تعز تحترق.. مظاهرات وتمرد عسكري ومواجهات أخر الأوراق الإماراتية لإرباك المشهد في مدينة التربة

2020-07-19 09:48:40 أخبار اليوم/ متابعة خاصة

 



تعيش محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، حالة من التوتر السياسي والعسكري، على خلفية تمرد عسكري، ومظاهرات رافضة لقرارات رئاسية قضت بتعيين قائد جديد للواء 35 مدرع، في الريف الجنوبي من المحافظة.


وشهدت مدينة التربة بمحافظة «تعز»، صباح السبت مظاهرة رافضة لقرار الرئيس هادي تعيين العميد عبدالرحمن الشمساني قائداً للواء 35 مدرع خلفاً للعميد عدنان الحمادي، عقبها مواجها عسكرية عنيفة في مرتفعات منطقة الحجرية، بين منتسبي قوات الجيش الوطني التابعة لمحور تعز ومجاميع بعضها يتبع اللواء 35 مدرع، وآخرين يتهمون بأنهم من أنصار العميد طارق صالح المدعوم من الإمارات.


وتيرة الأحداث في مدينة التربة المتسارعة جنوب تعز جاءت عقب دعوات للتظاهر من قبل بعض الأحزاب اليسارية في تعز، وبعض قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح الإمارات) الموالي للإمارات بقيادة العميد «طارق صالح»، لمسيرة رافضة لقرار هادي بتعيين قائد جديد للواء 35 مدرع.


وفي المظاهرة التي دعت لها تلك الأحزاب في تعز وشارك فيها أنصار طارق صالح رفع المشاركون لافتات فيها عبارات رافضة لما وصفوها بـ»التحشيدات العسكرية والصراعات البينية بين الوحدات العسكرية» في ريف الحجرية جنوب محافظة تعز.


وقال المتظاهرون إنهم متمسكون بمؤسسات الدولة، وطالبوا رئيس الجمهورية بسرعة التوجيه بإزالة الاستحداثات العسكرية في مسرح عمليات اللواء ٣٥ مدرع في (صبران والبيرين والراهش) التي تشرف عليها قيادة محور تعز.


وطالب بيان المسيرة المناهض لقرار تعين قائد جديد للواء 35 مدرع، الرئاسة والحكومة الشرعية، بـ»التحقيق مع كافة القيادات العسكرية والأمنية المتورطة بإنشاء مراكز تدريب للميليشيات خارج إطار الجيش ولا تتبع مؤسسات الدولة، وتوالي أجندات خارجية معادية للشرعية». حسب اليبان.


تأزيم للوضع
في موازاة ذلك تتهم مصادر حكومية يمنية دولة الإمارات وحليفها في الساحل الغربي العميد «طارق صالح» إلى تأزيم الوضع في الريف الجنوبي لتعز، حيث حظيت المساعي الأخيرة بدعم وتمويل من أبوظبي، لاسيما الدعوة لمسيرة رافضة لقرار هادي الأخير.


وفي وقت سابق كشف مصدر حكومي لموقع «عربي21»، أن الإمارات تمهد من لتنفيذ خطتها في السيطرة على مديرية الحجرية عبر وكيل جهاز الأمن القومي عمار صالح (شقيق طارق صالح).


وبحسب المصدر، فإن الجهود الإماراتية في الريف الجنوبي من تعز حظيت بدعم من قبل مسؤولين رفيعي المستوى في السلطة الشرعية، مؤكدا أن رئيس مجلس النواب سلطان البركاني أبدى معارضة لقرار تعيين القائد الجديد لمعسكر 35.

وأشار إلى أن البركاني يتحرك بإيعاز من الإمارات لإيجاد موطئ قدم للجناح الذي يقوده في حزب المؤتمر في مديرية الحجرية، التي يسعى الإماراتيون للسيطرة عليها لتأمين هيمنتهم على مدينة المخا الاستراتيجية.

ووفقا للمصدر الحكومي، فإن رئيس مجلس النواب، وهو قيادي بارز في حزب المؤتمر، يدور في فلك الإماراتيين، ويخوض صراعا مع مستشار الرئيس هادي رشاد العليمي، وهو قيادي بارز بالحزب ذاته.

وذكر المصدر أن هذه الخطوة جاءت بعد أيام من إصدار بيان ما يسمى بـ»حراس الجمهورية»، يدعو أفراد وضباط اللواء 35 إلى رفض قرار تعيين الشمساني والتمرد عليه.

ويوضح المصدر أن الوضع متوتر في الريف الجنوبي لمحافظة تعز، لافتا إلى أن هناك أيضا انقساما في اللواء 35، حيث أيد العسكريون القدامى قرار تعيين «الشمساني» قائدا له، والتقوا به الأسبوع الفائت.

أما الذين تم تجنيدهم وضمهم للواء وهم خليط من المطلوبين وبعض المحسوبين على المشايخ والوجاهات وكتائب أبو العباس والمدعومين من طارق صالح والإمارات، أعلنوا رفضهم للقرار، ويسعون لتفجير الوضع عسكريا.

حضور ضعيف
إلى ذلك تدول ناشطون من مدينة تعز على منصات التواصل الاجتماعي، صور وفيديوهات للمظاهرات الذي دعى إليها الحزب الناصري وحزب المؤتمر جناح الإمارات، والتي شارك فيها بعض الجنود المحسوبين على العميد «طارق صالح»، بحسب الناشطين.

وتظهر تلك الصور والمقاطع المصور الحضور الشعبي الضعيف للمظاهرة في مدينة التربة، والتي خرجت للاحتجاج على قرار الرئيس هادي تعيين العميد عبدالرحمن الشمساني قائداً للواء 35 مدرع خلفاً للعميد عدنان الحمادي.

ووفقا للناشطون، فقد فشلت الإمارات في تجيش الشارع التعزي ضد الحكومة الشرعية، من خلال الخروج الضعيف للمظاهرة رغم الحشد الكبير من الحزب الناصري ومشاركة قوات طارق صالح، وضخ أموال هائلة للتحشيد لها.

وأشار الناشطون، أن أبناء مدينة التربة بتعز وجهوا صفعة قوية لمليشيات الإمارات وأكدوا أنهم يقفوا في صف الشرعية وقياداتها.

من جانبه نشر الصحفي في تعز محمد مهيوب صوراً لمظاهرة السبت، وعلق عليها بقوله : “مسيرة قيمتها أكثر من مليون درهم إماراتي، مسيرة الفلوس المليونية في التربة الداعمة للمشروع الإماراتي في تعز”.


وأضاف: “المنظمين للمسيرة قرطوا الملايين وسوف يعودون للبيوت مريشيين والجوع والعطش للمساكين الذين زادوا عليهم، إما الحجربة فتعرف أعدائها جيدا ولن تقبل دعوات الفوضى والتمرد، التي دعى لها الحزب الناصري وعيال الإمارات والدنق وحشدت لها الإمارات وطارق من الساحل ومن خارج التربة”.

وأضاف محمد مهيوب: “هي الحجرية وان أرادوا المسيرات فانتظروها في مسيرات قادمة تهز الأرض ، مع ألدوله وضد كل مشاريع التمزيق والارتهان والعمالة”.

مواجهات عسكرية
في خضم هذه التطورات المتسارعة جنوب تعز، شهد الريف الجنوبي للمحافظة، السبت، حالة من التوتر عقب مواجهات عسكرية شهدتها مرتفعات في الحجرية بين منتسبي وحدات تابعة لقيادة محور تعز العسكري التابع للجيش الوطني، ومجاميع بعضها يتبع اللواء 35 مدرع وآخرين يتهمون بأنهم من أنصار العميد طارق صالح المدعوم من الإمارات، الذي تتهمه أطراف حكومية وعسكرية في تعز بمحاولة توسيع مناطق سيطرته إلى الريف الجنوبي لتعز، بغرض استكمال فرض الطوق على المدينة وتحجيم حركة قوات الجيش الوطني التابع للحكومة الشرعية.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة العسكرية و مسلحون موالون للإمارات في مدينة التربة جنوبي غرب محافظة تعز، بعد مهاجمة منزل قائد مقاومة الحجرية، العقيد عبده نعمان الزريقي بحسب مصادر عسكرية.

وبحسب المصادر، فأن مسلحين موالين لدولة الإمارات ـ كانوا مشاركين في المسيرة ـ استهدفوا عصر السبت، منزل العقيد الزريقي بوابل من الرصاص، قبل أن تتصدى لهم حراسة المنزل لتندلع مواجهات بالأسلحة الخفيفة.

وأوضحت المصادر، أن المواجهات أسفرت عن مقتل أحد المهاجمين ويدعى «حبيب الذبحاني»، نجل القيادي المتمرد باللواء 35 مدرع وليد الذبحاني، بالإضافة إلى مقتل جندي من حراسة المنزل وأصيب آخرين، مشيرا إلى أن من بين الجرحى نجل الشيخ المتحوث عبدالرقيب الصلوي، احد المتهمين بتسليم مديرية الصلو بتعز لميشيا الحوثي الانقلابية عام 2017م.

وإشارات إلى أن حراسة القيادي في مقاومة تعز العقيد عبده نعمان الزريقي، تمكنت من دحر المهاجمين إلى نقطة ذبحان.

المصادر لفتت إلى أن مليشيا «طارق صالح» التي قدمت إلى مدينة التربة مركز مديرية الشمايتين من الساحل الغربي لتفجير الوضع في مدينة التربة بالتزامن مع المظاهرة، تمركزت في جبل بيحان، وأقدمت على قصف منزل قائد مقاومة الحجرية العقيد الزريقي، وقوات الشرطة العسكرية المتواجدة في المدينة
 
وأوضحت أن قصف مليشيا طارق صالح، طال مستشفى خليفة العام، المستشفى الوحيد في المدينة والذي يقدم خدماته لعشرات الآلاف من السكان.

ونوهت، إلى أن المليشيات القادمة من الساحل الغربي تضم عناصر تابعة لكتائب أبي العباس بقيادة نائب الكتائب المدعو «عادل العزي» المتورط باغتيال أكثر من 300 جندي من أفراد الجيش والأمن في تعز.


تحذيرات شعبية وحزبية
وفي ذات الاتجاه وقبل خروج المظاهرات الرافضة لقرار تعين قائد جديد للواء 35 مدرع، حذر مشايخ وأعيان مدينة الحجرية بتعز في بيان لهم، يوم الجمعة، من افتعال أي مبررات تقود للعنف ومحاولة تمرير للمشروع اﻹماراتي في محافظة تعز.

وحمل البيان قيادة التنظيم الناصري بمحافظة تعز المسؤولية الكاملة لما قد يحدث من انقسام في المحافظة.

وقال البيان إن التحشيد العسكري بالحجرية تحت مسميات تضليلية منها الدعوة لمسيرات تأييد اللواء 35 مدرع بمديريتي الشمايتين والمواسط يأتي كردة فعل للقرار الجمهوري بتعيين الشمساني قائدا للواء 35 مدرع.

وأشار البيان إلى وجود مؤامرة تهدف إلى تمزيق اللواء 35 مدرع كأول لواء عسكري في اليمن أعلن موقفه الوطني ضد الانقلاب الحوثي منذ البداية بقيادة اللواء عدنان الحمادي.

وحذر من مخطط إماراتي يستهدف تعز ويسعى لضم اللواء 35 مدرع إلى ما يسمى بحراس الجمهورية بهدف فصل مناطق الحجرية عن محافظة تعز.
 

في المقابل دان حزب التجمع اليمني للإصلاح في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز اليوم السبت الأحداث المؤسفة في مدينة التربة.

وحمل إصلاح المديرية الجهات المعنية مسؤولية ما يجري، حيث سوفت وتقاعست الجهات الرسمية المعنية بإخراج الجيش من التربة وإعادتها إلى مواقعها في الجبهات.

ودعا الإصلاح المحافظ والقيادات العسكرية والأمنية إلى تحمل مسؤوليتها وفرض الأمن في مدينة التربة، وذلك لن يتأتى إلا بإخراج كافة المعسكرات من المدينة، وأي تشكيلات أخرى.

من جانبه ناشد الحزب الاشتراكي اليمني بتعز مختلف أطراف الصراع في التربة للوقف الفوري لإطلاق النار وضبط النفس، وتحثهم على تجنب استهداف المدنيين والأعيان المدنية.

وقال الحزب في بيان له أنه من المؤسف أن تصل الأمور إلى هذا الحد الذي لطالما حذرنا منه لما له من تبعات خطيرة على تعز وسكانها.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد