حلفاء الإمارات يشنون حملة مطاردة شعواء ضد قيادات العمالقة السلفية بحجة «الإرهاب»

2020-08-27 08:11:52 أخبار اليوم/ خاص


 
تشن مليشيا الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، منذ يوم الثلاثاء، حملة اعتقالات بحق قيادات سلفية في محافظة عدن، جنوبي اليمن، في الوقت الذي اعتبرها مراقبون أنها تأتي في إطار التصفيات البينة التي ترعاها دولة الإمارات عبر اذرعها، للتخلص من الشخصيات السلفية التي تهدد مشروعها التشطير والعبثي، والرافضة قطعاً لتطبيع حكومة أبوظبي مع الكيان الصهيوني «إسرائيل».

وكانت مليشيا تتبع الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، قد حاولت، الأربعاء، اقتحام منزل قائد قوات الأمن الخاصة بإقليم عدن، العميد سليمان الزامكي، بحي السعادة القريب من مطار عدن الدولي بمديرية خور مكسر شرقي العاصمة المؤقتة عدن.

وبحسب مصادر إعلامية، فأن حراسة قائد أمن إقليم عدن العميد سليمان الزامكي، اشتبكت مع مليشيا الانتقالي وأجبرتها على الانسحاب.

وأضافت أن الاشتباكات التي استمرت نحو الساعة، أصيب فيها عدد من المسلحين، و انتهت بانسحاب مليشيا الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، دون أن تتمكن من اعتقال أحد.

يأتي ذلك بعد يوم من حملة اعتقالات قامت بها مليشيا الانتقالي ضد قيادات سلفية على خلفية اشتباكات مسلحة درات بين الجانبين فجر يوم الاثنين الماضي.

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، شنت مليشيا المجلس الانتقالي، بشن حملة اعتقالات بحق قيادات سلفية موالية للإمارات أيضاً، في محافظة عدن.

من جانبها قالت رئيسة مؤسسة «دفاع» للحقوق والحريات المحامية هدى الصراري، عبر صفحتها على «تويتر»: «حملة مداهمات واعتقالات يقودها المدعو أبو زرعة المحرمي، طالت قيادات سلفية وعناصر للمقاومة من أبناء عدن».

وأبو زرعة المحرمي، قائد ألوية العمالقة في الساحل الغربي (موالية للإمارات)، وسبق أن تم إعفاؤه من منصبه عقب إعلان الهدنة الأممية بالحديدة في كانون الأول/ ديسمبر 2018، واستبداله بالعميد علي سالم الحسني، إلا أنه عاد لقيادة الألوية قبل حوالي 3 أشهر (دون معرفة حيثيات قرار عودته وممن صدر).

وأضافت الصراري، أن الاعتقالات طالت بعض القيادات في الساحل الغربي من أبناء عدن، وهم: «سند أحمد غانم، رياض سعيد محمد، خالد عبد العزيز، وشخصان آخران أحدهما يدعى ميار، والآخر ملقب بالعنتري».


وأشارت إلى أنه تم اقتياد هؤلاء المعتقلين إلى معسكر الجلاء (مقر قوات الدعم والإسناد) بمديرية البريقة، شمالي عدن.
وذكرت أن هذه الاعتقالات جاءت عقب الاشتباكات التي شهدتها مدينة المنصورة بمحافظة عدن، بين قوات موالية للمجلس الانتقالي، وسلفيين، فجر الاثنين.


ويوم الاثنين، قالت وكالة الأناضول التركية إن «مليشيا تابعة للمجلس الانتقالي، حاولت مداهمة منزل القيادي السلفي بدر المحسني (أحد ضباط الرقابة في الساحل الغربي بقوات الحزام الأمني التابع للانتقالي)، في حي حاشد بمدينة المنصورة محافظة عدن”، أعقبها مواجهات مسلحة مع حراسة المحسني.


واصدر فريق الإمارات في العمالقة بيان يتبرأ من المعارك في المنصورة ويتهم المحسني بـ”الإرهاب” بعد وصف إتباعه بخلايا “نائمة”.


وتشهد العمالقة انقسام منذ احتجاز الإمارات لمؤسسها السابق، الحسني، ومحاولة فرض ابوزرعة المحرمي خلفا له، وهو ما عزز مخاوف الإمارات من أن تشكل هذه الألوية التي كانت تنتشر في الساحل الغربي وانسحبت إلى عدن ومحيطها مسمار في نعش ابتاعها في المجلس الانتقالي خصوصا في ظل تمركز الفصائل المناهضة للإمارات في العند عند المدخل الشمالي لعدن وبدئها تحرشات بالحزام الأمني وسط تحذيرات من تفجير الوضع.وتأتي هذه الحملات التي تشنها قوات الانتقالي، في وقت تساهم القوات والتيارات السلفية في جبهات متعددة، في المعارك ضد مليشيا الحوثي الانقلابية.
 
وتسألت شخصيات سلفية عن سبب هذه الحملة والتوقيت الذي تشتد فيه المعارك مع مليشيا الحوثي في أكثر من جبهة شمالاً وجنوباً؟

تسأولات
كما تسألت تلك الشخصيات خلال حديثها لموقع «المدار برس» هل يريد الانتقالي ومن يقف ورائهم إيصال رسائل للتيارات والمقاومة السلفية، مفادها انتهى دور القيادة السلفية في المحافظات التي تسيطر عليها مليشيا الانتقالي، وإنه يجب التخلص منهم؟


ودعت تلك الشخصيات عقلاء المجلس الانتقالي وخاصة من كانوا يحسبون على التيارات الدينية إلى وقف هذه التصرفات الرعناء لأنها لن تجد في اخضاع التيارات السلفية وقياداتها الذين كانوا ولا زالوا في مقدمة الصفوف لمواجهة الانقلاب الحوثي الإيراني الرافضي في اليمن.


كما دعت قيادة التحالف إلى النظر إلى هذه الحملات بعين الاعتبار لأنها قد تتطور وتخلق أزمة جديدة في المحافظات الجنوبية الجميع في غنى عنها..


في موازاة ذلك استغربت مصادر مطلعة في حديثها لصحيفة «أخبار اليوم»، من تزامن الحملة التي تشنها مليشيا الانتقالي الجنوبي ضد القيادة السلفية في العاصمة المؤقتة عدن، مع تعليق مشاركة المجلس المدعوم إماراتياً، لاتفاق الرياض الذي ترعاة السعودية.

تقليل المخاطر
المصادر ذاته لم تستبعد أن تلك الحملة التي يشنها المجلس الانفصالي المدعوم إمارتياً، تأتي في أطار تقليل المخاطر المحدقة بالمجلس، من خلال القضاء على التيار السلفي المقرب من المملكة العربية السعودية الذي تمكنت الاخيرة من استقطاب كثير من قادة عقب الانسحاب الإماراتيا المزعوم من الحرب باليمن، وسيطرة القوات السعودية على القرار في العاصمة المؤقتة عدن.

وقالت أن ملامح الحملة الشرسة ضد القيادات السلفية في مدينة عدن، تكشف أن الإمارات تحاول دمج كتائب العمالقة التي تضم الكثير من القيادات السلفي ضمن ضمن تشكيلات طارق صالح في الساحل الغربي وإبعاد جميع القيادات السلفية (المقاومة الجنوبية) عن الكتائب ونفوذها في محافظات الجنوب وضمها لقيادات موالية لها.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد