كشفت مصادر إعلامية يمنية نقلاً عن مصادر مطلعة، الأحد، عن تعثر مشاورات الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا والتي ترعاها المملكة العربية السعودية في إطار تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الطرفين في نوفمبر 2019.
جاء ذلك في تقرير لموقع «الموقع بوست» ألأخباري، حمل عنوان «الحراك يحذر وحضرموت تنتفض.. هل تتعثر المشاورات بين الحكومة والانتقالي»؟.
بحسب التقرير فأن مصادر الموقع ألأخباري أشارت، إلى أن الخلاف الذي أدى إلى تعثر المحادثات بسبب تعنت الانتقالي وإصراره على أحقيته بالحصول على الوزارات المخصصة للمحافظات الجنوبية وإقصاء بقية المكونات الجنوبية وإصرار الرئيس هادي على منحه أربع وزارات من إجمالي 12 وزارة.
وأضاف التقرير أن تعنت وإصرار مايعرف بالانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً على احتكار تمثيل المحافظات الجنوبية، أثار حفيظة السلطة المحلية والمكونات الاجتماعية والسياسية في محافظة حضرموت، من أبرزها حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع الذي استنكر محاولات إقصاء أبناء المحافظة ومكوناتها من المشاركة في الحكومة القادمة والمشاورات التي تجري في الرياض.
 ولفت إلى أن عدد من قيادات الانتقالي شنت هجوما حادا على مكونات حضرموت، ودعا الانتقالي أنصاره للاحشاد في فعالية جماهيرية في مدينة المكلا اليوم السبت.
وفي وقت سابق صعدت شخصيات حضرمية اعتراضاً على تهميش حضرموت مما يجري في الرياض، وبعد أيام استقبلت الرياض وفداً حضرمياً يمثل أبرز مكوناتها، لإشراكهم في التشاور، إضافة إلى أنّ شبوة والمهرة وأبين، بشكل أساسي، لا يحضر فيهما الانتقالي مؤخرا.
في المقابل، سارع الانتقالي، الى الإعلان عن مسيرة في المكلا دعماً لما اسموه بـ «للإدارة الذاتية»، وحشد لها على مدى أسبوع.
وأحتشد الآلاف، من انصار الانتقالي يوم السبت الماضي، وتفرّغ بعدها قادة الانتقالي للتصريحات، لتأكيد إيصال الرسالة، «نحن هناك في حضرموت أيضا».
الحراك يحذر
في موازاة سياسية الاقصاء التي تمارسها قيادات مايعرف بالانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.
وبالعودة إلى تقرير» الموقع بوست»، حذرت فصائل الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن من إضفاء أي شرعية للانتقالي في مشاورات الرياض الجارية والسماح له باحتكار تمثيل المحافظات الجنوبية.
وقالت في بيان لها يوم الجمعة الماضية، إن السماح للانتقالي باحتكار تمثيل الجنوب يؤسس لصراع جنوبي مستمر ودائم وسيفتح الباب على مصراعيه لتدخل إقليمي ودولي، ويفتح المجال لسباق التسليح والعنف.
تعقيدات
تقرير الموقع استدل في طرح مصادرة بتتعثر المشاورات بين الحكومة الشرعية ومايعرف بالانتقالي.
يرى الكاتب الصحفي اليمني صلاح السقلدي، إن المشاورات الجارية في الرياض تواجه تعقيدات وصعوبات كبيرة.
 وأرجع السقلدي السبب في ذلك إلى التراكمات الهائلة التي تكدست بين الحكومة والمجلس الانتقالي طيلة السنوات الماضية، إضافة الى فقدان حالة الثقة بين الطرفين.
وأوضح أن العراقيل لا تعني استحالة التوصل إلى حل «فقد نرى مفاجأة»، على حد قوله.
تفخيخ المستقبل
في المقابل يقول البرلماني اليمني شوقي القاضي: «يجب أن تصدق السعودية في مسألة حل الخلاف بين الحكومة والانتقالي وتصدق مع ‎اليمن والشرعية قولاً وعملاً».
وأضاف القاضي أن نجاح المشاورات يعتمد على صدق السعودية.
وأكد القاضي في تغريدة له على تويتر، أن الإمارات لن تستطيع التحرك وفرض مليشياتها في حال صدقت السعودية مع الحكومة.
وحمل القاضي السعودية مسؤولية إخفاق المشاورات وتمزق الحكومة الشرعية.
من جانبه، يرى المحلل العسكري اليمني يحيى أبو حاتم -في تغريدة له على تويتر- ضرورة سحب القوات العسكرية للانتقالي إلى خارج عدن كشرط لنجاح اتفاق الرياض.
ويعتقد أبو حاتم أن نقطة الحل تكمن في سحب القوات العسكرية إلى خارج عدن وتسليم الأسلحة الثقيلة التي بيد المليشيات وتسليم مقرات الدولة وإعادة الأموال المنهوبة ودمج المليشيات ضمن الجيش الوطني، ثم لتأتي خطوة تشكيل حكومة جديدة.
وأكد أبو حاتم أن ما سوى ذلك إنما هو تفخيخ للمستقبل فقط.