مليشيا مدعومة إماراتيا تقمع مسيرة سلمية حاشدة في تعز

2020-07-26 08:13:15 أخبار اليوم/ متابعة خاصة


قمعت قوات مدعومة إماراتيا، ومتمردين في اللواء 35، السبت، مسيرة حاشدة في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، ما أدى إلى سقوط جرحى.


وبحسب مصادر محلية في تعز فإن متمردين في اللواء 35 مدرع بقيادة فؤاد الشدادي وعادل الحمادي وعبدالكريم السامعي قاموا بقمع مسيرة سلمية دعت لها رابطة أسر الشهداء والجرحى والمقاومة الشعبية وتكتل دعم الشرعية وأنصار التحرير.


وخرج آلاف المتظاهرين من مناطق متفرقة في تعز، احتشدوا في مديرية المواسط جنوب شرقي المحافظة، دعما لقرار الرئيس عبد ربه منصور هادي تعيين قائد لأحد ألوية الجيش.


وأفادت المصادر بسقوط عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين، بعد أن اطلق المتمردين من اللواء 35 مدرع ومليشيات طارق صالح المدعومة من قبل الإمارات، الرصاص الحي على المتظاهرين لمنعهم من الوصول إلى مقر قيادة اللواء.


 وأسفر عن سقوط 11 جريحا من المتظاهرين تتنوع حالاتهم بين المتوسطة والخفيفة.
المصادر أشارت إلى أن المتمردين منعوا الآلاف من المتظاهرين من مديرية المعافر من الوصول إلى منطقة العين بمديرية المواسط وأطلقوا النيران على المتظاهرين مما أسفر عن إصابة سبعة متظاهرين.


يشار إلى أن التظاهرة الجماهيرية السلمية خرجت، صباح السبت، من مديريات الشمايتين والمعافر والمسراخ، وكان مقرر تجمعها، أمام مقر اللواء 35 مدرع في منطقة العين مركز مديرية المواسط دعما للشرعية وتأييداً لقرار الرئيس هادي بتعيين العميد عبدالرحمن الشمساني قائداً للواء 35 مدرع ورفضاً للتحشيد المليشياوي في ريف الحجرية وللمطالبة باستكمال تحرير محافظة تعز.


مطالب المتظاهرين
في المقابل طالبت المظاهرات التي تمكنت من الوصول إلى منطقة العين بتوحيد كافة الجهود الرسمية والشعبية، ورص الصفوف نحو تحقيق الهدف الأصلي للمعركة وإعادة التركيز عليه كهدف وجودي يتمثل بإسقاط مشروع الإمامة الحوثية المرتهنة للمشروع الإيراني، وبما ينهي معاناة أبناء تعز كليا وتستكمل بذلك السلطة المحلية بسط سيطرة الدولة على كامل تراب المحافظة.


كما طالبت بعودة ميناء المخا ليقوم بدوره التاريخي كنافذة لتعز وبوابة لإقليم الجند ومنفذا مهما من منافذ اليمن البحرية عبر التاريخ، وكجزء هام ومهم من محافظة تعز.


جاء ذلك في البيان الختامي للمتظاهرين، أوضحوا فيه إنه لا يمكن أن تستقيم حياة أبناء تعز في ظل استمرار ميناء المخا خارج قبضة السلطة المحلية في محافظة تعز.


البيان طالب ايضا بسرعة إخراج كافة المعسكرات من مدينة التربة إلى مواقعها في الجبهات، وتفويت الفرصة على المتربصين بالحجرية وبالوطن من ذوي الذهنيات القروية والجهوية والسلالية، وإحلال قوات الأمن لممارسة مهامها في حفظ الأمن في المدينة.


وجدد المتظاهرون الدعم والتأييد لكافة الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية أفرادا وصف ضباط وضباطا وقيادات، والذين كان لهم شرف الدفاع ومايزال عن المحافظة والتصدي لمليشيات إيران.


وطالب المتظاهرون الحكومة الشرعية والتحالف بدعم الجيش الوطني بشكل كامل بما يمكن الجيش من إنجاز التحرير الشامل لمحافظة تعز.


البيان حث الأحزاب السياسية على المساهمة بحشد المجتمع لإسناد ومساندة الجيش الوطني وأجهزة الأمن، كما دعاهم إلى ضبط سلوكهم المدني في إطار مهامهم السياسية الخالصة، وعدم التدخل في شؤون الجيش وإبعاده عن التسييس والمحاصصة باعتباره مؤسسة وطنية محايدة.


وحمل الحكومة الشرعية المسؤولية الكاملة في تأمين رواتب الجيش الوطني والأمن وبصورة منتظمة، وبما يعزز من فاعلية عناصره وأداءهم لأدوارهم في حراسة المدينة والدفاع عنها، بالإضافة إلى الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى، وبذل الجهود لمعالجة الجرحى وتبني همومهم و قضاياهم.


هذا وطالب البيان السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة «نبيل شمسان» وقيادة المحور ومدير عام الشرطة، تفعيل أداء دور اللجنة الأمنية بما يرسخ الأمن والاستقرار وينشر السلام في كافة مناطق المحافظة وداعيا الحكومة إلى دعمها وبما يمكنها من أداء مهامها الدفاعية والأمنية.


وأكد المتظاهرون دعمهم الكامل لقرارات رئيس الجمهورية ومنها قراره بتعين العميد عبد الرحمن الشمساني قائدا للواء 35 مدرع، معتبرين ذلك قرارا صائبا واختيارا موفقا وحكيما والذي جاء خلفا للعميد عدنان الحمادي واللذين مثلا وجهان لعملة وطنية واحدة ورفقاء درب التحرير واستعادة الدولة.


 واشار المتظاهرون في البيان إلى أن اللواء 35 مدرع هو أحد أعمدة الجيش الوطني في تعز، حيث كان وما يزال قلعة للذود عن المدينة وحصنًا يرفض التجاوب مع كل المشاريع الصغيرة، مؤكدين أن اللواء ملك للشعب وليس تركة للتقاسم أو مسرحًا لتحقيق الأطماع الشخصية أو المحاصصة الحزبية.


وطالب المتظاهرون بكشف نتائج التحقيق في اغتيال العميد عدنان الحمادي، وتقديم المتهمين للعدالة ووقف العبث بالقضية وتسييسها، وإيقاف أصحاب المشاريع الضيقة للكف عن الاستثمار في قضيته أو احتكار الحديث عنها.


وفي 10 يوليو/ تموز الجاري، عين الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» العميد «عبد الرحمن الشمساني» قائدا للواء 35 مدرع، خلفا لقائده السابق عدنان الحمادي، والذي اغتيل في كانون الأول/ ديسمبر 2019.
ومنذ صدور قرار تعيين الشمساني قائدا للواء، يقود عسكريون تدعمهم الإمارات تمردا في تعز، ويرفضون تسليم مواقع عسكرية منها مقر قيادة اللواء.


ويتهم عسكريون يمنيون الإمارات بالسعي إلى إسقاط مناطق جنوب تعز في يد قوات موالية لها، على غرار ما فعلته غربا، بتمكين قوات طارق صالح من مدينة المخا (المنفذ البحري لتعز).


حشود مرعبة
في موازاة ذلك حيت اللجنة المنظمة لمسيرة التكتلات المدنية بمديريتي المعافر والمواسط غرب تعز، بحرارة عالية الحشود الغفيرة لأبناء وسكان المديريتين التي لبت الدعوة إلى التظاهر والاحتشاد دعما للشرعية ومؤسسات الدولة بمحافظة تعز.


وقال البلاغ الصحفي الصادر من اللجنة المنظمة: «إننا نقف بإجلال أمام الهبة الشعبية العظيمة، واللوحة الجبارة التي صنعتها حشود المواطنين في الحجرية التي أثبتت ومازالت تثبت أنها السياج المنيع لمحافظة تعز، والمشروع الوطني الكبير، العابر للانتماءات الضيقة، والمشاريع الصغيرة والقروية التي تحاول عبثا استعارة اسم الحجرية لتسويق ذواتها الصغيرة والأنانية بشكل مفضوح، وخفة تفتقر للحس السليم وحقائق المنطق والتاريخ.


وأضافت اللجنة، إن مشهد الرعب من المسيرة، والذي بدأ من لحظة الدعوة إليها، وصولا لاستخدام ما يفترض أنه سلاح الدولة في مواجهة المتظاهرين، واللجوء إلى العنف المفرط من خلال فتح النيران بكثافة ناحية الحشود، يؤكد الطبيعة الهمجية لتلك المجاميع المتمردة ويعرّي بشكل لا يحتمل اللبس ذهنية القمع والاستئصال لدى الجهات التي تحرضها وتقف وراءها مهما استعارت من عناوين أو شعارات مغايرة.


اللجنة في بلاغها شجبت بشدة السلوك الوحشي في قمع الحشود السلمية، من قبل متمردين اللواء 35 مدرع، مشيرة إلى أن ذلك يذكر بعقود الاستبداد والقمع، التي طواها الشعب اليمني قبل أعوام طويلة.


ودعت اللجنة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ إلى فتح تحقيق عاجل بشأن الاعتداءات الهمجية على المتظاهرين واطلاق الرصاص الحي ناحيتهم ما أدى لسقوط عدد من الجرحى.


كما دعت إلى سرعة محاسبة المحرضين على المسيرة، من قيادات في السلطة المحلية وأخرى حزبية، وفي مقدمتهم مدير عام مديرية المواسط «أمين شرف» الذي حول مكتبه إلى مطبخ لإصدار البيانات والبرقيات التي تفوح منها رائحة الحزبية، والكيد والتحريض، حسب وصف اللجنة المنظمة.


وأشارت إلى أن ان اللجنة المنظمة لمسيرة التكتلات المدنية في الوقت الذي ترحب فيه باستلام قائد اللواء 35 مدرع لمهامه، والذي جاء كثمرة لنضالات أبناء الحجرية، فإنها تجدد التأكيد على المضي في النضال السلمي حتى تحقيق كامل اهداف المسيرة السلمية وفي صدارتها الانهاء الكامل للتمرد على قرارات الدولة ورئيس الجمهورية، وإخراج كل المعسكرات وكافة المسلحين من مدينة التربة؟
ظاهرة خطيرة
إلى ذلك دانت الأحزاب السياسية في محافظة تعز جريمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين السبت في المحافظة.
وقالت الأحزاب في بيان صادر عنها «إن مثل تلك الاعتداءات ظاهرة خطيرة وغير مسبوقة في تعز التي تميزت بحرية التعبير والوسائل السلمية كحق مكتسب لنضال أبناء تعز وفي المقدمة أبناء مديريات الحجرية».
وطالبت الأحزاب المحافظ نبيل شمسان بسرعة التحقيق في حادثة الاعتداء على المسيرة ومحاسبة من قاموا بهذه الجريمة.
وأشارت الأحزاب إلى أن هذه الجريمة اعتداءً على كافة أبناء مديريات الحجرية وتعز وانتهاكاً صارخاً للقانون وصورة من صور البلطجة التي يجب أن يأخذ مرتكبوها عقابهم حماية للحقوق وانتصاراً لإرادة الجماهير التي مارست حقها الدستوري.


وباركت الأحزاب قيام محافظ المحافظة بالإشراف على عملية استلام وتسليم قيادة اللواء 35 مدرع العميد الركن عبد الرحمن الشمساني خلفاً للشهيد القائد عدنان الحمادي.
ودعت الجميع لتجنيب الجيش وألويته العسكرية المناكفات السياسية والصراعات الداخلية ليتفرغوا لمهمة مواجهة الانقلاب واستكمال التحرير.


وأكدت الأحزاب على ضرورة استكمال تنفيذ القرارات القاضية بإخراج كافة ألوية الجيش من مدينة التربة إلى الجبهات وإحلال قوات الأمن العام وأجهزته محلها لحفظ الأمن وتحقيق السكينة في المدينة.










الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد