أعتبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «مارك لوكوك»، الثلاثاء، إن تعثر توفير إمدادات الطاقة لا يبرر قرار الحوثيين بإغلاق مطار صنعاء أمام المساعدات الإنسانية.
جاء ذلك خلال «لوكوك»، أمام مجلس الأمن الدولي حول الوضع في اليمن، التي عقدت مساء أمس الثلاثاء.

«لوكوك» قال في أحاطته: أن من بيدهم حماية اليمنيين ومساعدتهم لا يمدون يد المساعدة»، في إشارة إلى جماعة الحوثي الانقلابية التي أعلنت مؤخرًا إغلاق مطار صنعاء أمام المساعدات.
 وبحسب المسؤول الأممي، فأن التصعيد العسكري منذ مارس الماضي أعاد شبح المجاعة إلى اليمن، مؤكدًا أن عدم إيفاء الجهات المانحة بالتزاماتها يعرقل أعمال الإغاثة، معتبراً الأمر حكمًا بالإعدام على الكثير من اليمنيين.

 في سياق متصل قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن «مارتن غريفيث»، الثلاثاء، إن «إغلاق الحوثيين لمطار صنعاء أمام المساعدات مقلق للغاية».
ولفت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى أن أسوأ مجاعة في اليمن تتركز في المناطق الأكثر تأثرا بالنزاع والأعمال العسكرية.

وذكر أن الأمم المتحدة تلقت 30 بالمئة فقط من الاحتياجات الأساسية المقدمة من المانحين للمساعدات الإنسانية باليمن.

استهجان أممي
إلى ذلك وجه «مارك لوكوك»، انتقادات قاسية للسعودية والإمارات لعدم وفائهما بتقديم أي مساهمات مالية لخطة الأمم المتحدة الإنسانية لصالح اليمن للعام الحالي.

«العديد من المانحين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تتحملان مسؤولية خاصة»، في إشارة للحرب التي تشنها الدولتان في اليمن منذ سنوات.

وأضاف: «هاتان الدولتان لم تقدمان شيئًا حتى الآن لخطة الأمم المتحدة لهذا العام».

وقال لوكوك: «إنه أمر مستهجن بشكل خاص أن نتلقى وعودا بالمال، ما يمنح الناس الأمل في أن المساعدة قد تكون في الطريق، ثم تتحطم تلك الآمال بمجرد الفشل في الوفاء بالوعد».

وأوضح المسؤول الأممي أن خطة الأمم المتحدة في اليمن تلقت دعما بنسبة 30 بالمئة فقط من المبالغ المطلوبة لتغطية عمليات وكالات الإغاثة، مشيرا إلى أن أكثر من 9 ملايين يمني تأثروا بتخفيض برامج المساعدة، بما في ذلك الغذاء والمياه والرعاية الصحية.

وحذر لوكوك من أن «الاستمرار في منع الأموال عن الاستجابة الإنسانية الآن سيكون بمثابة حكم بالإعدام على العديد من العائلات في اليمن».

شبح المجاعة
في موازاة ذلك أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، في احاطته لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء، عودة شبح المجاعة إلى اليمن، مشيراً إلى خطورة الوضع، في ظل نقص التمويل وتراجع تحويلات المغتربين وتدهور العملة وتصاعد القتال وسقوط المزيد من الضحايا.

ووفقا لـ «لوكوك»، فإن عدد المدنيين الذين قتلوا في شهر أغسطس الماضي، أكثر من أي أشهر أخرى منذ بداية العام « واحد من كل أربعة ضحايا مدنيين في اليمن هم الآن أشخاص قتلوا أو جرحوا وهم في منازلهم».

وشدد المسؤول الأممي على ضرورة تحسين بيئة العمل للوكالات الإغاثية، مشيراً إلى مرور أكثر من عام على الاتفاق على تطبيق التسجيل الحيوي (البيرومتري البصمة والصورة) للمستفيدين من المعونة الغذائية، « هذه المرحلة التجريبية لم تبدأ بعد».

وفي الجانب الاقتصادي، أشار لوكوك إلى انهيار سعر الريال أمام الدولار ووصوله إلى 800، وانعكاس ذلك على أسعار السلع التي ارتفعت بنحو 140 في المائة، مشدداً على ضرورة «حل الخلاف الكامن وراء حصار الوقود.. لوقف انجراف اليمن نحو المجاعة.

ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم بفعل الحرب المشتعلة منذ خمس سنوات بين قوات الحكومة اليمنية الشرعية، وجماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.