لا تزال لغة التهديد المتبادلة بين غزة وتل أبيب على حالها في ظل استمرار التوتر، الذي يعمل الوسطاء على إنهائه خشية من الوصول إلى مواجهة عسكرية، وذلك باستعداد السفير القطري محمد العمادي، للبدء بمحادثات جديدة مع الطرفين، فيما تشتد آثار الحصار المفروض على السكان، والتي حولت حياتهم إلى جحيم، بسبب قلة إمدادات الكهرباء والماء.

وفجر أمس الثلاثاء شنت طائرات الاحتلال عدة غارات على أهداف متفرقة للمقاومة تقع إلى الجنوب من قطاع غزة، حيث استهدف أرضا قرب مطار غزة المدمر، شرق مدينة رفح، كما استهدفت نقطة رصد للمقاومة شمالي شرقي المدينة، فأحدثت أضرارا مادية دون وقوع إصابات.

وأكد حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس أن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة بالرغم من حالة الطوارئ التي يعيشها القطاع لمواجهة جائحة “كورونا”، “يعكس السلوك الهمجي للعدو الصهيوني، ويؤكد انعدام القيم الإنسانية لدى هذا الاحتلال الهمجي”، وأضاف: “هذا العدوان المتمثل بالقصف هو امتداد لعدوان الحصار وإجراءات الإغلاق المشدد المفروضة على قطاع غزة”، مؤكدا أن كل هذه الضغوطات “لن توقف نضال شعبنا المشروع لكسر الحصار”.

وقد هدد وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، قادة حركة حماس في غزة، وقال خلال تفقده لإحدى بطاريات منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ الموجودة في إحدى المناطق القريبة من حدود القطاع: "يجب أن يعلم قادة حماس أنه في الوقت الذي تنفجر بالوناتهم نحونا، فإن انفجاراتنا عليهم ستكون أشد ألما".

وتابع: "لسنا مستعدين لقبول أي صاروخ أو بالون أو أي انتهاك أمني، سنواصل الرد على كل انتهاك”، وقد كان جيش الاحتلال نصب المزيد من تلك المنظومة، تحسبا لأي تصعيد عسكري محتمل.

وتواصل قوات الاحتلال عمليات القصف التي تستهدف مواقع للمقاومة الفلسطينية، والتي طالت بعضها منازل ومؤسسات تعليمية، وكادت أن توقع مجازر حقيقية، وآخرها قذيفة استهدفت منزلا يقع شرق مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، حيث نجا أصحابه من الموت بأعجوبة، وكانت تلك القذيفة قد اخترقت جدران منزل مستهدف في بلدة عبسان، دون أن تنفجر، حيث تفاجأ صاحب المنزل بها عند تفقده منزله.

مباحثات صهيونية إماراتية

وعلى صعيد أخر أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أمس الثلاثاء، مكالمة هاتفية هي الأولى مع وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي محمد بن أحمد البواردي، تركزت حول التعاون الأمني بين البلدين.

وقال بيان لغانتس إنه تحدث مع الوزير الإماراتي حول "الحاجة لدفع اتفاق التطبيع الذي يؤسس بما في ذلك للعلاقات الأمنية بين البلدين”، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت” العبرية.

وأبلغ غانتس البواردي أنه يتطلع للقائه في إسرائيل، أو في الإمارات، في أسرع وقت ممكن، بحسب المصدر ذاته.

من جهتها، قالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام)، إن الاتصال "تركز على معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية”.

ولفتت إلى أن غانتس والبواردي "أعربا عن قناعتهما أن هذه المعاهدة ستعزز فرص السلام والاستقرار في المنطقة وتمثل خطوة إيجابية في هذا الاتجاه”.

وأشارت إلى أن الوزيرين الإماراتي والإسرائيلي أعربا عن تطلعهما لـ "تعزيز قنوات التواصل وتأسيس علاقات ثنائية راسخة لما يعود بالخير للبلدين والمنطقة”.

من جانبها قالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) إن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس الثلاثاء.

وأضافت الوكالة أن الجانبين ناقشا خلال الاتصال “العديد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها "معاهدة السلام” بين دولة الإمارات وإسرائيل وآفاق تعزيزها بما يخدم أسس السلام والاستقرار في المنطقة”.