وقعت إسرائيل، أمس الثلاثاء، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين في مراسم أقيمت بالحديقة الجنوبية بالبيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتم توقيع الاتفاقيات من ثلاث نسخ – باللغات العربية والإنكليزية والعبرية – حيث تم التوقيع في البداية من جانب الإمارات وإسرائيل ثم من جانب البحرين وإسرائيل.

ومثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إسرائيل بينما مثل وزيرا الخارجية الإماراتي والبحريني عبد الله بن زايد آل نهيان وعبد اللطيف بن راشد الزياني بلديهما في مراسم التوقيع.

وفي وقت سابق، وصل وزيرا خارجية البحرين والإمارات ونتنياهو كل على حدة إلى البيت الأبيض استعداد للتوقيع على اتفاقيتي التطبيع. وكان ترامب في استقبالهم.

وقال ترامب، في كلمة ألقاها خلال مراسم التوقيع، “نحن اليوم هنا لنغير مسار التاريخ، فبعد عقود من الانقسام والصراع نحتفل ببزوغ فجر شرق أوسط جديد”.

وتابع “إسرائيل والإمارات والبحرين ستقيم سفارات وستتبادل السفراء، وستبدأ العمل معا كشركاء. هم أصدقاء”.

وأعلن نتنياهو لدى توقيع الاتفاق “إلى من يحملون جروح الحرب ويثمنون منافع السلام ما نقوم به اليوم أمر مهم لأن هذا السلام سيشمل على الأرجح دولا عربية أخرى ويمكنه وضع حد نهائي للنزاع الإسرائيلي-العربي”.

وغرد ترامب على تويتر قائلا "يوم تاريخي للسلام في الشرق الأوسط. أرحب بقادة من إسرائيل والإمارات والبحرين في البيت الأبيض لتوقيع اتفاقيات تاريخية لم يكن أحد يعتقد أنها ممكنة”. وأشار إلى أن “المزيد من الدول ستحذو حذوهم!”.

صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل

وعلى ذات الصعيد دوت صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل، مساء أمس الثلاثاء، للتحذير من إطلاق صواريخ من غزة أثناء انعقاد توقيع اتفاقيتي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين في البيت الأبيض.

وقال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في مدينتي عسقلان وأشدود الساحليتين.

وقالت القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي إن اثنين أصيبا بشظايا صواريخ في مركز تجاري بأشدود.

وفي غزة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تجمع قبل وقت قصير من توقيع الاتفاقيتين في البيت الأبيض عشرات الفلسطينيين خارج مكتب تابع للأمم المتحدة لإدانة التطبيع مع إسرائيل. وردد المتظاهرون هتافا يقول “فلسطين مش للبيع”.

انتهاك لمبادرة السلام العربية

من جانبها اعتبرت فلسطين، أمس الثلاثاء، أن تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين وإسرائيل “انتهاكاً صارخاً لمبادرة السلام العربية”.

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في بيان، بعد لقائه أمس الثلاثاء، عبر “الفيديو كونفرنس”، مع نظيره وزير خارجية ماليزيا هشام الدين حسن.

وقال المالكي إن “الاتفاق الإماراتي البحريني الإسرائيلي انتهاك صارخ لمبادرة السلام العربية (2002) التي دعت إلى التطبيع مع إسرائيل بعد انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.

وأعلنت البحرين في 11 سبتمبر/ أيلول الجاري، انضمامها إلى كل من مصر والأردن والإمارات في إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل.

وأشار إلى أن “هذه الاتفاقيات لا تخدم سوى الدعاية الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.

واستعرض المالكي مع نظيره الماليزي، الحراك الدبلوماسي الفلسطيني، وخاصة في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، للرد على تطبيع العلاقات الإماراتية البحرينية مع (إسرائيل).

يوم أسود عند الفلسطينيين

وشارك مئات الفلسطينيين، أمس الثلاثاء، في وقفات احتجاجية في الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل استجابة لدعوة من “القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية” لاعتبار الثلاثاء، يوما للغضب “الشعبي”، ضد اتفاقيتي التطبيع.

مظاهرة موريتانية

وفي ذات السياق قامت قوات الأمن الموريتانية في العاصمة نواكشوط أمس الثلاثاء بتفريق وقفة لنشطاء موريتانيين احتجاجا على قيام بعض الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل.

وقامت وحدة من قوة مكافحة الشغب بطرد المحتجين وتفريقهم بالقوة من أمام مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة حيث تجمعوا احتجاجا على التطبيع وتنديدا بالدور الأمريكي في إقامة دول عربية لعلاقات مع “الكيان الغاصب”.

دعم شعبي مغربي للفلسطينيين

من جانبها أعلنت جمعيتان مغربيتان، أمس الثلاثاء، اعتزامهما تنظيم فعاليات شعبية مناهضة للاحتلال الإسرائيلي والتطبيع العربي معه، فيما دعت شخصيتان المغاربة إلى الاستجابة للبيان الأول لـ”القيادة الفلسطينية الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية”.

احتجاجات تونس

في السياق، نشر حساب بوابة تونس مقطع فيديو لوقفة احتجاجية شارك فيها العشرات بالعاصمة التونسية ضد التطبيع الإماراتي البحريني مع إسرائيل.

وهتف المحتجون "يا بن زايد ياغدار فلسطين للأحرار"، و"فلسطين مش للبيع يا حكام التطبيع"، وغيرها من الهتافات المنددة بالتطبيع مع إسرائيل.

احتجاجات واشنطن ولندن

إلى ذلك خرجت مظاهرات في واشنطن ولندن للتنديد بتوقيع كل من الإمارات والبحرين اتفاقيتي تطبيع مع إسرائيل أمس الثلاثاء في البيت الأبيض.

وقالت مصادر إعلامية إن مظاهرة خرجت أمس الثلاثاء في محيط البيت الأبيض بدعوة من مجموعات فلسطينية وأميركية فلسطينية في الولايات المتحدة للتنديد باتفاقيتي التطبيع.

وأضافت أن المتظاهرين رفعوا لافتات ورددوا شعارات تنادي باستقلال فلسطين وحرية شعبها.

وفي لندن، تظاهر محتجون أمس الثلاثاء أمام السفارة البحرينية للتعبير عن رفضهم لقرار التطبيع مع إسرائيل.