غطرسة إماراتية وعجز حكومي..

توجيهات رئاسية بانسحاب الجيش الوطني من محيط بلحاف بشبوة

2020-10-15 08:31:11 أخبار اليوم/ خاص

 


كشفت مصادر محلية، عن انسحاب قوات الجيش الوطني، مساء الأربعاء، من محيط منشأة ميناء بلحاف في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، بعد أن سادت حالة من التوتر العسكري بين قوات الجيش والقوات الإماراتي التي تتخذ من المنشأة مقراً لها، على خلفية منع قوات الجيش إدخال معدات عسكرية ثقيلة تابعة للإمارات لقواتها المتواجدة داخل المنشأة النفطية.

ونقلت قناة الجزيرة، الأربعاء، عن مصادر خاصة قولها: أن انسحاب القوات الحكومية جاء بعد تهديد من القوات الإماراتية المسيطرة على منشأة بلحاف
 
وكانت قوات الجيش الوطني قد نشرت منتصف الأسبوع الماضي بعض وحداتها العسكرية، واستحداث نقاط على تخوم منشأة بلحاف التي تتخذها القوات الإماراتية قاعدة لها، بعد أن دفعت الإمارات بمليشياتها من العاصمة المؤقتة عدن والمكلا إلى منشأة بلحاف الغازية.

وسبق أن استهدف الطيران الإماراتي جنود القوات الحكومية في ضواحي مديرية حبان، بالتزامن مع استمرار التوتر مع القوات الإماراتية في منشأة بلحاف النفطية بمديرية رضوم.
 

والثلاثاء الماضي، هددت القوات الإماراتية الجيش الوطني، بمحافظة شبوة، باستهداف أي محاولة من شأنها التقدم نحو منشأة بلحاف الغازية.

مطالبات شعبية لطرد الإمارات
إلى ذلك تأتي هذه التطورات العسكري في محافظة شبوة الغنية بالنفط عقب تنامي المطالب الحكومية والشعبية بإخلاء منشأة بلحاف من القوات الإماراتية واستئناف تصدير الغاز الطبيعي المسال.

وكانت الحكومة اليمنية الشرعية، طالبت دولة الإمارات، الشريك الرئيس في التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية اليمن، قبل نحو عام، بسحب قواتها من منشأة بلحاف الاستراتيجية لتصدير الغاز المسال في المحافظة ذاتها، بعد أن حولتها إلى «ثكنة عسكرية».

وخاطبت الحكومة الشرعية، قيادة قوات التحالف العربي، بإخلاء منشأة بلحاف كونها تستخدم كثكنة عسكرية من قبل القوات الإماراتية، والانتقال إلى مكان آخر، وذلك لاحتياج الحكومة للمنشأة وإبعادها عن أي صدام مسلح، لكن لم يتم التجاوب مع المطالبات الحكومية حتى الآن.

اتصالاً بذلك جدد محافظ شبوة مطالبته بإخراج القوات الإماراتية من ميناء بلحاف النفطي، أهم منشأة نفطية في البلاد متوقفة عن العمل منذ أكثر من 5 أعوام.

وحذَّر محافظ شبوة، «محمد صالح بن عديو»، من احتجاجات شعبية للمواطنين وآلاف الموظفين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل، بسبب سيطرة القوات الإماراتية على منشأة بلحاف وعدم السماح باستئناف العمل فيها.

وقال «بن عديو»، في مقابلة تلفزيونية مع قناة «حضرموت» المحلية، الاثنين الماضي، إن الإمارات حوّلت منشأة بلحاف للغاز في شبوة إلى «ثكنة عسكرية، وتقف حجر عثرة أمام إعادة تشغيل المنشأة وتصدير الغاز، للسنة الخامسة على التوالي».

وأضاف أنه خاطب الحكومة السعودية التي تقود التحالف، بشأن ضرورة إخلاء المنشأة وإعادة تشغيلها.

وقدَّم «بن عديو» عرضاً للإماراتيين، بتوفير مكان بديل في محافظة شبوة، قائلاً: «5 نجوم وعلى حسابي»، وإخلاء المنشأة لمعاودة التصدير، «لأننا بلد يعتمد في موازنته على عائدات الغاز بنسبة 70%، ونواجه ضغطاً شعبياً، لأن هناك آلاف العمال تم تسريحهم وأصبحوا بلا عمل».

وأضاف: «المواطنون سيضطرون إلى التظاهر أمام المنشأة وهذا ليس في مصلحتهم (اﻹماراتيين)، أما نحن فلن نخسر شيئاً أكثر مما خسرنا».

وأكد «بن عديو»، أن الشركات جاهزة فنياً للعودة إلى العمل بعد شهر واحد من إخلاء المنشأة، فيما تقوم القوات الأمنية بتأمينها بالكامل في البر والبحر.

وكشف أن الشركات المستثمرة، وفي مقدمتها «توتال» الفرنسية، بدأت تناقش بيع المنشأة، بعدما وصلت إلى حالة يأس من عودتها للعمل، «وهذا سيمثل ضربة كبيرة للاستثمار باليمن، وسيتضرر القطاعان النفطيان الاستكشافيان لـ(توتال) إذا غادرت الشركة، لأننا لم نتحرك في مجال الغاز».

وسبق أن طالب محافظ شبوة، أكثر من مرة، بإخلاء منشأة بلحاف، واتهم القوات الإماراتية بمنع السماح باستئناف العمل فيها.


مطالبات حزبية
وفي وقت سابق طالبت أحزاب يمنية، بخروج القوات الإماراتية من ميناء بلحاف بمحافظة شبوة شرقي اليمن .

وشدد مجلس تنسيق الأحزاب السياسية اليمنية، خلال لقاء دوري عقده في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، وبحضور عدداً من ممثلي الأحزاب، على ضرورة إخلاء ميناء بلحاف من التواجد العسكري الإماراتي، وتشغيل كافة المنشآت النفطية والغازية في المحافظة .

ودعا المجلس أبناء المحافظة لتوحيد الصف لمواجهة التحديات المستقبلية والاصطفاف خلف السلطة المحلية بالمحافظة في مسيرتها التنموية .

أهمية بلحاف
يعد ميناء تصدير الغاز في منطقة «بلحاف» في شبوة اليمنية أكبر مشروع صناعي واستثماري يمني، بدأ إنتاجه في عام 2009، وكان يوفر إيرادات تقارب 4 مليارات دولار سنوياً، نصفها تحصل عليها الحكومة اليمنية ونصفها الآخر يتقاسمه الشركاء الفرنسيون والأمريكيون وغيرهم ضمن الشركة اليمنية للغاز المسال.

وتشغل الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال خط أنبوب يربط بين وحدتي إنتاج ومعالجة الغاز في محافظة مأرب، المستخرج من حقول جنة مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، وخط أنابيب رئيسي يقدَّر طوله بنحو 320 كم، وبقُطر يبلغ 38 إنشاً، يربط وحدة معالجة الغاز في حقل أسعد الكامل في القطاع 18 بمأرب بمحطة تسييل الغاز في ميناء بلحاف الساحلي على ساحل خليج عدن.

وأتاح موقع منشآت بلحاف سهولة الوصول إلى الأسواق الاستهلاكية في كل من شبه الجزيرة الهندية، وأوروبا، والشرق الأقصى، إضافة إلى الأمريكيتين، ويلائم الموقع تقريباً جميع الأسواق العالمية للغاز الطبيعي المسال.


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد