لماذا تغلق المدارس أبوابها في وجوه الطلاب وما علاقة الأسرة بذلك؟

2009-11-15 04:59:59


تقرير / عبدالوارث النجري

في الوقت الذي صار من الواجب علينا جميعاً توعية شبابنا وتحصينهم ضد الأفكار الضالة والمتطرفة من خلال تزويدهم بالعمل والمعرفة والتسلح بالإيمان والعلم وحب الله والوطن وثوابته العليا وهذا بلا شك يتمثل في تفعيل دور الجهات ذات العلاقة ابتداءً من الأسرة ومروراً بالمدرسة والجامعة وبقية وسائل الإعلام الأخرى وفي موضوعنا هذا سنتطرق إلى أهم أسباب انخراط الشباب في الجماعات الضالة والعصابات المتطرفة ليتحول الشاب من طاقات إبداعية ونشاط متدفق في خدمة الوطن أبنائه إلى قنابل وأحزمة ناسفة تستهدف العامة من المواطنين والمنشآت الخدمية ودور العلم وغيرها والسؤال الذي طرحناه هنا هو لماذا يغادر الطالب المدرسة؟

ولماذا يهرب الطالب من المدرسة؟ وأين يذهب؟ هل يعود إلى المنزل؟ أم يتسكع في الشوارع والحارات والأسواق؟ هل أولياء الأمور على متابعة مستمرة لأبنائهم في المدرسة؟.

لماذا تغلق أبواب المدرسة في وجه الطلاب

الكثير من المدارس الحكومية تغلق أبوابها أمام الطلاب الدارسين البعض منها عند بداية طابور الصباح والبعض منها عند انتهاء الطابور، لكن إدارة المدرسة لا تفتح أبواب المدرسة أمام الطلاب المتأخرين لمعاقبتهم ومن ثم إدخالهم إلى الفصول الدراسية لماذا لتلقي تعليمهم أسوة بزملائهم، أو إدخالهم إلى المدرسة لاستكمال اليوم الدراسي ومن ثم إبلاغ أولياء أمورهم وحثهم على حضور طابور الصباح لكن للأسف تقوم إدارات تلك المدارس بإغلاق أبواب المدرسة في وجه الطلاب المتأخرين طوال اليوم الدراسي، دون أن تفكر إدارة المدرسة إلى أين سيذهب هؤلاء الطلاب المتأخرون؟ إلا يشجع ذلك على تمرد الطلاب على الدراسة إلى غير رجعة، وبسبب طابور الصباح يتحول الطالب إلى مجرم ومن أصحاب السوابق، لماذا لا تعمل المدارس على معالجة ذلك السلوك بأساليب أخرى تكون أكثر إلزاماً وتحفيزاً للطالب على حضور طابور الصباح والالتزام بالواجبات الدراسية والحرص على تلقي العلم؟

قد يضطر طالب مثابر وملتزم ومواظب ومتفوق في أحد الأيام ليصحو متأخراً ويصل متأخراً إلى المدرسة ليفاجأ بأبواب المدرسة موصدة في وجهه وبعدها يخاف من والده أو والدته عند العودة إلى المدرسة فيلتقي عند باب المدرسة بزملاء سوء يشجعون على التمرد على الدراسة والذهاب إلى الأماكن المشبوهة وغيرها ومن ثم ارتكاب الأعمال اللاأخلاقية والإجرامية وبعدها يدمن على أصدقاء السوء ويتعمد كل يوم أن يتأخر عن حضور طابور الصباح وذلك لعدم الرغبة في الدراسة، ويتحول ذلك الطالب المثابر بسبب الإجراءات الخاطئة لإدارة المدرسة إلى مجرم وحدث يحمل في عقله أفكاراً ضالة ورؤى متطرفة.

أين دور البيت؟

الصور التي حصلت عليها الصحيفة في إحدى المدارس بمحافظة إب تكشف عما تطرقنا إليه سابقاً وهنا نتساءل عن دور أولياء الأمور في متابعة أبنائهم الطلاب في المدرسة والبيت، في عمل الواجبات المدرسية ومستوى الطالب داخل الفصل في التحصيل العلمي والمثابرة وكذا احترام مدرسيه وسلوك الطالب داخل الفصل وحرم المدرسة ، من واجب البيت أيضاً وولي أمر الطالب زيارة ابنه إلى المدرسة إذا لم يكن أسبوعياً، فليكن شهرياً كي يتأكد من المدرسين وإدارة المدرسة عن حال الطالب، وكذلك متابعة الطالب بعد العودة من المدرسة مدى التزامه في مذاكرته ،ومنهم الطلاب الذين يذاكر معهم دروسه ورفقائه في الحارة التي يسكنها ، هل ذهب اليوم إلى المدرسة أم أنه ظل في المنزل، هل تعلم اليوم في المدرسة؟ أم أنه وصل متأخراً بعد أن أغلقت أبواب المدرسة وظل يتسكع طوال النهار في الشوارع وأمام مدارس البنات؟ وما أسباب تدني مستوى التحصيل العلمي للطالب؟

هذه الأسئلة وغيرها الأسرة والبيت من واجباتها الإجابة عنها من أجل مستقبل حياة أبنها واستقراره في الحياة، فمهمة الأسرة ليست فقط تسجيل الطالب في المدرسة وشراء الكتب والكراسات والأقلام ومنحه مصروفه اليوم والسندويش فقط، فالحال لن يستقر ووضع الطالب لن يتحسن إلا من خلال التعاون المشترك بين المدرسة والمنزل.

هل من حلول من قبل الوزارة والمكتب

الملاحظ للصور يجد بأن هناك طلاب يتسلقون حوش المدرسة لغرض الدخول وتلقي التعليم، الأمر الذي يؤكد أن ليس كل طالب يتأخر عن طابور الصباح هدفه التهرب من المدرسة وعدم رغبته في تلقي ا لعلم، وهذا ما يجب أن تدركه قيادة وزارة التربية والتعليم وفروعها في المحافظة لعمل حلول ناجحة وهادفة غير تلك الإجراءات التي تقوم بها إدارات المدارس من تطفيش الطلاب عن المدارس بمبرر تأخرهم عن طابور الصباح أو حتى عن الحصة الأولى.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد