حالة من الجدل أثارها الفيلم البريطاني الجديد " The Lady Of Heaven " بعد اقتراب طرحه في دور السينما العالمية، حيث يجسد الفيلم شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وابنته السيدة فاطمة، ودائما ما يثير تجسيد الرسل والأنبياء والصحابة، الجدل والغضب في الأوساط العربية والإسلامية، حيث يرى عامة المسلمين أن تجسيد تلك الشخصيات المقدسة أمرا مرفوضا دينيا، فيما صدرت العديد من الفتاوى من قبل المؤسسات الدينية في الكثير من الدول العربية، تحرم هذه الفكرة.

لكن دار الإفتاء المصرية، كان لها رأى آخر، حيث أفتت بأن تجسيد الصحابة والصحابيات ليس مرفوضا إلا لو كانوا من العشرة المبشرين بالجنة، فيما رفضت تجسيد جميع الأنبياء والمرسلين، نظرا لعصمتهم.

وقال نص الفتوى الصادر عن دار الإفتاء المصرية: الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هم أفضل البشر على الإطلاق، وميَّزهم الله تعالى عمن سواهم بأن جعلهم معصومين، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يُمَثَّل أو يَتَمَثَّل به إنسان، ولذا فإن تمثيلَهم حرامٌ شرعًا.

أما الصحابة رضوان الله عليهم: فالمختار للفتوى أنه إذا أُظهِرُوا بشكل يناسب مقامهم من النبى صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم خيرة الخلق بعد الأنبياء والمرسلين فلا مانع من تمثيلهم إذا كان الهدف من ذلك نبيلًا؛ كتقديم صورةٍ حسنةٍ للمشاهد، واستحضار المعانى التى عاشوها، وتعميق مفهوم القدوة الحسنة من خلالهم، مع الالتزام بالضوابط الآتية:

أولًا: الالتزام باعتقاد أهل السنة فيهم؛ من حبهم جميعًا بلا إفراط أو تفريط.

ثانيًا: التأكيد على حرمة جميع الصحابة؛ لشرف صحبتهم للنبى صلى الله عليه وآله وسلم، والتوقير والاحترام لشخصياتهم، وعدم إظهارهم فى صورة ممتهنة، أو الطعن فيهم والاستخفاف بهم والتقليل من شأنهم.

ثالثًا: نقل سيرتهم الصحيحة كما هي، وعدم التلاعب فيها.

رابعًا: الاعتماد على الروايات الدقيقة وتجنب الروايات الموضوعة والمكذوبة.

خامسًا: تجنب إثارة الفتنة والفرقة بين الأمة الإسلامية.

ويُستَثْنَى من هذا الحكم: العشرة المبشرون بالجنة، وأمهات المؤمنين، وبنات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وآل البيت الكرام؛ فلا يجوز تمثيلهم.