيبت بالشلل، و“10 ”حالات أصيبت باضطراب نفسي وعقلي، و“7 ”حالات
أصيبت بجلطات، و“3 ”حالات أصيبت بضعف البصر ، و“7 ”حالات بمرض الكلى، و“3”
حالات أصيبت بضعف السمع.
ُولم تنج النساء من التعذيب النفسي والجسدي حيث وثقت رابطة أمهات المختطفين تعرض ”5 ”نساء للتعذيب الجسدي وتتحفظ عائلات هؤلاء النساء عن الحديث في ذلك خوفا من نظرة المجتمع.