مهربون يمنيون يجمعهم فندق واحد داخل إريتيريا مع إيرانيين وإريتيريين لرسم وتنفيذ الخطط

2009-11-08 03:59:02

- نجل أحد أكبر قادة القوات البحرية الإريترية وعدد من الضباط الإيرانيين يتجولون في المخا بتعز ويمشطون الشريط الساحلي إلى الحديدة وعدن.

 

- معلومات تكشف عن شحنة مواشي قادمة من إريتريا ستصل خلال أيام إلى المخا محملة بكميات كبيرة من الأسلحة.

 

- إنشاء خور آمن لتهريب الأسلحة بتمويل إيراني - إريتري في منطقة المخا بمباركة شبه رسمية من الحكومة اليمنية.


تقرير / إياد البحيري

الحرب تستعر. . الوطن يستغيث. . أيادي الغدر والعمالة تنخر في البلاد لحماية الوطن الذي لا يتجاوز الجسد. . صرخات وأنات تتعالى من كل ناحية. . الخراب والدمار قادم من الخارج لكن ربما الكل يعلم أن المخطط يرُسم خلف البحار وتحمله أيادي بلا ضمير أغرتها غرائز حيوانية وأكواب من الدولارات أنستها معنى الوطن الذي يصعب أن تجده بأموال الدنيا لكن العملاء وللأسف الشديد من أبناء الوطن طابت لهم التنقلات والسفر بين أمواج إيران وسواحل إريتريا لإغراق اليمن.

حديثنا هنا ليس تلاعباً بالألفاظ وتسلسل الجمل وإنما عرض كارثة جلبت الدمار والخراب إلى اليمن عبر سواحل إريتريا وتحت جلباب الصيد والمشاريع الصغيرة. . إنها التهريب. . تهريب الأسلحة لإحراق اليمن. .

لن نعرض هنا سوى منفذ واحد من أخطر المنافذ البحرية الذي تغذت منه الفتنة الحوثية طوال السنوات الماضية وما زالت حتى الآن وبتسهيل نافذين باعوا أنفسهم مقابل دولارات أنفقتها إيران ووزعتها إريتريا. .

في البداية كان المواطنون يرون كميات كبيرة من البضائع تأتي من وإلى ساحل المخا بمحافظة تعز والخوخة ومنافذ أخرى على امتداد الشريط الساحلي. . تأتي إلى هناك من إريتريا وربما تعود القوارب محملة أيضاً ولم يدرك المواطنون أبداً تعليلاً أو تفسيراً لهذه الحركة. . إلا بعد فترة طويلة حيث بدأ القائمون على هذه البضائع والذين بدؤوا صغاراً لا يملكون ربما أموالاً لشراء قارب واحد ولكن مع مرور الوقت أصبح هؤلاء يمتلكون قوارب تصل سرعتها إلى 600 خيل و300 خيل تنافس بها القوات البحرية وبدأت تتوسع تجارتهم بسرعة كبيرة وأصبحوا من أصحاب رؤوس الأموال. . من أين كل هذا؟؟ لقد باعوا الوطن. . إنه تهريب الأسلحة إلى اليمن بدعم إيراني إريتري بزعامة أحد أكبر قادة القوات البحرية الإريترية.

لابد أن القارئ يتساءل عن المراقبة وقوات خفر السواحل والقوات البحرية والمسؤولين لماذا لم يتم ضبط هؤلاء المهربين؟؟ لكن الإجابة هي. . لقد باعوا هم الآخرون وأصبحوا شركاء رئيسيين في العملية. .

فقد أكدت مصادر مقربة من المهربين أن القاعدة الإيرانية القريبة من ميناء عصب داخل إريتريا تنظم جميع مخططات التهريب والشحن والتوصيل إلى أماكن معينة ليتم نقلها عبر زوارق وقوارب صغيرة إلى داخل اليمن وأكثرها إلى محافظة صعدة. .

وأشارت المصادر إلى أن تجار يمنيين ينشطون في الخوخة والمخا أصبحوا من أولى القربى لدى كبار قادة البحرية الإريترية وعدد من الضباط الإيرانيين مشيرة إلى أن فندقاً واحداً يجمعهم في إريتريا وبات هذا الفندق معروفاً ومخصصاً للمهربين لكن تهريب تتزعمه دول لدعم جماعات تخريبية لتنفيذ مخططات وأطماع إقليمية من خلال تلك الجماعات كما هو الأمر في صعدة من خلال الحوثيين.

المهربون اليمنيون في منطقة المخا بمحافظة تعز بدؤوا بتهريب المشتقات النفطية إلى قاعدة القوات البحرية الإريترية وتطوروا بعد ذلك إلى تهريب الأسلحة والمخدرات إلى داخل اليمن بمساعدة نافذين في المنطقة.

وأكدت المصادر أن أحد التجار وبالأصح المهربين اليمنيين في منطقة المخا صار من المقربين لدى الحكومة الإيريتيرية ويتمتع بتسهيلات واسعة منها حتى أنه بات يدخل ويخرج إلى الأراضي الاريتيرية وأن كان عبر القوات البحرية دون أن يتعرضه أحد رغم أن الحكومة الايرتيرية لا تسمح لأي شخص بالدخول إلى أراضيها إلى بإجراءات تأخذ عدة أشهر.

المصادر ذاتها ذكرت ل"أخبار اليوم" أن أحد معاوني التاجر اليمني المهرب المذكور سابقاً والذي يتمتع بصلاحيات واسعة لدى القوات البحرية الاريتيرية والحكومة الارتيرية ضبط من قبل القوات البحرية الارتيرية لدى خروجه من اريتيريا وكان بحوزته مئات الآلاف من الدولارات إلا أنه وبظرف ساعة تم الإفراج عنه بعد تواصل التاجر اليمني مع أحد أكبر قادة القوات البحرية الايريتيرية الشريك الرئيسي وتم الدخول بها إلى اليمن لكن المصدر لم يحدد الجهة التي استلمت المبلغ داخل اليمن لكنه رجح أن يكون الحوثيون في صعدة.

وأشار المصدر إلى أن القوات البحرية الاريتيرية في حالة ضبطها أي شخص يحمل "100" دولار فيتم إحالته مباشرة إلى المحاكمة ويسجن لسنوات.

المصدر المقرب من المهربين كشف عن نقل الأسلحة من إيران عبر ميناء "عصب ومصوع" بإرتيريا ومن ثم ينقلها المهربون اليمنيون عبر زوارق صغيرة إلى داخل اليمن عن طريق المخا ويتم خزنها هناك في منازل المهربين الذين أقاموا علاقات وطيدة مع نافذين في السلطة هناك.

ضباط إيرانيون وإيرتيريون في المخا. .

لم يكن تهريب السلاح وحده الذي يمر من خلال المخا بل وصل الأمر إلى استقبال ضباط إيرانيين وإرتيريين ومنهم نجل أحد المسؤولين العسكريين في اريتيريا وهو أحد كبار ضباط البحرية حضروا قبل أشهر إلى مدينة المخا باستضافة وكلائهم اليمنيين الذين يتجولون معهم من المخاء إلى الحديدة ومن الحديدة إلى عدن ويتفقدون الشريط الساحلي هناك بكل ثقة وسهولة ومن خلال زياراتهم يتم تحديد أفضل المناطق لتهريب الأسلحة بحكم خبرتهم. .

لكن كل هذا يحدث رغم ما فيه من انتهاك للسيادة ولم يتحرك أي مسؤول حتى لمجرد السؤال عن سبب تواجد نجل قائد عسكري لدولة أخرى وبرفقة عدد من الضباط داخل السواحل والمنافذ البحرية اليمنية.

المصادر المقربة تحدثت أيضاً عن وجود شبكة تهريب كبيرة تتخذ من منطقة المخا مقراً آمناً لوجود تساهل كبير من قبل السلطات المسؤولة عن حماية المنطقة لكن الدولارات تعمي الأبصار وأن كانت على خراب الأوطان وأشارت المصادر إلى امتلاك تلك الشبكة لسفن كبيرة لتهريب الأسلحة وقد تم ضرب إحداها "زعيمة" بالقرب من دولة السودان قبل عدة أشهر من قبل قوات البحرية السودانية حيث كانت محملة بكمية كبيرة من الأسلحة.

تجارة المواشي وتهريب السلاح. .

أحد تجار المواشي في منطقة المخا هو الآخر استغل مهنته لتهريب الأسلحة وتغطيتها بتجارة المواشي لكن هذا التاجر له حكاية أخرى فبعد تعميق العلاقات بينه وبين الإيريتيريين والتقائه بعدد من الضباط الإيرانيين داخل إيرتيريا تم دعمه واستخدامه في تنفيذ مخططاتهم لدعم أعمال التخريب في اليمن منذ فترة طويلة حتى تطور الأمر إلى إنشاء خور لصيد الجمبري في منطقة المخا وهو الأمر الذي بات يشكل أكبر خطر يواجهه اليمن خاصة بعد أن كشفت المعلومات أن الخور سيقام بتمويل إيراني إريتيري وأن الشريك الفعلي لهذا الخور هو قائد عسكري ايريتيري الذي اسماه باسم تاجر المواشي اليمني.

الخطورة في تنفيذ المشروع الذي سيكون مكاناً آمناً لتفريغ شحنات الأسلحة المهربة ونقلها إلى مناطق الصراع في صعدة ودعم جهات أخرى داخل ما يسمى بالحراك الجنوبي ورغم تلك الخطورة إلا أن الخطر الأعظم هي في مباركة الجهات الرسمية اليمنية للمشروع، مراقبون قالوا أن من الأولى أن يكون مشروع الخور الذي سيتم إنشاؤه داخل منطقة المخا الساحلية مشروعاً وطنياً برعاية وزارة الثروة السمكية بدلاً من أن يسلم إلى جهات أجنبية لتنفيذ مخططاتها وأطماعها داخل اليمن.

وكشف المصدر عن وجود شحنة مواشي قادمة من ايريتيريا ستصل خلال أيام إلى المخا تحمل كمية كبيرة من الأسلحة إلا أن المصدر أكد أنها ستمر وستفرغ شحنتها في المكان المحدد وستوزع إلى مناطق الصراع في صعدة وفي بعض المناطق داخل المحافظات الجنوبية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد