لم تروَ حكايات الحرب كلها بعد، لكن تفاصيلها وضوح الشمس، في أذهان من يقاوم ومن يدعم الجبهات ومن ما يزال صامد في المترس ومن احتضن الالاف من النازحين وفتح لهم الديار والديرة والأرض سيأتي يوم تروى فيه تفاصيل الحرب كلها، ومن جوانبها كافة ما يبقى خافيا اليوم تفرضه السرية اللازمة لمقاومة لم ينتف دورها حكماً بل تشكلت وضحت كل ما تملك وظروف البلد المأزومة التي لاتزال قائمة بعد الانقلاب الحوثي تحتفظ المقاومة والجيش الوطني بتفاصيل كثيرة طي الكتمان، حول قوتها الفعلية الراهنة، وحول ما كان يجري ويجري من مؤامرات من الذين هم أساس الانقلاب وعلى جبهات كثيرة وقف المحايدون وبقيت مُحيّدة وخلق وأخرى خيضت الحرب منها سرا، في السياسة وفي الميدان وخلق انقلابات أخرى وفتح جبهات جديدة لإشعال فتيل حرب أخرى ضد الشرعية وبما أن العدو فشل في تحقيق الأهداف التي أعلنها لها تلك الدول الراعية وهي القضاء على الجيش الوطني ومأرب نهائيا منذ اشهر وبتعاون بعض الحاقدين ولكن من المؤكد أن الحوثي لن يستطيع الحصول على أي تقدم وكل ما عاد ترتيب صفوفه فشل وخاب وخسر جيش وقبائل ومقاومة يذودون بأرواحهم لاستعادة الشرعية وانهاء الانقلاب والحرب قائمة.

 أن الحرب أطاحت بنظريات حربية كثيرة كانت سائدة وأثبتت نظريات جديدة وجعلت بعض النظريات قيد الشك أثبتت معارك الجوف ومأرب للعدو الحوثي وداعميه أن قاعدة تفوقه المعتمدة على سلاح الجو المسير وقوات مدرعة تمهد لأرض محروقة تدخلها ميلشياته قد سقطت نهائيا، وأن العدو هو اليوم في طور إعادة تقييم لعقيدته القتالية برمتها كما أظهرت أن أحد أوجه فشل العدو الحوثي هو عجزه عن حماية جبهته الداخلية وأظهرت المعارك أيضا ما كانت تعرفه المقاومة والجيش أن العدو يخدع نفسه ويخدع أنصاره بالخداع والكذب حتى تفكك مناصروه وظن الحوثي أنه لدية جيش مقاتل وجيش مشتبك وأظهرت المعارك يقين بأن الحرب هي في البداية والنهاية، صراع إرادات، مهما كانت أنواع الأسلحة المستخدمة
وسينتهي الحوثي وللأبد بإرادة الأبطال في المتارس والثغور وعلى قمم الجبال.

مدير مديرية رغوان المعركة تبعد عن مركز مديرية رغوان 15كيلوا
وعلى هذا فقد أكد مدير عام مديرية رغوان بمأرب أن المعارك بين القوات الحكومية مسنودة بمقاتلي القبائل الموالين لها، وبين الحوثيين، لا تزال في أطراف مديرية رغوان من جهة مدغل، والتي تبعد حوالي ١٥ كيلومتر عن مركز المديرية. وأضاف طه علوي بن زبع في منشور على صفحته في «فيسبوك»، «أن مديرية رغوان لن تترك لقمة سائغة للحوثيين، طالما ما يزال في عروق رجالها الأبطال والمخلصين دماء تجري.

واستشهد المسؤول المحلي بما حصل عام 2015 حينما وصلت المعارك الأولى إلى قلب مدينة مأرب وتحديداً جوار مستشفى الهيئة وأسوار مبنى المحافظة، قبل أن تتحطم أحلام الحوثيين بعزيمة الرجال المقاتلين الصادقين.

 مؤكداً بالقول، «من الممكن أن تختل الأمور في بعض الأوقات لأسباب كثيرة لكنها حتماً ستعود لمسارها الصحيح».

وأشار بن زبع إلى أن عزيمة الأبطال لن تفتر، وسيتم كسر كل تلك الزحوفات على مديرية رغوان، ودحر الحوثيين وأذنابهم، (حد قوله).

معتبرا الحرب مع الحوثيين بأنها «حرب مصيرية» لا مناص منها ولن يرتاح لهم بال حتى لو لم يتبقى سوى مساحة عشرة أمتار من الأرض، ستبقى المعركة مستمرة حتى يأتي النصر المؤزر.

ودعا مديرية عام مديرية رغوان الأحرار من أبناء مأرب والجيش الوطني لمساندة الأبطال في معركتهم المصيرية التي تستدعي أن يستشعر الجميع ثقل المسؤولية الملقاة عاتقهم.

وتأتي تصريحات بن زبع غداة إعلان جماعة الحوثي تحقيق انتصارات عسكرية هامة في معارك الـ 24 ساعة الماضية بمحافظة مأرب.

وكانت قوات الجيش والمقاومة وبإسناد من مقاتلات التحالف تمكنت من تكبيد الجماعة الحوثية، خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، في جبهات القتال غربي مأرب وفق مصدر عسكري.

وقال مصدر عسكري في تصريح نقله عنه موقع الجيش «سبتمبر نت» إن قوات الجيش في جبهات مدغل، والمخدرة وصرواح، غربي مأرب، واصلت يوم الثلاثاء تنفيذها العمليات النوعية ضد الجماعة الحوثية تزامناً مع غارات دقيقة لمقاتلات التحالف.

وأوضح أن المعارك أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر الجماعة وتدمير آليات عسكرية مختلفة لها، بغارات جوية، وضربات لمدفعية الجيش.

وصعدت جماعة الحوثيين مؤخراً عملياتها العسكرية بشكل كبير في محافظة مأرب سعياً منها للسيطرة على المحافظة النفطية حيث تدور في جبهاتها أعنف المعارك منذ اندلاع الحرب عام 2015.